"داعش" يستعد.. والحشد الشعبي يؤخر معركة الموصل
الأحد 18/سبتمبر/2016 - 01:26 م
طباعة

كشفت تقارير إعلامية عن حشد تنظيم "داعش" 4500 مقاتل في معركة الموصل المنتظرة، فيما ينتظر العراق بمختلف قواته وتشكيلاته سواء الجيش العراقي والقوات الأمنية والبيشمركة والحشد الشعبي وقوات التحالف الدولي ساعة الحسم للقضاء على "داعش".
حشد "داعش":

وقد توقع مسئولون في القيادة المركزية الأمريكية للتحالف الدولي أن يكون عدد مقاتلي داعش داخل معقله الرئيس في الموصل نحو 4500 مقاتل، من بينهم قادة أجانب وعرب جرى استقدامهم من مدينة الرقة المجاورة مؤخرًا .
وتعد المدينة الواقعة في شمال البلاد آخر معاقل "داعش" في العراق، وتقول السلطات في بغداد: إن تحرير الموصل يمثل نهاية للتنظيم على الأراضي العراقية.
وتابع هؤلاء المسئولون أن داعش ومنذ عام 2014 عمل على تهيئة سواتر دفاعية وحفر خنادق، متوقعين وجود ما بين ثلاثة آلاف إلى 4500 مقاتل من التنظيم داخل الموصل.
كما نفذ مسلحو داعش اعتقالات للعشرات من الأعضاء السابقين في حزب البعث العراقي، متهماً إياهم بالتعاون مع مجاميع "م مقاومة" التي تستهدف قادة داعش ومقاتليه في الموصل، على ما أفادت مصادر عسكرية في الحشد الوطني والعشائري.
المصادر ذاتها ذكرت أن العديد من الأعضاء السابقين في حزب البعث العراقي أعتقلوا ضمن حملة دهم لمنازلهم خلال أيام عيد الاضحى لا سيما في حي سومر بالجانب الأيسر من الموصل؛ حيث اغتيل اثنان من أفراد داعش بأسلحة كاتمة للصوت.
وأضافت المصادر العسكرية في نينوى أن داعش وبعد اغتيال اثنين من مقاتليه قرب جامع قباء في حي سومر بمسدسات كاتمة للصوت، قام بتقطيع المنطقة بالكتل الإسمنتية للسيطرة على مداخلها ومخارجها، بحسب تلفزيون "الآن".
استعداد عراقي:

فيما تعهد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بتحرير الموصل من احتلال داعش قريبًا، داعياً أهالي المدينة إلى التعاون مع القوات الأمنية للتخلص من التنظيم.
العبادي ذكر في تصريحات خلال تفقده ناحية القيارة جنوب الموصل بعد تحريرها من داعش أنه يدعو أهالي الموصل إلى التخلص من داعش فورًا وحماية المدينة من تخريب التنظيم؛ لأن ذلك يسهل على القوات الأمنية مهمة التحرير.
ويرى الخبير العراقي في شئون الجماعات المتشددة هشام الهاشمي أن معركة تحرير الموصل تحتاج إلى عديد قوى يبلغ 80 ألف مقاتل، حسب رأيه.
ونقلا عن قيادات أمنية عراقية، يقول الهاشمي: إن القوات العراقية المشتركة جهزت 45 ألفًا، وتشارك قوات البيشمركة الكردية بـ10 آلاف، في حين سيشارك الحشد الشعبي بـ15 ألفًا من قواته، ويتم استكمال عديد القوات المشاركة في تحرير الموصل بـ10 آلاف مقاتل من عشائر نينوي والأقليات الموجودة فيها، مثل التركمان والشبك وغيرهم.
فيما رجح النائب عن محافظة نينوي، زاهد الخاتون، أن تكون معركة الموصل (مركز محافظة نينوي) صعبة ومعقدة وقد تمتد لوقت طويل، فيما توقع الخبير العسكري، ربيع الجواري، أن تكون المعركة "خاطفة".
وتحدث الجواري، لشبكةٍ إعلامية، قائلاً: إن "تنظيم داعش فقد الكثير من أمكانياته وقدرته القتالية وأصبح في وضع لا يؤهله لمواجهة القوات العراقية". مشيراً إلى أن "تنظيم داعش يعاني انهياراً كبيراً وقد تشهد الأيام المقبلة ثورة مسلحة من داخل مدينة الموصل".
ولفت الخبير العسكري، إلى أن أبناء مدينة الموصل ينتظرون ساعة الصفر لانطلاق العملية العسكرية؛ حيث تجري الاستعدادات لمعركة متوقعة من داخل مدينة الموصل تستهدف عناصر داعش.
أزمة مشاركة الحشد:

وقد تزداد حدة الخلاف بين القوات العراقية بقيادة رئيس الوزراء حيدر العبادي، وقوات البيشمركة والقوى السنية، حول طبيعة الاستعداد لمعركة الموصل ودحر "داعش".
وتعد مشاركة الحشد الشعبي في معركة الموصل أحد أبرز الخلافات بين الأمراد والسنة ولحكومة العراقية، خاصة بعد تصريحات العبادي الذي قال فيها "لا أحد يفرض علينا من يشارك.. لدينا حشد (شعبي) وسنوسع هذا الحشد من الأقليات من أبناء الموصل".
وتوجد جبهة تمتد لألف كيلومتر بين منطقة سيطرة تنظيم "داعش" في العراق وقوات البيشمركة، وهي تقاتل عن المنطقة الكردية التي تتمتع بحكم ذاتي.
زعيم ائتلاف متحدون للإصلاح "السني" أسامة النجيفي أعرب، عقب لقاء مع بريت ماكغيرك مبعوث الرئيس الأمريكي للتحالف الدولي، عن رفضه لإشراك الحشد في معركة الموصل، وقال: إن ذلك سيثير "حساسية وتخوفا من أجندات لا تصب في صالح المحافظة وإرادة أبنائها".
وتنصب التخوفات الكردية والسنية على مشاركة الحشد الشعبي الذي تتهمه جهات حقوقية وسياسية محلية ودولية بجرائم حرق وهدم وسلب في المناطق السنية التي هزم فيها تنظيم الدولة، مثل الفلوجة وتكريت والرمادي ومناطق في شمال ديالي.
واتهم المستشار الإعلامي لرئيس إقليم كردستان كفاح محمود، من لديهم "أجندات طائفية" بتأجيج الخلاف الطرفين، وقال: إن رئيس الوزراء السابق نوري المالكي وطاقمه وحزب الدعوة يقفون وراء التوتر بين البيشمركة والجيش، مضيفًا أنهم يريدون فرض تدخل الحشد الشعبي في الموصل وإلهاء الرأي العام؛ كي لا يلاحظ التدخل الإيراني في الموصل، حسب قوله.
في المقابل قال وزير الخارجية رئيس التحالف الوطني"الشيعي" إبراهيم الجعفري الذي زار مقر فرقة العباس القتالية المنضوية تحت لواء الحشد الشعبي في البصرة الجمعة، في بيان: "إن ليس هناك ما يمنع مشاركة الحشد في معارك التحرير".
قوات التحالف:

كما أكد مسئولون في القيادة المركزية الأمريكية للتحالف الدولي، أن المئات من جنود القوات الأمريكية الخاصة موجودون في قاعدة القيارة الجوية لإعادة تأهيلها بهدف استخدامها من قبل طائرات التحالف الدولي ولدعم القوات العراقية بمعركة تحرير الموصل التي توقعوا بدءها من دون إعطاء موعد محدد.
وكان مسئولون عسكريون أمريكيون أكدوا 560 جنديًّا أمريكيًّا من أفراد الفرقة 101 الخاصة، وأشاروا إلى أن عمليات تحرير الموصل ستكون "صعبة".
وأوضح أن المسئولين أكدوا في تصريحات من بغداد، أن المهمة الرئيسة للقوات الأمريكية المنتشرة في قاعدة القيارة ستتركز على توفير الدعم اللوجستي والتجهيزات للقوات العراقية في هجومها لتحرير الموصل، مضيفين أن قرب قاعدة القيارة الجوية من الموصل يشكل عاملاً تكتيكياً مهماً في معركة تحرير هذه المدينة.
وعندما سئل رئيس القوات الأمريكية في العراق ستيفن توسيند حين عن موعد بدء تلك المعركة قال: "يسهل أن تعرف متى تبدأ المعركة لكن يصعب توقع كيف ستنتهي، وهنا تكمن المعضلة".
ويرى مارك كيمت النائب السابق لرئيس القيادة المركزية للجيش الأمريكي في العراق أن، تعيين ستيفن توسيند قائدا جديدا للقوات الأمريكية في العراق هو مؤشر على اقتراب الحسم العسكري، إذ أن الأخير عروف بقدراته في شن حروب المدن ومكافحة التمرد والعمليات الخاصة. لكن الأمر بحسب كيمت رهين عمل سياسي دؤوب لترتيبات ما بعد المعركة.
المشهد العراقي:

مع الرفض لمشاركة الحشد الشعبي في تحرير الموصل، في وقت يحشد فيه تنظيم "داعش" لدفاع عن آخر معاقله في بلاد الرافدين- تسعى قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، إلى تهيئة الظروف على الأرض وتعد بتقديم الدعم لبدء عملية استعادة الموصل من خلال تدشين اتفاق بين الأطراف السياسية العراقية في كواليس مشهد سياسي مضطرب بالأساس، ورغم الخطى الأمريكية المتسارعة من أجل إنجاز هذا كله في غضون شهور الإدارة الحالية الأخيرة، فإن معركة الموصل تنتظر اتفاقًا عراقيًّا عراقيًّا على قرار التحرير.