كابوس داعش "اللا إنساني" يتجدد باكتشاف المزيد من المقابر الجماعية
الخميس 01/سبتمبر/2016 - 04:22 م
طباعة

كلما مرت الأيام ينكشف المزيد من الكوابيس البشعة عن إجرام داعش ضد الإنسانية والشعبين العراقي والسوري والذي تجدد مؤخرًا بالكشف عن المزيد من المقابر الجماعية؛ حيث أكدت تقارير معلوماتية العثور على 72 مقبرة جماعية في العراق وسوريا حتى الآن، وتضم تلك المقابر آلاف الجثث في المناطق التي هزم فيها تنظيم داعش، منذ بدء الحملة العسكرية ضده وإجباره على التراجع في مناطق انتشاره.

وقد استندت التقارير إلى مئات المقابلات الحصرية وعشرات الصور بالأقمار الصناعية التقطتها مؤسسة أول سورس أناليسيس، وأن الحصيلة مرشحة للارتفاع مع استمرار عمليات البحث ففي سوريا، عثر على 17 مقبرة في مناطق عدة يتراوح عدد الجثث فيها بين 5200 و15 ألف جثة كما كشفت الهيئة العامة للثورة السورية، عن العثور على مقبرة جماعية تضم العديد من الجثث في جبل 'برصايا' قرب بلدة 'اعزاز' بريف حلب الشمالي وكشفت شبكة سوريا مباشر، عن أنه عثر أيضًا على 3 مقابر جماعية في ريف حلب بعد انسحاب تنظيم داعش من عدة بلدات على الحدود السورية.
وفي العراق، تم الكشف عن 600 جثة في سجن بادوش المركزي قرب الموصل، ووضح من الكشف عليها الضحايا دفنوا على عجل لإخفاء أي أثر لمجازر التنظيم وكانت وزارة الصحة العراقية قد أعلنت في وقت سابق عن انتشال 470 جثة من المقابر الجماعية التي تم العثور عليها على مشارف تكريت، وقالت عديلة حمود القيادية بالوزارة: "لقد قمنا بانتشال جثث الشهداء الـ470 من موقع سبايكر"، في إشارة إلى القاعدة العسكرية القريبة من تكريت؛ حيث اعتقل قرابة 1700 مجند فيها في الأيام الأولى لهجوم "داعش" على شمال العراق في يونيو 2014م وقال زياد علي عباس، كبير أطباء المشرحة الرئيسية في بغداد: "لقد انتشلت الجثث من أربعة مواقع. أحدها كان أكبر من الباقين وكان فيه 400 جثة وتتم معاينة الجثث بمساعدة خبراء أجانب من ضمنهم خبراء من اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وأن اللوائح الأولى بأسماء الضحايا سيتم الإعلان عنها الأسبوع المقبل وتم التعرف عليها من خلال وثائق أو هواتف محمولة تم العثور عليها في المكان أو من خلال فحوصات الحمض النووي "دي. إن. أي"، ولكن العدد غير معروف ويعتمد على ما يتم إنجازه عبر التعرف على هوياتهم".

وفي محافظة الأنبار العراقية أعلن قائممقام قضاء الرمادي بمحافظة الأنبار إبراهيم العوسج، عن العثور على ثلاث مقابر جماعية تضم رفات 30 عسكرياً ومدنياً جنوب الرمادي في منطقة الملعب جنوب الرمادي، وتضم رفات 30 شخصاً غالبيتهم من العسكريين وبعضهم من المدنيين بينهم طفلان، وأن تنظيم داعش قام بإعدامهم عندما سيطر على الرمادي في منتصف عام 2015م، وأن تلك المقابر، فتحت بإشراف قاضي تحقيق الرمادي، ومن ثمّ نقلت الجثث إلى الطب العدلي"، كاشفاً أن "العثور عليها تمّ بناءً على اعترافات عناصر تنظيم داعش الذين اعتقلوا عند تحرير الرمادي".
فيما كشف مصدر عراقي عن أنه "تم العثور ، في ناحية تل عبطة (35 كم غربي نينوى) على مقبرة جماعية تضم 30 رفاتًا تابعة لعناصر شرطة سجن بادوش أعدمهم داعش أثناء سيطرته على السجن عام 2014م، وأنه وبعد تساقط الأمطار بكثافة في الأيام الماضية، وأثناء قيام مزارع بحراثة أرضه، تم العثور على المقبرة"، وكشف ومسئولون بالشرطة والإدارة المحلية أن السلطات العراقية اكتشفت مقبرة جماعية في الرمادي تحوي جثث ما لا يقل عن 40 شخصًا، منهم نساء وأطفال، قتلوا على أيدي تنظيم داعش عندما سيطروا على المدينة، وأظهرت تغطية نشرت على صفحة شرطة محافظة الأنبار على فيسبوك، جثثا في درجات مختلفة من التحلل أثناء استخراجها من مقبرة في الرمادي عاصمة المحافظة، والتي استعاد الجيش العراقي السيطرة عليها وظهر في التسجيل المصور اللواء هادي رزيج، قائد شرطة الأنبار وهو يتحدث عن المقبرة، وأكد مستشار للمحافظ أن اللقطات حقيقية وقال محافظ الأنبار، صهيب الراوي، في تغريدة صاحبت صورة لأكياس جثث مسجّاة في أحد الشوارع: "نعتقد بأنهم آخر من قاتل داعش قبل سقوط المدينة في مايو 2015 م والتحقيقات ما زالت جارية".

كما عثرت اللجان المختصة في قضاء بلدتي شنكال/ سنجار، غرب الموصل بالعراق على ثلاث مقابر جماعية تعود لمواطنين كرد العثور على مقابر جماعية لإيزديين من سنجار بعضها ملغمة، وأكد الناشط في مجال حقوق الإنسان كاوي عيدو ختاري من إقليم كردستان أن هناك الكثير من المقابر الجماعية في قضاء شنكال ونواحيها، والقرى والمجمعات التابعة لها، وشكلت حكومة الإقليم لجنة خاصة من وزارة الشهداء في الإقليم، والمختصين بتوثيق الجرائم، وأيضاً المقابر الجماعية، وأبدت دول الغرب استعدادها لمساعدة الإقليم في توثيق الجرائم التي ارتكبها إرهابيو تنظيم ‹داعش› بحق النساء الإيزيديات؛ ولذلك يجب إصدار قرار دولي باعتبار مناطق سهل نينوى وسنجار مناطق منكوبة، وما يستلزم ذلك من التزامات للتعويض عن جميع الخسائر المادية والمعنوية، وتشريع قرار دولي باعتبار الجرائم التي ارتكبها جماعات ‹داعش› الإرهابية بحق الإيزديين جرائم إبادة جماعية، وأن هذا المطلب كان قد أقر أيضاً من قبل مجلس النواب العراقي، ومجلس وزراء إقليم كردستان.
مما سبق نستطيع التأكيد على أن مقابر داعش أصبحت الكابوس "اللا إنساني " لتنظيم داعش الدموي، وكلما مرت الأيام يتم الكشف عن المزيد من المقابر الجماعية التي تدلل على إجرام التنظيم ضد الشعبين العراقي والسوري، بل وضد الإنسانية كلها.