بعد تأسيس جهاز مخابرات.. إيران تنتهي من تشكيل الحرس الثوري العراقي
الأربعاء 21/سبتمبر/2016 - 01:37 م
طباعة

ذكرت مصادر عراقية أن قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، الجنرال قاسم سليماني انتهى من تأسيس وهندسة جهاز استخباراتي لميليشيات الحشد الشعبي العراقي، لتصير على نهج الحرس الثوري الإيراني وتكون أهم تشكيل عسكري في العراق وقد تعلو الجيش العراقي الوطني.
تشكيل استخبارت الحشد:

فقد كشفت مصادر عراقية أن قاسم سليماني، قائد فيلق "القدس" الإرهابي يشرف على تشكيل جهاز استخبارات للحشد الشعبي على غرار جهاز الاستخبارات التابع للحرس الثوري في إيران الذي يسمى "حفاظت إطلاعات".
ووفقاً لوسائل إعلام عراقية، فقد أوعز الحرس الثوري الإيراني لمؤسسة "الرضوان"، وهي مؤسسة شيعية ممولة من إيران مقرها في مدينة كربلاء، وتتكون من عدة جمعيات شيعية، بتنفيذ مهمة "تشكيل جهاز الحشد الشعبي الاستخباري" ليتولى عمليات "المراقبة وجمع المعلومات" في جميع المحافظات العراقية.
ووفقا للمصادر، فقد تم تجنيد حوالي 2000 شخص في الآونة الأخيرة بمحافظة كربلاء وحدها، ويشرف عليها بشكل مباشر قائد فيلق القدس الإيراني اللواء قاسم سليماني، من خلال نائبه المتواجد في محافظة كربلاء، بحسب العربية نت.
وأضافت المصادر أن الجهات الرسمية العراقية خصصت بشكل غير معلن ميزانية مالية ضخمة لشراء معدات وصرف رواتب لأفراد التشكيل الجديد الذي يعمل بمعزل عن المؤسسات الرسمية، لكنه يتخذ من الحشد الشعبي غطاءً له.
وعلى الرغم من أن مؤسسة "الرضوان" تستقطب أعدادًا كبيرةً من المتطوعين، فإن اسم التشكيل غير معلن، وإن التطوع يتم على أساس الانتماء إلى ميليشيات الحشد الشعبي.
قوات الحشد الشعبي

هي عبارة عن قوات شبه عسكرية عراقية مدعومة من الحكومة ومؤلفة من حوالي 82 فصيلًا، الغالبية منهم من المسلمين الشيعة؛ حيث تم تشكيلها، بعد فتوى أطلقتها المرجعية الدينية الشيعية في النجف الأشرف، بعد سيطرة «تنظيم الدولة» على مساحات واسعة في عدد من المحافظات الواقعة شمال بغداد عام 2014.
وتنقسم فصائل «الحشد الشعبي» إلى قسمين: الأول هو الفصائل الكبيرة المعروفة، مثل «منظمة بدر» و«كتائب حزب الله» و«عصائب أهل الحق» و«سرايا السلام» (جيش المهدي سابقًا بقيادة رجل الدين مقتدى الصدر) و«لواء الخراسان» وغيرها.
والقسم الثاني هو من الشباب الذين استمعوا إلى نداء المرجعية الدينية، بعد سقوط «الموصل» بيد تنظيم الدولة في يونيو (حزيران) عام 2014، وانضموا إلى قطاعات الجيش والشرطة في حزام بغداد، وفي محافظات أخرى، حسب عضو لجنة الأمن النيابية «عمار طعمة».
تعد قوات الحشد الشعبي بمثابة العمود الفقري للجيش العراقي؛ كونها تعد جزء من المنظومة العسكرية العراقية الرسمية، حيث يرتدي منسبوها الزي العسكري للجيش العراقي، ويتسلحون بسلاحه، ويستخدمون سياراته ومعداته، ويتمتعون بدعم حكومي كامل، يعطيههم سلطات لا محدودة.
اما عن تمويل الحشد الشعبي "الحرس اثوري العراقي"، أغلب قادة الفصائل هم من المتمولين، وتتلقى فصائلهم الكثير من الدعم من رجال الأعمال الشيعة. وتعدّ سرايا السلام التابعة للسيد مقتدى الصدر وسرايا العتبات التي تتألف من خدم (بالمعنى الشرعي) المقامات الشيعية الأكثر تمويلاً. فأغلبية رجال الأعمال العراقيين يؤيدون الصدر بينما تتلقى العتبات أموالاً كثيرة من النذور الشيعية للمقامات.
فكل فرد في الحشد الشعبي يتقاضى 500$ شهرياً تدفعها الحكومة العراقية التي اشترطت على كل فصيل، ليحظى بالدعم المالي، أن يكون بحجم لواء ويتمتع بهيكلية واضحة. وقد حاولت الحكومة دمج فصائل عدة، ولكنها فشلت.
فيما تسعي مؤسسة "الرضوان" لبناء أكاديمية أركان خاصة بالتشكيل الجديد الذي يعد النواة الأولى للحرس الثوري العراقي، وذلك بعدما أصبحت ميليشيات الحشد الشعبي - المتهمة بارتكاب جرائم قتل وتعذيب وخطف وتهجير ضد المدنيين - جزءاً من القوات المسلحة العراقية، تنفيذا للخطة الإيرانية للهيمنة على مفاصل الحكم في العراق.
الدور الإيراني:

لإيران ممثلةً بفيلق القدس وقائده اللواء قاسم سليماني، دور مركزي في تدريب فصائل الحشد كما تمدها بالسلاح وترسم خطط المعارك التي تخوضها. ومع كل فصيل من الحشد، يتواجد مستشار عسكري إيراني، بالإضافة إلى مستشار عسكري من حزب الله اللبناني (قضى له في سامراء أحد قادته الميدانيين المعروف باسم "الحاج سلمان").
ويتولى الإيرانيون التنسيق بين الفصائل المختلفة في ساحات القتال، ويساعدهم في ذلك أن أغلبية قادة فصائل الحشد يقلدون السيد على الخامنئي مع أن العناصر يقلّدون السيد السيستاني.
وقد أسس الإيرانيون مباشرةً بعض الفصائل. وفي أحيان كثيرة، يقدمون للمقاتلين دعماً نارياً بالسلاح الثقيل عبر قوات متخصصة من الحرس الثوري تنتشر على الأراضي العراقية ويقدّر عددها بالمئات. وقد برز الدور الإيراني بوضوح في معارك سليمان بك حين أغارت الطائرات الإيرانية على المنطقة القريبة من حدودها مع العراق بكثافة، في رسالة واضحة لداعش بعدم الاقتراب من الحدود الإيرانية. وحصل الأمر نفسه في معارك جرف الصخر التي قادها الجنرال قاسم سليماني، وكذلك في حملة الدفاع عن منطقة سامراء.
الحرس الثوري العراقي

مطلع يونيو الماضي، اقترح الجنرال «محسن رفيقدوست»، القائد السابق للحرس الثوري الإيراني، وأحد أبرز مؤسسي الحرس بعد ثورة عام 1979، على الجهات الحكومية التي تدير العراق حاليًا تشكيل «حرس ثوري عراقي» على غرار الحرس الثوري الإيراني.
وقتها، أبدى الجنرال «رفيقدوست» استعداد طهران المساهمة بقوة في تشكيل «الجيش المرتقب»، ونقل تجارب إيران إليه، لا سيما وأنها على معرفة واسعة بخارطة الجيش العراقي، والميليشيات الداعمة لها.
لكن، قبل تصريحه بعدة أيام، كشف قائد القوات البرية الإيرانية، العميد «أحمد رضا» بوردستان، أن إيران حشدت خمسة ألوية عسكرية لدخول الأراضي العراقية، بعدما أنجزت عمليات الاستطلاع في الجانب الآخر من الحدود العراقية، وأصبحت جاهزة للاشتباك بشدة.
وكان زعيم ميليشيا بدر، هادي العامري، والقيادي في الحشد الشعبي والذي يعرف بأنه أحد رجال إيران في العراق الجديد، قال في نهاية أغسطس الماضي، إن قوات الشعبي أصبحت أقوى من الجيش العراقي والشرطة العراقية".
وكان عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني، النائب محمد صالح جوكار، قد كشف عن جزء من الخطة الإيرانية حول تشكيل قوات حرس ثوري في العراق، قائلاً إن هذه القوات يمكن أن تتشكل من خلال دمج الفصائل والميليشيات الشيعية في العراق، وجعل ميليشيات "سرايا الخراساني نواة لها".
وقال إن على العراق تطبيق التجربة الإيرانية بخصوص "حرس الثورة، ونحن على أتم الاستعداد لتزويد العراقيين بنمط وهيكلية هذه القوات، ليتمكن العراق من تشكيل قوات حرسه".
في منتصف يوليو الماضي، أصدرت الحكومة العراقية قرارًا يقضي بضم قوات «الحشد الشعبي «والتي تدعمها إيران إلى القوات المسلحة، الأمر الذي ربطه البعض بخطة تشكيل حرس ثوري عراقي، على غرار نظيره الإيراني، ليصبح قوة عسكرية موازية للجيش العراقي».
مستقبل الحرس الثوري:
تشكيل القوة العراقية المرتقبة يعني حسب «المراقبين السياسيين» أداة لحماية الأحزاب الشيعية الحاكمة في العراق، وتعاظم قوتها داخل الأراضي، بالتزامن مع حالة «الفلتان» الأمني والسياسي المحيطة في معظم المدن العراقية.
كما يمثل تأسيس الحرس الثوري العراقي، تهدد الأمن العربي بشكل عام والخليجي بشكل خاص، وتعد شرعنة لوضع الميليشيات العراقية التي ستشكلها ويعني مزيد من النفوذ الذي تجاوز حتى الآن نفوذ الجيش العراقي والحكومة العراقية، واختطاف بغداد لصالح إيران بشكل كامل وإحكام القبضة الأمنية على هياكل الجيش والمؤسسات الأمنية العراقية.
تشكيل الحرس الثوري العراقي، يعجل بتقسيم العراق، ويضرب آخر أمل في استعادة العراق كدولة وطنية ويؤدي إلى استمرار الحكم الطائفي.