"مبادرة كيري" ترحيب حكومي ورفض حوثي.. وتصاعد القتال في جبهات اليمن

السبت 27/أغسطس/2016 - 06:05 م
طباعة مبادرة كيري ترحيب
 
لم تتأثر معركة تحرير صنعاء بتصريحات وزير الخارجية الأمريكي بشأن الاتفاق السياسي لحل الأزمة اليمنية؛ حيث واصلت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية التقدم في جبهات القتال في مديرية نهم شرق المدينة.

الوضع الميداني:

الوضع الميداني:
ى صعيد الوضع الميداني، كثفت مقاتلات التحالف العربي اليوم السبت، غاراتها الجوية على مواقع يسيطر عليها الحوثيون والقوات العسكرية الموالية للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، بعدة محافظات يمنية.
وقالت مصادر محلية: إن الغارات استهدفت معسكر السواد، ودار الرئاسة، جنوب العاصمة صنعاء؛ حيث سمع دوي انفجارات عنيفة.
وفي محافظة حجة شمال غرب صنعاء، ذكرت المصادر أن مقاتلات التحالف شنت خمس غارات على محطة الكهرباء المركزية في منطقة حسن بمديرية عبس.
كما استهدفت أربع غارات أخرى، محطتي الغاز والكهرباء، بمحافظة صعدة، المعقل الرئيس للحوثيين شمال صنعاء، واستهدفت غارات أخرى مواقع للحوثيين بمديريتي سحار، وكتاف.
وفي محافظة عمران، شنت مقاتلات التحالف نحو ثماني غارات جوية على محطة كهرباء عمران، بحسب مصادر محلية.
وخلفت تلك الغارات، بحسب المصادر، خسائر مادية كبيرة في المحطات المستهدفة، دون أن يتسنى ما إن كانت هناك خسائر بشرية أم لا.
وكثفت المقاتلات غاراتها على تلك المحطات والمواقع، بعد ساعات من احتراق مولد كهربائي في منطقة "نجران" السعودية، بقذائف أطلقها الحوثيون، وقوات صالح من الأراضي اليمنية الواقعة على الحدود.
وقال القيادي في المقاومة الشعبية أبو محمد الخولاني: إن الجيش والمقاومة يحققان انتصارات متلاحقة في جبهة نهم رغم وعورة التضاريس. 
وأضاف الخولاني في تصريحه لـ"إيلاف" أن "المقاومة تمكنت خلال الأسابيع القليلة الماضية من تحرير عدد من المواقع العسكرية في نهم من سيطرة الميليشيات الانقلابية، أهمها جبال الفرضة والمجاوحة، بالإضافة إلى عدد من القرى الصغيرة التابعة إداريًّا لمديرية همدان". وكشف الخولاني عن خسائر كبيرة في الأرواح بين صفوف الانقلابيين بسقوط عشرات القتلى والجرحى. ولفت الخولاني إلى أن ميليشيات الانقلاب زرعت حقولاً من الالغام في عدد من قرى نهم؛ ما أدى إلى إصابة عشرات المدنيين جراء انفجارها، مشيرًا إلى أن تلك الألغام تشكل عائقًا رئيسًا لتقدم المقاومة نحو العاصمة صنعاء. 
وقال مصدر رئاسي يمني: إن معركة تحرير العاصمة صنعاء قائمة ومستمرة ولن تتوقف رغم تصريحات وزير الخارجية الأمريكي جون كيري عن اتفاق سياسي لحل الأزمة اليمنية.
 وأكد المصدر الرئاسي في تصريح مقتضب لـ"إيلاف" على الحسم العسكري لمعركة صنعاء، مستبعدًا إيقاف الحكومة الشرعية للعمليات العسكرية الجارية التي يخوضها الجيش الوطني لتحرير العاصمة صنعاء وبقية المحافظات الأخرى الواقعة تحت سيطرة الانقلابيين. 
وقال المصدر – الذي فضل عدم ذكر اسمه - إن تحرير صنعاء وهزيمة الانقلابيين باتت مسألة وقت. وإنه لا تراجع عن دخول صنعاء. 
فيما مكنت وحدات من الجيش اليمني، والمقاومة الشعبية المواليين للرئيس “عبدربه منصور هادي”، خلال وقت متأخر من مساء الخميس، من السيطرة على آخر مديريات محافظة “أبين”، جنوبي اليمن، وطرد عناصر تنظيم “القاعدة” منها.

وقال مصدر عسكري يمني موالٍ لـ”هادي”: إن “وحدات من الجيش والمقاومة الشعبية، دخلت قبل منتصف ليل الخميس بساعة واحدة، مركز مديرية المحفد، آخر معاقل القاعدة، في أبين (270 كلم إلى الشرق من عاصمة المحافظة)، ونشرت جنودها على مداخل المدينة ومخارجها، دون مقاومة تذكر”.

المسار التفاوضي:

المسار التفاوضي:
وعلى صعيد المسار التفاوضي، أعلن الحوثيون مساء الجمعة، رفضهم تسليم الصواريخ الباليستية، التي اعتبرها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، تهدد “السعودية والمنطقة وأيضًا الولايات المتحدة”، في رفض ضمني من قبلهم للمبادرة التي طرحها الأخير لحل الأزمة اليمنية.
وكشفت رسالة صادرة عن ما يسمى بـ”وحدة القوة الصاروخية” التابعة للحوثيين وحلفائهم من قوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح، مساء الجمعة، عن رفض ضمني لخارطة دولية، أعلن عنها كيري، الخميس، في مدينة جدة السعودية. 
وتتضمن الخارطة “تشكيل حكومة وحدة وطنية يشارك فيها الحوثيون، وانسحاب الحوثيين من صنعاء، وتسليم الأسلحة الثقيلة في اليمن إلى طرف ثالث”، لم يفصح عنه “كيري”، أثناء الكشف عن الخطة. 
وقالت الرسالة التي نشرها متحدث الحوثيين ورئيس وفدهم التفاوضي في مشاورات الكويت، محمد عبد السلام، على صفحته الرسمية بـ”فيسبوك”، ونقلتها قناة “المسيرة” التابعة للحوثيين: “من يطمع في انتزاع سلاحنا سنطمع في نزع روحه من بين جنبيه”، في رفض واضح لشق تسليم السلاح في المبادرة الدولية الجديدة لحل النزاع. 
فيما أعلن الحكومة اليمنية، عن موافقته وترحيبه المبدئي بالأفكار التي تمخض عنها الاجتماع الذي انعقد في مدينة جدة وضم وزراء خارجية أمريكا وبريطانيا ودول مجلس التعاون الخليجي.

وجدد الحكومة اليمنية برئاسة الدكتور أحمد عبيد بن دغر التأكيد على استعداد الحكومة للتعامل الإيجابي مع أية حلول سلمية طالما وتطابقت مع المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني، وقرار مجلس الأمن 2216، لتضع حدا للمأساة والكارثة الإنسانية جراء استمرار الانقلابيين في حربهم الهمجية ضد الشعب اليمني.
 وأعاد مجلس الوزراء التذكير بمواقف الحكومة الحريصة على مصالح شعبها، والتي تجسدت في مشاورات الكويت برعاية الأمم المتحدة وما سبقها، وتوقيعها على مشروع الاتفاق الأممي الذي رفضه الانقلابيون ليثبتوا للعالم أجمع استخفافهم بمعاناة الشعب اليمني ومضيهم في غطرستهم حدود غير مقبولة داخليًّا وخارجيًّا باتخاذ إجراءات أحادية مرفوضة لشرعنة انقلابهم، وتتعارض كلية مع قرارات مجلس الأمن الدولي والمرجعيات المتفق عليها كأساس للحل السياسي.
ولفت المجلس، إلى أن الميليشيا الانقلابية تتعامل مع أية تنازلات تقدم من أجل حقن دماء الشعب اليمني بأنها انتصار مزعوم لها، وتفهم حرص الحكومة والتحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية والمجتمع الدولي والأمم المتحدة، وتغليبهم للحلول السلمية، بشكل خاطئ ما يدفعها إلى ممارسة مزيد من الصلف والغطرسة والهمجية للمضي في مخططها التدميري لخدمة أجندات مشبوهة.
وكرر مجلس الوزراء، الترحيب بأية حلول سلمية شريطة أن تكون تحت سقف المرجعيات المتفق عليها والمتمثلة في قرار مجلس الأمن الدولي 2216 الصادر تحت الفصل السابع والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل.. مشيرًا إلى أن الشعب اليمني دفع الغالي والنفيس في هذه الحرب الظالمة التي فرضتها عليه الميليشيا الانقلابية، وأدرك جيدا وعرف أن الدولة الشرعية هي الضامن والحامي فقط وكل ما عداها خراب وفوضى وتراجع، ما يحتم علينا عدم خذلانه والدفاع عنه بكل الأساليب والوسائل لعدم تكرار تلك التجربة المريرة، أو السماح لها بالعودة مرة أخرى من بوابة الحلول السياسية.
وثمن المجلس عاليا، جهود التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة في مساندة الشعب اليمني والوقوف إلى جانبهم وتلبية ندائهم واستنجادهم بإخوانهم لإنقاذهم من الانقلاب الميليشاوي الطائفي الدموي.

المشهد السياسي:

المشهد السياسي:
فيما شن الكاتب السعودي علي سعد الموسى هجومًا لاذعًا على حزب التجمع اليمني للإصلاح "الإخوان المسلمون" وعلى أحد قيادته الشيخ عبدالمجيد الزنداني؛ بسبب ما قال عنه غياب دورهم من أحداث الأزمة اليمنية .
وقال الموسى في مقال له نشر اليوم في صحيفة "الوطن" السعودية بعنوان "أين اختفى الإمام عبدالمجيد الزنداني" أنه متابع جيد لكل تفاصيل القصة في الشأن اليمني، وإن من خلال متابعته لاحظ أن: "الغائب الوحيد، وللغرابة، في هذا المسرح الواسع المكشوف هو حزب الإصلاح، وفضيلة الدكتور عبدالمجيد الزنداني".
وواصل الموسى انتقاده للزنداني، قائلاً: "لم أشاهد لفضيلته صورة واحدة طوال مدة هذه الأزمة إلا ما كان من تلك الصور التاريخية حين شق "جبال الحجاز" ضيفًا أسطوريًّا، وفي كل صورة كان يتربع على رأس المائدة في أيام من الزحمة كان فيها اليوم الواحد يتسع لعشر ولائم"، وإنه بعد الولائم اختفى تمامًا. على حد قوله.
وطرح الكاتب السعودي في مقاله عددًا من الأسئلة موجهة للشيخ الزنداني وكان أولها: لماذا وقفت يا صاحب الفضيلة على الحياد التام، ولماذا آثرت كل هذا الصمت؟ مشيرًا أن الجميع ينتظر من الزنداني الجواب.
وأضاف الموسى أنه ينتظر أن يعرف رأي ووجهة نظر الزنداني، معللًا السبب: "لأنكم زعيم حزب وقائد جماعة يعرف جيدًا بواطن الشأن اليمني وسياسي بارع في المناورة وفي القفز الآمن من شجرة إلى أخرى، وأحيانًا، يا صاحب الفضيلة، قد يكون الحياد أو الاختفاء تعبيرًا عن موقف سياسي فأنر دربنا يا فضيلة الشيخ: هل اختفيت لأننا أخطأنا في الحالة اليمنية بالمجمل؟ هل أخطأنا في التفاصيل أو في التحالفات وهوامش إدارة الأزمة؟ هل أخطأنا في الاستراتيجية.....؟".

وكان ثاني سؤال للكاتب: كيف ستبرر هذا الحياد المكتمل والاختفاء السياسي أمام جمهورك في العمق السعودي؟
وقال الموسى معلقًا للزنداني عن سبب سؤاله: "بهذا الموقف الرمادي أحرجت وستحرج على الأقل أولئك الكرام الذين فرشوا أمامك موائد الطعام من أبها حتى الطائف، ومن جدة حتى المدينة المنورة"، وأضاف: "لقد كان هؤلاء ونحن أيضًا نتوقع أن يكون خروجكم المشهود من اليمن منعطفًا جوهريًّا في شكل الحرب، وأنتم تتحررون من الرقابة والملاحقة، وكنا معهم نتوقع أنك ستكون (هنا)، ومن جديد، يدًا ولسانًا تحرك الأتباع الخلص من الذين أعطوك وحزبك أكثر من ثلث الأصوات في آخر اقتراع نيابي".
وسخر الكاتب من اختفاء الزنداني، قائلاً: "أنا أربأ بكم يا صاحب الفضيلة أن تختفي تماما بما يشبه اختفاء الإمام موسى الصدر صورة أمام الفلاشات على آخر مائدة طعام أنت يا شيخنا لم تأت جائعًا لتأكل".
وطرح سؤاله الثالث: ماذا ستقول لأنصارك في العمق اليمني بعد هذا الحياد والاختفاء؟ ماذا ستقول يا صاحب الفضيلة للبسطاء المحاصرين في تعز ونحن نعلم أنها الحاضرة التاريخية لحزب الإصلاح والحاضنة الأساس له؟".
 وتساءل الكاتب السعودي: لماذا آثر حزب الإصلاح الانسحاب، لا عن حاضرته وحاضنته، بل أيضًا من كل عذابات المسرح السني الخالص: من مأرب إلى البيضاء، ومن إب إلى عدن، مرورًا بتعز، ومن ميدي إلى الحديدة وحتى إلى حرض: "لماذا كان حزب الإصلاح هو الوحيد الغائب المختفي عن طلقة أو كلمة أو تصريح أو بيان أو حتى حملة إغاثة؟".
وختم الموسى مقاله الذي هاجم وسخر فيه من اختفاء دور زعيم الإصلاح الزنداني مطالبًا إياه بأن لا يفهم ما جاء في المقال أنه تحامل أو هجوم: "لا تقل لنا أبدًا أبدًا إننا نتحامل؛ لأن هذا الموقف منكم ومن حزبكم واضح وضوح جبل صبر فوق جنوب تعز".

المشهد اليمني:

نتائج اجتماع جدة لم تأت بجديد، وهي تكرار للقرار الأممي الخاص باليمن، فقد أقر اجتماع جدة خطة جديدة لإطلاق مفاوضات اليمن المتوقفة، تقضي بتسليم أسلحة الميليشيات وتشكيل حكومة وحدة وطنية، وهو ما يشير إلى أن الجميع يريد الحل السياسي ،ولكن الأوضاع على الأرض تأخذ منحًى آخر عبر استمرار القتال في عدد من المدن اليمنية ومحيط صنعاء.

شارك