الجيش اليمني علي مشارف صنعاء.. وغموض في استئناف المفاوضات
السبت 03/سبتمبر/2016 - 07:26 م
طباعة

ما يزال التصعيد العسكري مستمر في اليمن، هو ما يشكل عقبة أمام انطلاق الجولة المرتقبة من مشاورات السلام، ياتي ذلك مع اقتراب الجيش اليمين الموالي لحكومة الرئيس عبدربه منصور هادي من صنعاء.
الوضع الميداني:

وعلي صعيد الوضع الميداني، شن طيران التحالف العربي، اليوم السبت، غارتين على معسكر يسيطر عليه الحوثيون وقوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح، في العاصمة اليمنية صنعاء.
وشن طيران التحالف غارتين على معسكر “النهدين” المطل على دار الرئاسة جنوبي صنعاء والواقع تحت سيطرة الحوثيين وقوات صالح.
وتصاعدت أعمدة الدخان بشكل كثيف جراء القصف، دون أن يعرف على الفور حجم الخسائر الناجمة عن ذلك، وفق ما نقلته وكالة أنباء “الأناضول”.
وفي الوقت الذي مازال فيه طيران التحالف يحلّق في أجواء صنعاء، لم يتسن الحصول على تعقيب من قبل الحوثيين حول هذا الأمر.
كما أكدت مصادرعسكرية يمنية أن الجيش الوطني والمقاومة الشعبية وصلا إلى مشارف قرية محلي بمديرية نهم والخط الرابط بين صنعاء ومأرب، بعد السيطرة على الجبال والمرتفعات المطلة على المنطقة.
وصد الجيش والمقاومة بالأسلحة الثقيلة هجوماً لميليشيات الحوثي في محيط اللواء 35 ومدرات وجبل هان والصياحي غرب مدينة تعز.
وأكدت مصادر في المقاومة فشل محاولة تسلل لميليشيات الحوثي إلى منطقة شرف الصلو جنوب تعز تحت غطاء ناري بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة. مواجهات سقط على إثرها 29 شخصاً من ميليشيات الحوثي بين قتيل وجريح، فيما قتل شخص من أفراد المقاومة وأصيب 17 شخصاً.
يأتي ذلك فيما أفادت مصادر "العربية" أن طائرات التحالف قتلت القائدين الميدانيين في ميليشيات الحوثي، عقيل علي أحمد ناجي، وأمين فيصل معوض، في مديرية شدا الحدودية شمال غربي محافظة صعدة.
وأكدت مصادر قبلية محلية أن طائرات التحالف قصفت تعزيزات عسكرية للميليشيات في المنطقة بقيادة ناجي ومعوض كانت في طريقها الى مناطق المواجهات الحدودية.
فيما جرت مواجهات عنيفة بين الجيش الوطني وميليشيات الانقلابيين على عدة جبهات أبرزها جبهة نِهم شمال العاصمة صنعاء حيث هاجمت قوات الشرعية مواقع الميليشيات في بلدة المدفون وأوقعت في صفوفها خسائر مادية وبشرية.
كما أفادت مصادر أمنية يمنية بمقتل ثلاثة جنود وإصابة سبعة آخرين، صباح اليوم السبت، جراء انفجار عبوة ناسفة وسط السوق العام في محافظة لحج جنوب شرق صنعاء.
وقالت المصادر إنه تم تفكيك عبوة ناسفة كانت مزروعة على الطريق العام ونقلها على متن دورية عسكرية، ولكنها انفجرت اثناء نقلها، مضيفة “على ما يبدو انه لم يتم تفكيك العبوة كما ينبغي ما أدى إلى انفجارها”.
وفي محافظة الحديدة قصفت طائرات التحالف ثكنات الميليشيات في مدينة باجل وبالقرب من ميناء الصليف شمال مدينة الحديدة.
وفي تعز التي تعد مسرحا واسعا للمواجهات تواصلت الاشتباكات في محيط المدينة وفي المناطق الريفية الممتدة جنوبا نحو تخوم محافظة لحج.
وشهدت مديرية المضاربة معارك عنيفة في محيط جبل كهبوب شرق منطقة باب المندب دمر خلالها الجيش الوطني عددا من الآليات العسكرية للميليشيات بدعم من طائرات التحالف العربي.
صراع الحدود:

كما شنت القوات السعودية المشتركة قصفاً بالمدفعية الثقيلة استهدف مواقع للحوثيين - قرب حدود نجران باتجاه جبل المخروق - وتجمُّعات وحشوداً للمسلحين قرب الشريط الحدودي ومديرية حرض وحجة، التي شهدت مواجهات عنيفة على امتداد المناطق الحدودية قبالة محافظة الطوال السعودية.
وتصدي حرس الحدود السعودي لانتهاكات ميليشيات الانقلابيين على امتداد الحدود مع المملكة أتى بالتزامن مع غارات شنتها طائرات التحالف العربي، استهدفت مواقع الميليشيات في منطقتي آل الصيفي وقحزة في محافظة صعدة اليمنية معقل الحوثيين قبالة منطقة الخوبة السعودية التي استخدمتها ميليشيات الحوثي ثكناً عسكرية ومواقع لتجمعاتهم، ومنعتهم من إقامة منصات صاروخية لتهديد أمن الحدود واستهداف المدنيين.
مصادر إعلامية أكدت انتشار القوات السعودية في تضاريس جبلية وعرة لتأمين الحدود السعودية، لإفشال محاولات تسلل الحوثيين إلى الحدود السعودية اليمنية باستخدام الطائرات بدون طيار لكشف تحركات الحوثي إضافةً إلى طائرات الأباتشي.
كما تصدى حرس الحدود السعودي للانتهاكات المتكررة لميليشيات الانقلابيين على امتداد الحدود مع السعودية، حيث جرى تبادل قصف صاروخي ومدفعي بين الطرفين على امتداد محافظة صعدة اليمنية قبالة محافظتي عسير ونجران السعوديتين.
الوضع السياسي:

وعلي صعيد المشهد السياسيٍ، قطع وفد الحوثيين التفاوضي، جولة إقليمية كان من المفترض أن تشمل العراق ولبنان وإيران، وعاد بشكل مفاجئ من بغداد إلى العاصمة العمانية مسقط.
وقال الناطق الرسمي باسم الحوثيين ورئيس الوفد، محمد عبد السلام، في تصريح مقتضب نشره على صفحته بموقع “تويتر” إن “الوفد عاد إلى مسقط بعد زيارة رسمية إلى العراق لفتح آفاق العلاقات مع المجتمع الإقليمي والدولي وخصوصا بعد تشكيل المجلس السياسي الأعلى”. على حد تعبيره.
وكشفت مصادر مقربة من الحوثيين أن الوفد وصل إلى مسقط، مساء الخميس، بعد لقاء الرئيس العراقي فؤاد معصوم، ورئيس الوزراء حيدر العبادي، ووزير الخارجية إبراهيم الجعفري.
وفي وقت سابق ذكرت قناة المسيرة التابعة للحوثيين أن “وفد الجماعة” التقى بالرئيس العراقي معصوم، وأن زيارته لبغداد، التي بدأها مساء الأحد الماضي، تأتي ضمن جولة تشمل عددا من دول المنطقة.
ووفقا للمصادر المقربة من الحوثيين، فإن عودة الوفد المفاجئة جاءت بطلب عماني من أجل الالتقاء بالمبعوث الأممي، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، الذي من المفترض أن يصل مسقط قادما من نيويورك، اليوم السبت.
وسيبحث ولد الشيخ مع الحوثيين الترتيب لعودة الجولة المرتقبة من المشاورات مع الحكومة اليمنية التي من المقرر أن تنطلق في 6 سبتمبر الجاري، وذلك بعد شهر من رفع مشاورات الكويت.
المسار التفاوضي:

وعلي صعيد المسار التفاوضي، بدأ المبعوث الأممي إلى اليمن اسماعيل ولد الشيخ احمد التحضير لجولة جديدة من محادثات السلام استناداً الى مقترحات لقاء جدة الخليجي الأميركي البريطاني .
حيث يلتقي بوفد الانقلابيين في العاصمة العُمانية مسقط قبل مرافقتهم إلى صنعاء وسط أنباء عن قطع وفد الحوثي زيارته إلى بغداد بطلب من عُمان. وذكرت مصادر سياسية لـ«البيان» الاماراتية، ان ولد الشيخ بدأ بالتحضير لجولة جديدة من المحادثات وانه سيلتقي وفد الانقلابيين وسيرافقه في طريق عودته من العاصمة العُمانية مسقط الى صنعاء حيث سيسلمه نسخة رسمية من مقترحات اجتماع جدة الشهر الماضي.
وسيستمع المبعوث الأممي من الانقلابيين إلى ردهم على تلك المقترحات قبل نقلها الى الحكومة الشرعية في الرياض بعد ذلك، وسوف يستمر في التواصل واللقاءات غير المباشرة الى حين الاتفاق على كافة تفاصيل الخطة ومن ثم يحدد موعد ومكان استئناف المحادثات.
وحسب المصادر فإن المقترحات الجديدة ستكون مكملة لمشروع الاتفاق الأمني والعسكري في الكويت بحيث يتم التوقيع على المشروعين السياسي والعسكري في آن واحد مع الجدول الزمني المقترح وبحيث يبدأ التنفيذ من تشكيل لجنة عسكرية محايدة تتولى الإشراف على انسحاب الميليشيات من العاصمة وتسليم الأسلحة ثم تشكيل حكومة وحدة تتولى وبرعاية دولية استكمال تنفيذ بقية بنود الاتفاق.
وطبقاً لما ذكرته المصادر فإن الانقلابيين يطالبون بإصدار قرار بوقف القتال قبل الدخول في جولة جديدة من المحادثات كما انهم يشترطون ان تتشكل الحكومة قبل البدء بعملية الانسحاب من المدن وتسليم الأسلحة.
الوضع الانساني:

وعلي صعيد الوضع الانساني، أجرى الاتحاد الدولي للصحفيين رصداً حول الانتهاكات التي تعرض لها الصحفيين اليمنيين، خلال النصف الأول من العام الجاري، من قبل الميليشيات الحوثية وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح.
ورصد الاتحاد العشرات من جرائم القتل وحالات الاختطاف والاعتداء والاختفاء القسري، التي طالت الصحفيين اليمنيين، والهجوم على عدد من الوسائل الإعلامية المختلفة، مشيرًا إلى أنها بلغت أكثر من 100 انتهاك لحرية الصحافة في اليمن.
ودعا الاتحاد، كافة المنظمات الدولية للوقوف مع الصحافة اليمنية والتضامن معها، إزاء الانتهاكات التي تتعرض لها من قبل ميليشيات الحوثي وقوات وصالح، مطالبًا بسرعة إيقافها.
وطالب أمين عام الاتحاد الدولي للصحفيين أنتوني بلانجي، في بيان بوقف الانتهاكات والهجمات والتهديدات والاغتيالات التي تطال الصحفيين اليمنيين.
وذكرت وكالة الأنباء الرسمية “سبأ”، أن نقابة الصحفيين اليمنيين، وثّقت في تقريرها الذى يغطى الـ 6 الأشهر الأولى من العام الحالي، جرائم نفذتها الميليشيات الانقلابية بحق الصحفيين العاملين في مختلف الوسائل الإعلامية المحلية والدولية.
وأشارت الوكالة، إلى أنها بلغت 6 حالات قتل، و11 حالة من حالات التعذيب، و24 من حالات الاختطاف والاحتجاز والملاحقة والاختفاء، و13 حالة تهديد وتحريض ضد الصحفيين، و12 حالة اعتداء، إلى جانب اقتحام مقران لمؤسستين إعلاميتين، و13 حالة حظر لمواقع اخبارية إلكترونية محلية وخارجية، بالإضافة إلى توثيق 10 حالات شروع في القتل استهدفت عدداً من الصحفيين، ورصد 7 حالات فصل صحفيين وتوقيف مرتباتهم، وحالتين مصادرة ممتلكات الصحفيين والصحف.
في السياق، نزح أكثر من 580 أسرة من مديرية الصلو الواقعة إلى الجنوب من مدينة تعز بسبب الحرب التي تشنها ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية على المديرية منذ أسابيع.
وذكرت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية أن حوالي 1060 طفلاً يعيشون ظروفاً خطيرةً بسبب انعدام التغذية واللقاحات، وأن 71 أسرة تعيش في منازل غير آمنة وما يزيد على ألفي طفل يعيشون من دون حماية ويتعرضون لشتى أنواع الانتهاكات الجسدية والنفسية.
وحذّرت المنظمات المحلية من كارثة إنسانية وشيكة في مديرية الصلو ودعت إلى سرعة التدخل العاجل لإنقاذ حياة الآلاف من الأسر.
المشهد اليمني:
التصريحات التي تخرج من أطراف الصراع في اليمن، او الداعمة تشير الي استمرار الصراع والقتال وعدم وضوح رؤية للحل السياسي في الأفق، وهو ما يشير الي ان مبادرة وزير الخارجية الامريكي لن تقدم جديدا في الوضع اليمني المتازم.