الاتفاق على عداوة الأكراد.. تدفع الأسد للصمت على الاحتلال التركي لجرابلس

السبت 27/أغسطس/2016 - 06:32 م
طباعة الاتفاق على عداوة
 
بعد نحو ثلاثة أيام من الاحتلال التركي لمدينة "جرابلس" السورية، أراد النظام التركي تعزيز قواته في تلك المدينة التي كانت معقلاً لتنظيم "داعش" في الشمال السوري؛ إذ رسلت تركيا اليوم السبت 27 أغسطس 2016 ست دبابات إضافية إلى سوريا، في الوقت الذي يواصل فيه معارضون مدعومون من أنقرة إزالة ألغام مدينة جرابلس التي تمت استعادتها من تنظيم داعش، على ما أفاد مراسل وكالة فرانس برس.
وقد شن الجيش التركي الأربعاء الماضي ما يُسمى بعملية "درع الفرات"، نفذتها قوات خاصة من الجيش التركي، مدعومة بالدبابات، داخل الأراضي السورية بهدف طرد ميليشيات "داعش" من المدينة، وإن كان الهدف الأبرز من تلك العملية ليس طرد تنظيم "داعش" الذي لم يُبدِ أي مقامة للجيش التركي وانسحب قبل العملية من المدينة بيومبن، وغنما الهدف منها هو وقف تقدم المجموعات المسلحة الكردية السورية التي تسعى إلى إقامة شريط حدودي.
الاتفاق على عداوة
وكانت مدينة "جرابلس" هي الهدف الثاني لقوات الحماية الكردية بعد تحرير مدينة "منبج" السورية، من يد تنظيم "داعش"، الأمر يُقلق الأتراك، ما دفع تركيا إلى إعادة التنسيق مع الأمريكان للسيطرة على "جرابلس".
اللافت إلى أن "داعش" لم يُبدِ أي مقاومة لقوات الجيش التركي، وانسحب من المدينة قبل العملية بيومين، في حين ظل التنظيم يُقاتل جماعات الأكراد في منبج نحو 3 أشهر حتى تمكنت الاكراد من السيطرة على المدينة، وقد انتقد مراقبون مدى الاندفاع التركي في تمرير أجندات دولية في الداخل السوري، خاصة أن تركيا لا تزال تشهد عمليات إرهابية تستهدف قواتها على طول الشريط الحدودي.  
الأمر لم يتوقف عند ذلك القدر فيبدو أن رد فعل النظام السوري الهزيل على الاحتلال التركي لمدينة "جرابلس"، يعكس بشكل أو بآخر مدى التوافق بين الطراف الدولية على التحرك التركي، فنظام الأسد بيانه على العملية جاء ضعيف جداً كما لم يتقدم بمذكرة احتجاج واحدة في مجلس الأمن على تلك الخطوة التركية.
الاتفاق على عداوة
وبرر مراقبون الموقف السوري، بأن دمشق وتركيا عدوهما واحد وهو القوات الكردية، لذلك اتخذت تركيا موقف الانتظار، ولم يستحق التطور الكبير على الأرض أكثر من ادانة من وزارة الخارجية السورية، ودعوة المعتدين الى التنسيق معها مسبقا لمكافحة الإرهاب، بناء على نصائح روسية.
ولفت مراقبون أن الرغبة المُلحة لدى نظام الأسد في التخلص من المشروع الكردي الفيدرالي لا يزال يطغى على الدبلوماسية السورية مع الرهان، مجددًا على نشوب اشتباك بين أعدائها في النهاية، وأن الأتراك يؤدون المهمة المطلوبة في الملف الكردي، وذهبت تقارير إلى أن  بيان الجيش السوري عن حزب العمال الكردستاني قبل ايام وهجماته في الحسكة، قد يكون الرسالة التي شجعت الأتراك على دخول جرابلس. 
الاتفاق على عداوة
وقالت تقارير: إن دمشق تبلغت مسبقًا بالعملية عبر الروس، قبل أيام من العملية، وستتبلغ ببقية العملية من خلال وفد مشترك من الأجهزة الأمنية قد يذهب إلى اسطنبول في الأيام المقبلة، فالنقاش قد يشمل نتائج العملية، والروس لا يزالون يلتزمون الصمت، رغم أن جيشًا "أطلسيا" يقترب من حلب التي وضعوا مهلة لإنهاء المعارك فيها وإغلاق بواباتها على المعارضة المسلحة في الجزء الشرقي، قبل منتصف سبتمبر المقبل. 
ولا يمكن تنبؤ الموقف الروسي ومكاسبه من الخطوة التركية؛ خاصةً أن التقارب التركي الروسي الأخير، لا يمكن أن تكون الخطوة التركية جاءت دون التنسيق معهم، لذلك الصمت الروسي لا يمكن تفسيره إلا في سياق الموافقة على التحرك التركي على الأرض.
وبحسب صحيفة حرييت فإن تركيا بات لديها 50 دبابة و380 جندياً في سورية بعد ثلاثة أيام من انطلاق العملية، وقال المصور أنه سمع دوي انفجارات متقطعة حين كان معارضون سوريون موالون لتركيا يعملون على ابطال مفعول عبوات ناسفة زرعها مسلحو التنظيم المتطرف قبل انسحابهم من جرابلس.
الاتفاق على عداوة
وأكدت وكالة أنباء الأناضول شبه الحكومية أن المسلحين السوريين يدمرون متفجرات، مشيرة إلى إبطال مفعول 20 عبوة في يوم الجمعة فقط، وأكدت السلطات التركية أن هجومها يستهدف أيضاً منع تقدم قوات وحدات حماية الشعب الكردي شرقي الفرات.
وقصفت المدفعية التركية أول من الخميس مواقع لهذه الوحدات الكردية السورية في شمال سوريا بعد أن لاحظت أجهزة استخبارتها أن هذه القوات الكردية السورية تتقدم ميدانياً رغم وعد واشنطن بأنها ستتراجع، ولم يسجل أي نشاط تركي ضد المسلحين الأكراد منذ ذلك اليوم.
وبحسب حرييت فإن القوات المسلحة التركية تلقت أوامر بـ"الضرب الفوري" في حال تحرك وحدات حماية الشعب الكردي باتجاه جرابلس، وتعتبر تركيا وحدات حماية الشعب الكردي أهم المجموعات المسلحة الكردية في سورية، وجناحها العسكري منظمتين "إرهابيتين" تسعيان إلى إقامة منطقة حكم ذاتي كردية في سورية.

شارك