قنبلة البعث تهدد تحالف صالح والحوثي.. وصعوبات تهدد جهود "ولد الشيخ"

الأحد 04/سبتمبر/2016 - 03:36 م
طباعة قنبلة البعث تهدد
 
تستمر مقاتلات التحالف العربي في شن غاراته على الحوثيين، في وقت ظهور قنلبة جديدة تهدد تحالفهم مع الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، بعد تعهد الحوثيين لبغداد بتسليم أعضاء حزب البعث الموجودين في صنعاء، مع وجود عقبات قوية أمام المبعوث الدولي للتوصل إلى عقد جولة مفاوضات جديدة يبقى الحل العسكري قائمًا في اليمن.

الوضع الميداني

الوضع الميداني
وعلى صعيد الوضع الميداني، شنت مقاتلات التحالف العربي غارات جوية مكثفة على دار الرئاسة ومعسكرات النهدين والأمن المركزي في صنعاء، كما تعرضت مواقع ومعسكرات للميليشيات في محافظات أخرى للقصف، منها الحديدة وتعز والمحويت وصعدة. 
كما استهدفت مقاتلات التحالف معسكرات ومواقع وتجمعات ميليشيات الحوثي وعلي عبدالله صالح في العديد من المحافظات؛ حيث قصفت في صنعاء دار الرئاسة ومعسكرات النهدين والأمن المركزي.
واستهدفت الغارات الجوية للتحالف، الانقلابيين في محافظات أخرى، فقد طال القصف الكلية الحربية في مدينة الحديدة غرب اليمن، ومعسكر الأمن المركزي في محافظة المحويت، كما جرى قصف معسكر اللواء 310 في عمران، وفي تعز استهدف الطيران مواقع الميليشيات في المطار القديم شرق المدينة.
وكانت مقاتلات التحالف قد شنت نحو 30 غارة جوية على مواقع للحوثيين في محافظة صعدة.
وفي محافظة المحويت، شمالي اليمن، شنت مقاتلات التحالف 11 غارة على معسكر القوات الخاصة (الأمن المركزي سابقًا) الذي يسيطر عليه الحوثيين، وفقًا لمصدر أمني.
وفي محافظة عمران، شمالي صنعاء، قال مصدر أمني: إن مقاتلات التحالف شنت 4 غارات على معسكر "اللواء 310" و"اللواء التاسع" الخاضعين لسيطرة الحوثيين.
وفي محافظة الحديدة، غربي البلاد، قال سكان: إن مقاتلات التحالف استهدفت الكلية البحرية الخاضعة لسيطرة الحوثيين بعدة غارات.
كما صدت القوات الشرعية هجومين متزامنين لميليشيات الحوثيين والرئيس السابق علي عبد الله صالح في محافظة حجة، شمال غربي اليمن، حسبما أفاد مراسل "سكاي نيوز عربية"، الأحد.
ووقع الهجومان على مواقع عسكرية تابعة للواء 82، بمنطقة ميدي في حجة، بهدف التقدم نحو الميناء المطل على البحر الأحمر.
وأسفرت المواجهات أثناء صد الهجوم، عن سقوط قتلى وجرحى من الطرفين.
ومن جهة أخرى، ذكرت مصادر عسكرية أن الجبهات المجاورة في حرض والطوال، قرب الحدود مع السعودية، شهدت قصفًا متبادلًا بين قوات الشرعية والميليشيات.
وفي وقت سابق، قتل 3 جنود يمنيين، وأصيب 7 آخرون بينهم مدنيون، إثر انفجار عبوة ناسفة عقب تفكيكها، في ضواحي مدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج، جنوبي اليمن.
وفي العاصمة صنعاء، قصفت مقاتلات التحالف العربي معسكر التموين العسكري، الذي تسيطر عليه الميليشيات المتمردة في منطقة عصر؛ مما أدى إلى اندلاع النيران فيه.
فيما قتلت امرأة وأصيب رجل وابنه، إثر سقوط مقذوف عسكري من داخل الأراضي اليمنية على محافظة "الطوال" بمنطقة جازان جنوب السعودية، اليوم الأحد، بحسب مصادر محلية.
وقال الدفاع المدني السعودي، على حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر": إن فرقه في جازان "باشرت سقوط مقذوف عسكري من داخل الأراضي اليمنية على منزل، ما نتج عنه وفاة امرأة وإصابة رجل وابنه وتم نقلهم إلى المستشفى".
ولم يحدد الدفاع المدني جنسيات الضحايا، ولا نوعية المقذوف أو هوية الجهة التي أطلقته، لكن الشريط الحدودي يشهد معارك متصاعدة بين الحوثيين والجيش السعودي منذ أسابيع، بعد انهيار هدنة قادها زعماء قبليون في مارس الماضي، وأثمرت عن تهدئة وتبادل للأسرى ونزع لمئات الألغام.
وفي سياق آخر قُتِلَ 6 جنود يمنيون، ظهر اليوم الأحد، وأُصيب 4 آخرون بجراح متفاوتة، إثر انفجار عبوة ناسفة زرعها مجهولون قرب حاجز أمني بمديرية الشيخ عثمان، شمال العاصمة المؤقتة عدن.
وقالت مصادر عسكرية: إن الانفجار نتج عن عبوة ناسفة زرعت في موقع تجمع لجنود من قوات الحزام الأمني، قرب حاجز في منطقة "عبدالقوي" بمديرية الشيخ عثمان.
ونُقِل القتلى والمصابون إلى أحد المستشفيات القريبة، في حين تبع الانفجار إطلاق نار، فيما فرقت قوات الأمن المواطنين المتجمهرين عقب الانفجار.

المسار التفاوضي:

المسار التفاوضي:
وعلى صعيد الحل السلمي، بدأ المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، تحضيراته لجولة مرتقبة من مشاورات السلام اليمنية خلال زيارة إلى مسقط، التقى خلالها وزير خارجيتها يوسف بن علوي بن عبدالله.
وقالت مصادر إعلامية: إن المبعوث الأممي عقد لقاءً مساء اليوم مع وزير الخارجية العماني، يوسف بن علوي، ومن المتوقع أن يكون قد سلمه تصورًا للخطة الدولية التي كشف وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، عن بعض ملامحها، في 26 أغسطس المنصرم، في مدينة جدة السعودية.
ومن المقرر أن تبدأ الجولة المقبلة من المفاوضات اليمنية الثلاثاء المقبل، حسب إعلان المبعوث الأممي، لكن التصعيد العسكري الكبير، الذي رافق الأسابيع الماضية في الجبهات اليمنية والشريط الحدودي، بالتزامن مع تعليق المشاورات، يهدد إقامة الجولة المرتقبة في الموعد المحدد.
وقالت مصادر مقربة من وفد (الحوثي- صالح)، فضلت عدم كشف هويتها لأنها غير مخولة بالتصريحات الإعلامية: إن ولد الشيخ وصل العاصمة العمانية مسقط مساء اليوم؛ من أجل بحث ترتيبات الجولة الجديدة من المشاورات.
وذكرت المصادر، أن الوفد المشترك للحوثيين وصالح لم يلتقِ المبعوث حتى مساء اليوم، وأنه ما زال مصرًّا على عدم الالتقاء به إلا في العاصمة صنعاء. مؤكدةً أن وفد (الحوثي ـ صالح)، العالق في مسقط منذ رفع المشاورات، من المبعوث الأممي مرافقته إلى صنعاء، للتباحث معه هناك.
من جانبه أكد الرئيس عبدربه منصورهادي، على مساعي الحكومة اليمنية ألجادة نحو السلام وتنازلاتها المقدمة في هذا الإطار خلال محطات وجولات السلام المختلفة والتعاطي الإيجابي الذي تعاملت معه السلطة الشرعية أمام محددات السلام وخياراته المرتكزة على قرارات الشرعية الدولية، ومنها القرار رقم 2216 والمبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني الشامل.
وقال هادي: "إن تلك التنازلات المقدمة تأتي انطلاقًا من مسئولياتنا الوطنية والإنسانية تجاه بلدنا وشعبنا والتي للأسف لم يعر الانقلابيون لقرارات المجتمع الدولي أي اهتمام في تحدٍّ وغطرسة واضحتين تنفيذًا لأجندة دخيلة ومكشوفة مراميها وأهدافها".

المشهد السياسي:

المشهد السياسي:
في غضون ذلك، طالبت الحكومة اليمنية، السلطات العراقية بتوضيح الموقف الرسمي وراء استقبالها وفد ميليشيا الحوثي الانقلابية، الذي نقل إعلاميًّا على لسان مسئولين عراقيين، أن بغداد تعترف وتؤيد ما سمي "المجلس السياسي الأعلى"، المشكل من طرفي الانقلاب والمخالف لقرار مجلس الأمن الدولي 2216 الذي صدر بموجب الفصل السابع من الميثاق في تحد واضح لإرادة الشعب اليمني والإجماع العربي والدولي المؤيد للشرعية وإنهاء الانقلاب.
وقال مصدر مسئول في مجلس الوزراء: "إن غموض الموقف العراقي الرسمي تجاه استقبال وفد ميليشيا الحوثي، والسكوت عن الترويج الإعلامي لهذا الوفد عقب لقاءاته بمسئولين عراقيين في بغداد حول اعتراف الحكومة العراقية بالمجلس السياسي للانقلابيين، يستدعي من الرئاسة والحكومة العراقية إصدار توضيح عاجل حيال هذا الأمر".
وأكد المصدر أن جمهورية العراق ومن خلال عضويتها في جامعة الدول العربية والأمم المتحدة ساندت الإجماع العربي والدولي المؤيد لإنهاء الانقلاب وعودة الحكومة اليمنية الشرعية، وفقا لقرار مجلس الأمن الدولي 2216 .. معربًا عن ثقته بأن جمهورية العراق الشقيقة حريصة على التضامن العربي ونتوقع من خلال الإعلان عن موقف رسمي أنها لن تقف إلى جانب ميليشيات الانقلابية تعبث باستقرار اليمن وتهدد الأمن العربي والإقليمي.
وأوضح المصدر أن الانقلابيين رفضوا السلام خلال مشاورات الكويت مستمرين في خيارهم بقتل الشعب اليمني، وتدمير مؤسسات الدولة وقطع أرزاقه تحت شعارات زائفة وتصرفات طائفية لم يشهدها اليمن ولن يقبلها.
وجدد المصدر، التأكيد على ضرورة صدور بيان من الرئاسة والحكومة العراقية، لوضع حد للتضليل الإعلامي والالتباس القائم حول موقفها الرسمي من تصريحات وفد الانقلابيين الحوثيين الذي زار بغداد مؤخرا والتقى بعدد من المسئولين العراقيين.. مشيرًا إلى أن الحكومة اليمنية الشرعية تنتظر وتأمل صدور توضيح رسمي من الرئاسة أو الحكومة العراقية وستعتبر استمرار تجاهل هذا الأمر عراقياً موقف لا يقل ألماً ويستوجب أخذه في الحسبان.

صالح والحوثي:

صالح والحوثي:
فيما يبدو أن تحالف الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح مع الحوثيين ، أصبح مهددًا في ظل اتباع الحوثيين النهج الطائفي في سياسته الخارجية على حساب المصالح اليمنية والعربية.
فقد ذكرت تقارير إعلامية أن وفد الحوثي والذي زار العاصمة العراقية بغداد تعهد لحكومة رئيس الوزراء حيدر العبادي بتسليم أعضاء حزب البعث العراقي الموجودين في اليمن منذ 2003.
وذكرت "سكاي نيوز" أن رئيس الوفد الحوثي، عبد الكريم الحوثي، تعهّد صراحة بتوقيف عناصر حزب البعث المطلوبين لدى السلطات العراقية وتسليمهم لبغداد.
وكان علي عبد الله صالح، وفّر ملاذًا لعناصر حزب البعث الموالين للرئيس الراحل صدام حسين، عقب انهيار نظامه في 2003، بعد الاحتلال الأمريكي، وهدد صالح بقتل كل من يحاول الاقتراب من خبراء حزب البعث العراقي.
وقالت تقارير صحفية: إن صالح أصدر أوامره لعناصر الحرس الجمهوري الموالين له، لتوفير حراسة مشددة لعناصر حزب البعث، وفتح النيران على كل من يحاول الاقتراب منهم.

المشهد اليمني:

يبدو أن الصراع في اليمن سيستمر طويلًا مع الصعوبات التي يواجها المبعوث الأممي إلى اليمن، في ظل العقبات التي يضعها الحوثيون أمام الحل السلمي، في نفس الوقت يحتدم القتال بين الأطراف اليمنية، وهو ما يشكل خطرًا على بقاء الدولة والتراب اليمني موحدًا.

شارك