بعد فشل هجوم الخضران.. الجيش الليبي يحبط مخطط الإخوان في السيطرة على النفط
الأحد 18/سبتمبر/2016 - 01:35 م
طباعة

في ظل الأجواء التي تشهدها ليبيا الآن، وعقب سيطرة الجيش الليبي بقيادة خليفة حفتر على منطقة الهلال النفطي في البلاد، والمطامع التي تشهدها الأخيرة، شن سلاح الجو الليبي غارات على ميليشيات إبراهيم الجضران، في منطقة الهروج ورأس لانوف، اليوم الأحد 18 سبتمبر 2016، بعد شن الأخيرة هجمات على مواقع في منطقة الهلال النفطي سيطر عليها الجيش الليبي قبل أيام.

وقبل أيام نجح الجيش الليبي في استعادة السيطرة على موانئ النفط الرئيسية في منطقة الهلال النفطي، وذلك بعد هجوم خاطف على الميليشيات التابعة للجضران، وتمكنت كذلك من طرد قوات حرس المنشآت النفطية الموالية لحكومة الوفاق من المنطقة.
وكانت تقارير إعلامية قد أكدت تصدي الجيش الليبي لهجوم ميليشيات الجضران المقال من قبل البرلمان الليبي، وأحد المتحالفين مع ميليشيات مصراتة التابعة لقوات "فجر ليبيا" المحسوبة على جماعة الإخوان والمطوية تحت حكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج.
وتتصارع الأطراف الليبيىة، للسيطرة على منطقة الهلال النفطي، وهو الهدف الرئيسي الذي جاءت من أجله حكومة الوفاق الوطني المدعومة أمميًا ودوليًا.
وترفض القوات المنبثقة عن مجلس النواب والتي يقودها حفتر، الخضوع لقيادة المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، التي تحظى باعتراف دولي.
وكانت ميليشيا الجضران قد هاجمت تمركزات حرس المنشآت النفطية في السدرة ورأس لانوف، قبل أن يتصدى لها سلاح الجو التابع للجيش الليبي، وأسفر الهجوم عن اشتعال النيران في أحد خزانات النفط التابعة لشركة الواحة بمنطقة السدرة.
وكان الناطق باسم حرس المنشآت النفطية، على الحاسي، أكد في تصريح سابق سيطرة جهاز حرس المنشآت النفطية التابع للمجلس الرئاسي في طرابلس على ميناء السدرة النفطي، مؤكدًا استمرار الاشتباكات في المنطقة الممتدة بين ميناءي السدرة ورأس لانوف. السبت.
وقالت مصادر إن بعض مسلحي ميليشيات الجضران وميليشيات "سرايا الدفاع عن بنغازي" التابعة للقاعدة بقيادة زياد بلعم، عادوا إلى المنطقة السكنية في راس لانوف، واشتبكوا مع قوات الجيش الليبي.
وأدت المواجهات إلى اشتعال النيران في خزان للنفط بميناء السدرة القريب، أكبر موانئ النفط في ليبيا، فيما لم ترد بعد أنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين.
واستعاد الجيش الليبي موانئ راس لانوف والبريقة والسدرة في عملية عسكرية أطلق عليها اسم "البرق الخاطف"، قبل أن يسلمها إلى جهاز حرس المنشآت النفطية بقيادة العقيد مفتاح المقريف.
وفي وقت سابق، قالت المؤسسة الوطنية للنفط: إن ليبيا سوف تستأنف صادرات النفط من بعض موانئها التي سيطر عليها الجيش، بعد أن رفعت حالة القوة القاهرة في تلك الموانئ.
وفي سياق متصل، أكد محمد العزومي مدير مكتب الإعلام بالكتيبة 302 التابعة للجيش الليبي، المشاركة في اشتباكات رأس لانوف، مقتل خمسة من عناصر ميليشيات الجضران، فضلًا عن ضبط 4 آليات مسلحة، مضيفًا أن الجيش الليبي تصدى لقوات الجضران المدعومة بقوة مما يُعرف بسرايا الدفاع عن بنغازي، بعد تقدمهم صباح اليوم تجاه الهلال النفطي.

وقال مدير مكتب الإعلام: إن قوات الجيش مسيطرة بالكامل على ميناء رأس لانوف 215 كلم غرب إجدابيا، وتعزز صفوفها للتقدم صوب ميناء السدرة الذي يبعد 15 كلم، غرب ميناء رأس لانوف الواقع تحت سيطرة قوات الجضران.
وأكد المتحدث باسم حرس المنشآت فرع الوسطى والشرقية محمد القبائلي دحر مجموعة الجضران المسلحة من منطقة الهلال النفطي بالكامل، بعد محاولتها دخول المنطقة السكنية براس لانوف والسدرة صباح اليوم.
وقال القبائلي لـ"قناة ليبيا": إن مجموعة الجضران المسلحة استهدفت خزانًا للنفط الخام في ميناء السدرة مما تسبب في اشتعال النيران بداخله.
وإبراهيم الجضران، هو آمر جهاز حرس المنشآت النفطية بالمنطقة الوسطى، تحول فجأة من مجرد متمرد على الحكومة أو قرصان كما سماه خصومه أمل المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق في منع داعش من الاستيلاء على الهلال النفطي.
وبرز الجضران خلال ثورة 17 فبراير وقاتل على جبهة البريقة، حتى تحرير سرت التي غنم منها سيارات قبيلة القذاذفة والكثير من أملاكهم. في البداية كان أتباعه يتسلحون بأسلحة خفيفة، ثم وصل إليهم دعم كبير يتمثل في عربات عسكرية وراجمات ومدافع هاوزر وغيرها من المعدات الثقيلة، وعندها أعلن نفسه آمرًا لجهاز حرس المنشآت النفطية بالمنطقة الوسطى، وارتفع عدد حرس الجهاز من 3 آلاف في عهد القذافي إلى 12 ألف عنصر.

وفي صيف 2013 أغلق الجضران الموانئ النفطية في منطقة الهلال النفطي؛ مما حرم البلاد من تصدير 600 ألف برميل يوميًا من هناك، وفشلت جميع المفاوضات مع حكومة علي زيدان لفتح الموانئ، بما في ذلك محاولة رشوة الجضران عن طريق رئيس لجنة الطاقة بالمؤتمر الوطني ناجي مختار، وأخيرًا رضخ زيدان لمطالب الجضران ومنحه أكثر من 300 مليون دينار وفق ما تردد من معلومات، وثبته في منصبه قبل أن ينجح خليفته عبدالله الثني في إبرام اتفاق معه في يوليو 2014 سلم بموجبه الموانئ النفطية إلى المؤسسة الوطنية للنفط، ولكنه قبل ذلك حاول تهريب النفط عن طريق ناقلة النفط مورننغ غلوري، ففي مارس 2014 تمكنت البحرية الأمريكية من الاستيلاء على الناقلة التي ترفع علم كوريا الشمالية قبالة ساحل قبرص، بعد أن تمكنت من الهرب من البحرية الليبية.
ولعب الحضران دورًا سياسيًا عندما أعلن عن تأسيس المجلس السياسي لإقليم برقة، وأخذ يتحدث عن حقوق الإقليم الضائعة، إلا أنه لم ينجح في ذلك، فأنفق بعض الأموال التي تحصل عليها من زيدان على حملة شقيقه سالم لينتخب عميدًا لبلدية إجدابيا، ومنذ ذلك الحين اقتنع الجضران أن دوره ينحصر في السيطرة على منطقة الهلال النفطي.
ونجح في صد قوات عملية الشروق التي هاجمت السدرة في مطلع العام 2015، كما نجح في ضم المزيد من كتائب شرق ليبيا، أهمها الكتيبة التي يقودها العقيد بشير بوظفيرة، كما استفاد من سلاح الجو التابع لعملية الكرامة بقيادة حفتر، قبل أن ينقطع حبل الود بينهما ويبدأ الصدام بينهما في إجدابيا، إلا أن الجضران تحاشى الاشتباك مع قوات حفتر في إجدابيا واعتصم في الهلال النفطي، خوفًا من هجوم تنظيم داعش على السدرة وهو ما حدث يوم الاثنين والثلاثاء الماضيين.
وأدين الحضران قبل ثورة فبراير بتهريب السلاح بين تشاد وليبيا وسجن عدة سنوات، كما كانت له علاقات مع مجموعات إرهابية في بيع السلاح.
وأدانت الولايات المتحدة و5 دول أوروبية، هجمات الجيش الليبي على موانئ النفط، مطالبينه بالانسحاب.