اجتماع جدة يحدد مستقبل اليمن... واحتدام القتال في عدة جبهات
الأربعاء 24/أغسطس/2016 - 04:55 م
طباعة

تواصل القتال على عدة جبهات في اليمن، مع قرب إعلان الحوثيين والرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح عن حكومة جديدة بصنعاء في وقتٍ يعقد فيه وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي وأمريكا وبريطانيا، بمشاركة مبعوث الأمم المتحدة إسماعيل ولد الشيخ اجتماعًا مغلقًا لمناقشة الملف اليمني.
الوضع الميداني:

وعلى صعيد الوضع الميداني، شنت مقاتلات التحالف العربي اليوم الأربعاء، سلسلة من الغارات الجوية على مواقع يسيطر عليها الحوثيون والقوات العسكرية الموالية للمخلوع علي صالح، بمحافظة حجة (123 شمال غرب العاصمة صنعاء).
وقالت مصادر محلية: إن المقاتلات قصفت مواقع متفرقة للحوثيين وقوات صالح في منطقة الدوار بمديرية مستبأ، واستهدفت غارة مستوصف المجد الذي حوله الحوثيون إلى ثكنة عسكرية.
وبحسب المصادر، فقد أدت الغارات إلى تدمير دوريتين عسكريتين للحوثيين وميليشيا صالح، في حين لم تتضح على الفور ما إن كانت هناك خسائر بشرية أم لا.
وفي سياق آخر، أفاد المركز الإعلامي للمقاومة الشعبية، بمحافظة البيضاء (268 شرق صنعاء) بمقتل أربعة حوثيين في كمين نصبه رجال المقاومة لهم.
وذكر المركز، في حسابه على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، أن رجال المقاومة نصبوا كميناً مسلحاً استهدف دورية للحوثيين في منطقة "العوسج" بمديرية ذي ناعم، أسفر عن مقتل أربعة حوثيين وجرح اثنين آخرين وإحراق الدورية.
ويسيطر الحوثيون على أجزاء واسعة من محافظة البيضاء منذ نحو عامين، وتشهد عدة مناطق في المحافظة مواجهات مسلحة بين الحوثيين وميليشيا صالح من جهة، ورجال المقاومة الشعبية من جهة أخرى.
فيما اغتال مسلحون مجهولون العميد المتقاعد في قوات الحرس الجمهوري اليمني سابقًا العميدعبدالله الرصاص أمام منزله في شارع الرقاص شمال غرب العاصمة صنعاء.
شهود عيان أكدوا أن مسلحَين كانا يستقلان دراجة نارية أطلقا ثلاث رصاصات باتجاه العميد الرصاص أمام منزله وأردوه في الحال ولاذوا بالفرار.
وفي تعز، قُتلت قيادات ميدانية لميليشيات الحوثي خلال معارك الليلة الماضي غرب المدينة، الأول يدعا أبومالك وهو المشرف الميداني للميليشيات في المحور الغربي لتعز، والثاني هو حسين هاشم الكبسي .
وأوضحت مصادر في المقاومة الشعبية أن الكبسي قتل عند سفح جبل هان من جهة الشمال، وأبو مالك قُتل في منطقة الربيعي، وذلك خلال تصدي الجيش اليمني والمقاومة الشعبية لهجوم معاكس شنته الميليشيات الليلة الماضية في محاولة لاستعادة السيطرة على مواقع تم دحرها منها خلال الأيام الماضية.
وفي محافظة عمران، أكدت مصادر قبلية وصول نحو 45 جثة لعناصر من الحوثيين قُتلوا في معارك تعز خلال الأيام القليلة الماضية.
ووفقًا لشهود عيان، فقد تم دفنهم الثلاثاء في مقبرة بيت الفقيه في مدينة عمران في ظل تكتم شديد ودون إبلاغ أهاليهم. وينتمي هؤلاء إلى مديريات شهارة وعيال سريح ومسور وجبل يزيد التابعة لمحافظة عمران.
وفي مأرب، اعترضت الدفاعات الجوية لقوات التحالف صاروخًا بالستيًّا أطلقته الميليشيات فجر اليوم باتجاه أحد معسكرات الجيش الوطني القريبة من مدينة مأرب، وتم تدمير الصاروخ في الجو.
وأكدت مصادر ميدانية أن منظومة الدفاع الجوية للتحالف العربي في اليمن، استطاعت اعتراض صاروخ باليستي أطلقته ميليشيات الحوثيين نحو مأرب.
وقالت مصادر يمنية: إن منظومة الدفاع الجوي، "باتريوت"، اعترضت في تمام الساعة 12 منتصف الليلة، صاروخًا بالستيًّا أطلقه الحوثيون على مأرب.
وكانت ميليشيات الحوثيين أعلنت إطلاقها صاروخًا بالستيًّا ليلة الثلاثاء/الأربعاء تجاه مدينة مأرب دون إيراد مزيد من التفاصيل.
كما أعلنت السلطات السعودية اليوم الثلاثاء، مقتل مقيم يمني وإصابة آخر بمقذوف عسكري مصدره اليمن، سقط على مدينة نجران جنوبي المملكة.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس)، عن المتحدث الرسمي لمديرية الدفاع المدني بمنطقة نجران، المقدم علي بن عمير الشهراني، أنه "عند الساعة السادسة من مغرب اليوم الثلاثاء، باشرت فرق الدفاع المدني بلاغاً عن سقوط مقذوف عسكري من داخل الأراضي اليمنية على مدينة نجران؛ مما نتج عنه مقتل مقيم يمني وإصابة آخر، حيث تم نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج".
قائد الأركان الإماراتي في اليمن:

وفي نفس السياق ، زار الفريق الركن حمد محمد ثاني الرميثي، رئيس أركان القوات المسلحة الإماراتية، اليوم الثلاثاء، مدينتي عدن والمكلا جنوب اليمن، تفقد خلالها القوات الإماراتية المشاركة ضمن قوات التحالف العربي.
وتفقد الرميثي، الذي رافقه عدد من كبار قادة القوات المسلحة الإماراتية، أماكن تواجد الوحدات العسكرية الإماراتية في كل من عاصمة اليمن المؤقتة عدن ومدينة المكلا.
وبحسب وكالة الأنباء الإماراتية فقد "نقل رئيس أركان القوات المسلحة الإماراتية لجنوده المرابطين في اليمن، تحيات القيادة العليا في الدولة متمنيًا لهم كل التوفيق في أداء مهامهم على أكمل وجه".
وبحسب الوكالة "شهد الركن حمد محمد ثاني الرميثي، خلال زيارته مراسيم التدشين الرسمي لمطار عدن ومطار الريان في حضرموت".
وبذلت دولة الإمارات العربية المتحدة بالتعاون مع الحكومة اليمنية الشرعية، جهودًا كبيرةً لإعداد وتأهيل مطار عدن وكذلك مطار الريان.
وأثنى المسئولون في الحكومة الشرعية اليمنية بجهود الإمارات، التي أسهمت في انتشال مختلف القطاعات الخدمية، خاصةً قطاع النقل في اليمن، مما كان له أثر كبير في إعادة تطبيع مختلف القطاعات الخدمية في اليمن.
المشهد السياسي:

وعلى صعيد المشهد السياسي، قال الرئيس اليمني السابق "علي عبدالله صالح" أنه تعرض لمحاولة اغتيال جديدة، قبل ثلاثة أيام في العاصمة صنعاء .
وأكد في لقاء مع عدد من صحفيين في حزبه مساء أمس الثلاثاء قوله: "تعرضت من يومين إلى ثلاثة إلى محاولة اغتيال عبر مجموعة من الحاقدين- على حد قوله- في صنعاء".
وأضاف "صالح" أن محاولة الاغتيال تتم بطريقة الإغراء؛ حيث قال: "يقول له: اطرح له الشريحة هنا.. تابع سيارته أين سار أين طلع".
واعتقد "صالح" أن القرار الأممي "2216" يعتبر لاغياً وليس له أي صلاحية بعدما أسماه العدوان على اليمن، رغم أن وفده إلى جانب الحوثيين اعترف بالقرار دون العمل على تنفيذه كما ورد.
وأضاف "صالح" أنه إلى جانب الحوثيين بصدد دفن مخرجات الحوار الوطني الذي انتهى في " 2014" مسمياً تلك المخرجات بأنها خيانة عظمى بعد إقرار "خيار الأقاليم" وشكل الدولة الاتحادية.
وظهر صالح أمس الثلاثاء متحدثاً عن انتهاء المبادرة الخليجية والقرار الأممي "2216" الذي قال بأنهم دفنوه بالدماء، إضافةً إلى وصفه لمخرجات الحوار الوطني بأنها في طريقها إلى الدفن.. على حد قوله.
ويستعد صالح والحوثيون خلال الأيام المقبلة لإعلان الحكومة، وتتضمن القائمة أعضاء وقيادات في حزب المؤتمر وعددًا من قيادات الحوثيين بعد تشكيل المجلس السياسي الأعلى برئاسة "صالح الصماد" بين الجانبين.
المسار التفاوضي:

وعلى صعيد الحل السياسي، تحتضن مدينة جدة السعودية اليوم، اجتماعات مهمة على مدار يومين، يشارك بها وزراء خارجية الدول الخليجية وأمريكا وبريطانيا بحضور المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد، إضافة إلى مبعوث الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، لبحث الملف اليمني، عقب التصعيد العسكري الذي تشهده البلاد بسبب عرقلة وفد الحوثي وصالح مسار الحل السياسي ومشاورات السلام التي أقيمت بالكويت برعاية أممية.
ونقلت قناة "العربية" على لسان مصادر مطلعة تأكيدها، أن الاجتماعات ستؤكد على تبني المقترح الأممي لحل الأزمة اليمنية، بالتزامن مع ثبات الموقف الدولي الرافض للانتهاكات التي ترتكبها الميليشيات الانقلابية في عدة محافظات يمنية أبرزها تعز.
وقالت المصادر: إن الاجتماعات ستشهد للمرة الأولى، حضور المبعوث الروسي، نائب وزير الخارجية، ميخائيل بوغدانوف، الذي جدد تأكيده على دعم موسكو لشرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي، ورفضها الخطوات أحادية الجانب التي اتخذتها ميليشيات الحوثي وصالح في صنعاء مؤخرًا.
ورجحت المصادر، أن تتمخض الاجتماعات عن خطوات عملية، أبرزها إقرار عقوبات دولية بحق ميليشيات الحوثي وصالح، في حال رفضها خطة السلام الأممية.
فيما نفى مندوب اليمن لدى الأمم المتحدة السفير "خالد اليماني" مندوب اليمن لدى الأمم المتحدة، أي تحركات تجري في نيويورك بشأن إصدار قرار جديد يتعلق باليمن بعد قرار الانقلابيين إنشاء «مجلس سياسي وعسكري» يدير البلاد .
وقال "اليماني" معللاً ذلك بأن قرار مجلس الأمن 2216 كافٍ لحل أزمة البلاد.
وأكد في تصريح لـ "الشرق الأوسط" اليوم الأربعاء "لا يوجد في الأفق القريب أي نية لإصدار قرار جديد يتعلق بإدانة القوى الانقلابية المتمثلة في الحوثيين وأتباع المخلوع على صالح، لا سيما بعد الخطوة الأخيرة المتمثلة بالخطوة الأحادية وغير الدستورية بإنشاء مجلس سياسي وعسكري يدير البلاد، وتطبيق قرار مجلس الأمن 2216 سيقطع في حال تطبيقه شوطًا كبيرًا في حل أزمة البلاد".
وحول مشاركة ممثلين عن الأمم المتحدة الحوثيين وصالح في حضور تسليم السلطة للمجلس السياسي- أكد "اليماني" أنه تم إرسال رسالة احتجاج قوية اللهجة للأمين العام للأمم المتحدة التي عليها مسئولية كبيرة في عدم مساندة القوى الانقلابية.
وواصل اليماني تعليقه بعض التطورات الأخيرة التي صاحبت سحب منظمة "أطباء بلا حدود" أطباءها من شمال اليمن بعد ادعاءات مزيفة حول استهداف بعض المستشفيات هناك، موضحًا أن منظمة "أطباء بلا حدود" كان لديها عقود تمثيل من الباطن مع مستشفيات منتشرة في مختلف المناطق، ولا وجود لكادر دولي في مستشفياتها إلا فيما ندر.
وأضاف السفير "اليماني" أن الطرف الانقلابي كان ولا يزال يستخدم اسم منظمة "أطباء بلا حدود" لإثارة الضجة الدولية، مجددًا تأكيده على أن هناك إشكالية في عمل منظمات الأمم المتحدة في صنعاء، وجرى توضيح ذلك لمكتب الأمين العام للأمم المتحدة مرات عدة.
المشهد اليمني:
اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي وأمريكا وبريطانيا، بمشاركة مبعوث الأمم المتحدة إسماعيل ولد الشيخ والمبعوث الرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط، حول اليمن، في ظل تصارع الأحداث الميدانية والسياسية على الساحة اليمنية، تشير الأوضاع إلى أن فشل الحل السياسي قد يجعل من الحل العسكري الخيار الأول أمام حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي وقوات التحالف بقيادة السعودية.