"الوضع على ما هو عليه".. عنوان الاتفاق "الأمريكي الروسي" بشأن سورية
الأحد 04/سبتمبر/2016 - 05:33 م
طباعة

في الوقت الذي تصاعدت فيه أنباء عن قرب توصل موسكو وواشنطن لاتفاق يُساعد على إنهاء الأزمة السورية المُتأججة منذ نحو 5 سنوات دون حلول تلوح في الأفق، عوّل مراقبون على المحادثات التي من المُقرر أن يُجريها الرئيس الروسي فلايدمير بوتين ونظيره الامريكي براك أوباما خلال فعاليات قمة العشرين المقامة في الصين في الوقت الحالي.
ويبدو أن الاتفاق الأمريكي الروسي بشأن الأزمة في سورية والذي سيتم إعلانه خلال الساعات المقبلة سيكون عنوانه الرئيس "حفظ مكاسب جميع القوى المُقاتلة على الأرض، والتوحد لقتال داعش"، الأمر الذي تخوف منه مراقبون أن يكون بداية لتقسيم ضمني لسورية، خاصة ان جميع القوى على الأرض اتفقت على التقسيم بشكل ضمني دون الإقرار به صراحة، على أن تنقسم سورية إلى ثلاث دويلات، إحداها للعلوين على الساحل، ودولة للسنة في القلب، ودولة أكراد سوريا المرشحة للانضمام إلى أكراد العراق وجزء من تركيا في شمال سورية.

مبعوث واشنطن في سورية، مايكل راتني، إن اتفاقاً بشأن سورية تبحثه الولايات المتحدة وروسيا قد يتضمن وقفاً لإطلاق النار في أنحاء البلاد والتركيز على مساعدات الإغاثة إلى حلب قد يُعلن قريباً،
وتقول رسالة راتني إلى المعارضة السورية المسلحة والتي اطلعت عليها رويترز وتحمل تاريخ الثالث من سبتمبر إن الاتفاق سيلزم روسيا بمنع الطائرات الحكومية السورية من قصف المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة الرئيسية وسيطالب بانسحاب قوات دمشق من طريق إمداد رئيسي شمالي حلب، كما سيتم التنسيق بين الولايات المتحدةوروسيا ضد تنظيم القاعدة.
تصريحات الرئيس الأميركي، باراك أوباما، اليوم الأحد، خلال مؤتمره صحافي في مدينة هانغتشو الصينية، جعلت حديث قرب التوصل لاتفاق ضبابي، إذ قال أوباما إن المحادثات مع روسيا ستكون السبيل إلى التوصل لأي اتفاق لوقف العمليات القتالية في سوريا، ولكنه كشف أن المفاوضات صعبة في ظل وجود خلافات خطيرة بين واشنطن وموسكو، دون أن يوضح هوية الخلافات بين البلدين.

أوباما بدا انه يُداعب الروس مع قرب انتهاء فترة ولايته، قال إن الولايات المتحدة تحرص منذ فترة طويلة على إيجاد وسيلة لتقليص العنف وتحسين المساعدة الإنسانية في سوريا، ولكن سيكون من الصعب الانتقال إلى المرحلة التالية إذا لم تكن هناك موافقة من روسيا، مؤكداً أن جمع كل القوى على الأرض في سوريا صعب، ولكن المحادثات مع الروس أساسية.
في ظل الصعوبات التي تحدث عنها أوباما، جاءت تصريحات وزير الخراجية الامريكي جون كيري، اليوم الأحد، أن الولايات المتحدة على وشك التوصل لاتفاق مع روسيا بشأن سوريا، ولكن مازال يتعين علينا التوصل لحل بعض القضايا، وقال المسؤول، على هامش اجتماع قمة مجموعة العشرين في الصين، إنه قد يتم الإعلان عن اتفاق في وقت لاحق اليوم الأحد.
من جانبه، قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف اليوم الأحد إن روسيا والولايات المتحدة تقتربان من التوصل لاتفاق بشأن سورية، وذكر ريابكوف للصحفيين "نوشك على التوصل لاتفاق... لكن فن الدبلوماسية يتطلب وقتاً للتنفيذ، ليس بوسعي أن أبلغكم متى سيتم التوصل للاتفاق وإعلانه... أعتقد أنه ما من سبب يدعونا أن نتوقع انهيار المحادثات"، وأضاف "نتحدث عن أهم الأمور المتعلقة بتطبيق وقف لإطلاق النار... المحادثات المكثفة مستمرة"، مبيناً حتى نضع اللبنة الأخيرة... لا يمكننا الإعلان عن تحقيق نتائج.

وتدعم كل من موسكو وواشنطن طرفين متضادين في النزاع الذي بدأ بحركة احتجاجات ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد في مارس 2011 قبل قمعها بالقوة وتحولها إلى نزاع دام متشعب الأطراف، وفشلت جولات متتالية من المفاوضات الدولية في انهاء النزاع المستمر منذ أكثر من خمس سنوات وخلف أكثر من 290 ألف قتيل وشرّد الملايين داخل البلاد وخارجها الملايين على الفرار من البلاد ما أدى إلى تدفق الآلاف منهم إلى أوروبا.
وصرّح مسؤول بارز في وزارة الخارجية الأميركية أن التوصل إلى اتفاق أصبح قريباً، ويمكن أن يعلن عنه وزير الخارجية الأميركي ربما الأحد، إلا أن بعض القضايا لا تزال تتطلب حلاً، وقال اوباما أن جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف يعملان على مدار الساعة، إضافة إلى عدد من المفاوضين الآخرين، لتحديد شكل وقف حقيقي للعمليات القتالية، ولكننا لم نصل إلى تلك المرحلة بعد.