تقدم الجيش اليمن في محيط صنعاء.. ودعم أمريكي لجهود "ولد الشيخ"

الأربعاء 07/سبتمبر/2016 - 06:05 م
طباعة تقدم الجيش اليمن
 
تشهد جبهات اليمن تصعيداً عسكرياً وتقدم للجيش اليمني في محيط صنعاء، وسط حراك سياسي للمبعوث الأممي، إسماعيل ولد الشيخ، في محاولة لعقد جولة مشاورات مقبلة.

الوضع الميداني:

الوضع الميداني:
وعلى صعيد الوضع الميداني، أكد الناطق باسم المقاومة الشعبية في صنعاء، عبدالله الشندقي، مقتل نحو 35 من ميليشيات الحوثي والمخلوع علي صالح في معارك صرواح بمأرب.
وأشار الناطق إلى أن الجيش الوطني والمقاومة سيطرا على عدد من الجبال والمواقع الاستراتيجية.
وتخطف جبهة صرواح في مأرب الأضواء، حيث يسعى الجيش الوطني والمقاومة بدعم من التحالف العربي إلى تحريرها كاملة، والدخول إلى منطقة خولان إحدى مداخل محافظة صنعاء.
وواصل الجيش الوطني والمقاومة تقدمهما وسيطرا على عدد من المواقع الاستراتيجية، منها جبال أتياس والتبة الحمراء والتبة السوداء، إضافة إلى السيطرة على ثلاثة جبال استراتيجية غرب جبل أدرم ومناطق حوله.
وفي جبهة نهم، ذكرت مصادر من المقاومة أن قوات الشرعية تقترب من السيطرة على وادي محلي، وقطع الخط الرئيس الرابط بين صنعاء ومأرب.
وقال المركز الإعلامي للجيش اليمني اليوم الأربعاء، بأن قذائف المدفعية التي يطلقها الجيش الحكومي، وصلت إلى مديرية بني حشيش المتاخمة للعاصمة صنعاء من الجهة الشرقية، في تطور لافت من العملية العسكرية.
وأوضح المركز في تدوينة له على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» أن «المدفعية تستهدف للمرة الأولى مواقع ميليشيا الحوثي والمخلوع في رأس نقيل شجاع ونقيل الكناه والتباب التي بقرب جبل صرع بالشرفة بمديرية بني حشيش».
وتتواصل المعارك بين المسلحين الحوثيين وقوات صالح من جهة، والمقاومة الشعبية وقوات الجيش الحكومي من جهة أخرى، في مديرية نهم شرق صنعاء، في الوقت الذي تحدث مسؤولون عسكريون عن استعادة العاصمة صنعاء.
وفي تعز التي تشهد مواجهات عنيفة، جرح عدد من المدنيين إثر قصف الميليشيات أحياء سكنية، منها المسبح ووادي القاضي، القصف استخدمت فيه قذائف المدفعية والهاون، فيما تشتعل المعارك في الجبهة الشرقية من المحافظة.
كما أعلنت المقاومة الشعبية الموالية للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي اليوم الثلاثاء، مقتل أحد عناصرها و7 من مسلحي جماعة الحوثي وحلفائهم من القوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، في معارك بمدينة تعز وسط اليمن.
وقال المركز الإعلامي للمقاومة في بيان: إن عنصرًا من المقاومة قتل بالإضافة إلى 7 من الحوثيين وقوات صالح، في تجدد المعارك بين الطرفين بمناطق محيطة بجبل "هان"، غرب تعز.
وأضاف البيان، أن المعارك أسفرت أيضًا عن إصابة العشرات من الحوثيين، بالإضافة إلى إصابة 4 من عناصر المقاومة.
ويحاصر مسلحو جماعة الحوثي مدينة تعز من منطقة الحوبان في الشمال، والربيعي في الشرق، فيما تحدها السلاسل الجبلية من الجنوب.
فيما أقدمت ميليشيات الحوثي في خطوة غير مسبوقة على فتح معسكرات تدريب خاصة بالنساء، ملحقة بها آلاف النساء والفتيات، وذلك بعد أن جندت آلاف الأطفال وزجّت بهم في المعارك وجبهات القتال.
فيما أعلنت القيادة المركزية الأمريكية أن الولايات المتحدة نفذت 3 ضربات لمكافحة الإرهاب ضد أهداف للقاعدة في اليمن من الرابع والعشرين من أغسطس الماضي إلى الرابع سبتمبر الجاري. وأوضحت القيادة المركزية أن الضربات قتلت 13 عنصرا من القاعدة.
وكانت الطائرات الأمريكية قتلت 40 عنصرًا على الأقل من القاعدة في القصف الأميركي الذي استهدف معسكرا للتنظيم الإرهابي جنوب اليمن في مارس الماضي.
كما كشفت إحصاءات أعلنها وزير حقوق الإنسان اليمني عزالدين الأصبحي في مؤتمر صحافي عقد أمس الثلاثاء في القاهرة عن مقتل 1146 مدنياً على أيدي ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح في اليمن، خلال ستة أشهر.
الأصبحي أكد تسجيل أكثر من 72 ألف حالة انتهاك من الميليشيات خلال الأشهر الستة الماضية.
وذكر الأصبحي أن 160 حالة اختفاء قسري سُجلت خلال الأشهر الستة الماضية أيضا

المشهد السياسي:

المشهد السياسي:
وعلي صعيد المشهد السياسي، كشفت مصادر مقربة من قيادة التمرد الحوثي عن عرض عسكري نسائي أقيم في ساحة إحدى مدارس العاصمة صنعاء، وشاركت فيه مئات النساء والفتيات المواليات لحركة تمرد الحوثي، ويعد هذا الظهور أول كشف عن تشكيل ميليشيات نسائية للمتمردين.
كذلك، نشر أسامة ساري المقرب من قيادة التمرد الحوثي صوراً من العرض العسكري للفتيات الحوثيات في مدرسة مجمع الثورة في صنعاء، ظهرن فيه مدججات بالأسلحة الرشاشة وقاذفات الآربيجي، وأضاف ساري أن معسكرات التدريب للفتيات أقيمت في عدة محافظات.
يشكل الأطفال بحسب المصدر ذاته، ثلث المقاتلين في صفوف الحوثيين كما أنهم يمثلون غالبية الضحايا في المواجهات المسلحة دونما مراعاة لأية جوانب إنسانية.
وتشهد صنعاء ازديادًا في عدد الأطفال الذين ارتدوا سلاح الميليشيات الحوثية، وتمّ استخدامهم في الخدمات العسكرية والأمنية وتوصيل الرسائل والحراسة، فلا يكاد يخلو شارع من شوارع العاصمة صنعاء من أطفال تتراوح أعمارهم بين 14-و18 عامًا يحملون السلاح عند نقاط التفتيش، أو يعملون حراسًا لمؤسسات حكومية أو شركات أو جامعات.
كما استعد جماعة الحوثي المسلحة، لافتتاح جامعة حكومية في العاصمة صنعاء، سيطلقون عليها اسم "جامعة الإمام زيد".
وقالت مصادر: إن الحوثيين يجهزون لافتتاح جامعة تحمل اسم "الإمام زيد"، وتتبع رسمياً وزارة التعليم العالي.
وذكر أن الحوثيين حولوا أحد مباني مؤسسة حكومية ومرافقها الإدارية إلى تلك الجامعة المزمع افتتاحها.
كما أثار تزايد عدد القتلى والجرحى من أبناء ذمار تذمرًا كبيرًا وسط عائلات في المحافظة.
وقالت مصادر: إن ذمار استقبلت في وقت متأخر ليل أول من أمس وصول ثلاث سيارات تابعة لعصابات الحوثي والمخلوع الانقلابية، وهي محملة بجثث 24 من أبناء المدينة، قتلوا خلال مشاركتهم في القتال إلى جانب الحوثيين في عدد من جبهات القتال مثل "تعز" و"نهم".
وتتهم بعض القبائل في ذمار عصابات الحوثي والمخلوع بتقديم أبنائهم وقودًا لحربها ضد الشرعية، وتضعهم في الصفوف الأمامية للقتال، فيما تضع أبناء من يسمون بـ"أبناء الأسر الهاشمية" في الصفوف الخلفية؛ حيث لا يواجهون أي خطورة خلال سير المواجهات.
وتحدثت مصادر عن مشايخ قبائل طالبوا بسحب جميع المقاتلين من الجبهات، محذرين من أن تجاهل مطالبهم قد يقودهم إلى الثورة حتى على مشايخهم واستبدالهم بآخرين، وهو ما أوجد حالة من الشد والجذب بين السكان، لا سيما بعد أن رفضت بعض العائلات استلام جثث أبنائها قبل توضيح سبب مقتلهم ودفع دياتهم كاملة.
فيما أصدرت الرئاسة اليمنية، يوم الثلاثاء، توجيهاً لكلٍّ من محافظ العاصمة المؤقتة عدن، ومحافظ مدينة لحج، والقائم بأعمال رئيس جامعة عدن، بعدم إجراء أي تغييرات أو تعيينات في قيادات المؤسسات الحكومية وفروعها خلال المرحلة الحالية.
وأفاد التوجيه، بأن الرئيس عبدربه منصور هادي اتخذه، بسبب تلقيه عددًا من الشكاوي، والتعبير العلني عن الاستياء المجتمعي، نظراً لإجراء تغيير قيادات المؤسسات الحكومية، خارج نصوص القانون الخاص بشاغلي الوظائف العامة، دون أن يكون لها ما يبررها.
واعتبر التوجيه، الذي حصلت "إرم نيوز" على نسخه منه: "بأن التعيينات التي يتخذها، الزبيدي في عدن، والخبجي في لحج، وباسلامة في جامعة عدن، تضر بالنسيج الاجتماعي، فضلاً عن الضرر الذي تلحقه في الأداء الوظيفي والإنتاجية".

أزمة مرتبات:

أزمة مرتبات:
وفي سياق آخر خرج آلاف الموظفين والعمال في صنعاء وعدن إلى الشوارع للتظاهر؛ احتجاجاً على عدم صرف مرتباتهم لشهر أغسطس والتي ترفض الميليشيات الانقلابية دفعها بحجة انعدام السيولة النقدية في البنك المركزي وسحب الأموال المتوفرة لتمويل ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح تحت مسمى "المجهود الحربي"، بحسب العربية.
شهود عيان أكدوا أنه رغم القبضة الحديدية والقمع الذي تتبعه الميليشيات ضد معارضيها، خرج المئات من المحتجين في شوارع صنعاء، في حين شهدت مدينة عدن تظاهرات مماثلة للمطالبة بصرف رواتبهم لشهر أغسطس، وقاموا بقطع بعض شوارع المدينة. وتتهم الحكومة الانقلابيين في صنعاء بعدم صرف مرتبات الموظفين الحكوميين في عدة محافظات وفي مقدمتها عدن منذ عدة أشهر.
نقابات الموظفين والعمال في العديد من المرافق الحكومية أعلنت بدء إضراب شامل عن العمل بسبب رفض البنك المركزي صرف مرتباتهم، واعتماد صرف نصف مرتب لنسبة قليلة من الموظفين بعملة ورقية تالفة، في حين نفذت الميليشيات حملة اعتقالات في بعض الوزارات والهيئات الحكومية التي شهدت احتجاجات خلال الأيام الماضية، واعتقلت العشرات من الموظفين.
مصادر في البنك المركزي أكدت أن تعليمات مشددة صدرت من قيادة الانقلابيين في صنعاء إلى البنك بإعطاء الأولوية في صرف المرتبات لمنتسبي وزارتي الدفاع والداخلية، وما تبقى يتم صرفه كمستحقات لموظفي الجهات الأخرى.

المسار التفاوضي:

المسار التفاوضي:
وعلى صعيد الحل السياسي، كشفت مصادر سياسية يمنية أنَّ المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ، سلَّم وفد جماعة أنصار الله "الحوثي" والرئيس المخلوع علي عبد الله صالح خطة التسوية الجديدة التي طرحها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، والهادفة لتحقيق السلام في اليمن.
وقالت المصادر لصحيفة "عكاظ" السعودية، اليوم الأربعاء: إنَّ ولد الشيخ سلم وفد "الحوثي- صالح" رسالة تتضمن مبادرة كيري وأمهلهم مدة أسبوع للرد عليها، ووعدهم بالتنسيق مع التحالف للسماح لهم بالعودة إلى صنعاء.
وكان ولد الشيخ قد أعلن أنَّه ناقش مع "الوفد" في مسقط، الأفكار والموضوعات التي طرحت في جدة، وتمحورت حول اتفاق كامل وشامل، وبخاصةً فيما يتعلق بالقضايا الأمنية، لافتاً إلى أنَّ القرار 2216 والمبادرة الخليجية هما المرجعية في تنفيذ الاتفاق.
ودعت واشنطن، إلى هدنة تمتد لـ72 ساعة ليتمكن خلالها المبعوث الأممي إلى اليمن، باستئناف المشاورات بين الطرفين، "الحكومة والاتقلابيين".
وقالت الخارجية الامريكية في تغريدات لها على صفحتها في تويتر بالعربية، إن وزير خارجيتها جون كيري، التقى بولي ولي العهد السعودي ونظيره الجبير، على هامش قمة الـ20.
وذكرت أن الوزير كيري  شدد على أهمية تفعيل الهدنة لمدة 72 ساعة من قبل جميع الأطراف للسماح للمبعوث الخاص ببدء المشاورات مع كلا الجانبين.
وكان المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أجرى لقاءً مع وفد الانقلابيين الاثنين في العاصمة السعودية مسقط، قبل أن يتوجه إلى الرياض، الثلاثاء، ليلتقي خلال زيارته بالرئيس عبدربه منصور هادي.

المشهد اليمني:

منذ توقفت مفاوضات الكويت، طرأ جمود على الوضع اليمني، وهو وضع كان في الأصل جامدًا- شكلت مفاوضات الكويت فرصة، بل بصيص أمل، للتوصل إلى خطوط عريضة يمكن أن تؤدي إلى مخرج أو تسوية ما في مرحلة معيّنة تنضج فيها الظروف، وذلك في حال وجد الطرفان أن لكلّ منهما مصلحة في تجاوز الوضع الراهن. يبقى صوت المدافع هو المسيطر على الأوضاع في اليمن.

شارك