"أشبال الخلافة".. "داعش" يُلطخ براءة الأطفال بـ"كتائب الموت"
الأحد 28/أغسطس/2016 - 06:10 م
طباعة

لا زال التنظيم الإرهابي "داعش" يتبع أساليب همجيةً في مواجهة معارضيه، فقد استخدم التنظيم كافة وسائله الإجرامية منذ ظهوره، فما بين الذبح والقتل والحرق والإغراق تعامل داعش بكل دموية مع أعدائه، ومواصلة لذلك الأسلوب الهمجي ظهر طفل يشارك في عمليات الإعدام الوحشية الذي يتبعها داعش، يعتقد أنه بريطاني.

وبحسب صحيفة الإندبندنت البريطانية، ظهر في الفيديو طفل يبدو أنه بين 10 و12 عامًا، يطلق النار على سجين راكعًا على ركبتيه أمامه، بجانب 4 شباب يفعلون الأمر نفسه.
وعلى الرغم من أن هوية الطفل ما زالت غير معروفة، فإنه تم تعريفه في التسجيل باسم أبو عبد الله البريطاني، ويظهر في الفيديو 5 أطفال يقفون خلف سجين يرتدى بدلة برتقالية اللون، وهم مسلحون بمسدسات، ويرتدون ملابس عسكرية.
ووفق ما ذكرت الصحيفة، فإن سن الإجرام في بريطانيا هو 10 سنوات؛ لذلك إذا ثبت أن الطفل بريطاني، وتمت إعادته إلى وطنه، فإنه يمكن أن يواجه تهم القتل.
ومنذ ما يقرب من عامين اتبع التنظيم الإرهابي "داعش"، وسيلةً جديدةً للقضاء على فريسته وهي استغلال عدد كبير من الأطفال أطلق عليهم "أشبال الخلافة"، بعد أن اضطرت الجماعة الإرهابية إلى التراجع من المعاقل الرئيسية في العراق وسوريا.
وترى تقارير المنظمات الدولية المعنية بحقوق الطفل أن توظيف الأطفال في عمليات إرهابية، أشبه بالكتابة على اللوح الأبيض بالدم قتل البراءة والعفوية الطفولية، لتكتسب قلوب الأطفال كراهية وعنف بلون الدم، وهي حالة غير مسبوقة في التاريخ الإنساني، بهذه النوعية والحجم، وخلق "كتائب الموت" الطفولية ، التي تنساق إلى الجحيم دون تردد أو خوف، بل يساروهم شعور غريب بـ الفرح والرضا وكأنهم يمارسون لعبة طفولية!.
وفى يناير الماضي، أعلن وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند، أن نحو 1500 بريطاني حاولوا الانضمام إلى داعش ومجموعات إرهابية أخرى في سوريا.
والجدير بالذكر أن الأشهر الماضية شهدت انتشار فيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي تُظهر مراهقين وأطفالًا يتدربون على استخدام الأسلحة، ويشاركون في حرب الشوارع والعصابا؛ حيث تعمدت وسائل إعلام تابعة لـ"داعش" بنشرها؛ حيث تعتبر دليلًا عن استغلال المنظمة الإرهابية للأطفال في صراعها مع كافة الدول العربية.

ووفق ما أفادت بوابة الحركات الإسلامية في تقارير سابقة، يسعي تنظيم داعش الإجرامي جاهدًا في تجنيد الشباب كما الأطفال؛ حيث جاء في إحدى التقارير أن أطفالًا دون 18 عامًا شوهدوا على نقاط التفتيش، وأن شابًّا آخر لم يتعد عمره 17 سنة تورط في تفجير معبر باب السلام الحدودي.
ووفقًا لتقرير صادر عن اللجنة السورية لحقوق الإنسان نشر بداية العام الجاري، فإن ما لا يقل عن 800 طفل تحت سن الـ18 جندوا من قبل التنظيم.
وأضاف التقرير أن داعش اعتمد على أساليب تحريضية لجذب الأطفال؛ حيث أمن لهم عددًا من الأنشطة الترفيهية والأجواء الخاصة التي غالبًا ما افتقدت في البلد بسبب النزاع الدائر.
وعن طريق تنظيم المؤتمرات في المدارس حول موضوع الحرب، يجذب التنظيم المراهقين لديها؛ حيث يبث في عقولهم أن باستطاعتهم القتال، ويستهدف التنظيم الأطفال الذين يتعدى عمرهم 13 عامًا.
هذا وقد بثت مؤخرًا وسائل الإعلام التابعة لـداعش مقطع فيديو لحفل تخرج عدد من الأولاد يظهرون لاحقًا في الشريط نفسه يحملون الأسلحة.
ووفق تقرير في إحدى الصحف العالمية نشر في وقت سابق، أن أكثر من 30 طفلًا كانوا يقاتلون في صفوف داعش، لقوا حتفهم في المعارك الطاحنة التي استمرت طوال شهر ضد القوات الكردية في مدينة كوباني.
كان تقرير أممي تم نشره في وقت سابق سلط الضوء على الاستخدام الممنهج من قبل داعش للأطفال ما دون الـ18 كجلادين، متحدثًا عن المقاتل الذي يبلغ عمره 16 عامًا الذي نفذ عملية قطع رأس جنديين، كان التنظيم قد اختطفهما من قاعدة طبقة الجوية في أواخر أغسطس عام 2014، في سلوك الرقة، كما أظهر شريط فيديو آخر طفلا لا يتعدى عمره 8 سنوات يقوم بإعدام رجلين اتهمهما التنظيم بأنهم جواسيس لروسيا.
وذكرت صحيفة الـإندبندنت البريطانية، في وقت سابق، أن مواقع مناصرة لـ داعش نشرت أول صورة لطفل في سبتمبر الماضي زعم أنه أصغر مقاتل أجنبي يقتل في معركة، ولم يكن يتعدى العاشرة من العمر، وراح أنصار داعش يتناقلون صور الطفل متباهين بأنه أصغر شهيد.

وكما جاء في بعض التقارير العالمية من داخل سوريا والعراق، فإن توجه تنظيم داعش الإرهابي، لتجنيد الأطفال، بدأ منذ شهور ، وبالتحديد في شتاء العام 2015 معتمدًا على أبناء عناصر التنظيم، الذين وفدوا مع أسرهم للحاق بالـ الجهاد في سوريا والعراق، نتيجة لاستثمار الجهاديين في الأطفال.. إلى جانب الأطفال الذين ولدوا في مخيمات وقواعد التنظيم في المناطق الخاضعة لسيطرته، وغالبية هؤلاء الأطفال من جنسيات غير عربية النسبة الأكبر من القوقاز، وشرق أوروبا وآسيا ثم تمت الاستعانة بأ طفال عراقيين وسوريين، من القرى والمناطق الواقعة تحت سيطرة دولة الخلافة ولا يستطيع أحد الاعتراض على تجنيد أطفالهم .. وهناك عدد آخر من الأطفال تم اختطافهم من المناطق المجاورة.
مركز أبحاث ريسيرتشرز فور كويليام لمكافحة التطرف في لندن، سبق ونشر تحقيقًا عن أطفال داعش، يشير إلى أن التنظيم يضع الكثير من الجهد، في سبيل تلقين الأطفال منهجا تعليميا قائما على العنف والكراهية، وتعزيز فكرة أن يكونوا إرهابيين في المستقبل، ويرى الجيل الحالي من المقاتلين أن هؤلاء الأطفال أكثر عنفًا وفتكًا من أنفسهم، ويهدف التنظيم إلى تجهيز جيل جديد أقوى من المقاتلين، نشئوا وتطبعوا على العنف من خلال مشاهدة عمليات الإعدام العلنية، ومشاهدة أشرطة فيديو في مراكز الإعلام، وإعطائهم أسلحة للعب فيها.
وجاءت أولى عمليات القنابل البشرية من الأطفال، بتنفيذ عمليات تفجيرية انتحارية بعد أن نجح التنظيم الإرهابي، في تجنيد آلاف الغلمان الصغار الذين لم تتجاوز أعمارهم الخامسة عشرة، ونجحوا في زرع أفكار مضللة في عقول الأطفال، تعلمهم قسوة القتل والتدمير والتفجير باسم الإسلام، وتم تدريبهم على القتل والتفجير والتخريب في نظام عسكري صارم؛ كي يتم تحويلهم إلى قنابل بشرية، تفجر نفسها وسط تجمعات العزاء والأفراح، أو داخل أي حشد أو زحام؛ بهدف إحداث أكبر قدر من الخسائر البشرية، وهو ما حدث في العراق وتركيا.