قراءة في حيثيات الاتفاق الخفي بين بوتين وأوباما لحل الأزمة السورية

السبت 03/سبتمبر/2016 - 09:10 م
طباعة قراءة في حيثيات الاتفاق
 
تسبب ما أعلنه الكرملين (مركز إدارة الحكم في روسيا) عن قرب عقد اتفاق بين موسكو وواشنطن لإنها الازمة السورية، في حالة واسعة من الجدل حول ماهية ذلك الاتفاق، الذي من المؤكد ان يتم وضع لمساته النهائية خلال اللقاء المُقرر عقده بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأمريكي براك أوباما لقاء على هامش فعاليات قمة العشرين، التي تعقد غداً وبعد غد، (الاحد والاثنين) في الصين.
وكالة الأنباء الامريكية (رويترز) نقلت عن مصادر دبلوماسية، أن الولايات المتحدة وروسيا تقتربان من التوصل إلى اتفاق يحدد وقفا لإطلاق النار مدته 48 ساعة في حلب، والاتفاق يسمح بوصول المساعدات الإنسانية من الأمم المتحدة ويحد من الطلعات الجوية للحكومة السورية، وقالت المصادر التي تحدثت شريطة عدم الكشف عن هويتها إن الاتفاق لم يصل إلى صورته النهائية وإن عناصره الرئيسية لا تزال قيد البحث ومن المرجح أن تكون لدى الأطراف المعنية الحاسمة ومن بينها وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر وجماعات المعارضة السورية شكوك إزاءه.
قراءة في حيثيات الاتفاق
وإذا جرى التوصل إلى اتفاق فقد يؤدي إلى تبادل للمعلومات بين الولايات المتحدة وروسيا بما يسمح للقوات الروسية باستهداف مقاتلين تابعين لما كانت تعرف سابقا بجبهة النصرة والتي تعتبرها الولايات المتحدة جماعة إرهابية مرتبطة بالقاعدة، وقال مصدر "لم يُنجز بعد" مضيفا أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ونظيره الروسي سيرجي لافروف قد يعلنان عن الاتفاق إذا جرى التوصل إليه يوم الأحد على أقرب تقدير بيد أن ذلك الموعد قد يتأخر فيما يبدو إلى الاثنين أو بعد ذلك.
ورجّح مراقبون أن يكون من بين عناصر الاتفاق إتاحة الوصول الفوري للمساعدات الإنسانية إلى حلب عبر طريق الكاستيلو الذي تسيطر عليه حاليا قوات الحكومة السورية، على أن يُسمح لنقاط التفتيش الحكومية على الطريق بالتحقق فقط من سلامة أختام الأمم المتحدة على شاحنات المساعدات الإنسانية دون تفتيش الشحنات أو نقل محتوياتها.
وفي حين قلل مراقبون من جدوى الاتفاق تحت اعتبارات أن موسكو تراقب "الرسائل المتناقضة" التي تَرِد من واشنطن، وتجعلها واثقة أكثر بأن الحديث الجدي سيكون مع الإدارة المقبلة أياً تكن الهوية الحزبية للرئيس المقبل، كما تتخوف موسكو من تناقض التصريحات الامريكية فالخارجية الأميركية تتحدّث بلغة فيما تتحدث وزارة الدفاع بلغة مختلفة والبيت الأبيض يقدم آراء متضاربة، وتصدر تعليقات أكثر غموضاً عن الكونغرس،  بينما وصف البعض لقاء (بوتين – أوباما) بـ"الوداعي" أو "العابر".
قراءة في حيثيات الاتفاق
وثمة إشارة قد تكون ذات أهمية خاصة لمّح إليها أخيراً، رئيس مجلس السياسة الخارجية والدفاع فيودور لوكيانوف، إذ رجّح الخبير المقرّب من مطبخ صنع القرار أن يكون الاختراق الممكن في اللقاء المرتقب اتفاقاً على أن تلعب موسكو دور وساطة لتحقيق تواصل بين واشنطن ودمشق، وهو الامر الذي يصفه مراقبين بـ"المفيد للطرفين": "موسكو لأنها تصر على تثبيت شرعية النظام السوري، وواشنطن لأن أوباما يريد أن يمنح خليفته مزيداً من الأوراق قبل مغادرته السلطة".
يقول أحد المسؤوين الأمريكان نقلاً عن وكالة الأنباء: "في ظل انعدام الثقة بين روسيا والغرب، فإن الاتفاق على عمليات عسكرية مشتركة أمر غير واقعي، لكن يمكن تقسيم مناطق المسؤولية، خاصة أن مصطلح تنسيق العمليات في هذه الحال يعني أن كلاً من الجانبين سيكون على علم بإجراءات الطرف الآخر، لكن لا يمكن الحديث عن قيادة مشتركة. كما يمكن تبادل المعلومات ولو في نطاق محدود، أما الحديث عن استراتيجية مشتركة فما زال ضرباً من الخيال.
على صعيد الجانب الامريكي، وفيما يبدو محاولة من نظام أوباما تحقيق مكسب تاريخي قبل مغادرته البيت الأبيض، أكد وزير الخارجية الأمريكية، جون كيري التوصل إلى تقارب في وجهات النظر مع روسيا حول حل الأزمة السورية. فيما اتهم الحكومة السورية باستخدام الغازات السامة ضد المدنيين.
وقال وزير الخارجية الأمريكية ونظيره الروسي، سيرغي لافروف في مؤتمر صحفي مشترك بعد محادثات في جنيف إن فريقين من الجانبين سيحاولان بحث التفاصيل النهائية في الأيام المقبلة في جنيف، وأوضح كيري إن الجانبين "حققا وضوحا بشأن الطريق إلى الأمام، وأن معظم الخطوات نحو تجديد هدنة وخطة إنسانية تم التوصل إليهما في فبراير استُكملت خلال المحادثات".
قراءة في حيثيات الاتفاق
ونقلت رويترز عن كيري قوله "لقد استكملنا الغالبية العظمى من تلك المباحثات الفنية التي ركزت بشكل أساسي على جعل هذه الهدنة حقيقة وتحسين المساعدات الإنسانية، ومن ثم جعل الأطراف تجلس على الطاولة حتى نستطيع أن نجري مفاوضات جادة بشأن كيفية إنهاء هذه الحرب" .
وقال كل من كيري ولافروف: "إن هناك بضع مسائل لا بد من الانتهاء منها، قبل إمكان التوصل لاتفاق وحذرا من إمكان انهيار الاتفاق ما لم يتم سريان فترة تهدئة قبل إمكان تنفيذه". وتابع كيري: "لدينا بضع مسائل محدودة يتعين حلها.. وفي الأيام المقبلة سيلتقي خبراؤنا هنا في جنيف للانتهاء من القضايا الفنية البسيطة المتبقية وللتحرك قدما للأمم لاتخاذ خطوات لبناء الثقة للتغلب على انعدام الثقة بشكل عميق بين كل الأطراف . 

شارك