فشل دولي في حل أزمة اللاجئين..وترحيب بثقافة الترحيب الألماني

الأربعاء 21/سبتمبر/2016 - 12:02 ص
طباعة فشل دولي في حل أزمة
 
محاولات أممية لحل
محاولات أممية لحل ازمة اللاجئين
تتزايد المحاولات الأممية بالاهتمام بقضية اللاجئين فى ظل المخاطر التى تحيط بهم، مع الاعتراف بالعجز الدولى عن مواجهة الأزمة بشكل فعال، فى الوقت الذى تكتفي فيه المنظمات الأممية بإصدار تقارير لرصد أوضاع المهاجرين، فى حين تواصل المانيا سياسة احتواء اللاجئين والبحث عن طرق مناسبة لدمجهم فى المجتمع الألمانى. 
من جانبها أعلنت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في تقرير لها أن أكثر من 300 ألف مهاجر ولاجئ وصلوا عن طريق البحر إلى شواطئ إيطاليا واليونان منذ بداية العام الحالي مقارنة بـ 520 ألف خلال الفترة نفسها من العام الماضي، إلا انه تم الإبلاغ عن مقتل أو فقد نحو 3210 مهاجرين أثناء محاولتهم عبور البحر منذ بداية العام وهو ما يقل 15 بالمائة فقط عن عدد القتلى في عام 2015 بكامله.
قالت المفوضية "بهذا المعدل قد تصبح 2016 هي السنة الأكثر دموية على الإطلاق في البحر المتوسط". وتراجعت بشدة أعداد الوافدين إلى اليونان منذ أن وقع الاتحاد الأوروبي اتفاقا مع تركيا تمنع أنقرة بموجبه الناس من السفر إلى أوروبا عبر حدودها. لكن في إيطاليا ظل عدد الواصلين قريبا منه في العام الماضي وفقا لبيانات المفوضية.
مجلة ترصد معاناة
مجلة ترصد معاناة اللاجئين
وشهدت أوروبا تدفق نحو 1.3 مليون مهاجر ولاجئ عام 2015 أغلبهم فروا من الحروب والفقر في الشرق الأوسط وإفريقيا، وأثار تدفق المهاجرين خلافات مريرة داخل الاتحاد الأوروبي بشأن كيفية مواجهته، وبعد عبور الرحلة البحرية الخطرة تمكن العديد من المهاجرين من المضي قدما في طريقهم داخل أوروبا. لكن زادت صعوبة ذلك الآن مع تشديد الاتحاد الأوروبي للرقابة على الحدود.
أشارت المفوضية إلى أن نحو ستين ألف شخص تقطعت بهم السبل في جزر يونانية حيث اشتعل حريق في مخيم موريا الضخم للاجئين مساء أمس الاثنين، وذكرت المفوضية أن نحو 160 ألف يقيمون كذلك في مراكز استقبال في إيطاليا.
ولتخفيف العبء عن إيطاليا واليونان وافقت دول الاتحاد الأوروبي قبل عام على توزيع 160 ألفا على دول أخرى في الاتحاد وفق نظام حصص، إلا أن عدة دول في شرق أوروبا، ومنها المجر وبولندا وسلوفاكيا تعارض نظام الحصص وطعنت في القرار أمام المحاكم. وتباطأت دول أخرى وسط خلافات سياسية داخلية.وتظهر بيانات الاتحاد أنه أعيد توطين أقل من خمسة آلاف شخص فقط حتى الآن.
على الجانب الأخر طالب وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزير المنظمات الإسلامية في ألمانيا ببذل مزيد من الجهود في إدماج اللاجئين المسلمين في المجتمع الألماني، "أيضا المسلمون المقيمون في بلدنا منذ سنوات عليهم مسؤولية كبيرة في ذلك"
ذكر دي ميزير أن وصول اللاجئين يمثل حسب نجاح اندماجهم "فرصة ومهمة وخطورة" للمسلمين المقيمين في ألمانيا.
اغتيال البراءة
اغتيال البراءة
أضاف أنه ليس كل من لديه وظيفة ويستطيع تحدث الألمانية وملتزم بالقانون يمكن أن يعتبر نموذجا جيدا للاندماج، موضحا أن هناك مهاجرين "لا يشاركون واقعيا في الحياة المجتمعية"، وقال: "يجب أن يأتي المجتمع والدولة التي يعيشون فيها في المقام الأول بالنسبة لهم"، موضحا أنه لا يمكن تقبل كافة صياغات الثقافات الأخرى، مثل زواج الأطفال والربط بين الشرف والعنف والتمييز ضد المرأة.
وعن تعامل الحكومة والإدارات مع التدفق الكبير للاجئين منذ عام 2015، قال الوزير الألماني إنه تم "ارتكاب أخطاء"، كما "ضاعت الرؤية أيضا". وفي المقابل أكد دي ميزير أن الحديث عن "فشل الدولة" في هذا السياق أمر مبالغ فيه، وذلك في إشارة إلى شعار المعركة الانتخابية لحزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي.
على الجانب الاخر قال شتيفان فايدنر رئيس تحرير مجلة "فكر وفن" التابعة  لمعهد جوته الألمانى ، انه تم تخصيص العدد الأخير من المجلة عن اللاجئين، خاصة  وأنه منذ السنة الماضية بدأت وسائل الإعلام، وعلى نطاق واسع، بتغطية الأزمة، ويعود سبب تغطية وسائل الإعلام لها إلى أن بعض الدول أرادت إغلاق الحدود. نريد من خلال هذا العدد من مجلة "فكر وفن" أن نعارض هذا التوجه القصير النظر لوسائل الإعلام وإعادة الأمور إلى نصابها بوضعها في منظور طويل الأمد.
أشار إلى انه تم افساح المجال لكتاب لم يكن بالإمكان سماعهم بشكل مناسب لا هنا في ألمانيا ولا في العالم العربي، والسماح  للاجئين أنفسهم للكتابة عن تجاربهم، وطرح تحليلات في العمق ونضع المسائل في سياقاتها المختلفة. 
البحر يغتال أحلام
البحر يغتال أحلام اللاجئين
شدد على أن "ثقافة الترحيب" وُلدت من الحاجة إليها، بمعنى أن الواقع فرضها. قبل سنة كانت "ثقافة الترحيب" مجرد شعار وإعلان نوايا، واليوم يتم إخراج هذا الشعار إلى حيز الواقع. وهذا الإخراج صعب وفيه إثارة إعلامية أقل، غير أنه يدخل حيز الوجود الواقعي. الآن نعرف ما هي ثقافة الترحيب أو ما يجب أن تكون عليه. وأعتقد أنها ناجحة. هذا لا يعني أنها بلا مشاكل، ولم يتوقع أحد أن تكون بلا منغصات.
نوه بقوله" ثقافة الترحيب ستبقى دائما في القاموس الألماني، وحتى عندما لا نستخدمها كل يوم. ولكنها ستبقى، وسيعرف الجميع ما هي وسيشعر الكثيرون بالفخر أن مثل هذا الكلمة موجودة في القاموس الألماني، حيث يحاول الكثير من ساسة الأحزاب اليمينية، حزب "البديل من أجل ألمانيا" وحزب "الاتحاد الاجتماعي المسيحي" (الحاكم بولاية بافاريا) استغلال حالة الشك لدى الألمان، وذلك بهدف الحصول على أصواتهم في الانتخابات. في الواقع المزاج العام ليس سلبياً، غير أن هؤلاء الساسة يستفيدون عندما يكون الوضع والمزاج العام سيئاً. وللأسف تعطيهم وسائل الإعلام منابرها ليتحدثوا منها. هذا المزاج العام مصطنع وليس طبيعياً"
لا. 

شارك