تفجيرات دموية في "عدن".. ووفد حوثي في "بغداد" بحثًا عن الشرعية
الإثنين 29/أغسطس/2016 - 06:11 م
طباعة

شهدت مدينة عدن مقر حكومة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، تفجيرًا دمويًّا أدى إلى مقتل 71 شخصًا واصابة 100 آخرين، فيما أعلن تنظيم "داعش" تبني الهجوم، في الوقت الذي ذكرت فيه مصادر إعلامية عربية وصول وفد لجماعة الحوثيين إلى العاصمة العراقية بغداد للقاء عدد من المسئولين العراقيين والإيرانيين.
الوضع الأمني:

وعلى صعيد الوضع الأمني قتل 71 شخصًا على الأقل وأصيب زهاء مئة في تفجير انتحاري استهدف، اليوم الاثنين، مركزًا للتجنيد تابعًا للجيش اليمني في عدن، تبناه تنظيم «داعش»، هو الأكثر دموية في المدينة، منذ استعادتها القوات الحكومية المدعومة من التحالف العربي بقيادة السعودية قبل عام.
وخلال الأشهر الماضية، شهدت المدينة التي أعلنها الرئيس عبد ربه منصور هادي عاصمة مؤقتة أثر سيطرة الحوثيين وحلفائهم الموالين للرئيس السابق علي عبدالله صالح على صنعاء في سبتمبر 2014- شهدت هجمات تبنى معظمها تنظيما القاعدة و«داعش».
وأفاد الجهاديون من النزاع بين الحكومة المدعومة من التحالف منذ مارس 2015، والمتمردين المتهمين بتلقي الدعم من إيران، لتعزيز نفوذهم في مناطق عدة من اليمن، خصوصًا في أجزائه الجنوبية.
وصباح الاثنين، استهدف انتحاري يقود سيارة مفخخة تجمعًا لمتطوعين ينتظرون للانضمام إلى الجيش، كانوا في مدرسة تستخدم كمركز تجنيد في شمال المدينة الساحلية، بحسب مسئول في أجهزة الأمن.
وأدى التفجير إلى مقتل 71 شخصًا، وإصابة 98 آخرين، بحسب ما أفادت مصادر طبية في ثلاثة مستشفيات بعدن نقل إليها الضحايا.
وقال ناجٍ من الهجوم لصحيفة عدن الغد المحلية: إن العشرات من طالبي التجنيد كانوا يقفون وسط باحة المدرسة استعدادًا للدخول إلى غرفة بالمدرسة؛ حيث يتم تسجيل المجندين والنظر في ملفاتهم .
وأضاف قائلًا: “التفتنا على صوت فتح باب المدرسة لسيارة الأغذية التابعة للمقاومة والتي تدخل كل صباح لتوزيع وجبة الغذاء على بعض المجندين والقائمين بالتسجيل”.
وتابع: “فور دخول السيارة تلاها دخول سيارة نوع هايلوكس دخلت مسرعة لتتجاوز سيارة الغذاء وتصطدم بطابور المجندين وتنفجر وسطهم”.
ويشير توقيت الهجوم إلى تنفيذ محكم من المهاجمين؛ حيث تابعوا ورصدوا على ما يبدو مواعيد فتح البوابة؛ ليتسنى لهم تجاوزها بسهولة، وإحداث أكبر عدد من الضحايا.
وأعلنت وكالة أعماق التابعة لداعش مسئولية التنظيم عن تفجير عدن الانتحاري الذي استهدف مجمعًا لمقاتلين محليين في المدينة الواقعة جنوب اليمن اليوم الاثنين.
وقالت الوكالة على حسابها على تطبيق تليجرام: “نحو 60 قتيلًا في عملية استشهادية لمقاتل من الدولة الإسلامية استهدف مركزًا للتجنيد في مدينة عدن.”
الوضع الميداني:

وعلى صعيد الوضع الميداني، واصلت مقاتلات التحالف العربي تحليقًا مكثفًا في سماء العاصمة صنعاء، في وقت شنت فيه غارات على مواقع مختلفة، استهدفت بعضها مزرعة وأحد المصانع.
وقال سكان وشهود عيان لـ"المصدر أونلاين": إن مقاتلات التحالف شنت غارة استهدفت معسكر الفرقة الأولى مدرع بصنعاء، صباح اليوم الاثنين.
كما شنت غارات استهدفت مزرعة في مديرية بني الحارث، شمال غرب العاصمة صنعاء. واستهدفت بإحدى الغارات مصنع الراعبي للبلاط، في طريق صنعاء – عمران.
ولا يزال تحليق مقاتلات التحالف مستمر في سماء العاصمة صنعاء، حتى ظهر اليوم الاثنين.
فيما قال مصدر ميداني اليوم الاثنين، بأن المقاومة الشعبية وقوات الجيش الوطني، سيطروا على تلتي السوداء والربيعي، غرب مدينة تعز (جنوب غرب اليمن).
وأضاف لـ«المصدر أونلاين»، بأن المقاومة شنت هجوماً عنيفاً على مواقع مسلحي جماعة الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح، ودارت معارك عنيفة بين الطرفين، قبل أن تسيطر المقاومة على التلتين.
كما سقط عدد من القتلى والجرحى من مسلحي ميليشيات الحوثي وقوات الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، في اشتباكات عنيفة مع القوات الحكومية، اندلعت صباح اليوم الاثنين في محافظة الجوف شمال اليمن.
وقال عبدالله الأشرف، الناطق الرسمي باسم “المقاومة الشعبية” الموالية للحكومة، في الجوف: إن “الحوثيين وقوات صالح هاجموا مواقع للجيش الوطني والمقاومة شمال مديرية المتون؛ ما أدى إلى اندلاع اشتباكات عنيفة ما زالت مستمرةً حتى الآن“.
وأفاد الأشرف أن “المعارك أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى من الحوثيين وقوات صالح، لكن لم يتم التعرف فورًا على عددهم بشكل دقيق”.
وأضاف أن “الحوثيين وقوات صالح حاولوا استعادة مواقع في مدينة المتون تمت السيطرة عليها من الجيش والمقاومة في أوقات سابقة، لكن تم التصدي لهم”، مبيناً أن الطرفين استخدما في الاشتباكات أسلحة متوسطة وثقيلة.
وتكمن أهمية محافظة الجوف، في كونها حدودية مع السعودية، والسيطرة عليها تعني السيطرة على تلك الحدود، والمنافذ البرية بين البلدين، كما أنها تحد محافظة مأرب النفطية، ومحافظة صعدة معقل الحوثيين.
كما ذكرت تقارير إعلامية، أن التحالف كثف غاراته على محافظة صعدة الحدودية؛ حيث شن ثمان غارات على آل الزماح في مديرية باقم ومثلها استهدفت الخط العام بالمديرية، وأدت إلى تدمير جرافة وسيارتين وشن 81 غارة على منطقة قلل الشيباني ومندبة بالمديرية، كما شن غارة على البقع وغارتين على مديرية شدا، وغارة على آل صعيب بمنطقة علاف في مديرية سحار.
وفي محافظة الحديدة شن طيران التحالف 12 غارة على منطقة رأس عيسى، كما شن غارتين على مدخل جزيرة كمران .
فيما أعلنت السلطات السعودية مقتل ثلاثة أطفال جراء مقذوفين أطلقا من الأراضي اليمنية على منطقة نجران جنوب غرب المملكة على الحدود بين الجانبين أمس.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية (واس) في ساعة مبكرة من صباح اليوم الاثنين عن المتحدث الرسمي لمديرية الدفاع المدني بمنطقة نجران أن طفلًا لقي حتفه الليلة الماضية، وأصيبت والدته جراء سقوط مقذوف عسكري من داخل الأراضي اليمنية على منزل بالمنطقة.
وكان مصدر أمني سعودي أعلن مساء أمس مقتل طفلين وإصابة خمسة آخرين من أسرة واحدة نتيجة سقوط مقذوف حوثي على أحد المنازل في نجران.
المشهد السياسي:

وعلى صعيد المشهد السياسي، ذكرت وسائل إعلامية عربية ويمنية وعراقية، عن زيارة وفد من جماعة الحوثي برئاسة محمد عبد السلام وصل إلى العاصمة العراقية بغداد، لإجراء لقاءات مع مسئولين عراقيين بينهم وزير الخارجية إبراهيم الجعفري.
التقى وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري الاثنين وفداً حوثياً وصل بغداد للحصول على الاعتراف بـ"المجلس السياسي الأعلى" باليمن.
وكانت مصادر برلمانية عراقية ذكرت أن وفداً من ميليشيات الحوثي، برئاسة محمد عبد السلام، وصل إلى العاصمة العراقية بغداد لإجراء لقاءات مع مسئولين عراقيين، بينهم وزير الخارجية إبراهيم الجعفري.
وقال المتحدث باسم الحوثيين محمد عبد السلام على صفحته بشكبة التواصل الاجتماعي "فيس فوك": "وصلنا بعون الله وفضله إلى بغداد عاصمة جمهورية العراق الشقيقة في زيارة رسمية".
وذكرت مصادر عراقية أن الوفد سيلتقي بعدد من قادة الأحزاب الشيعية للتنسيق بشأن الدعم الذي يمكن أن يقدمه حزب الدعوة الشيعي برئاسة نوري المالكي إلى الحوثيين في اليمن.
وأضاف المصدر اليمني، إلى أن وفد الحوثيين يتألف من: "حمزة الحوثي، وحميد عاصم، وناصر باقزقوز، وسليم المغلس".
وأوضح مصدر أن الوفد سيلتقي شخصيات حكومية وسياسية وقادة ميليشيات عراقية ببغداد للحصول على تأييد واعتراف الجانب العراقي بالمجلس السياسي الذي شكله الحوثيون وحزب المؤتمر الشعبي العام (علي عبدالله صالح) مطلع الشهر الجاري، كمجلس حكم جديد لإدارة شئون المدن الخاضعة لسيطرة الحليفين، بما فيها صنعاء.
وتابع المصدر أن الوفد الحوثي برئاسة عبد السلام سوف يلتقي مسئولين إيرانيين وعلى رأسهم قائد فيلق القدس قاسم سليماني، بالإضافة إلى رجال الحرس الثوري، لبحث الدعم الإيراني لجماعة الحوثيين في ظل الحرب الدائرة في اليمن.
وذكرت مصادر مقربة من الوفد أن الوفد سيقوم بجولة تشمل عددًا من الدول، لبحث اعتراف بما يسمى بـ"المجلس السياسي الأعلى" المشكل بالمناصفة مع حزب المؤتمر (جناح الرئيس السابق علي عبدالله صالح).
وكشفت المصادر أن الوفد سينتقل من بغداد إلى العاصمة اللبنانية بيروت، ومن ثم سينتقل إلى العاصمة الإيرانية طهران، وهي المحطة الأهم خلال جولتهم، دون تحديد المدة الزمنية لتلك الجولة.
وأكدت مصادرمطلعة، أن ممثلي حزب صالح (7 أعضاء من قوام الوفد المشترك 14 عضوًا)، رفض الذهاب رفقة وفد الحوثيين في "الجولة الغامضة والمفاجئة" التي سينتهي بها المطاف في طهران، حسب ما أوردته وكالة الأناضول.
وقالت المصادر: إن هناك خلافات كبيرة بين ممثلي الحوثي وصالح في الوفد، على خلفية هجوم بعض قيادات موالية لصالح، على متحدث الحوثيين، محمد عبدالسلام؛ بسبب حديث الأخير عن المرجعيات التي تحكم عودتهم للمشاورات.
ويرى مراقبون أنه من شأن الجولة المفاجئة لوفد الحوثيين، أن تعرقل من عملية السلام التي يسعى لها المجتمع الدولي، بعد أيام من إعلان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، الخميس، عن خطة دولية، لحل النزاع اليمني، تتضمن "تشكيل حكومة وحدة وطنية يشارك فيها الحوثيون، مع انسحابهم من صنعاء، وتسليم الأسلحة الثقيلة في اليمن إلى طرف ثالث"، لم يفصح عنها "كيري"، أثناء الكشف عن الخطة.
وكان من المفترض أن يلتقي المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ، بوفدي الحكومة الحوثيين وصالح، خلال اليومين المقبلين، لعرض "خطة كيري" والتحضير للجولة المقبلة من المشاورات، التي من المفترض أن تنطلق في السادس من سبتمبر المقبل.
المشهد اليمني:
مع تكثيف طيران التحالف غارته على أهداف الحوثيين وصالح في اليمن، وفي ظل سياسة قطم المدن التي يتبعها الجيش اليمني في الوصول إلى صنعاء، يبحث الحوثيون وصالح عن شرعيته السياسية عبر زيارة إلى العراق، ولكن تبقى الشرعية الدولية مع الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي.