مع قرب انهيار الهدنة في سورية.. دلالات نشر أمريكا قوات في الشمال السوري
السبت 17/سبتمبر/2016 - 08:06 م
طباعة

في تطور جديد لأعمال القتال على الأرض في سورية التي تشهد تصاعداً في الأعمال العسكرية بين القوات الحكومية التابعة للرئيس السوري بشار الأسد المدعوم دولياً من روسيا وإقليمياً من إيران وميليشيا حزب الله اللبناني من جهة، وقوات المعارضة المدعومة دولياً من الولايات المتحدة الأمريكية وإقليمياً من تركيا والسعودية وقطر من جهة آخرى، نشرت الولايات المتحدة قوات خاصة تابعة لها، في سورية.
أميركا قالت إن خطوة إرسال قوات إلى سورية تأتي في إطار دعم الجيش التركي والفصائل المقاتلة السورية ضد القوات في هجومها على تنظيم "داعش" في شمال سوريا، وقال المتحدث أدريان رانكين-غالواي إنه "استجابة لطلب تركي، تمت الموافقة على أن ترافق قوات أميركية خاصة القوات التركية وفصائل المعارضة السورية المقبولة فيما تواصل تحرير أراض من تنظيم داعش"، وأفاد مسؤول عسكري أميركي إن القوات الأمريكية تصل لبضع "عشرات" من العناصر.
ورجح مراقبون أن تكون الخطوة الأمريكية جاءت لتدشين مرحلة جديدة في القتال على الأرض خاصة أن هدنة وقف إطلاق النار بين الأسد وقوات المعارضة باتت على وشك الأنهيار، أو أن أميركا تُريد تثبيت أوضاع مع بعد انهيار الهدنة في مؤشر على رغبة أمريكا تعزيز نفوذ التواجد التركي في الشمال السوري.

كانت تركيا قالت أواخر أغسطس الماضي إنها نشرت قوات تابعة لها في مدينة جرابلس في شمال سوريا، وزعمت وقتها إنها خطوة تستهدف تأمين حدودها من خطر "داعش"، فضلاً عن منع الأكراد من التقدم في الشمال السوري، وقد تباينت ردود الأفعال الدولية وقتها إزاء الخطوة التركية، حيث أعربت وزارة الخارجية الروسية عن قلقها بشأن الوضع على الحدود التركية السورية واحتمال تدهور الوضع الأمني وتصعيد الخلافات بين العرب والأكراد بعد انطلاق عملية عسكرية تركية بسوريا.
وجاء في بيان صدر عن الخارجية الروسية "قبل كل شيء يثير القلق احتمال استمرار تدهور الوضع في منطقة النزاع، بما في ذلك احتمال سقوط ضحايا بين المدنيين وتصعيد الخلافات الطائفية بين الأكراد والعرب"، وأكد البيان ضرورة تسوية الأزمة السورية على أساس القانون الدولي فقط ومن خلال حوار واسع بين السوريين بمشاركة كافة المجموعات القومية والطوائف، بما فيها الأكراد، على أساس مبادئ بيان جنيف الصادر في 30 يونيو عام 2012 وقرار 2254 وغيره من قرارات مجلس الأمن الدولي التي اتخذت بمبادرة من مجموعة دعم سوريا.
اللافت إلى أن البيان الأمريكي عن عملية "درع الفرات" التركية، عكس مدى رضا الجانب الأمريكي عن المُخطط التركي، حيث أكد نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن أن واشنطن تدعم تركيا كحليفة لها بالكامل، وأن قوات الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب لن تحصل على أي دعم من الولايات المتحدة في حال انتقالها إلى غرب الفرات، قائلا إن واشنطن لن تقبل بحل وسط بشأن أمن الحدود التركية ووحدة سوريا. وأضاف أن الجانب الأمريكي أبلغ بذلك الجهات المعنية في سوريا.

وقال مسؤول دفاعي أمريكي، إن طائرات أمريكية نفذت غارات جوية دعما للقوات التركية وقوات سورية معارضة تقاتل من أجل طرد تنظيم "داعش" من أحد آخر معاقل التنظيم على الحدود التركية السورية، وأضاف المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه، أن الطائرات الهجومية إيه-10 ومقاتلات إف-16 تشن الغارات. وتمثل العملية أول توغل تركي كبير في سوريا بدعم من الولايات المتحدة.
ألمانيا أيضا أكدت دعمها لأنقرة في العملية التي أطلقتها في الشمال السوري، وقال الناطق باسم الخارجية الألمانية مارتن شافر إن برلين "تحترم" قرار أنقرة نقل المعركة ضد المقاتلين الأكراد إلى سوريا مؤكدا أن البعد المتعلق بمحاربة تنظيم "داعش" في العملية يتوافق مع أهداف ونوايا التحالف ضد "الجهاديين".
الإجراء الأمريكي جاء بالتزامن مع تحذيرات الجيش الروسي، اليوم السبت من أن الوضع في سورية "يسوء"، وقال الجيش الروسي أن الفصائل المقاتلة نفذت أكثر من 50 هجوما على القوات الحكومية السورية وعلى المدنيين في 24 ساعة، وقال الجنرال فلاديمير سافتشنكو "الوضع في سورية يسوء، فخلال الساعات الاربع والعشرين الماضية ارتفع عدد الهجمات بشكل كبير"، ولفت الى أن 12 مدنيا قتلوا في الهجمات بينهم طفلان ومتطوع في الهلال الاحمر السوري.
وأوضح أن الفصائل المقاتلة تستغل وقف إطلاق النار لاعادة تجميع صفوفها "وتخطط لشن هجوم" و"من المحتمل ان تشهد مناطق حساسة مثل حلب ودمشق وطرطوس واللاذقية اعمالا ارهابية"، فيما أكد الجنرال فيكتور بوزنيخير أن "هناك هجمات مستمرة"، وأن عدم التزام الجماعات المسلحة غير الشرعية بوقف اطلاق النار وعدم وجود حواجز في الجزء الشرقي من طريق الكاستيلو الذي يسيطر عليه المسلحون لا يسمح لنا بضمان توزيع آمن للمساعدات الانسانية في حلب".

وانتقد مسؤولون عسكريون روس الولايات المتحدة بشدة في شان مدى التزام مقاتلي المعارضة لوقف اطلاق النار الذي تم التوصل اليه الاسبوع الماضي في جنيف في محاولة لوقف سفك الدماء في سورية. وتسري الهدنة منذ خمسة ايام، وقال بوزنيخير ان "روسيا تبذل كل جهد ممكن لتمنع القوات الحكومية من الرد على النار (..) واذا لم يتخذ الجانب الاميركي الاجراءات اللازمة لتنفيذ التزاماته (..) فان الولايات المتحدة ستتحمل مسؤولية انهيار وقف اطلاق النار".