بعد مقتل أبرز قادته وبداية انهيار خلافته المزعومة.. الاختراق "كلمة السر" في تقلص نفوذ "داعش"

الأربعاء 21/سبتمبر/2016 - 03:13 م
طباعة بعد مقتل أبرز قادته
 
كشفت الضربات الموجعة التي تعرض لها تنظيم داعش الإرهابي خلال الفترة الأخيرة، عن أن هناك بما لا يدع مجالًا للشك اختراقًا واضحًا له بعد أن خسر العديد من الأراضي التي يسيطر عليها في العراق وسوريا، بالإضافة إلى قتل أهم رموزه وقياداته بغارات جوية أو في معارك، وهو الأمر الذي أسهم فيه التنظيم نفسه بشكل أو بآخر بعد انتقاله من مرحلة العمل السري إلى العلني عقب إعلان سيطرته على أراض في العراق ثم سوريا بعد عام 2011، وبدأ في الانتشار منذ ذلك الوقت، حتى سيطر على مساحات واسعة في العراق وسوريا، إلا أن الضربات المتلاحقة التي يتعرض لها من التحالف الدولي، والجيشين العراقي والسوري، والمعارضة السورية، وقوات البيشمركة السورية التي أحرزت تقدماً ضده في الأراضي القريبة من تمركز الأكراد، قلصت من مساحة الأراضي التي يسيطر عليها.
بعد مقتل أبرز قادته
وتعرض التنظيم الإرهابي لخسارة كبيرة في قياداته، بدأت بإصابة زعيمه أبو بكر البغدادي في إحدى المعارك، إلا أن تلك الإصابة لم تسفر عن مقتله، فيما لقي أهم رموزه وقياداته حتفهم، وعلى رأسهم، أبو عمر الشيشاني، وزير الحرب في التنظيم، والرجل القوي بعد البغدادي، وأبو عمر الأنباري، وأبو مسلم التركماني، وأبو محمد العدناني، المتحدث باسم التنظيم، والرجل الأشهر، وأخير محمد أبو فرقان وعلى عكس عادته لم يسم التنظيم أسماء خلفاء للقيادات التي قتلت في معارك أو غارات للتحالف الدولي، الأمر الذي ينبئ بعودة التنظيم لمرحلة العمل السري والاختباء تحت الأرض كما كان الحال في عام 2008، عقب إنشاء مجلس صحوة الأنبار الذي شكل قوات سنية لمقاتلة التنظيم.
بعد مقتل أبرز قادته
 داعش نفسها أعلنت بأكثر من شكل عن عمليات اختراق لها منها على سبيل المثال وليس الحصر : 
1- تجنيد المخابرات البريطانية لمسئولها الأمني في ولاية الرقة، أبو عبيدة المغربي، وقد تم إعدامه في 20/ 8/ 2014، ومعه شخصان من التنظيم بنفس التهمة.
2- إعدام خمسة جنود أكراد قرب الموصل بتهمة العمالة للقوات الكردية، في 7/ 9/ 2014.
3- أعدمت داعش مسئولها الشرعي في دير الزور (أبو عبد الله الكويتي) بتهمة العمالة والتخابر مع المخابرات الأمريكية، في 30/ 9/ 2014.
4- أعدم التنظيم 12 من جنوده في محافظة الرقة بتهمة تزويد قوات التحالف بإحداثيات قوات التنظيم، في 24/ 11/ 2014.
5- إعدام وإلى الموصل (معمر توحله) بتهمة تسريب مواقع عناصر التنظيم لقوات التحالف، في 9/ 12/ 2014.
6- إعدام ثلاثة قياديين في داعش جنوب الموصل بتهمة التجسس والخيانة لصالح قوات الأمن العراقية والبيشمركة، في 3/ 1/ 2015.
7- أعدمت داعش أحد أعضائها السوريين بتهمة العمالة للمخابرات الأردنية، في 1/ 2/ 2015.
8- أعدمت داعش شابًا فلسطينيًا بتهمة العمالة للموساد ضدها، في 10/ 3/ 2015.
9- أعلن أبو الوليد المقدسي، شرعي داعش في القلمون، في كلمته الصوتية في 1/ 6/ 2015 أن من أسباب انشقاقه عن داعش وجود اختراق في صفوفهم بالقلمون، وقد قام التنظيم بقتله لاحقًا.
بعد مقتل أبرز قادته
وأرجع نبيل نعيم الجهادي السابق، مؤسس تنظيم الجهاد في مصر ذلك إلى حدوث اختراق داخل صفوفه عبر عناصر تابعة لمخابرات دول التحالف، الأمر الذي ينهى أسطورة التنظيم الحديدي الذي لا يخترق وان مقتل القيادات الداعشية أمر قاسي على التنظيم الإرهابي، ولطمة ستؤثر سلباً على التنظيم وعلى عناصره بصورة نفسية سلبية في المقابل، قلل القيادي الجهادي السابق، ياسر سعد، من تأثير مقتل قيادات التنظيم الإرهابي، موضحاً أن التنظيم وصل لمرحة مؤسسية في عمله، بحيث يجعل لكل مسئول في التنظيم بديلاً مؤهلاً لتنفيذ أدوار المسئول الأصلي حال غيابه أو قتله وأن الأهم في محاربة التنظيم الإرهابي، مواجهته فكرياً والقضاء على أفكاره المتطرفة، عبر تفنيدها وتوضيح حقيقتها ونشر الإسلام الوسطي، وأن ذلك الدور يجب أن يلعبه الأزهر الشريف، بوسطيته ومنهجيته التي يقبلها المسلمون في جميع أنحاء العالم، ووجود كوادر دينية وعلمية مؤهلة لذلك.
وكشف الباحث في الحركات الإسلامية والجهادية محمد كامل، عن طريقة اختراق داعش واستهداف قياداته، موضحاً: "أكثر ما يرعب التنظيم ويقلقه ويثير هاجسه فكرة الاختراق، لأجل ذلك قتل في إصداراته مئات المدنيين بطرق بشعة، بتهمة العمالة للجيش العراقي أو السوري أو قوات التحالف يتبع التنظيم منهجاً لتنقية المهاجرين إليه بوضعهم في معسكرات منعزلة لفترة تقارب الشهرين، بحجة تدريسهم مناهج شرعية وفقهية، إلا أنه في تلك الفترة يتحرى عن الوافدين إليه في دولهم، من قبل خلايا نائمة في تلك البلاد ليس لها وظيفة إلا التحري عن الوافدين الجدد من تلك البلاد إلى أماكن وجود داعش، كما يعرضهم لاختبارات لمعرفة حقيقة ولائهم وانتمائاتهم، إلا أن تلك الإجراءات كلها لا تمنع من تسلل عناصر موالية لدول التحالف أو العراق وسوريا، ورغم قلة تلك العناصر، إلا أن لها دور إيجابي في مقتل زعماء التنظيم الإرهابي، وتحرير بعض الأراضي التي تحت سيطرته وكما حصل التنظيم على عداوات كبيرة في الأماكن التي يسيطر عليها نتيجة قتله للمدنيين بدافع الشك فقط، تلك العداوات تسببت في تحول الكثيرين من أهالي الأماكن التي يسيطر عليها التنظيم لا سيما في سوريا، التي شهدت مقتل معظم قيادات التنظيم، إلى عيون ضد التنظيم في تلك الأراضي عبر وسائل متعددة، ما جعل التنظيم يلغي خدمات الاتصالات والهواتف المحمولة والانترنت وحتى الفضائيات".
بعد مقتل أبرز قادته
وقال الخبير في شئون الحركات الجهادية، الدكتور كمال حبيب: إن الهجمات المتكررة والمتلاحقة على التنظيم الإرهابي، تجعله يعود لمرحلة العمل السري، بدون تواجد في أراض يسيطر عليها، كما أنه لن يعلن أسماء خلفاء من قتلوا من قياداته في تلك المناصب خوفا عليهم وأن التنظيم سيدخل في مرحلة الجمود المؤقت، عقب إزاحته من الأراضي التي يسيطر عليها، حتى يعيد تقييم أوضاعه ويحاول العودة من جديد، محذراً من أن ذلك لا يعني نهاية التنظيم الإرهابي، لأن ذلك تكرر من قبل في العراق وعاد بشكل أقوى، مشدداً على ضرورة محاربة التنظيم عبر محاربة أفكاره ومناهجه المتطرفة.
 يذكر أن مصدر عراقي قد كشف عن تفاصيل جديدة عن مقتل المتحدث الإعلامي باسم تنظيم "داعش" أبو محمد العدناني في حلب السورية تؤكد على اختراق التنظيم، وأن أبو بكر البغدادي وأربعة قادة كبار في التنظيم يعتقد أنهم وراء عمليات الاختراق الأخيرة لـ "داعش"، وقال: إن مقتل العدناني جاء بعد حملة تطهير واسعة في صفوف "داعش"، عقب وجود تأكيدات عن خروقات أدت إلى اغتيال أبرز قادة التنظيم في الأسابيع الأخيرة، وأن الموصل تشهد حالة إرباك منذ يومين وانتشارًا كبيرًا لعناصر تنظيم داعش خاصة في الشوارع والتقاطعات الرئيسة، وأن ما يسمى بـ"جيش العسرة" حاصر منازل أربعة قادة بارزين من تنظيم "داعش" وسط الموصل بمحافظة نينوي، وأن عناصر من جيش العسرة والذي يمثل قوات النخبة في تنظيم داعش ويخضع لإشراف زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي، حاصرت منازل أربع من قادة التنظيم البارزين وسط الموصل، عقب الاختراق الذي شهده التنظيم.
بعد مقتل أبرز قادته
 مما سبق نستطيع التأكيد على أن الضربات الموجعة التي تعرض لها تنظيم داعش الإرهابي خلال الفترة الأخيرة كشفت عن أنه بما لا يدع مجالًا للشك اختراقًا واضحًا للتنظيم، وهو ما يعني مزيدًا من التدهور لداعش وخسارة كبيرة لنفوذه على المدى القريب ونهايته على المدى البعيد. 

شارك