صراع بين "الإفتاء" و"السلفيين" حول التسمية بـ"عبد الرسول وعبد النبي"

الإثنين 19/سبتمبر/2016 - 06:12 م
طباعة صراع بين الإفتاء
 
صراع بين الإفتاء
صراع جديد لاح في الافق بين دار الافتاء المصرية وبين الدعوة السلفية حول التسمية بـ"عبد الرسول وعبد النبي" رغم ان هذه الاسماء اشتهرت في مصر منذ وقت ليس بالقليل الا انه لا احد يعلم حتى الان لماذا تثار مثل هذه الضجة في الوقت الراهن، رغم ما تمر به البلاد من ازمات اجتماعية واقتصادية، فقد تركت الدعوة السلفية ودار الافتاء مشكلات الفقر والبطالة والصحة والتعليم وغلاء الاسعار وغيرها لتتم مناقشة ما يجوز وما لا يجوز من الاسماء.
ومؤخرا أفتت دار الإفتاء المصرية، بجواز التسمية بـ"عبد الرسول وعبد النبي"، لما دل عليه الكتاب والسنة، وجرى عليه العمل سلفا وخلفا، مشيرة إلى ضرورة الانتباه إلى أن هناك فارقا في الوضع والاستعمال بين العبادة التي لا يجوز صرفها إلا لله تعالى، وبين العبودية التي لها في اللغة معان متعددة.
ونشرت الدار، عبر موقعها الإلكترونى، أن كلمة "عبد" منها: الطاعة، والخدمة، والرق، والولاء، وهذه تسمى عبودية أو عبدية ولا تسمى عبادة؛ فإذا أضيفت كلمة "عبد" إلى الله تعالى كان معناها غاية التذلل والخضوع، كعبد الله وعبد الرحمن، وإذا أضيفت إلى غيره أمكن حملها على معنى: رقيق فلان أو خادمه أو مولاه أو مطيعه، وذلك تبعا للسياق والقرينة التي تحدد المعنى اللغوي، وهذا هو ما نص عليه أئمة اللغة وأهلها كما في معجم مقاييس اللغة لابن فارس.
صراع بين الإفتاء
وأوضحت الدار، أن العبودية وإضافتها إلى المخلوق بالمعنى الأخير وارد فى نص الكتاب الكريم، وفى السنة النبوية المطهرة، وفى استعمال العرب والصحابة وأهل العلم من بعدهم فمن الكتاب الكريم: قوله تعالى: ﴿وانكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم﴾.
ومن السنة النبوية الشريفة، ما رواه الشيخان وغيرهما من حديث البراء بن عازب -رضى الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه واله وسلم- أنه قال يوم حنين: «أنا النبي لا كذب، أنا ابن عبد المطلب، وهو صلى الله عليه واله وسلم لا ينطق إلا حقا، ولو كان في هذا الاسم إشارة إلى شيء من المحظور أو الشرك لاستبدل به غيره، خاصة وأنه في مقام قتال الشرك وأهله؛ فيقول: أنا ابن شيبة، أو ابن أبى الحارث، أو أنا رسول الله، أو نحو ذلك، والسكوت في معرض الحاجة إلى البيان بيان.
وكرد فعل على هذه الفتوى تداول عدد من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو قديم للشيخ محمد حسان، الداعية السلفي الشهير، لإحدى حلقات برامجه التي كانت تبث على قناة الرحمة عام 2011، والتي يفتي فيها بعدم جواز تسمية "عبد النبي" ويفضل أن تكون عبد رب النبي.
وأعرب عدد من جمهور السلفيين عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن استيائهم من الفتوى التي صدرت من دار الإفتاء تجيز تسمية عبد النبي.
صراع بين الإفتاء
وأضاف حسان في الفيديو المتداول، أنه في حال لم يستطع من تغيير اسمه في الأوراق الرسمية فعليه أن يتم تسميته بـ"كنية" لتفادي الوقوع في خطأ تعبيد غير الله.
ويرجع محمد حسان في رده هذا الى مرجعياته من أئمة الوهابية وعلى رأسهم عبد العزيز بن باز حيث يقول في فتوى له على موقعه الرسمي "التعبيد لا يجوز إلا لله سبحانه، قال أبو محمد بن حزم الإمام المشهور: (اتفقوا العلماء على تحريم كل اسم معبد لغير الله كعبد عمرو وعبد الكعبة وما أشبه ذلك، حاشا عبد المطلب). انتهى.
ولا يجوز التسمية بالتعبيد لغير الله كعبد النبي وعبد الكعبة وعبد علي وعبد الحسن وعبد الحسين ونحو ذلك، أما عبد المحسن فلا بأس به؛ لأن المحسن من أسماء الله سبحانه وتعالى.
وأحب الأسماء إلى الله عبد الله وعبد الرحمن، وأصدقها حارث وهمام؛ كما روي عن ابن عمر مرفوعا: ((أحب الأسماء إلى الله تعالى عبد الله وعبد الرحمن)) رواه مسلم وأبو داود والترمذي، وفي رواية الطبراني عن ابن مسعود قال صلى الله عليه وسلم: ((أحب الأسماء إلى الله ما تعبد له وأصدق الأسماء همام وحارث)).
وحول تلك الفتوى أيضا دار خلاف بين المهندس عبد المنعم الشحات المتحدث باسم الدعوة السلفية والدكتور عصام الروبي أستاذ التفسير بجامعة الأزهر، حيث قال الروبي: "إن الفهم الخاطئ والسيء لمعاني اللغة العربية، هو السبب في الخلاف حول جواز استخدام بعض الكلمات كأسماء للأشخاص كـ«عبد النبي أو عبد الرسول»، مؤكدًا أن هناك فرق في اللغة بين معنى الكلمة واستعمالها.
وأضاف «الروبي»، في مداخلة هاتفية لبرنامج «انفراد»، المذاع على فضائية «العاصمة الأولى»، مساء الأحد، أن العبادة لا تكون إلا لله فقط ولها معنى وحيد وهو الخضوع والتذلل لله، موضحًا أن العبودية تكون لغير الله ولها أكثر من معنى مثل الطاعة، والرق، والخدمة لغير الله.
صراع بين الإفتاء
وأكد أن من طالبوا بعدم جواز تسمية عبد النبي أو عبد الرسول ركنوا للاستعمال اللغوي فقط، لافتًا إلى أهمية التفريق بين الحقيقة والمجاز في اللغة، والعلاقة التي وضعت من أجلها الكلمة.
ومن جانبه قال المهندس عبد المنعم الشحات، المتحدث باسم الدعوة السلفية، إن فتوى عدم جواز تسمية عبد النبي أو عبد الرسول، هي فتوى قديمة صدرت ونشرت على موقع دار الإفتاء بتاريخ 12 فبراير لعام 2011، منتقدًا أسلوب تناولها بإحدى الصحف في الأيام القليلة الماضية.
وشدد على ضرورة عدم إشغال الناس بقضايا فرعية وتحويلها إلى قضايا رأي عام، مؤكدًا أن غالبية الآراء التي تضمنتها الفتوى حرمت تسمية «عبد النبي أو عبد الرسول».

شارك