احتدام المعارك في اليمن.. والمبعوث الأممي يحذر من فشل التوصل لاتفاق

الخميس 01/سبتمبر/2016 - 04:15 م
طباعة احتدام المعارك في
 
حذر المبعوث الأممي إلى اليمن، من تأخر التوصل إلى اتفاق لإنهاء الصراع، في وقت تحتدم فيه جبهات القتال بين الحوثيين والحكومة الشرعية، مع فشل ارتفاع حالات الاحتجاجات داخل الشارع اليمني؛ لعدم توفر الرواتب.

الوضع الميداني:

الوضع الميداني:
وعلى صعيد الوضع الميداني، كثفت قوات التحالف هجماتها اليوم على مواقع تحت سيطرة ميليشيات الحوثي وصالح في شمال العاصمة اليمنية صنعاء، قرب محافظة عمران وصعدة.
وذكرت مصادر محلية أن مقاتلات التحالف نفذت نحو سبع غارات جوية على جبل عطان ومقر التموين العسكري، غرب العاصمة.
وبحسب المصادر، فقد شوهدت ألسنة اللهب تتصاعد بكثافة من مقر التموين العسكري، في حين ما تزال مقاتلات التحالف تحلق في أجواء العاصمة بشكل مكثف.
وأفادت مصادر للعربية باندلاع اشتباكات عنيفة بين عناصر ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح من جهة والمقاومة الشعبية والجيش الوطني من جهة أخرى، مساء الأربعاء، في جبل المنعم والتبة السوداء بمنطقة الربيعي وفي محيط جبل الهان غرب مدينة تعز.
ورافق هجوم الميليشيات الانقلابية قصف عنيف وعشوائي بالمدفعية والدبابات على مواقع المقاومة والجيش الوطني في جبل الهان والضباب.
يذكر أن قوات التحالف كانت قد كثفت هجماتها صباح الأربعاء 31-8-2016على مواقع تحت سيطرة ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح في شمال العاصمة اليمنية صنعاء، قرب محافظة عمران أهمها أربع غارات على كل من معسكر الأمن المركزي ومقر اللواء 310، كما استهدفت الغارات الكلية الحربية ومواقع قرب مطار صنعاء ومواقع المتمردين في مديريتي باقم وكتاف بمحافظة صعدة؛ ما أسفر عن قتل أكثر من 10 عناصر من ميليشيات الحوثي.
فيما أعلن المتحدث الأمني لوزارة الداخلية السعودية، اللواء منصور التركي، استشهاد جندي سعودي بقذيفة حوثية في منطقة جازان، جنوب غرب المملكة، أطلقت من داخل الأراضي اليمنية. 
وقال اللواء التركي في بيان له، نشرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس): إن أحد المواقع الحدودية المتقدمة بمحافظة الحرث في منطقة جازان تعرض لمقذوفات عسكرية من داخل الأراضي اليمنية.
وأعلن التركي أن المقذوف أسفر عن "مقتل العريف بحرس الحدود عبد الله بن علي بن عبد الله مدخلي".

المشهد السياسي:

المشهد السياسي:
وعلى صعيد المشهد السياسي، تشهد العاصمة اليمنية صنعاء حالة غضب واسع وثورة احتجاجات وإضرابات شاملة في عدد من المؤسسات والمصالح الحكومية، للمطالبة بمستحقات مالية نهبتها ميليشيات الحوثي، وللتنديد بفضائح فساد ارتكبها مسئولو السلطات الانقلابية.
وفي هذا السياق، تظاهر العشرات من موظفي وزارة الأشغال العامة والطرق في العاصمة صنعاء صباح الأربعاء للمطالبة بمستحقاتهم.
وقال شهود عيان: إن العشرات من موظفي الأشغال العامة حاصروا القصر الجمهوري في شارع القصر شمال صنعاء مطالبين بصرف مستحقاتهم.
وكان العشرات من موظفي مؤسسة الاتصالات تظاهروا خلال الأيام الماضية للمطالبة بمستحقاتهم أيضاً.
وتطورت تظاهرات موظفي وزارة الاتصالات والبريد لتتوج بتنظيم إضراب شامل، تم على إثره إغلاق كافة "سنترالات" ومراكز خدمة العملاء.
وفي سياق متصل، قام موظفو ديوان وزارة الخدمة المدنية بإغلاق بوابة الوزارة في وجه القائم بأعمال الوزير "المعيّن من الانقلابيين" للمطالبة بمستحقاتهم المالية.
ويوم الأحد نفذ طلاب المعهد الوطني للعلوم الإدارية وقفة احتجاجية أمام معهدهم رفضاً للقرارات الصادرة من قبل الميليشيات، والتي قضت برفض قبولهم في الجامعات الحكومية، تحت مبرر أنهم من دارسي وخريجي الجامعات الخاصة .
وكان العشرات من الصحفيين والموظفين في مؤسسة الثورة للصحافة والطباعة والنشر قد دشنوا خلال الأسابيع القليلة الماضية سلسلة من الاعتصامات والوقفات الاحتجاجية للمطالبة بمستحقات مالية متراكمة، جرى نهبها من قبل المسئولين الذين عينتهم ميليشيات الحوثي منذ اختطافها للمؤسسة أواخر 2014، وطردها للقيادة الشرعية التي تولت شئون كبرى المؤسسات الصحفية في البلد "مؤسسة الثورة" بموجب قرارات جمهورية.
ووفقًا لمصادر في نقابة صحفيي وموظفي مؤسسة الثورة فإن فساد الحوثيين لم يتوقف عند مجرد نهب المستحقات والمكافآت والحوافز، وإنما تعدى ذلك إلى قيامهم بفصل وإقصاء وتوقيف رواتب العشرات من المدراء والموظفين، وتوظيف المئات من الأقارب والموالين للجماعة بعضهم لم يكمل حتى مرحلة التعليم الأساسي.
ويعاني البنك المركزي من عجز كبير في النقد؛ بسبب صرف الحوثيين الاحتياطي النقدي فيه؛ الأمر الذي سيؤدي- بحسب خبراء ماليين واقتصاديين- "إلى عدم قدرة البنك على صرف رواتب الموظفين لشهر أغسطس".

المسار التفاوضي:

المسار التفاوضي:
وعلى صعيد المسار التفاوضي، قال المبعوث الأممي لليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، الأربعاء: إن تأخر التوصل إلى اتفاق في اليمن أمر بغاية الخطورة.
وأدان أمام جلسة لمجلس الأمن حول الأوضاع في اليمن قيام الحوثيين والرئيس المخلوع علي عبد الله صالح باتخاذ خطوات أحادية ضد ما تم الاتفاق عليه ما يعرقل جهود السلام. وشدد المسئول الأممي على ضرورة التهدئة على الحدود السعودية اليمنية؛ من أجل استئناف المفاوضات.
وطالب المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن مجلس الأمن بالوقوف بشكل حاسم ضد الأطراف الرافضة لعملية السلام في اليمن، في إشارة إلى الحوثيين وحلفائهم.
وتابع أنه من الصعب طرح حلول سياسية في ظل قرارات أحادية، مجدداً دعوته إلى ضرورة وقف الأعمال القتالية؛ من أجل استئناف المفاوضات اليمنية. وأعرب عن قلقه الشديد من إعلان الحوثيين وأنصار صالح عن مجلس سياسي، مضيفًا أن تزايد العنف في اليمن أدى إلى تردي الأوضاع الإنسانية.
وأضاف ولد الشيخ أن "تنظيم القاعدة" و"داعش" يستغلان غياب الدولة في اليمن. مؤكدًا أن السلام في اليمن أولوية، وعلى المسئولين تحمل مسئولياتهم.
في المقابل، أكد المندوب الدائم لليمن في مجلس الأمن خالد اليماني أن الحكومة اليمنية تجدد انتهاج خيار السلام لإنهاء الأزمة اليمنية، وأنها تعتبر أن السلام هو السبيل الوحيد للخلاص ممن وصفهم بأمراء الحرب.
كما شدد على أن الحكومة الشرعية ترفض نموذج حزب الله في اليمن، مشيرًا إلى أن من وصفهم بالعصابات الانقلابية شعارها الموت وتجارتها القتل والتدمير، وفق تعبيره.

دعم عراقي للحوثيين:

دعم عراقي للحوثيين:
من جانبه التقى وفد جماعة الحوثيين، مساء اليوم، رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في مقر رئاسة الوزراء ببغداد، وقد جرى خلال اللقاء مناقشة مجمل الوضع السياسي والإنساني والاقتصادي في اليمن.
وعبر رئيس الوزراء العراقي عن ترحيبه بالوفد باعتباره ممثلًا عن اليمن، وأكد على أن العراق قيادة وشعبًا تساند الشعب اليمني منذ البدء وترفض العدوان غير المبرر على اليمن، بحسب ما ذكره المتحدث باسم جماعة الحوثيين محمد عبد السلام على صفحة بشكبة التواصل الاجتماعي "فيس بوك".
وأشار العبادي إلى أن العراق حاول في بدء العدوان وعبر الهلال الأحمر العراقي تقديم مساعدات طبية وإنسانية وغذائية للشعب اليمني، إلا أنها وضعت عراقيل حالت دون ذلك.
ووصف رئيس الوزراء العراقي، خطوة تشكيل المجلس السياسي الأعلى بأنها مهمة وموفقة وفي الاتجاه الصحيح، وحث على المزيد من الخطوات الدستورية والقانونية التي تدعم التوافق الوطني.
ونوه العبادي أن العراق ومن خلال مشاوراته مع المجتمع الدولي كان يوضح أن الحرب على اليمن ستخلط الأوراق، وأن الخطر الحقيقي ليس من اليمن وإنما من داعش والقاعدة.

المشهد اليمني:

التصريحات التي تخرج من أطراف الصراع في اليمن، أو الداعمة تشير إلى استمرار الصراع والقتال وعدم وضوح رؤية للحل السياسي في الأفق، وهو ما يشير إلى أن مبادرة وزير الخارجية الأمريكي لن تقدم جديدًا في الوضع اليمني المتأزم.

شارك