تصعيد القتال في اليمن.. وتراجع فرص الحل السياسي رغم مبادرة "كيري"
الأربعاء 31/أغسطس/2016 - 05:58 م
طباعة

تواصل مقاتلات التحالف ضرباتها ضد أهداف الحوثيين في اليمن، فيما أعلن ما يسمى المجلس السياسيي الأعلى إصدار "قانون العفو العام" عن خصومه لمصالحة، مع كشف "بي بي سي" عن مبادرة جون كيري، في وقت أكدت السعودية أنها لن تترك اليمن للحوثيين.
الوضع الميداني:

وعلى صعيد الوضع الميداني، كثفت قوات التحالف هجماتها اليوم على مواقع تحت سيطرة ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح في شمال العاصمة اليمنية صنعاء، قرب محافظة عمران أهمها أربع غارات على كل من معسكر الأمن المركزي ومقر اللواء 310، كما استهدفت الغارات الكلية الحربية ومواقع قرب مطار صنعاء، ومواقع المتمردين في مديريتي باقم وكتاف بمحافظة صعدة، ما أسفر عن قتل أكثر من 10 عناصر من ميليشيات الحوثي.
أما في محافظة حجة فقد جددت مقاتلات التحالف العربي فجر اليوم قصف مواقع الميليشيات ضمن خمس غارات جوية عنيفة، استهدفت تدمير المعهد المعني ومنطقة الكمب والتي كانت الميليشيات قد حولتها إلى ثكنة عسكرية ومخزن للأسلحة.
أما في محافظة تعز فقد أسفرت المعارك عن سقوط 16 شخصًا بين قتيل وجريح في صفوف ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح.
وفي وقت سابق أفادت المصادر أن مفتي ميليشيات الحوثي عبدالرحمن شمس الدين قتل مع عدد من مرافقيه بغارة جوية على الطريق الرابط بين محافظتي صعدة وعمران شمال اليمن.
وأفادت مصادر لقناة "العربية" بأن المقاومة والجيش الوطني سيطرا على عدة مناطق باتجاه منطقة الربيعي، بينها التبة السوداء والخلوة، وأن ميليشيات الحوثيين وصالح أرسلت تعزيزات ضخمة للمنطقة، لاستعادة ما فقدته من مناطق.
كما أعلنت قيادة الجيش اليمني، مساء الثلاثاء، حظرًا للتجوال بمدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين، جنوبي اليمن، يبدأ من الثامنة مساءً وحتى السادسة صباحًا ولمدة أسبوع .
وقال سكان محليون: إن “قيادة الجيش أعلنت عبر مكبرات الصوت في مساجد المدينة مساء الثلاثاء، حظر التجوال في عاصمة المحافظة، بدءاً من الساعة الثامنة مساء (17.00 تغ)، وحتى السادسة صباحًا (03.00 تغ)، ولمدة أسبوع”.
وقال السكان: إن الجيش طالب أهالي زنجبار بضرورة التعاون مع الأجهزة الأمنية، وعدم مخالفة الأوامر، والإبلاغ عن أي تحركات مشبوهة.
وأشاروا أن حظر التجوال يهدف لرصد نشاط محتمل لعناصر مسلحة من تنظيم القاعدة، في ظل انتشار الجيش في عدد من شوارع وأحياء المدينة، منذ طرد عناصر التنظيم منها في 14 أغسطس الحالي.
المشهد السياسي:

وعلى صعيد المشهد السياسي، ناقش ما يسميه الحوثيون بـ "المجلس السياسي الأعلى"، الثلاثاء، مشروع قرار "العفو العام" المرتقب صدوره خلال أيام، لاستيعاب الملاحظات على مضامينه المقترحة.
ووفق وكالة “سبأ”، الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فقد ناقش ما يسميه الحوثيون بـ “المجلس السياسي الأعلى” المشكل بالمناصفة بين الحوثيين والموالين لصالح، الثلاثاء، مشروع قرار “العفو العام” المرتقب صدوره خلال أيام، واستيعاب الملاحظات على مضامينه المقترحة.
ولم تكشف الوكالة عن أي من نصوص القرار، ومن هم الفئة المستهدفة بالعفو، وهل سيشمل الإفراج عن المعتقلين والمخفيين قسريًا في سجون الحوثيين، أم أن المقصود الرئيس عبدربه منصور هادي وأعضاء حكومته.
وكان الحوثيون، قد بدءوا مطلع العام الجاري، بعقد محاكمات من طرف واحد لهادي وأعضاء حكومته بتهمة “الخيانة العظمى”، لكن المحاكمات توقفت بشكل مفاجئ بعد نحو 4 جلسات.
كما التقى وفد ميليشيات الحوثي وحلفائهم برئاسة المتحدث باسم الحركة محمد عبدالسلام في مدينة النجف وسط العراق، المرجعَ الشيعي البارز آية الله علي السيستاني.
وذكرت وسائل إعلام عراقية، أن الوفد الحوثي وصل فجر اليوم الأربعاء إلى مدينة النجف، وقام بزيارة مرقد الإمام علي بن أبي طالب، بعدما كان زار مساء الثلاثاء، محافظة كربلاء التي تضم مراقد شيعية مقدسة ومرجعيات دينية.
وأشارت المصادر، إلى أن لقاءً عُقد اليوم بين الوفد الحوثي والمرجع علي السيستاني في مكتب الأخير، دون أن تفصح هي أو مكتب المرجع السيستاني عن فحوى اللقاء والمواضيع التي تم التباحث فيها بين الوفد والمرجع الشيعي السيستاني.
وكان وفد الحوثيين وحلفائهم قد وصل إلى العاصمة العراقية بغداد مساء الأحد الماضي، قادمًا من سلطنة عمان، في جولة تشمل لبنان وسوريا وإيران، بهدف الحصول على تأييد لما يسمى بالمجلس السياسي، الذي شكّله الحوثي في الـ 14 من أغسطس الجاري.
الحل السياسي:

وعلى صعيد مسار الحل السياسي، حصلت قناة بي بي سي على مسودة بأهم البنود والأفكار المقترحة في مبادرة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الماضي لحل الأزمة السياسية والحرب الدائرة في اليمن.
وأعلن كيري المبادئ الأساسية للخطة في جدة بالمملكة العربية السعودية خلال لقائه بنظرائه الخليجيين الأسبوع الماضي.
وتقترح الخطة حلاً من ثلاثة بنود رئيسية هي: حكومة وحدة وطنية، وانسحاب للمسلحين من المدن والمؤسسات، وتسليم السلاح الثقيل لطرف ثالث
غير أن كيري لم يفصح عند إعلان مبادرته عن تفاصيل وترتيبات عديدة لتنفيذ خطته وفقًا للمسودة التي لم يتسن التأكد من المصادر الأمريكية من صحة ما ورد فيها.
فيما قال زعيم المتمردين الحوثيين، عبدالملك الحوثي: إن الحرب التي شنها “التحالف العربي”، بزعامة السعودية، عليهم “كانت مفاجئة”، ولو توقعوها لاستعدوا لها بشكل “أفضل وأقوى”.
وأضاف الحوثي، في حوار مع مجلة “مقاربات سياسية”، الصادرة عن “مركز الدراسات الاستراتيجية والاستشارية اليمني”، الموالي للجماعة: “لو توقع شعبنا هذا العدوان (في إشارة لغارات التحالف المساند للشرعية) وبهذا المستوى، لاستعد بشكل أفضل وأقوى للدفاع عن نفسه وأرضه وحريته” على حد قوله.
واعتبر الحوثي، أن “الطرف الآخر (الحكومة وحلفاءها) أراد من المفاوضات التي جرت في الكويت (لمدة 90 يوما، قبل أن يتم رفعها في السادس من الشهر الجاري)، أن يحقق بها ما عجز عنه بالحرب”.
وزعم أنه “ما قبل الحرب لم يكن اليمن بحد ذاته يشكل أي تهديد، وجميع الفرقاء السياسيين كانوا منهمكين في حوار موفمبيك (الفندق الذي احتضن فعاليات مؤتمر الحوار الوطني اليمني الشامل)”.
وبشأن الاتهامات الموجهة لجماعته بالتحالف مع إيران من أجل تهديد المنطقة العربية، قال زعيم الحوثيين: “ليس لهم الحق لأن يفرضوا علينا معاداة إيران، وهي بلد مسلم مواقفه تجاه قضايا الأمة إيجابية” حسب زعمه.
وأضاف: “أكدنا مرارا وتكرارا أننا لسنا امتدادًا لأي أجندة، ولسنا لصالح أي طرف ضد أي طرف آخر”، في إشارة لما للمد الإيراني في المنطقة. ولم يتسن الحصول على تعقيب فوري من السلطات الشرعية التي تخوض حربًا ضد الحوثيين.
وفي تعليقه على زيارة وفد ميليشيات الحوثي إلى العراق، أكد وزير الخارجية اليمني، عبدالملك المخلافي، أن إيران كانت وراء فشل مشاورات السلام في الكويت، منوها بأن هذه الزيارة تأتي لتقدم دليلاً آخر على أن هذه الميليشيات لا ترغب في السلام.
وكانت تلك الميليشيات أعلنت قبل أسبوعين، وفي خرق إضافي للدستور وللشرعية في اليمن، تشكيل المجلس السياسي الأعلى؛ ما دفع العديد من الدول إلى استنكار الموضوع والتأكيد أن هذا الإعلان يعرقل جهود السلام، ويعقد الأزمة اليمنية.
يذكر أن وفد الانقلابيين التقى، الاثنين، قادة من ميليشيات الحشد الشعبي في بغداد، فضلاً عن وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري، وذلك ضمن جولة يفترض أن تشمل إضافة إلى بغداد، العاصمة اللبنانية بيروت، لتنتهي في طهران.
وانهارت المحادثات المدعومة من الأمم المتحدة لإنهاء القتال الممتد منذ 18 شهرًا، واستأنف الحوثيون والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح قصف السعودية.
السعودية: "لن نترك اليمن"

وعلى صعيد آخر قال وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير اليوم الأربعاء، إنه لن يسمح للحوثيين المتحالفين مع إيران بالاستيلاء على اليمن، واتهم طهران بالسعي لنشر الاضطراب في أنحاء المنطقة.
وأكد وزير الخارجية السعودي لرويترز في بكين، أن الكرة في ملعب الحوثيين فيما يتعلق باستئناف المحادثات من عدمه.
وأضاف: “الشيء المؤكد ولا يقبل الشك… المؤكد أنه لن يتم السماح لهم بالاستيلاء على اليمن. انتهى. وبالتالي سيتم الدفاع عن الحكومة الشرعية”، مشددًا على أن “الفرصة المتاحة لهم هي الانضمام للعملية السياسية/ والتوصل لاتفاق من أجل مصلحة كل اليمنيين بمن فيهم الحوثيون.”
وفي وقت سابق وخلال حديثه إلى طلبة في جامعة بكين انتقد الجبير إيران، وقال: “نرى أن إيران تدعم الحوثيين في اليمن، وتحاول الاستيلاء على الحكومة وتمد الحوثيين بالأسلحة وتهرب المتفجرات للبحرين والكويت والسعودية.”
وأضاف: “نأمل أن نعود لحسن الجوار مثلما كنا قبل ثورة 1979… تعديل إيران لسلوكها أمر في يدها.”
وتتهم السعودية وحلفاؤها الحوثيين بأنهم أدوات في أيدي إيران، وشنوا عملية عسكرية لتمكين الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي من ممارسة مهام منصبه.
المشهد اليمني:
التصريحات التي تخرج من أطراف الصراع في اليمن، أو الداعمة تشير إلى استمرار الصراع والقتال وعدم وضوح رؤية للحل السياسي في الأفق، وهو ما يشير إلى أن مبادرة وزير الخارجية الأمريكي لن تقدم جديدًا في الوضع اليمني المتأزم.