بعد أوروزغان.. هل تسيطر طالبان على عاصمة الأفيون في أفغانستان؟
الخميس 08/سبتمبر/2016 - 03:40 م
طباعة

أصبحت طالبان المتشددة قريبةً قريبة جدا من السيطرة على مناطق إنتاج الأفيون والتي تعد أهم مصادر دعم الجماعة المتشددة في أفغانستان؛ الأمر الذي يضع حكومة كابل أمام مواقف صعبة في ظل الدعم الغربي، مع استمرار الخلافات السياسية بين الجانبين.
ولاية أوروزغان

استولى مقاتلو حركة طالبان المتشددة على مراكز عسكرية قريبة من مدينة تارين كوت عاصمة ولاية أوروزغان جنوب البلاد أمس الأربعاء، لتنضم بذلك إلى مدينة لشقر قاه عاصمة ولاية هلمند جنوب البلاد أيضًا، ومدينة قندوز عاصمة الولاية التي تحمل الاسم نفسه شمالي البلاد والمهددتين بالسقوط بأيدي الحركة.
وذكرت السلطات المحلية أن مقاتلي طالبان أصبحوا على بعد سبعة كيلومترات من عاصمة ولاية أوروزغان المنتجة للأفيون.
وقال حجي باريداد زعيم إحدى قبائل تارين كوت: إن عددًا من نقاط التفتيش سقطت بأيدي طالبان "بدون مقاومة تذكر من جانب قوات الأمن، وإذا واصلت قوات الأمن الفرار، فإن السكان سيضطرون إلى حمل السلاح للدفاع عن المدينة".
أما المتحدث باسم حكومة الولاية دوست محمد نياب، فقال: إن عناصر طالبان "استولوا على بعض المراكز الأمامية وتقدموا إلى أن أصبحوا على مسافة سبعة كيلومترات من المدينة قبل أن يتم صدهم مع وصول تعزيزات من الكوماندوز"، مضيفًا أن هذه التعزيزات ليست كافيةً، وأن هناك تعزيزات إضافية منتظرة. وأوضح أن المعارك الأخيرة أسفرت عن مقتل ستة من قوات الأمن و36 من طالبان.
ويتردد الحديث بالولاية عن سعي طالبان لاقتحام سجن تارين كوت لإطلاق عناصرها المسجونين بداخله، وهو ما سبق لها وأن فعلته في قندوز عندما سيطرت لفترة وجيزة على المدينة الشمالية عام 2015.
ومهد عناصر طالبان لهجومهم على تارين كوت بحملة واسعة النطاق على مواقع التواصل، وعدوا خلالها بالتساهل مع قوات الأمن إن هي استسلمت من دون أي شرط. لكن المتحدث باسم وزارة الدفاع محمد رادمانيش ندد بهذه "الحملة الدعائية" مؤكدا أن قوات الأمن ستدحر عناصر طالبان من محيط تارين كوت.
هلمند عاصمة الأفيون

حركة طالبان لم تقترب من عاصمة ولاية أوروزغان المنتجة للأفيون فقط، بل تتجه إلى السيطرة على عاصمتي ولايتين أخريين هما لشقر قاه عاصمة هلمند كبرى ولايات البلاد والتي تنتج لوحدها 80% من الأفيون المنتج في العالم أجمع، وقندوز عاصمة ولاية قندوز شمال البلاد.
وتسيطر حركة طالبان فعليا على 10 من أصل 14 منطقة من مناطق هلمند التي سقط فيها أكبر عدد من القتلى بين صفوف القوات البريطانية والأمريكية في أفغانستان خلال العقد الماضي.
وفي العام الماضي، وصل متوسط إنتاج مزرعة الخشخاش في هلمند إلى 18 كيلوجراماً من الأفيون للهكتار الواحد، وفقاً لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة. وفي حين يصل ثمن كيلو الأفيون إلى 200 دولار، تباع نفس الكمية من الفاصوليا الخضراء بدولار واحد فقط.
ويعد شهر سبتمبر موسم الخشخاش في ولاية هلمند الغربية، وهي المنطقة التي أنتجت العام الماضي ما يقرب من نصف إجمالي محصول الأفيون في أفغانستان بالكامل، وفق تقارير مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة. وتجدر الإشارة إلى أن أفغانستان تستحوذ على حصة الأسد من إنتاج الأفيون في العالم، حيث يتم تحويل معظم الإنتاج إلى هيروين في تجارة غير مشروعة تثري المسئولين الحكوميين وحركة طالبان وشبكات تجارة المخدرات على مستوى العالم.
في عام 2014، وهي السنة التي قالت الأمم المتحدة: إن إنتاج الأفيون في الدولة سجل رقما قياسياً؛ حيث شكل 90 بالمائة من "المواد الأفيونية غير المشروعة" في العالم. كما شكلت المواد الأفيونية أضخم صادرات أفغانستان في عام 2014، وتشير تقديرات مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة أنها وصلت إلى 2.8 مليار دولار، أي قرابة 13 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي للدولة.
كما أن سيطرة حركة طالبان على ولاية هلمند كفيل بتهديد العاصمة الأفغانية كابول نفسها في الوقت الذي تعاني فيه القوات الأفغانية من انعدام كفاءة على حد وصف الجارديان.
توسع طالبان

حروب الربيع والصيف في 2016 كشفت عن وتوسع حركة طالبان وسيطرتها على كثير من المناطق في أفغانستان وسط فشل الجيش الأفغاني، وبحسب مؤسسة الحرب الطويلة فإن طالبان تسيطر الآن على 35 منطقة في أفغانستان، وتنافس على 35 مقاطعة أخرى من بين 398 منطقة في أفغانستان.
ولا تعتمد طالبان فقط على السلاح والمقاتلين فهناك قبيلة اشقيازي بهلمند والمتحالفة مع طالبان الأمر الذي سيجعل التنظيم مقبول أكثر بين السكان.
كما ستمثل هلمند نقطة يشعر بها قادة طالبان بالثقة عندما ينتقلون لحكم مقاطعة مهمة يسيطرون عليها بالكامل لتكون مورد لزراعة الأفيون.
سيطرة طالبان على عاصمة الافيون في أفغانستان يجعلها أكثر قوة، فموارد طالبان المالية من تجارة الأفيون عادت للارتفاع، وحاليًا يملك التنظيم تمويلاً يكفى 5000 مقاتل، وهو ما قد يزيد السيطرة على هلمند عاصمة الافيون في العالم لضعف عد المقاتلين واواع التسليح مما يضع الحكومة الأفغانية في مأزق شديد.
المشهد الأفغاني

تقترب حركة طالبان من السطرة على عاصمة الأفيون في العالم، لتؤمن مصادر دخل وتضع حكومة كابل في مأزق شديد مع الخسائر التي منيت بها خلال المرحلة الأشهر الأخيرة.. سيطرة طالبان على هلمند يضع حكومة الرئيس الأفغاني اشرف غني في مازق شديدة لقرب هلمند من العاصمة كابل؛ مما يهدد الوضع الأمني بالعاصمة، ويجعلها تحت تهديد مباشر من قبل طالبان، وأيضًا يتيح للحركة مصادر دخل عالية؛ مما يساعدها في شراء السلاح ودعم المقاتلين.