في ثاني هجوم.. الجامعة الأمريكية هدف "داعش و"طالبان" بكابل

الخميس 25/أغسطس/2016 - 02:52 م
طباعة في ثاني هجوم.. الجامعة
 
شهدت الجامعة الأمريكية في كابل هجومًا إرهابيًّا أدى إلى مقتل 13 شخصًا وإصابة 44 آخرين، في ثاني هجوم يستهدفها خلال شهر، في وقت لم تعلن فيه حتى الآن أي جماعة متطرفة في أفغانستان مسئوليتها عن الهجوم، ويستعبد مراقبون أن يكون تنظيم "داعش" أو "طالبان" وراء الهجوم.

هجوم الجامعة الأمريكية:

هجوم الجامعة الأمريكية:
أعلنت الشرطة الأفغانية مقتل 13 شخصًا وإصابة 44 آخرين، في الهجوم الذي شنه مسلحان اثنان على الجامعة الأمريكية بمنطقة "دارالأمان" في العاصمة كابل.
وكان مسئول بالشرطة قال في وقت سابق: إن قوات الأمن قتلت اثنين من المشتبه بهم لتنهي الهجوم الذي بدأ على المجمع مساء الأربعاء 24 أغسطس، بانفجار كبير أعقبه إطلاق نار. إلى ذلك تمكنت الشرطة من أنقاذ نحو 500 طالب من المجمع المحاط بسياج.
من جهته ذكر مسئول عسكري أن "مستشارين" أمريكيين ساعدوا القوات الأفغانية في وقف الهجوم على الجامعة، موضحًا أن "مجموعة صغيرة من المستشارين في مهمة "الدعم الحازم" تساعد حاليًّا القوات الأفغانية". وشدد على أن "هؤلاء المستشارين ليسوا في مهمة قتالية، بل يقدمون النصح لنظرائهم الأفغان" لا غير.
هذا وطوق عشرات الجنود الحرم الجامعي، الذي عادة ما يكون مزدحمًا بالطلاب مساء؛ لأن الكثير منهم يعملون ويتلقون دروسًا ليلية بدوام جزئي.
وقع الهجوم في حوالي الساعة 6:30 مساء بالتوقيت المحلي (14:00 بتوقيت غرينتش) وبدأ بانفجار كبير قال المسئولون إنه ناجم عن سيارة ملغومة أعقبه إطلاق نار.
وقال مسئول كبير بوزارة الداخلية: إن القوات الخاصة الأفغانية حاصرت المجمع المحاط بأسوار، واقتحمته، قبل أن تعلن انتهاء العملية.
ونقلت وكالة "رويترز" عن مسئول في الشرطة قوله: إن "القتال انتهى وتم قتل اثنين على الأقل من المهاجمين. وتجري الآن عملية تطهير للمكان على يد فريق فني جنائي، سيتم الإعلان عن المزيد من التفاصيل قريبًا".
وروى طلاب مذعورون كيف أنهم حبسوا أنفسهم داخل القاعات الدراسية أو قفزوا من الطابق الثاني للنجاة بأنفسهم، ما أدى إلى إصابة بعضهم.
ونقلت "رويترز" عن طلاب كانوا في الجامعة أن المسلحين دخلوا مباني الجامعة رغم الإجراءات الأمنية، ومنها الحراس المسلحون وأبراج المراقبة.
ويدرس في الجامعة الأمريكية في كابل، التي افتتحت في عام 2006 أكثر من 1700 طالب. وقد أنتجت 29 برنامج فولبرايت وتحافظ على شراكات مع الجامعات المرموقة في العالم، بما في ذلك جامعة ستانفورد، جامعة جورج تاون، وشبكة جامعة كاليفورنيا.

مَن وراء الهجوم؟

مَن وراء الهجوم؟
حتى الآن لم تعلن أي جهة مسئوليتها عن الهجوم على الجامعة. والهجوم هو الثاني هذا الشهر الذي يستهدف الجامعة أو أساتذتها.
وأعلنت جماعات إسلامية متشددة، وعلى رأسها "حركة طالبان" وجماعة محلية تابعة لتنظيم "داعش" مسئوليتها عن سلسلة من الهجمات في الفترة الأخيرة بهدف زعزعة استقرار البلاد والإطاحة بحكومة الرئيس أشرف عبد الغني المدعومة من الغرب.
وفي السابع من أغسطس تم اختطاف اثنان من الأساتذة، أحدهما أمريكي والآخر أسترالي، تحت تهديد السلاح من طريق قرب الجامعة وهجوم أمس يعد الثاني على الجامعة التي أصبحت هدفًا للمتطرفين.

انتقام "داعش":

انتقام داعش:
مراقبون يرون أن الهجوم على الجامعة الأمريكية في كابل، يأتي انتقامًا من تنظيم "داعش" بعد مقتل حافظ سعيد خان زعيم تنظيم "خراسان" الموالي لأبو بكر البغدادي، نتيجة الضربات الأمريكية في أفغانستان.
فقد تلقى تنظيم داعش في خرسان ضربات متتالية تلقاها خلال الأشهر القليلة الماضية، خسارة أراض كبيرة في ننجرهار ثم 300 من كبار مقاتليه قتلوا في ضربات أمريكية استهدفت التنظيم مؤخرًا، إلى أن خسر زعيم التنظيم حافظ سعيد خان الذي قتل منذ أيام، تلك الخسائر يضاف إليها نقص في التمويل من التنظيم الأم وانشقاقات بين أفراد التنظيم الذين عاد الكثير منهم إلى حضن التنظيم الأم طالبان جعلت من داعش خرسان في مأزق كبير يهدد وجوده كتنظيم متطرف يعمل في آسيا الوسطى؛ ما جعل المحللين يرجحون نهاية وجود داعش الذي كان يحلم بالتمدد شرقًا وغربًا انطلاقًا من مركز في العراق وسوريا.
ولعل ما يمر به داعش خرسان في الحقيقة ما هو إلا انعكاس لحالة الضعف والوهن التي يعيشها التنظيم في الموصل والرقة وسرت، وهو ما يدفعنا للقول: إن داعش الذي ذاع صيته كأخطر تنظيم عالمي أصبح اليوم كالجسم المتهالك الذي بات على شفى الانهيار وذلك بعيون مناصريه وقادته الذين بدءوا بالفرار إلى ملاذات أكثر أمانًا بالنسبة لهم من هذا التنظيم المتهالك.
وجاء مقتلُ حافظ سعيد خان، زعيمُ تنظيمِ داعش خراسان، في أفغانستان وباكستان ليشيرَ إلى فشلِ التنظيم في الانتشارِ والتمددِ في مناطقِ نفوذ طالبان وتنظيمِ القاعدة، فمقتل خان كشف عن حالةِ الهشاشة لدى فرع "داعش" في آسيا الوسطى، لهذا الفشل الذي مني به تنظيم داعش هناك مجموعة أسباب.

المشهد الأفغاني:

المشهد الأفغاني:
الهجمات الأخيرة لا تخفي من بصمات تنظيم "طالبان" و"داعش"، والاخيرة قد تكون وراء الهجوم في ظل الضربات العسكرية القوية التي تلقاها التنظيم عقب الضربات العسكرية الأمريكية قد قادة "داعش" وهو التي أدت إلى مقتل زعيم في أفغانستان حافظ سعيد خان.

شارك