احتدام الصراع في اليمن... وغموض في موقف الحوثيين بشأن المفاوضات
الإثنين 05/سبتمبر/2016 - 06:56 م
طباعة

تستمر مقاتلات التحالف العربي في شن غاراته على الحوثيين، في وقت ظهور قنلبة جديدة تهدد تحالفهم مع الرئيس اليمني السابق على عبد الله صالح، بعد تعهد الحوثيين لبغداد بتسليم أعضاء حزب البعث الموجودين في صنعاء، مع وجود عقبات قوية أمام المبعوث الدولي للتوصل إلى عقد جولة مفاوضات جديدة يبقى الحل العسكري قائمًا في اليمن.
الوضع الميداني:

وعلي صعيد الوضع الميداني، أطلق الجيش الوطني اليمني صباح اليوم، عملية عسكرية جديدة لاستعادة السيطرة على مديرية صرواح غربي محافظة مأرب على الحدود مع صنعاء، من أيدي ميليشيات الحوثيين والرئيس السابق على عبد الله صالح.
وصرواح آخر منطقة تسيطر عليها الميليشيات المتمردة في مأرب، وتهدف العملية إلى فتح جبهة جديدة باتجاه العاصمة الواقعة في قبضة الحوثيين منذ عامين. ومن جهة أخرى، استعادت القوات الشرعية اليمنية مواقع عسكرية في منطقة ميدي الساحلية بمحافظة حجة الحدودية مع السعودية، بعد ساعات من سيطرة المتمردين عليها، حسبما أفادت مصادر عسكرية.
وتمكنت قوات الشرعية، بمساعدة غطاء جوي من طائرات التحالف العربي، من إجبار ميليشيات الحوثي وصالح على الانسحاب من تلك المواقع. وأكدت مصادر عسكرية أن المواجهات في منطقة ميدي خلفت عشرات القتلى والجرحى في صفوف الطرفين.
كما استعادت قوات الشرعية اليمنية مواقع عسكرية، بعد ساعات من سيطرة المتمردين الحوثيين عليها في منطقة ميدي الساحلية بمحافظة حجة الحدودية مع السعودية، الأحد.
وتمكنت قوات الشرعية وبغطاء جوي من مقاتلات التحالف العربي ومروحيات الأباتشي من إجبار ميليشيات الحوثي وصالح الانسحاب من تلك المواقع.
وأكدت مصادر عسكرية ان المواجهات في منطقة ميدي خلفت عشرات القتلى والجرحى في صفوف الطرفين.
وكانت القوات الشرعية قد صدت هجومين متزامنين للمتمردين على مواقع عسكرية تابعة للواء 82، بمنطقة ميدي في حجة، بهدف التقدم نحو الميناء المطل على البحر الأحمرمن جهة أخرى.
وذكرت مصادر عسكرية أن الجبهات المجاورة في حرض والطوال، قرب الحدود مع السعودية، شهدت قصفا متبادل بين قوات الشرعية والميليشيات.
وفي وقت سابق، قتل 3 جنود يمنيين وأصيب 7 آخرين بينهم مدنيين، إثر انفجار عبوة ناسفة عقب تفكيكها، في ضواحي مدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج، جنوبي اليمن.
وفي العاصمة صنعاء، قصفت مقاتلات التحالف العربي معسكر التموين العسكري، الذي تسيطر عليه الميليشيات المتمردة في منطقة عصر، مما أدى إلى اندلاع النيران فيه.
فيما أعلنت القيادة العامة للقوات المسلحة الإماراتية، "استشهاد جندي من القوات المشاركة في عملية إعادة الأمل" باليمن.
وتشارك الإمارات ضمن قوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية، لدعم الشرعية في اليمن.
فيما لقي 9 عناصر من تنظيم القاعدة مصرعهم في وادي عبيدة شرق مدينة مأرب اليمنية، أثر غارة جوية أمريكية.
وقالت مصادر لقناة العربية إن عناصر التنظيم لقوا حتفهم بعد استهدافهم بطائرة من دون طيار.
من جهتها، أشارت مصادر قبلية محلية إلى أن الطائرة استهدفت العناصر بصاروخين، لكنها لم تذكر مزيدا من التفاصيل.
المسار التفاوضي:

وعلي صعيد المسار التفاوضي، تتواصل جهود دولية لإحياء مسار مفاوضات السلام اليمنية، ومع اقتراب الموعد النظري لاستئناف هذه المفاوضات، أبدت الحكومة الشرعية مجددا حسن النية بالتأكيد على استعدادها للعودة إلى المفاوضات، فيما المناورة بدت سيدة الموقف على الجانب الانقلابي، نقلا عن قناة "العربية" الاثنين.
وأكد مصدر مقرب من وفد الحوثيين وصالح المقيم في العاصمة العمانية " مسقط " أن المجلس السياسي للحوثيين وصالح , حث وفد الطرفين للقاء بالمبعوث الأممي إلى اليمن " إسماعيل ولد الشيخ أحمد " بعد يومين من رفض مقابلته .
وقال المصدر " أن من أسماه بـ " المجلس السياسي " أعطى الوفدين الصلاحية الكاملة في أي مشاورات قادمة ن مضيفا " أنه من المقرر أن يلتقي المبعوث الأممي إلى اليمن خلال الساعات القادمة وفدي الانقلاب بعد يومين من وصوله إلى العاصمة العمانية " مسقط " ولقائه بوزير خارجية عمان " يوسف بن علوي " أمس الأحد .
وأفادت المصادر لصحيفة البيان الإماراتية أن الانقلابيين يسعون للحصول على اعتراف بالمجلس السياسي الانقلابي، من خلال القول إن هذا المجلس هو المعني بالقبول بالمقترحات من عدمه.
وكانت مصادر قد تحدثت أمس الأحد عن رف فض وفد الحوثيين لمشاورات السلام, الالتقاء بالمبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد في العاصمة العمانية مسقط، لليوم الثاني على التوالي.
وكان ولد الشيخ قد وصل مسقط، السبت، قادماً من نيويورك بعد مشاركته في جلسة مفتوحة لمجلس الأمن الدولي بشأن الوضع في اليمن، من أجل التحضير للجولة المرتقبة من مشاورات السلام اليمنية المتوقفة منذ السادس من أغسطس الماضي.
وبحسب ما أعلن رسميا في السابق إبان مشاورات الكويت، فإن يوم الثلاثاء هو الموعد المقرر لانطلاق الجولة الجديدة من مشاورات السلام اليمنية ولو أن ذلك ليس مرجحا أبدا.
المشهد السياسي:

وعلي صعيد المشهد السياسي، لتقى الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي اليوم الاثنين في مقر اقامته بالعاصمة السعودية الرياض قيادات حزب التضامن الوطني.
وخلال اللقاء تحدث هادي عن دور ومكانة وأعضاء الحزب بما يمثلوه من تنوع ويجسدوه من المام بواقع اليمن وما تشهده من تحولات على مختلف الصعد .
وحث هادي الجميع على تجسيد روح الوحدة الوطنية التي عبر عنها مختلف مكونات وأطياف شعبنا اليمني في دعم شرعيته الدستورية انتصاراً للمبادئ والقيم والأهداف التي ضحى من اجلها شعبنا والتي رسم من خلالها ملامح مستقبل اليمن الاتحادي الجديد.
واستعرض هادي واقع المعاناة التي اثقلت كاهل أبناء الشعب اليمني جراء تداعيات الحرب الظالمة التي فرضتها القوى الانقلابية على التوافق والإجماع الوطني لتنفيذ تجربه دخيلة وأفكاراً لايمكن القبول بها ،بما تمثله من تمايز مناطقي وطائفي واستعداء لجوارنا ومحيطنا.
وأشار إلى جهود الحكومة التي تبذلها في إطار مساعي السلام وحقن الدماء من خلال التعاطي الإيجابي مع مختلف المساعي الرامية لتحقيق الأمن والاستقرار..مؤكداً إيلاء حزب التحالف الوطني الدعم والرعاية كمكون جديد يدعم التنوع والتجربة الديمقراطية.
دعم اقليمي:

وعلي صعيد آخر انتقد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، اليوم الاثنبن، المواقف الأخيرة لجماعة الحوثيين وقوات صالح، وتصعيدهم لوتيرة الاعمال العسكرية في الجبهات الحربية باليمن، وعلى المناطق الحدودية.
وعبر أبو الغيط عن دعمه التام للحكومة الشرعية اليمنية بقيادة الرئيس عبد ربه منصور هادي، ومساعيها الرامية إلى استئناف مشاورات السلام اليمنية تحت رعاية المبعوث للأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ.
واعتبر الأمين العام إعلان الانقلابيين تشكيل ما يسمى بـ«المجلس السياسي الأعلى»، بمثابة خطوة تصعيدية من شأنها أن تعرقل الجهود المبذولة لإقرار التسوية السياسية المنشودة في اليمن.
وطالب جماعة الحوثيين وحزب صالح، الكف فوراً عن اتخاذ أية إجراءات تصعيدية أحادية، والالتزام بقرار وقف الأعمال القتالية، واحترام مرجعيات المفاوضات المتفق عليها والمتمثلة بمبادرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية وآلياتها التنفيذية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني اليمني، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة وخاصة القرار رقم 2216.
فيما كد الرئيس السوداني عمر البشير دعم بلاده للحكومة الشرعية في اليمن، مؤكداً على حرص بلاده على تحقيق الاستقرار والأمن فيها.
فيما قال رئيس الحكومة أحمد بن دغر رفض حكومته التفاوض مع الانقلابيين بعيداً عن المرجعيات المتفق عليها وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216.
والتقى بن دغر يوم الاثنين في العاصمة السودانية الخرطوم، بالرئيس السوداني عمر البشير، في إطار زيارة رسمية يقوم بها.
وقال بن دغر في تصريحات صحفية، بحسب وكالة أنباء السودان، "حرصاً على السلام، وإيقاف نزيف الدم، وافقت الحكومة الشرعية على التصور الذي طرحته الأمم المتحدة لإنهاء الأزمة في اليمن".
واعتبر بن دغر، في هذا السياق، أن "أي أساس للسلام في اليمن، لا بد أن يُبنى على احترام المرجعيات المتفق عليها مع دول التحالف، وكذلك قرار مجلس الأمن الدولي الذي يشترط عودة الشرعية أولاً".
وأضاف بن دغر "السودان يعد ركنا رئيسيا للتحالف العربي والذي يقوم بمهام كبيرة فيي اليمن هدفها إعادة الاستقرار والسلام والشرعية في اليمن".
المشهد اليمني:
منذ توقفت مفاوضات الكويت، طرأ جمود على الوضع اليمني، وهو وضع كان في الاصل جامدا. شكلت مفاوضات الكويت فرصة، بل بصيص امل، للتوصل إلى خطوط عريضة يمكن ان تؤدي إلى مخرج أو تسوية ما في مرحلة معيّنة تنضج فيها الظروف، وذلك في حال وجد الطرفان ان لكلّ منهما مصلحة في تجاوز الوضع الراهن. يبقي صوت المدافع هو المسيطر على الأوضاع في اليمن.