عامان على اجتياح الحوثيين صنعاء.. الحل العسكري ما زال قائمًا

الأربعاء 21/سبتمبر/2016 - 06:51 م
طباعة عامان على اجتياح
 
يصادف اليوم الأربعاء، الذكرى الثانية لاجتياح الحوثيين للعاصمة صنعاء في الـ 21 من سبتمبر العام 2014، وهو اليوم الذي غيّر ملامح اليمن، وأدخلها في حرب متصاعدة، أسفرت عن مقتل أكثر من 6600 شخص ونزوح 3 ملايين نسمة، وفقًا لإحصائيات أممية.

الوضع الميداني:

الوضع الميداني:
وعلى صعيد الوضع الميداني، اندلعت اشتباكات استمرت حتى صباح اليوم في تعز بعد هجوم لميليشيات الحوثي والمخلوع صالح على موقعين استراتيجيين للجيش الوطني والمقاومة الشعبية على خط تعز- الشريجة الذي يسيطر عليه الجيش والمقاومة، ويعرف بالتبة الحمراء.
وذكرت مصادر العربية أن 13 عنصراً من ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح قتلوا خلال معارك عنيفة تدور منذ الليلة الماضية في جبهة كرش شمال محافظة لحج استخدمت فيها مختلف المسلحة الثقيلة.
وأكدت مصادر عسكرية أن تعزيزات عسكرية أرسلت من المنطقة العسكرية الرابعة في عجت لدعم قوات الجيش الوطني والمقاومة في تلك الجبهة حيث تتركز المواجهات بين منطقتي كرش، والراهدة جنوب شرق تعز؛ حيث طرد الجيش الوطني الميليشيات من عدد من المرتفعات في المنطقة.
واستهدفت طائرات التحالف فجرًا مواقع للميليشيات في جبهة الأحكوم إلى الغرب من جبهة كرش جنوب محافظة تعز وذلك بالتزامن مع اشتداد المعارك بين الجيش الوطني والميليشيات، كما استهدفت الطائرات بعدة غارت ثكنات الميليشيات والقوات الموالية للمخلوع صالح في معسكر الإذاعة في ضاحية الحوبان، ومعسكر سلاح المهندسين في مفرق ماوية بضاحية الجند.
وفي جبهة نهم شمال شرق العاصمة صنعاء تدور معارك متواصلة في منطقة المدفون. وشهدت جبهة شمال محافظة الضالع في الوسط الغربي لليمن تجدد القتال بين ميليشيات الحوثي والمقاومة الشعبية.
وأكدت مصادر ميدانية أن أربعة من عناصر الميليشيات قتلوا وجرح عدد آخر في مواجهات عنيفة تدور منذ الليلة الماضية في جبهة حمك شمال مدينة قعطبة.
وأوضحت المصادر أن المقاومة صدت هجومًا للميليشيات استهدف جبل يبار وبلدة ظفار، ودمرت عددًا من الآليات العسكرية للميليشيات.
وفي جبهة ميدي شمال غرب محافظة حجة جدد الجيش الوطني قصفه لمواقع وتجمعات ميليشيات الحوثي فجر اليوم.
وأعلن المركز الإعلامي التابع للمنطقة العسكرية الخامسة أن مدفعية الجيش الوطني قصفت بشكل عنيف مواقع وتحصينات الميليشيات في ميدي والمناطق المحيطة بها.
في حين استهدفت طائرات التحالف قوار في شواطئ مديرية عبس جنوب ميدي يعتقد أنها تنقل أسلحة مهربة للميليشيات عبر البحر للميليشيات في جبهة ميدي.
فيما رأى رئيس هيئة الأركان العامة في اليمن، اللواء الركن محمد على المقدشي، أن الميليشيات باتت في وضع هزيمة على كل المستويات، وذلك في ذكرى مرور عامين على دخول الانقلابيين العاصمة صنعاء.
وأكد المقدشي، خلال تفقده الوحدات العسكرية المرابطة في جبهة صرواح غرب محافظة مأرب، أن الجيش والمقاومة وأبناء الوطن كافة سيقتلعون الانقلابيين الذين يؤيدون إعادة اليمن إلى عقود الظلام والجهل.
فيما قتل شخصان يشتبه بانتمائهما للقاعدة، ليل الثلاثاء- الأربعاء في غارة لطائرة من دون طيار أمريكية في محافظة مأرب شرق صنعاء.
ونقلت وكالة أنباء شينخوا، عن مسئول محلي قوله: "إن طائرة من دون طيار أمريكية قصفت الليلة الماضية سيارة دفع رباعي في الأطراف الشرقية لمدينة مأرب عاصمة المحافظة".
وذكر أن القصف أسفر عن مقتل عنصرين يشتبه بانتمائهما لتنظيم القاعدة كانا على متن السيارة التي دُمرت بشكل كلي.

الوضع الإنساني:

الوضع الإنساني:
وعلى الصعيد الإنساني ووفقًا لما أعلنته المفوضية العليا لشئون اللاجئين والمنظمة الدولية للهجرة، فإن الصراع الدائر في اليمن- والذي أشعلته حروب الحوثيين- أدى لنزوح 3 ملايين و154 ألفًا و572 شخصاً.
وأشارت إحصائيات إلى أن أكثر من 500 منزل فجرتها الميليشيات في عدة محافظات يمنية بعضها مملوكة لقيادات سياسية وحزبية وقبلية والبعض الآخر لمواطنين عاديين.
كما أن أكثر من 8 آلاف شخص اعتقلتهم الجماعة منذ اجتياحها صنعاء، بينهم سياسيون وناشطون وصحافيون زجت بهم في سجون الدولة التي تسيطر عليها وأيضا سجون سرية أنشأتها الميليشيات في وقت لاحق.
وخلال الفترة ذاتها، قتلت ميليشيات الحوثي 12 صحافيًّا، وقامت بتشريد مئات الصحافيين واختطاف العشرات، بينهم 9 لا يزالون في معتقلاتها ويتعرضون لتعذيب نفسي وجسدي وحشي، بحسب ما أكدته نقابة الصحافيين اليمنيين أخيرًا. كما أن الميليشيات أغلقت أكثر من 13 قناة فضائية و30 صحيفة يومية وأسبوعية وحجبت أكثر من 60 موقعًا إخباريًّا.
ولفتت تقارير متطابقة إلى أنه تم التحقق من 412 مؤسسة تعليمة تسببت جماعة الحوثي المسلحة وحلفاؤها في تضررها وحرمان ما لا يقل عن 383 ألف طفل من ممارسة حقهم في التعليم، كما وصل إجمالي المنشآت الطبية المتضررة إلى 280 منشأة توزعت بين القصف والتمترس وفرض إتاوات وتوقف عن العمل.
وبشأن وضع المرأة في اليمن، أوردت تقارير أنه وبعد انقلاب الحوثيين فعليًّا على السلطة في سبتمبر 2014، تعرضت المئات من النساء للتحرش اللفظي والجنسي، والتهديد بالاغتصاب ومنعهن من العمل، ونالهن النصيب الأكبر من الأذى والمضايقات من قبل ميليشيات الحوثي في المدن والمؤسسات التي يسيطرون عليها، أو التظاهرات التي يشاركن فيها.
أما فيما يتعلق بالوضع المعيشي للمواطنين، فقد سجلت تقارير فقدان نحو 3 ملايين شخص لأعمالهم نتيجة مغادرة الشركات الأجنبية وتوقف أعمال الكثير من الشركات بسبب انعدام الوقود لفترات طويلة وتدمير محطات وشبكة الكهرباء.
وبحسب تقرير أصدره البنك الدولي في يوليو الماضي، فإن "عدد الفقراء في اليمن تجاوز نسبة 85% من إجمالي عدد السكان والبالغين نحو 26 مليون نسمة، أي أن 23 مليون يمني يعيشون واقع الفقر، وهو يمثل ضعف ما كان عليه الحال قبل عامين، في حين أن 15% من السكان وبما مقداره 3 ملايين نسمة خارج دائرة الفقر".
وأشار التقرير إلى أن نصيب الفرد من الاستهلاك الخاص انخفض من 392 دولارًا إلى 208 دولارات وبتراجع تصل نسبته إلى 47%.
كما تدهورت قيمة العملة الوطنية ليبلغ الدولار الأمريكي أخيرًا 315 ريالاً يمنيًّا بعد أن كان يساوي فقط 215 ريالًا قبل سقوط صنعاء وانقلاب الحوثيين على السلطة الشرعية.
وتآكل الاحتياطي النقدي من العملات الأجنبية ليصل إلى نحو 1.1 مليار دولار بعد أن كان يزيد على 4.2 مليار دولار.
ورغم أن ميليشيات الحوثي خلال تحركاتها واحتجاجاتها التي سبقت اجتياح صنعاء كانت ترفع شعارات، من بينها السعي لإسقاط الجرعة الناجمة عن رفع حكومة بأسندوة أسعار المشتقات النفطية، إلا أن الجماعة ومنذ انقلابها خلقت أزمة حادة في الوقود وأوجدت سوقًا سوداء تباع فيه مادتا البنزين والديزل، إضافةً إلى الغاز المنزلي بأسعار مضاعفة، وهو ما جعل الحوثيين يحصلون على عائدات من تلك السوق تساوي نحو 44 مليون دولار يوميًّا.
وعلى الصعيد الإداري والوظيفي أشارت التقارير إلى أن الميليشيا الانقلابية قامت بضم أكثر من 30 ألفًا من عناصرها إلى جهاز الدولة بشقيه المدني والعسكري، كما أصدرت ما تسمى باللجنة الثورية العليا قرارات ترقيات وتعيينات لأكثر من 500 من أتباعها في مناصب ومواقع قيادية حكومية أغلبهم ينتمون إلى عائلات هاشمية أو ما يسمون بـ"السادة" الذين يشكلون عماد وغاية هذه الحركة التي يصفها الكثيرون بالعنصرية.
كما أعلن التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان أن 1146 مدنيًّا بينهم 373 طفلًا و68 سيدة قتلوا، وأصيب 4044 بينهم 1067 طفلًا و369 سيدة خلال الأشهر الستة الأولى من العام الحالي؛ نتيجةً للانتهاكات التي قامت بها ميليشيات الحوثيين والرئيس السابق علي صالح ضد الشعب اليمني .
وذكر التقرير أن الميليشيات أعدمت 8 مدنيين بالإضافة إلى مقتل 11 آخرين بسبب التعذيب أو نتيجة الإهمال داخل سجون الجماعة المسلحة، كما قامت بتعذيب 71 سجينًا، وأفرجت عن عدد منهم بعد تدهور حالاتهم الصحية والنفسية داخل السجون وعدم السماح لهم بتلقي العلاج، ومعظمهم يعانون من حالات شلل جزئي وأوضاع نفسية سيئة.
وأوضح التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان في تقريره الثامن عن حالة حقوق الإنسان في اليمن خلال هذه الفترة، أنه تم رصد 75 ألفًا و382 انتهاكًا من قبل الميليشيات تنوعت بين القتل والإصابة والاختطاف والاعتقال التعسفي والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة وتقويض سلطات الدولة وتجنيد الأطفال والعقاب الجماعي.
واستعرض التحالف تقريره عن هذه الانتهاكات خلال ندوة عقدت في مقر الأمم المتحدة في جنيف على هامش مشاركته في أعمال الدورة 33 لمجلس حقوق الإنسان.. وأكد أن الميليشيات مستمرة في انتهاكها لحقــوق الإنسان في اليمــن رغــم كل المحــاولات لإيقــاف ذلك .
وأوضح التحالف طبقا للتقرير الذي نقلته وكالة الانباء اليمنية الحكومية"سبا"، أن إجمالي الانتهــاكات التي ارتكبتهــا ميليشــيا الحوثــيين وصالح بحــق المدنيين والممتلكات العامة والخاصة خلال ستة أشهر بلغت 1146 حالــة قتــل بحــق مدنييــن و4044 حالــة إصابــة.
 ورصد التقرير اتهامات من جانب مواطنين للميليشيات باعتقال 3380 من ذويهم و160 حالة اختفاء قسرى و71 حالة تعذيب داخل السجون و198 حالة اعتداء جميع ضحاياهــا مدنيين.
وأضاف أنه تم تسجيل 949 حالة تضرر تعرضت لهــا الممتلكات العامة و2673 حالة تضــرر في الممتلكات الخاصة وتنوعـت الأضـرار بيــن تدمير كلى وجزئى بسبب قصــف الميليشيات للمنازل والمنشآت الحكومية والخاصة ومداهمتهم لهــا والقيام بنهــب محتوياتهــا فضلا عــن احتلال بعـض بعض الممتلكات وتحويلهــا إلى ثكنــات عســكرية.
وأكد حدوث تجــاوزات واختلالات مالية وإدارية وتدخل في المهام الحكومية وإصــدار تعيينات خارج إطار القانون وإقصاء بعــض موظفى الدولة مــن وظائفهم ومناصبهم واســتحداث سـجون خاصة ونقاط تفتيـش وغيــر ذلــك مــن أعمــال النهــب والعبــث بالمــال العــام ومقــدرات البــلاد .
وكشف التقرير عن تجنيد الميليشيات لـ4810 أطفال وإرسالهم للقتال في الجبهات.. فيما بلغت حالات التهجير القسرى أكثر من 2521 حالة كما شهدت الفترة حالات نزوح جماعى شملت 52 ألفا و403 مواطنين .
وطالب التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن في ختام تقريره جميع المنظمات المحلية والدولية بتفقد كافة المعتقلات والسجون التابعــة للميليشيات .. ودعا المجتمع الدولي للضغط عليهم لإيقاف الانتهاكات التي تطال حقوق آلاف المدنيين خاصة في محافظــات تعــز والبيضــاء والحديـدة والإفراج عــن المئات مــن المختطفين لديهـا.
وطالب التحالف مجلـس حقـوق الإنسان بعدم الاستمرار في تجاهل انتهــاكات الميليشــيات والقيام بمــا يلــزم لحمايــة حقــوق المدنيين في اليمن.. كما طالب مجلــس الأمن بسرعة تطبيق قراراته بحــق اليمن خاصة القرار 2216.

المشهد السياسي:

المشهد السياسي:
وعلي صعيد المشهد السياسي، اعتبر زعيم جماعة الحوثيين، عبدالملك الحوثي، أن خطوة نقل البنك المركزي اليمني من صنعاء، إلى عدن، تأتي “بتوجيهات من أمريكا”، داعياً اليمنيين إلى التبرع للبنك في صنعاء للحيلولة دون انهياره.
وقال الحوثي إنه بالإمكان التغلب على التحديات العسكرية والاقتصادية من خلال التحرك الجماعي للتضامن مع البنك المركزي والتعاون معه بالتبرع “بمبالغ بسيطة” من فئة 50 ريال أو مائة ريال، زاعماً أن ذلك “سيحول دون انهيار البنك وسيقدم درساً لمن يسعون للإضرار بالاقتصاد اليمني”.
وادعى الحوثي في خطاب بثته قناة المسيرة التابعة للجماعة، اليوم الثلاثاء، بمناسبة الذكرى الثانية لدخول جماعته إلى صنعاء، أن الجماعة كانت حريصة “على حيادية البنك المركزي اليمني طيلة الفترة السابقة، وأن البنك كان يصرف المرتبات دون تمييز أو إقصاء”.
واتهم من أسماهم بـ”مرتزقة العداون” بالتحكم في الغاز وتحويل كل ثروات البلد إلى سلع تجارية خاصة بهم.
وكان الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، أصدر قراراً بتعيين محافظاً جديداً للبنك المركزي ونقله من صنعاء الخاضعة لسيطرة الانقلابيين الحوثيين والموالين للرئيس المخلوع صالح، إلى عدن، عاصمة البلاد المؤقتة.
وكشف محافظ البنك الجديد، منصر القعيطي، أن السحوبات النقدية غير القانونية التي أجراها الحوثيون من خزائن البنك المركزي في صنعاء والحديدة بلغت نحو (450) مليار ريال يمني، أي ما يعادل (1.8) مليار دولار أمريكي خلال فترة الـ 18 شهراً الماضية.

اختطاف أمريكي:

اختطاف أمريكي:
وعلي صعيد آخر اختطف مسلحون حوثيون أمس الثلاثاء مدير " مركز اكسيد اللغوي " الأمريكي للغة بالعاصمة صنعاء بعد مداهمة المعهد بعدد من الأطقم المسلحة قبل أن يختطفوا مديره إلى جهة مجهولة .
وكانت مصادر بصنعاء أخبرت "العربية" أن مسلحين بلباس مدني، يتبعون جهاز الأمن القومي الخاضع لسيطرة ميليشيات الحوثي، اقتحموا Exceed Language Center لتعليم الإنجليزية بالمدينة "وخطفوا مديره الأمريكي الجنسية واقتادوه إلى جهة مجهولة" موضحة أن شهود عيان من طلبة المعهد الواقع مقره في "حي المحروقات" بالمدينة، ذكروأ أن 12 مسلحاً بلباس مدني طوقوا مبناه، ثم انفضّ 3 ملثمين متمنطقين بالرشاشات وداهموه، وبدقائق خرجوا وهم يقتادون مديره إلى سيارة فروا بها وسط هلع دب بين الطلبة.
ويضم "مركز اكسيد اللغوي" طلاباً يمنيين بالآلاف، يرغبون بتعلم الإنجليزية فيه، وهم كانوا 4000 قبل 7 سنوات،لا يذكر في موقعه الإلكتروني عددهم الآن، ولا يذكر أيضاً متى تم تأسيسه في صنعاء.

المشهد اليمني:

عامان على الانقلاب الحوثي ضد الحكومة الشرعية، تصدر الصراع المشهد الرئيسي فيما تراجع الأوضاع الاقتصادية والخدمية في اليمن، مع تصاعد حدة القتال، وهو ما يشير إلى أن الأوضاع في البلاد في طريقها إلى التصعيد، وأن الحل العسكري هو الخيار الذي يذهب إليه الجميع.

شارك