تنظيم "ولاية سيناء".. بين الضربات الأمنية ومحاولات التصالح مع الدولة

الأربعاء 07/سبتمبر/2016 - 06:14 م
طباعة تنظيم ولاية سيناء..
 
تنظيم ولاية سيناء..
لا شك أن ما يحدث في سيناء معرك حربية حقيقية بين الجيش المصري وما يطلق عليه تنظيم ولاية سيناء الذي كان يسمى سابقا "تنظيم أنصار بيت المقدس"، ورغم أن الاسم القديم إنما يعطي دلالةً على أن التنظيم يقوم بتوجيه ضرباته للعدو الإسرائيلي بينما على الأرض يتضح أن كل عملياته الإرهابية كانت وما تزال موجهةً للجيش المصري، ولم يقم حتى الآن بعملية واحدة لنصرة بيت المقدس، ومن هنا تأتي شدة العمليات التي ينفذها الجيش المصري في مواجهة هذا التنظيم الذي أعلن ولاءه من قبل لـ"أبو بكر البغدادي"، وكان نتيجة هذا الإعلان تغيير اسم التنظيم إلى "ولاية سيناء" ومؤخرًا أعلن الجيش المصري قتل 11 «تكفيرياً» في شمال سيناء، في مواجهات مع قوات الأمن خلال 5 أيام.
وقال الناطق باسم الجيش العميد محمد سمير- في بيان أمس- إن قوات من الجيشين الثاني والثالث نفذت حملات أمنية في مناطق مكافحة النشاط الإرهابي في شمال سيناء ووسطها وأسفرت نتائجها، على مدار الأيام الخمسة الماضية، عن «القضاء على 11 من العناصر التكفيرية شديدة الخطورة وإصابة 5 آخرين خلال تبادل لإطلاق النار مع القوات»، لافتاً إلى اكتشاف وتدمير 9 عبوات ناسفة كانت معدة لاستهداف القوات على محاور التحرك المختلفة.
وأوضح أن عمليات التمشيط والمداهمة أسفرت عن توقيف 19 مطلوباً جنائياً تم تسليمهم إلى الشرطة وضبط 9 سيارات متنوعة من دون تراخيص، واكتشاف وتدمير 3 مخازن تضم كميات كبيرة من البضائع المجهزة للتهريب في مدن العريش ورفح والشيخ زويد في شمال سيناء.
تنظيم ولاية سيناء..
وأوضح الناطق العسكري، أن قوات الجيش الثالث أحكمت السيطرة الكاملة على مناطق وسط سيناء. لافتاً إلى أن مكامن عسكرية أوقفت 3 من «العناصر التكفيرية» وضبطت سيارة في وسط سيناء عثر بداخلها على 480 عبوة لمادة يحتمل أن تكون من مشتقات «نترات الأمونيوم» التي تدخل في صناعة العبوات الناسفة، وتم كشف مخزن جبلي في وسط سيناء يحتوي على مادة صخرية يحتمل أن تكون من مادة نترات الأمونيوم.
ولتوالي الضربات الأمنية التي تقوم بها القوات المسلحة المصرية حاول التنظيم في سابقة هي الأولى من نوعها البحث عن وساطات من القبائل السيناوية للتدخل لدى الجيش للوصول إلى اتفاق بين الطرفين؛ حيث بدأ رموز ومشايخ قبائل في سيناء محاولة أداء دور الوساطة مع العناصر الإرهابية التي تنتمي لجماعة «أنصار بيت المقدس»، الفرع المصري لتنظيم «داعش»، لإقناعهم بإلقاء السلاح والتوقف عن شن مزيد من الهجمات التي تستهدف رجال الأمن، منذ عزل الرئيس الإخواني محمد مرسي سنة 2013.
وحسب موقع «الجريدة» الألكتروني، أن رموزاً سيناوية حصلت أخيراً على موافقة مبدئية، ممن يعرف باسم «المنسق العام لجماعة أنصار بيت المقدس» كمال علام (من عائلات العريش)، ومن مسئول الذراع العسكرية للجماعة ويعرف باسم «أبو شيتا» (اسم حركي، وهو من عائلات العريش أيضاً)، على قبول التفاوض غير المباشر مع مسئولين، لعرض مطالب التنظيم الإرهابي مقابل تهدئة الأوضاع ميدانياً. فيما اشترطت المصادر عدم نشر أسماء الرموز القبلية التي تؤدي دور الوساطة للحفاظ على سلامتهم، لافتةً إلى أن هذه الرموز تنتمي إلى معظم قبائل سيناء، ومنها الترابين والسواركة والرميلات والأحيوات والتياها.
وعلى الرغم من النفي الرسمي لوجود وساطة للتهدئة مع العناصر الإرهابية، فإن ما توصلت إليه «الجريدة» يشير إلى أنه لا يمكن للرموز السيناوية اتخاذ خطوة الوساطة دون الحصول على «ضوء أخضر» من المسئولين لأداء ذلك الدور.
تنظيم ولاية سيناء..
وتشير مطالب التنظيم الإرهابي التي قدمها للوسطاء إلى أن القبضة الأمنية التي يفرضها الجيش على عناصره تؤتي ثمارها على الأرض، إذ طالب بفك حصار القرى في منطقة رفح الحدودية، والعودة مجدداً إلى المناطق التي أُجلي السيناويون منها، في إشارة إلى المنطقة العازلة التي بدأ الجيش تنفيذها حالياً وبلغت حتى الآن 2.5 كيلومتر في العمق المصري، على طول الشريط الحدودي مع قطاع غزة، فضلاً عن إطلاق سراح عناصر التنظيم، الذين أوقفهم الجيش منذ فترة.
ومن الجدير بالذكر ان مستشفى العريش العام استقبل اليوم شهيدين مدنيين في انفجار، استهدف منزلهما جنوب الشيخ زويد، وسيدة مصابة بطلق ناري، و4 مصابين في حادث سير.
وصرح مصدر طبي بأنه وصل للمستشفى جثامين الشهيدين المدنيين نايف ن م ، 26 سنة، وشقيقه، سلامة 40 سنة، وتبين أن قذيفة سقطت على منزلهما وتسببت في وفاتهما إثر تعرضهما لجروح وشظايا وتم التحفظ على الجثمانيين بمشرحة المستشفى.
تنظيم ولاية سيناء..
كما وصلت للمستشفى سيدة مصابة بطلق ناري أسفل الظهر، نقلت من منطقة أبوزرعى بمدينة الشيخ زويد. مما يؤكد على أن التنظيم لا يريد المصالحة بينما فقط يريد محاولة التهدئة لما أصابه من ضربات أمنية موجعة وأنه حينما يطالب بالوساطة إنما يحاول شغل القوات لتنفيذ مخططه لضرب الجيش المصري، ولكن من المؤكد أن ما يقوم به التنظيم لا يثني القيادات العسكرية أو المدنية عن استكمال المشاريع التنموية فقد افتتح الدكتور الهلالي الشربيني، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، يرافقه الفريق أسامة عسكر، قائد القيادة الموحدة لمنطقة شرق القناة ومكافحة الإرهاب وتنمية سيناء، واللواء أركان حرب محمد محمد عبد اللاه قائد الجيش الثالث الميداني، مدرسة الحمة الإعدادية التابعة لتجمع قرية المالحة، على بعد 80 كيلو من مدينة رأس سدر بمحافظة جنوب سيناء.
يأتي ذلك في إطار زيارة وزير التعليم لمدينة رأس سدر اليوم الأربعاء، وذلك لافتتاح 5 مدارس ووضع حجر أساس مدرستين بتجمعات وقرى مدينة رأس سدر، وذلك في إطار الارتقاء بالمستوى التعليمي في شبه جزيرة سيناء والتعاون الوثيق مع وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني.

شارك