تقدم للجيش اليمني في الجوف.. وتحقيق دولي حول تهريب السلاح للحوثيين
الثلاثاء 06/سبتمبر/2016 - 03:50 م
طباعة

تستمر مقاتلات التحالف العربي في شن غاراته على الحوثيين، في وقت ظهور قنلبة جديدة تهدد تحالفهم مع الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، بعد تعهد الحوثيين لبغداد بتسليم أعضاء حزب البعث الموجودين في صنعاء، مع وجود عقبات قوية أمام المبعوث الدولي للتوصل إلى عقد جولة مفاوضات جديدة يبقى الحل العسكري قائمًا في اليمن.
الوضع الميداني:

تمكنت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، اليوم الثلاثاء، من استعادة السيطرة على معسكر استراتيجي في محافظة الجوف، شمال اليمن.
وقالت مصادر محلية لـ"المصدر أونلاين": إن قوات الجيش والمقاومة سيطرا على معسكر "السلان" غرب مديرية الغيل، في الجوف ظهر يوم الثلاثاء.
وذكرت أن قوات الجيش والمقاومة دخلت أول منزل في مركز مديرية الغيل عقب السيطرة على المعسكر.
وكانت المقاومة والجيش تمكنا صباح اليوم، من كسر الحاجز الأمني للحوثيين غرب الغيل.
وكان الحوثيون سيطروا على معسكر "السلان" بالجوف، في منتصف سبتمبر من عام 2014م، قبيل سيطرتهم على العاصمة صنعاء، بعد مواجهات اندلعت مع قبليين كانوا يقومون بحراسة المعسكر، بعد انسحاب قوات الجيش الحكومية منه.
كما اعترضت منظومة الدفاع الصاروخية "باتريوت" التابعة للتحالف صاروخاً بالستياً أطلقته ميليشيات الحوثي وقوات صالح على مدينة مارب قبل قليل وفجرته في الهواء.
وحسب مراسل "المصدر أونلاين" فقد تمكنت منظومة الباتريوت الدفاعية التابعة لقوات التحالف العربي من اعتراض الصاروخ الذي أطلقته ميليشيات الحوثيين وقوات صالح وفجرته في سماء مدينة مارب في وقت مبكر من فجر اليوم الثلاثاء.
وتشهد مديرية صرواح غرب مأرب مواجهات عنيفة بين قوات الحكومة الشرعية المسنودة بقوات التحالف العربي وميليشيات الحوثي وصالح، بعد تدشين القوات الحكومية وبإسناد جوي من مقاتلات التحالف العربي الذي تقوده السعودية، لعملية عسكرية لاستعادة المناطق التي لا تزال تحت سيطرة الميليشيات في صرواح.
وذكرت مصادر ميدانية، استسلام أعداد كبيرة من الميليشيات الانقلابية بمجرد وصولهم إلى الحدود السعودية؛ إذ يتكبدون معاناة كبيرة حتى يصلوا الحدود، ويكونون في حالة من الإعياء والجوع والعطش.
وأوضح المركز الإعلامي للمقاومة اليمنية، أن معظم العناصر الذين ترسلهم الجماعة وتغريهم بالتسلل للحدود السعودية، يكونون من صغار السن الذين لا خبرة لهم بالأعمال القتالية، وتوهمهم بأن طول الحدود بين المملكة واليمن يجعل من المستحيل مراقبتها بصورة كاملة، وأنه من السهل التوغل داخل الأراضي السعودية، لكن المقاتلين يفاجأون بمجرد وصولهم أن القوات السعودية كانت ترصد تحركاتهم منذ اقترابهم من الحدود، وأنها تدرك بالضبط أعدادهم ونوع التسليح الذي بحوزتهم، وتطبق عليهم بمجرد تقدمهم.
وبث المركز الإعلامي تسجيلًا لمجموعة من ميليشيات الحوثي وقوات صالح وهم يسلمون أنفسهم على الحدود. ويظهر التسجيل عشرات من الجنود أثناء استسلامهم وتسليم السلاح الذي بحوزتهم، في مكان يحيط بهم فيه جبال ومناطق وعرة قرب الحدود بين البلدين.
فيما قال رئيس دائرة التوجيه المعنوي للقوات المسلحة اللواء محسن خصروف، اليوم الثلاثاء، بأنه «جاء الوقت لأن تحسم المعركة عسكرياً بعد أن أفشل الانقلابيون الحلول السياسية»، في إشارة إلى إنهاء الانقلاب وعودة الشرعية.
ونقل المركز الإعلامي للقوات المسلحة على صفته بموقع التواص الاجتماعي فيسبوك، عن خصروف قوله: إن الجيش الحكومي حقق انتصارات كبيرة في مديرية صرواح غرب محافظة مرب (شرق العاصمة صنعاء).
وأمس الاثنين، بدأت القوات العسكرية عملية عسكرية لاستعادة مديرية صرواح من الحوثيين وقوات صالح.
وقال: «الجيش الوطني يحقق اليوم انتصارات كبيرة في صرواح، وخلال سويعات تمكن من استعادة أكثر من 12 كم والسيطرة على مرتفعات استراتيجية».
وأضاف: «صرواح آخر مديريات مارب التي يتم تطهيرها وأهميتها؛ كونها تتاخم صنعاء من خلال خولان كما أنها ستؤمن ظهر جبهة نهم تماماً».
تهريب السلاح:

وفي سياق آخر أظهرت وثائق قضائية أن شركة فورخاس تورس البرازيلية- وهي أكبر شركة لصناعة الأسلحة في أمريكا اللاتينية- باعت مسدسات لمهرب أسلحة يمني (معروف بقربه من الحوثيين) نقلها إلى اليمن وذلك في انتهاك للعقوبات الدولية.
واتهم ممثلو ادعاء اتحاديون في جنوب البرازيل اثنين من المسئولين التنفيذيين بشركة فورخاس تورس في مايو أيار بشحن 8000 مسدس في 2013 إلى فارس محمد حسن مناع، وهو مهرب سلاح يعمل في منطقة القرن الإفريقي منذ أكثر من عشر سنوات بحسب الأمم المتحدة.
وأشارت الوثائق القضائية إلى أن تورس شحنت المسدسات إلى جيبوتي ثم نقلها مناع إلى اليمن. وقال ألكسندر وندرلينج محامي الرئيسين المسئولين التنفيذيين السابقين إدواردو بيزول وليوناردو سبيري: إن الاتهامات "لا تعكس حقيقة الأمر".
ولم يتسن الحصول على تعليق من مناع الذي عمل محافظًا لصعدة معقل الحوثيين في الفترة من 2011 إلى 2014.
وفي مايو الماضي، أصدرت محكمة برازيلية أمر استدعاء لمناع في إطار التحقيقات. ورفضت تورس الرد على أسئلة مفصلة بشأن قضية الأسلحة؛ نظرا لسرية التحقيقات، لكنها قالت إنها "تساعد المحاكم في استجلاء الحقائق".
وبعد تقرير لرويترز أكدت الشركة أمس الاثنين أن اثنين من مسئوليها التنفيذيين السابقين وجهت لهما اتهامات تتعلق بشحنة أسلحة يشتبه بأنها أرسلت إلى اليمن عام 2013.
وبعد أن علمت بالشكوك المحيطة بتاجر الأسلحة اليمني قالت الشركة إنها أوقفت شحنة أخرى كان يتفاوض عليها.
ويقول الادعاء: إن المسئولين التنفيذيين السابقين كانا يتفاوضان مع مناع العام الماضي على شحنة أخرى تشمل 11 ألف مسدس عندما كشفت الشرطة الأمر، وداهمت مقر الشركة في نوفمبر.
ولم يوجه الادعاء اتهامات للشركة لكنه قال: إن الأدلة التي تم جمعها في المداهمة شملت عشرات من رسائل البريد الإلكتروني التي تظهر أنها على علم بعقوبات الأمم المتحدة المفروضة على تجارة الأسلحة مع مناع واليمن، لكنها سعت إلى طرق للالتفاف عليها.
وقالت الوثائق: "استخدمت تورس بوضوح مهرب أسلحة دوليا سيئ السمعة لتوزيع بضائعها على دول أخرى لا سيما اليمن".
وأضافت: "لا يمكن لتورس وموظفيها ادعاء أنهم لم يكونوا على علم بالأفعال المنسوبة لمناع؛ لأن ليوناردو سبيري شهد بأن تورس تحرص على أن تجري بحثًا على الانترنت عن الأشخاص الذين تدعوهم إلى البرازيل".
وحظرت عقوبات الأمم المتحدة أي مبيعات أسلحة أو تمويل لمناع وأمرت بتجميد أصوله وآخرين ومنع سفرهم للاشتباه في بيعهم أسلحة للصومال.
وأدرج الرئيس الأمريكي باراك أوباما أيضًا اسم مناع وعشرة آخرين في أمر تنفيذي عام 2010 يحظر العمل مع أشخاص وجماعات تواجه اتهامات بالإسهام في الاضطرابات بالصومال.
وحصلت شركة تورس على إذن من الجيش البرازيلي في أكتوبر تشرين الأول 2013 لشحن 8000 قطعة سلاح إلى وزارة الدفاع في جيبوتي لكن ممثلي الادعاء قالوا في الوثائق: إن مناع أعاد توجيه الأسلحة إلى اليمن باستخدام شركات مثل شركة الشرق للصيد والأسماك.
وقالت وزارة الدفاع البرازيلية: إن إذن التصدير إلى جيبوتي لا يسمح بإعادة التصدير إلى دول أخرى.
وتشير الوثائق القضائية إلى أن مناع دفع لتورس مليوني دولار مقابل الأسلحة واستندت الوثائق إلى مدفوعات منتظمة منه إلى الشركة منذ عام 2013. ولم تذكر الوثائق الجهة التي تلقت الأسلحة في اليمن.
وكتب ممثلو الادعاء في الاتهامات “كانت جيبوتي نقطة وهمية للتصدير… شرعوا في الاحتيال لإخفاء الوجهة الحقيقية للأسلحة وإخفاء ضلوع فارس مناع في الأمر.
وورد في الاتهامات أنه بعد شهرين من ذلك كان مناع وتورس بصدد الترتيب لشحنة مسدسات ثانية عبر جيبوتي، في تجاهل لحظر الأسلحة الذي فرضته الأمم المتحدة على اليمن في أبريل أبريل 2015. ويقول ممثلو الادعاء: إن شحنة تشمل 11 ألف مسدس كانت ستذهب إلى اليمن ما لم تحبط الشرطة المخطط.
وأظهرت الوثائق القضائية أنه في مايو دعا قاض اتحادي ينظر القضية إلى إبلاغ وزارة الخارجية البرازيلية والشرطة الدولية (الإنتربول) والأمم المتحدة وسفارات المملكة العربية السعودية ومصر والولايات المتحدة في برازيليا بالأمر.
المسار التفاوضي:

وعلى صعيد الحل السلمي، استقبل الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، اليوم مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، وذلك في إطار مساعيه الرامية لتحقيق السلام وآفاقه الممكنة ولمتاحة.
وفي اللقاء رحب الرئيس اليمني بالمبعوث الأممي، مؤكدًا حرص الحكومة على التعاطي الإيجابي مع الجهود والمساعي نحو السلام المرتكزة على المرجعيات الثلاث المتمثلة بالمبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية المزمنة، ومخرجات الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، ومنها القرار رقم 2216.
وقال هادي: "مثلما برهنا خلال محطات السلام المختلفة بدءً من جنيف وبيل في سويسرا، والكويت بأننا دعاة سلام وتواقين له لمصلحة بلدنا وشعبنا، سنظل كذلك نبحث عن السلام الجاد الذي يؤسس لمستقبل أمن لبلدنا، بعيدًا عن ترحيل الأزمات من خلال السلام الذي لا يحمل في طياته بذور صراعات قادمة، وهذا ما استوعبه الإجماع والتوافق الوطني من خلال مخرجات الحوار الوطني في إطار يمن اتحادي عادل يحقق العدالة والمساواة والعيش الكريم".
وثمن الرئيس اليمني بالجهود التي يبذلها المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ في إطار مساعيه الحميدة والمجتمع الدولي لتحقيق السلام والاستقرار لمصلحة الشعب اليمني.
من جانبه عبر المبعوث الأممي عن سروره بلقائه الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية، والذي يأتي في إطار مساعيه وجهوده الرامية لتنفيذ وتطبيق مرجعيات السلام وأفكار ومبادرات المجتمع الدولي في هذا السياق المستندة على المبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني، والقرارات الأممية ذات الصلة، ومنها القرار 2216.
وأشاد ولد الشيخ في هذا الصدد بالترحيب والتعاطي الإيجابي من قبل الرئيس مع مساعي ومضامين السلام من خلال تجربة الفترة الماضية، انطلاقًا من حرصه على حقن الدماء والتطلع إلى يمن آمن وعادل ومستقر.
وكان المبعوث الأممي، التقى أمس الاثنين، وفد صنعاء "الحوثيين وصالح" في العاصمة العمانية مسقط، وجدد الحوثيون احتجاجهم على المجازر واستمرار التصعيد العسكري من قبل التحالف.
وعبر وفد"الحوثيين وصالح"عن استيائه من عجز الأمم المتحدة عن اتخاذ أي أجراءات بشأن الحظر الجوي على مطار صنعاء الدولي، والذي يتسبب في معاناة كبيرة للمسافرين اليمنيين، خاصةً المرضى الذين يتواجدون في عدد من البلدان، مطالبين بضرورة رفع الحصار بكافة أشكاله.
من جانبه أكد المبعوث الأممي أن الاتفاق سيكون شاملًا وكاملًا، ويتضمن كافة القضايا، وفي مقدمتها الرئاسة، بخلاف ما كان يُطرح في الكويت.
وأدان عملية الحظر الجوي المفروضة على مطار صنعاء، وما تسببه من معاناة إنسانيه للمواطنين اليمنيين واعدا بأنه سيعمل خلال الفترة القادمة لفتح الأجواء اليمنية أمام الطيران المدني والتجاري .
وعرض المبعوث الأممي على الوفد الوطني بعض أفكار حول الاتفاق الشامل والكامل مؤكدًا أنه سيقدم رؤية متكاملة للحل في وقت لاحق.
المشهد السياسي:

في استجداء للاعتراف الدولي، لجأ القيادي الحوثي صالح الصماد رئيس ما يسمى بالمجلس السياسي الأعلى الذي شكله الحوثيون، والرئيس اليمني السابق علي صالح- إلى إرسال عشرات البرقيات لقادة دول أوروبية وإفريقية وجنوب أمريكية، في مناسبات روتينية، كالتهنئة بأعياد الاستقلال، والمواساة في الكوارث الطبيعية.
وأوردت "وكالة سبأ" التي يسيطر عليها الحوثيون، برقية يتيمة في 15 أغسطس الماضي، باسم الصماد، موجهةً لرئيس جمهورية الكونغو دنيسا سونكوسو "بمناسبة احتفالات شعب الكونغو الصديق بالعيد الوطني".
وقال موقع "اليمني اليوم": إن "كافة الرؤساء وقادة الدول الذين تم إرسال برقيات تهنئة لهم باسم رئيس المجلس السياسي الأعلى صالح الصماد، تجاهلوا الرد، وهو ما تسبب في خيبة أمل للحوثيين وصالح؛ الذين لجئوا لهذه الطريقة أملًا في مبادرة بعض الرؤساء والقادة بإرسال برقيات شكر، وهو ما سيمثل- لو حصل- اعترافًا ضمنيًّا بالمجلس السياسي، الذي انحصر الاعتراف به من إيران وبشكل غير رسمي من العراق".
وروّجت بعض الصفحات المحسوبة على الحوثيين، الشهر الماضي، ظهورًا إعلاميًّا للصماد عبر قناة روسيا اليوم الناطقة بالعربية، لكن هذه المقابلة لم تجد طريقها للبث، وكان مصيرها سلة المهملات بحسب بعض نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي.
ودأب رواد مواقع التواصل الاجتماعي على السخرية من قرارات الصماد التي كان آخرها قرار تعيين قائد للحرس الرئاسي، فيما عمد مؤيدو "الرئيس المفترض" إلى تكذيب الخبر، ونفيه بالجملة.
المشهد اليمني:
منذ توقفت مفاوضات الكويت، طرأ جمود على الوضع اليمني، وهو وضع كان في الأصل جامدًا- شكلت مفاوضات الكويت فرصة، بل بصيص أمل، للتوصل إلى خطوط عريضة يمكن أن تؤدي إلى مخرج أو تسوية ما في مرحلة معيّنة تنضج فيها الظروف، وذلك في حال وجد الطرفان أن لكلّ منهما مصلحة في تجاوز الوضع الراهن. يبقى صوت المدافع هو المسيطر على الأوضاع في اليمن.