التطورات الميدانية في سورية تدفع الروس لاستخدام "همدان" الإيرانية مجددا

السبت 03/سبتمبر/2016 - 07:19 م
طباعة التطورات الميدانية
 
لا تزال تداعيات ما أعلنته وزارة الدفاع الروسية عن سماح الحكومة الإيرانية للمقاتلات الروسية استخدام قاعدة "همدان الجوية" لضرب الجماعات الإرهابية مستمر، حيث قال نائب رئيس مجلس الشورى الإيراني مسعود بزشكيان، إن المرشد الأعلى علي خامنئي هو من كان يقف وراء قرار منح الروس حق استخدام قاعدة همدان الجوية، وتابع: "روسيا ليس مع إيران بل إنها تبحث عن مصالحها، وفي كل الاحوال لا يمكن أن تكون الخطوة قد اتخذ دون موافقة المرشد الأعلى".
وعلى الرُغم من أن الحكومة الإيرانية قد أعلنت انتهاء استخدام روسيا لقاعدة همدان إلا أن تطور الاحداث الأخيرة في سورية قد يدفع الروس إلى إعادة طلب استخدام قاعدة "همدان" من الحكومة الإيرانية، خاصة أن روسيا تبحث عن قاعدة قريبة تمكنها من اصطياد الجماعات الإرهابية المنتشرة في سورية، كون الحرب في سورية يبدو انها ممتدوة إذ لا يوجد أي حلول تلوح في الأفق في الوقت الحالي، وروسيا تريد ان تُقلل نفقات الحرب.
أثار الانتهاء المفاجئ للتواجد الروسي الذي لم يسبق له مثيل في قاعدة جوية إيرانية تنطلق منها القاذفات ضد أهداف في سوريا، الكثير من التساؤلات حول الأسباب، لاسيما وأنه قوبل بانتقادات من واشنطن بالإضافة لبعض المشرعين الإيرانيين.
التطورات الميدانية
وكانت روسيا قد اعلنت انها شنت اول طلعة جوية من قاعدة همدان في 16 أغسطس لقصف مواقع في سوريا، تستهدف قواعد داعش، لكن العمليات الجوية المثيرة للجدل لم تدم سوى بضعة أيام ليعلن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية الاثنين 22 أغسطس انتهاءها. 
ولعل الهجوم والانتقادات القوية التي شنها النواب الإيرانيين مستهدفين الحكومة التركية، هو السبب الرئيس في إعلان الحكومة الإيرانية وقف استخدام الروس لـ"همدان"، وقد جاء الإعلان الإيراني عقب بعض التلميحات الإيرانية عن وجود خلافات مع روسيا بشأن بعض تصرفاتها، ما فتح جملة من التساؤلات حول انتهاء "حلف القيصر والملالي" الاستراتيجي قبل أن يتحول إلى محور حقيقي في المنطقة؟ الحلف الذي خرقت طهران من أجله دستورها ومنحت لأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية قاعدة عسكرية لقوة أجنبية    
يذكر أن منح قاعدة "نوجيه" للروس أثار جدلاً واسعاً داخل إيران، خاصة بين البرلمان والحكومة بعد انتقادات طرحها نواب تتمحور حول انتهاك السيادة الإيرانية، ومخالفة المادة 146 من الدستور الإيراني التي تمنع منح أي قاعدة عسكرية للأجانب حتى لو كانت لأغراض سلمية.
التطورات الميدانية
ما عزز من فرضية أن الحكومة الإيرانية من الممكن ان تعاود منح روسيا حق استخدام قاعدة "همدان" هو ما ذكره المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، حيث قال في تصريحات الثلاثاء، إن روسيا قد تعود استخدام قاعدة همدان الجوية إذا اقتضت الضرورة، لشن هجمات ضد الجماعات الإرهابية في سورية، كما أكد أنه يمكن لروسيا استخدام قاعدة "نوجيه" متى ما أرادت حسب اتفاق "غير مكتوب" بين طهران وموسكو.
وكان أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني الأميرال علي شمخاني، قال في وقت سابق، في تصريحات تلفزيونية، إن الطيران الروسي تدخل أخيراً في حلب بطلب من طهران لدعم العمليات البرية التي تنفذها القوات الإيرانية ضد الفصائل المعارضة.
نائب رئيس البرلمان الإيراني، بزشكيان، قال إن التعاون العسكري بين إيران وروسيا تم بالتأكيد بإذن من المرشد الأعلى، نافياً اجتماعا لهيئة رئاسة مجلس الشورى حول منح قاعدة "نوجيه" الجوية في همدان للروس، وقال إن "القضايا السياسية والأمنية من هذا النوع ترتبط بالمجلس الأعلى للأمن القومي وشخص المرشد الأعلى، وأن روسيا في إطار التعاون العسكري مع إيران تبحث عن مصالحها ولا نستطيع أن نقول بأن قلبها معنا، بل إن الروس يبحثون عن مصالحهم ونحن نبحث عن مصالحنا أيضاً".
وخلال الأيام الأخيرة تناقضت تصريحات المسؤولين الإيرانيين حول ما إذا كانت القاعدة العسكرية دائمة أم مؤقتة، وسط جدل حول ماهية التحالف ما بين البلدين وإضعاف دور طهران في سوريا على حساب تحكم موسكو بكل أوراق اللعبة هناك، حسبما يقول محللون إيرانيون.
التطورات الميدانية
وقاعدة "نوجة" هي ثالث أكبر قاعدة عسكرية في إيران وتستقر فيها طائرات إيرانية من طراز F4 الأميركية الصنع ومیغ-29 الروسية الصنع وهذا يعني أن القاعدة تستوعب الطائرات العسكرية الثقيلة.
‪. وتقع في غرب أيران حيث يفصلها عن أهداف المقاتلات الروسية في سوريا حوالي 900 كيلومتر فقط الأمر الذي سهل للقاذفات، الروسية حمل حوالي ثلاثة أضعاف القنابل التي تستطيع حملها في حال انطلاقها من قواعد روسية في المتوسط.

شارك