محمود عبد الحليم.. وكتابه "الإخوان المسلمون أحداث صنعت التاريخ"
الجمعة 20/سبتمبر/2024 - 12:34 م
طباعة
حسام الحداد
هو عضو الهيئة التأسيسية لتنظيم الإخوان المسلمين، وأول مؤرخ لتاريخ الجماعة في كتابه الموسوعي المذكور. ولد في مدينة رشيد عام 1917، وتعلم في مدارسها، ثم انتقل إلى الإسكندرية في المرحلة الثانوية، وفي عام 1935 التحق بكلية الزراعة بالجامعة المصرية. وفي نفس العام تقريبًا أصبح عضوا بجماعة الإخوان، وهو سكرتير أول لجنة أسسها حسن البنا للطلبة داخل التنظيم في نهاية عام 1935، وهو كذلك أول مسئول تنفيذي للنظام الخاص داخل الجماعة، إلى أن ترك هذه المسئولية لعبدالرحمن السندي في 1941. اعتقل في يناير 1954، وأفرج عنه بعد ثلاثة أشهر، ثم أعيد اعتقاله بعد حادث المنشية في أكتوبر 1954، وأفرج عنه في 1956، وأعيد اعتقاله في منتصف عام 1965 وأفرج في ديسمبر من نفس العام. وعقب خروجه من السجن، تفرغ لكتابة أشهر الكتب التي تحدثت عن تاريخ الإخوان مستغرقا في ذلك قرابة العشر سنوات، وتوفي عام 1999.
التعرف على الإخوان
بعد أن التحق محمود عبد الحليم بكلية الزراعة عام 1935- 1936م، وكانت البلاد تمر بفترات عصيبة؛ حيث أعقبت فترة إقصاء إسماعيل صدقي عن الوزارة، والتي أُلغي فيها دستور 1923م وجاء بدستور 1930م المستبدّ، وجاءت بعده حكومة الوفد، والتي عقدت مع الإنجليز معاهدة 1936م. في تلك الفترة سكن محمود عبد الحليم في الجيزة، وكان يصلي الجمعة في مسجد الرفاعي، وكان في هذا المسجد أحدُ الشباب يوزِّع مجلة الإخوان المسلمون، ويصف هذا الشعور بقوله: "فكنت أنتهز فرصة ركوبي الأتوبيس وأتصفَّح المجلة، وأول ما لفت نظري في هذه المجلة الغلاف الخاص بها؛ فعليه صورةٌ للكرة الأرضية، وكان هناك علَمٌ مكتوب عليه (إنما المؤمنون إخوة)، وتمسك بالعلَم قبضة يد قوية كُتب تحتها (الإخوان المسلمون)، وقد لفت نظري أن هذه المجلة وهذا الرمز نتوق إليه ونريده، وسألت نفسي: من هؤلاء؟.. أريد أن أعرف، وطويت الصفحة ووجدت في صفحة أخرى "أكلشيهًا" كبيرًا مكتوبًا فيه "عقيدتي"، كل باب مكتوب عليه "أعتقد كذا، وأتعهَّد بكذا"، فكنت أريد أن أعرف من الذين يتعهدون؟ حيث كان أول مرة أقابل قومًا يعتقدون ويتعهدون بالعمل، بعد ذلك عرفت أن كلام الإخوان هو الذي أحتاجه".
وساعده على التعرف على الإخوان زميله إسماعيل الخبيري، الذي طاف على كل الأحزاب والجمعيات ليتعرَّف عليها، وانضم اخيرا لجماعة الإخوان المسلمين، وفي هذا الأثناء اندلعت مظاهرات كوبري عباس عام 1936م، فشارك فيها، وكان أول من زاره من الإخوان عبد الحكيم عابدين- وكان طالبًا في كلية الآداب، ثم أصبح بعد ذلك السكرتير العام للإخوان المسلمين- ثم في اليوم التالي توجَّه إلى المركز العام، وتعرَّف على حسن البنا، وأصبح من القلائل الذين اعتمد عليهم البنا، ومما يدل على ذلك أنه كان أحد منظِّمي المؤتمر السادس، والذي عُقد في 9 من يناير 1941 بدار الإخوان بالحلمية؛ حيث انعقد هذا المؤتمر بعد عامين من انعقاد المؤتمر الخامس، في وقتٍ كانت الأحكام العرفية قد فُرضت على البلاد؛ بسبب اندلاع الحرب العالمية الثانية عام 1939، والتي استمرت حتى عام 1945م.
قيادة النظام الخاص
دعا حسن البنا خمسةً من الإخوان، وهم: صالح عشماوي، وحسين كمال الدين، وحامد شريت، وعبد العزيز أحمد، ومحمود عبد الحليم، وعهِد إليهم بإنشاء النظام الخاص وتدريبه، وترتيب القيادة؛ بحيث يكون صالح عشماوي الأول، ويليه كمال الدين حسين، وقد وضعوا برنامجًا للدراسة داخل النظام، مثل:
1- دراسة عميقة ومستفيضة للجهاد في الإسلام من خلال القرآن والسنة والتاريخ الإسلامي.
2- التدريب على الأعمال العسكرية.
3- السمع والطاعة في المنشط والمكره فيما يوافق تعاليم القرآن والسنة.
وأصبح محمود عبد الحليم مسئولاً تنفيذيًّا عن هذا النظام، غير أنه ترك هذه المسئولية بعد أن عهد إلى عبد الرحمن السندي بها (بعد أن استشار إخوانه)؛ بسبب انتقاله للعمل في دمنهور في 16 يونيو 1941، وقد أصبح النظام الخاص في ثلاثة محاور:
1- محور مدني: وكان تحت مسئولية عبد الرحمن السندي.
2- ثم تكوَّن نظام خاص من رجال الشرطة، وكان تحت مسئولية صلاح شادي.
3- نظام خاص داخل الجيش: وكان تحت مسئولية الصاغ محمود لبيب، ويعاونه عبد المنعم عبد الرؤوف.
ظل محمود عبد الحليم أحد قادة الجماعة، حتى صدر قرار بحلِّها في 8 ديسمبر 1948م ومصادرة أملاكها واعتقال رجالها، فكان أحد الذين اعتُقلوا، حتى أفرج عنه بعد إقالة وزارة إبراهيم عبد الهادي، وعمل مع الجماعة على عودة شرعيتها، وتم ذلك، وافتُتح المركز العام وانتُخب المستشار الهضيبي مرشدًا عامًّا للإخوان المسلمين في 17 أكتوبر 1951م.
وظل محمود عبد الحليم في الهيئة التأسيسية، وقد حضر كل التطورات التي مرَّت بالجماعة والأزمات في هذه الفترة حتى قامت ثورة 23 يوليو 1952م، إلى أن صدر قرارًا بحل الإخوان المسلمين، ثم أتبع باعتقال قادتها يناير 1954م.
كتاب "الإخوان المسلمون أحداث صنعت التاريخ"
صدر هذا الكتاب في ثلاثة أجزاء، اهتم عبد الحليم في الجزء الأول بعرض المرحلة التأسيسية لجماعة الإخوان المسلمين خلال الفترة (1928 – 1948) ثم قصر الجزء الثاني على تاريخ الجماعة خلال الفترة (1948 -1952)، ثم واصل في الجزء الثالث تسجيل تاريخ الجماعة من قيام ثورة يوليو وحتى وفاة الرئيس عبد الناصر عام 1971. النسخة التي نعتمد عليها في هذا التحليل هي الطبعة الخامسة من إصدار دار الدعوة للطبع والنشر والتوزيع بالإسكندرية عام 1994. ويكتسب هذا الكتاب أهميته الكبيرة، كونه أول تسجيل لتاريخ الجماعة، ولأن صاحبه أحد الكوادر التأسيسية للجماعة، بالإضافة إلى أن هذا الكتاب – كما ترى الجماعة- أحد أهم الكتب التي يعتمد عليها في تنشئة الكوادر الجديدة داخل التنظيم.
يستعرض عبد الحليم تحت عنوان " الحملة الصليبية أو الغارة التبشيرية "، بطولة حسن البنا – وقت أن كان طالبا بدار العلوم- في التصدي للحملة الصليبية أو الغارة التبشيرية على مصر، وفيما يلي العبارات الجوهرية التي رتبها عبد الحليم لإظهار هذه البطولة على مرحلتين، الأولى تصف المأساة والمتسبب فيها، والثانية تعرض دور البطل المخلص في القضاء عليها. جرت هذه الأحداث في عام 1926.
وفي عبارات وصف المأساة والمتسبب فيها يقول محمود عبد الحليم: (سبق لي أن ذكرت أن الفترة التي قام في خلالها حسن البنا بدعوته كانت فترة حالكة في تاريخ هذه الأمة ... وقد بلغ استهتار الإنجليز بمقدرات هذه الأمة أن تجاهلوا أنها أمة مسلمة ذات مجد وتاريخ، ففتحوا للحملات التبشيرية أبواب البلاد، بعد أن مهدوا لها بنشر الجهل والفقر والمرض، وبعد أن اطمأنوا إلى أن مقاليد الحكم في البلاد أصبحت في يد الفئة التي تدين لهم بالولاء) (58 – 59).
(انتشر المبشرون في أنحاء البلاد في الوجهين البحري والقبلي، ...، بل إن الحكام في المدن والقرى كان بحكم تعليمات رؤسائهم يسهلون للمبشرين وسائل دخول المدن والقرى كما يسهلون لهم وسائل الاتصال بالأهالي وإجراء ما يشاءون من إجراءات بل وإقامة ما يشاءون من منشآت بل واختطاف من يشاءون من أطفال ونساء) (ص59).
(لم تكن وسيلتهم إلى التبشير بالمسيحية عرضا لعقيدتهم، .. وإنما وسائلهم هي استغلال فقر الناس وحاجتهم وجهلهم فيأخذون هذا الطراز من الناس ويأخذون نساءهم وأولادهم وينفقون عليهم ببذخ على أن يظلوا معهم داخل كنائسهم ويقولوا مثلما يقولون ... أما الشباب من أبناء الأغنياء فكانوا يغرونهم بالنساء ... وقد استمر عملهم هذا في جميع انحاء البلاد أكثر من سنة ومع ذلك لم يخرجوا بمحصول يزيد على عشرات الأفراد من هؤلاء الجهلة الفقراء المدقعين ) (ص59).
وعن دور البطل المخلّص "يقول حسن البنا: كاد صدري يحترق من زفرات الألم كما كادت تحترق صدور الناس من حولي، لكني فكرت فلم أجد لهذا الألم معنى إذا لم يتحول إلى عمل) (ص60).
(فكر حسن البنا فرأى أمامه في الأزهر شخصيات يرجى نفعها، كالشيخ يوسف الدجوي، فاتصل بهذه الشخصيات فوجد فيها تحرقا إلى العمل لكن الطريق أمامهم مسدود)(ص60).
إذا تأملنا العبارات الخاصة بتصوير المأساة، سوف نخرج بالنتائج التالية: الحملة التبشيرية انتشرت في كل أنحاء البلاد، أن الملك وحكام الأقاليم حتى العمد في القرى جميعهم متواطئون مع هذه الحملات التبشيرية، أن الصحافة لم تقاوم الحملة، لأن الملك يملك بحكم القانون سحب الترخيص من أي صحيفة إذا قاومت هذه المؤامرة المدبرة على إذلال الشعب وتكفيره، أن هذه الحملة الضخمة – بحسب تصوير عبدالحليم لها- لم تخرج بمحصول يزيد على عشرات الأفراد.
أما إذا تأملت عبارات البطولة، وكيف تظهر صورة البطل فيها، سوف تجد أنه يعطي لحسن البنا الدور الأعظم: فهو الواعي بالمشكلة، وهو المبادر - دون غيره- لإيجاد مخرج لها ( كاد صدري يحترق، فكر حسن البنا، ثم لاحت في مخيلته) وهو البطل المحرك للأمور، الذي يؤجج المشاعر الدينية، فبفضله يتم تجميع هيئة كبار العلماء في الأزهر، وترتيب لقائهم بصديق الملك فؤاد الأول، ثم تأتي ذروة الحبكة بقوله (استصحب حسن البنا معه عددا ممن استجاب له من هيئة كبار العلماء لمقابلة أحمد باشا تيمور) العبارة شديدة الدلالة، فالتصوير هنا يركز على البطل حسن البنا، والمستجيب تيمور باشا والباقي من كبار العلماء، نكرات لا أهمية لهم.
ثم ما النتيجة: الملك فؤاد يأمر بإصدار (مجلة الفتح) برياسة محب الدين الخطيب، لتقوم بمهمة التصدي لهذه الحملة الصليبية، أي أن الملك لم يعد ذلك المتواطئ على الإسلام، كما ذكر في تصوير المأساة. ثم وبكل بساطة، لم تستطع الحملة الصليبية المسعورة بعد ذلك أن تثبت في أماكنها الا أياما معدودة.
نترك خطاب البطولة، ونعود إلى الواقع والتاريخ، بحثًا عن أسباب نشأة (مجلة الفتح) وأهدافها المعلنة والمستترة، لنرى هل كانت نشأتها بسبب الحملة التبشيرية المزعومة في خطاب محمود عبد الحليم، أم أن هناك أسبابا أخرى.
الحقائق التاريخية، تقول إن مصر كانت مشغولة في تلك الفترة 1922- 1926 بشاغل وحيد، وهو سقوط الخلافة العثمانية على يد مصطفى كمال أتاتورك، السقوط الذي ترتب عليه ظهور ثلاث فرق: الأول مناصر للأتاتوركية، والثاني يحاول التوفيق، والثالث يرفضها تماما على أساس أنها وبال على الأمة الإسلامية، وتفتح باب الإلحاد على مصراعيه.
لقد خلق قرار مصطفى كمال أتاتورك بإلغاء الخلافة، مناخا جديدا، فالكل ينوح على الخلافة والكل طامع أن يكون الخليفة، وأولهم بطبيعة الحال كان الملك فؤاد الأول نفسه، بالإضافة إلى الشريف حسين في الحجاز والشام، والملك أمان اللـه ملك الأفغان، والكل يحرك أنصاره ومريديه للدعوة له، ومن خلفهم الانجليز يرغبون في إسناد المنصب لحليف لهم، يسوغ لهم البقاء دون مقاومة في الأقطار الإسلامية التي يحتلونها. وعلى إثر ذلك، قام الشيخ يوسف الدجوي باستئذان الملك فؤاد في دعوة البلاد الإسلامية إلى مؤتمر لبحث موضوع الخلافة، مهمته اختيار خليفة وعاصمة جديدة للخلافة الإسلامية.
وفي نفس السياق، بدأت الجامعة المصرية الوليدة، تغير الفضاء الثقافي، وتهزه هزًا عنيفا، الأمر الذي قاومته التيارات المحافظة أشد مقاومة، واعتبرت هذه الجامعة بابا من أبواب الإلحاد، بل أن المجلة المذكورة، في عددها الثاني وصفت الجامعة المصرية بالإلحادية خليفة الأزهر المتوفي غير مأسوف عليه (مجلة الفتح، عدد2، ص4) بالإضافة إلى صدور كتاب الشيخ علي عبد الرازق (الإسلام وأصول الحكم) في عام 1925، ليصب المزيد من الزيت على النار المستعرة.
على أية حال فقد انعقد مؤتمر الخلافة المذكور، بعد عدة تأجيلات في مايو 1926، وفشل المؤتمر في الاتفاق على خليفة وعاصمة للخلافة، وصدر بيان المؤتمر الختامي وفحواه: أن الخلافة الشرعية المستجمعة لشروطها المقررة في كتب الشريعة الغراء، التي من أهمها الدفاع عن حوزة الدين في جميع بلاد المسلمين، وتنفيذ أحكام الشريعة الغراء فيها، لا يمكن تحقيقها بالنسبة للحالة التي عليها المسلمون الآن". إذن فقد انتهى المؤتمر إلى ما سبقهم إليه مصطفى كمال الذي صار عدوا للجميع، والداعي الأول للإلحاد في الشرق والعالم الإسلامي.
على أية حال فإن المشهد السياسي الإسلامي صار مرتبكا إلى أقصى درجة، فالنظم الحاكمة العربية والإسلامية، ترغب في الانفتاح على سبل الحداثة والتقدم الغربين، لكن بعد ما حدث في تركيا، وبعد فشل مؤتمر الخلافة، صارت في موقف لا تحسد عليه، وتخشى من انتقال العدوى التركية، الأمر الذي جعلها تتحالف مع التيارات المحافظة ضد التيارات الحديثة أو حتى التيارات التوفيقية، وتطلق يد هذه التيارات في النيل من كل المفكرين المخالفين لهذه السلفية الدينية السياسية، وبسبب ذلك صدرت مجلة الفتح المذكورة بمباركة من الملك فؤاد في أعقاب فشل مؤتمر الخلافة مباشرة.
ويتضح الأمر أكثر بالاطلاع على الأهداف التي حددها رئيس تحرير مجلة الفتح، في العدد الأول الصادر في يوم الخميس الموافق 20 يونيه 1926. حيث يذكر محب الدين الخطيب سبعة أهداف هي: (احياء ذكريات المدينة الإسلامية، صلاح الأصول الإسلامية للانطباق على مقتضيات كل عصر ومكان، مقاومة الإلحاد ودعوى التجدد الكاذب، عرض أخبار العالم الإسلامي، نقل قطع مختارة من السلف المتعلقة بالروح الإسلامية، بيان أسس التشريع في الملة الإسلامية، تفسير القسم الاجتماعي والأخلاقي من القرآن الكريم والسنة النبوية).
والقارئ للعدد الافتتاحي للمجلة، يجد أنها تسير عكس الاتجاه الذي صورة حسن البنا لمحمود عبدالحليم، فلا يوجد مقال واحد، يشير من قريب أو بعيد للحملة التبشيرية المزعومة، بل على العكس يقدم العدد مقالاً عن مزايا التعليم الأمريكي، وينشر مقالات لثلاثة مستشرقين، ولم يختلف الوضع في الأعداد التالية للمجلة.
ويتضح مما سبق، أن خطاب البطولة الذي تم تصويره، ووضع حسن البنا في مركزه، لم يكونا سوى عملية سردية محبكة، وهو بالتأكيد من نوع خطاب ادعاء للبطولة، يستثمر الأحداث التاريخية، ويحاول الزج بالبطل داخل هذه الأحداث بوصفه من الفاعلين الأساسيين، والحقيقة أن محمود عبد الحليم، وهو ينقل بأمانة عن حسن البنا، قد فشل في ضبط الحبكة السردية سواء في تصوير الحملات التبشيرية، أو في وضع البطل في مركز الأحداث المقاومة لهذا الحملات، وحتى نتيجة إصدار مجلة الفتح لم يكن لها علاقة بموضوع البطولة من الأساس.