تراشق واشنطن وموسكو بسبب الأزمة السورية..والأمم المتحدة تراقب
الأربعاء 21/سبتمبر/2016 - 10:49 م
طباعة

تستمر المحاولات الأممية لحل الأزمة السورية فى ظل تراشق واشنطن وموسكو حول استهداف مواقع للجيش السوري من قبل قوات التحالف الدولى بقيادة الولايات المتحدة، وكذلك استهداف قافلة مساعدات انسانية من قبل قوات روسية.

مجلس الأمن الدولي
يأتى ذلك فى الوقت الذى عقد فيه مجلس الأمن الدولي جلسة حول سوريا شارك فيها عدد من زعماء العالم بالإضافة وزيري الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف، غداة تصاعد التوتر بين الطرفين إثر اتهام واشنطن لموسكو باستهداف قافلة مساعدات في ريف حلب الغربي.
من جانبه قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إن العالم "يواجه لحظة حاسمة" في الحرب السورية، داعيا دول العالم إلى استخدام نفوذها للمساعدة في استئناف المحادثات السياسية بين السوريين والسماح لهم "بالتفاوض للخروج من الجحيم الذي وقعوا فيه"، حسب وصفه.
كما شهدت الجلسة تراشقا كلاميا بين وزيري الخارجية الأمريكي والروسي، إذ طالب كيري روسيا خلال الجلسة بمنع تحليق الطيران الحربي السوري فوق المناطق التي تسيطر عليها المعارضة. كما شدد على أن استهداف القافلة "لا يمكن أن يكون إلا أحد كيانين: إما النظام السوري وإما الحكومة الروسية"، لأنهما الوحيدان اللذان يملكان الطيران.
ورغم انتقاداته للجانب الروسي وهجومه اللاذع على نظام الرئيس السوري بشار الأسد، بدا كيري متفائلا بإمكانية "الخروج من المجزرة" ، ودعا الوزير الأمريكي كل الدول لوقف تقديم الدعم لأي طرف يحاول تخريب اتفاق وقف إطلاق النار.
وازدادت حدة التوتر بين الولايات المتحدة وروسيا، بعدما حملت واشنطن موسكو مسؤولية استهداف قافلة مساعدات إنسانية في بلدة أورم الكبرى في ريف حلب الغربي ليل الاثنين، ما تسبب بمقتل "عشرين مدنيا وموظفا في الهلال الأحمر السوري".

مساعدات انسانية تنتظر السوريين
كان لافروف قد سبق كيري في الكلام في هذه الجلسة ونفى مسؤولية بلاده عن استهداف قافلة المساعدات مطالبا بإجراء "تحقيق مستفيض ومحايد" في الهجوم على القافلة. وقال لافروف إن اتفاق وقف إطلاق النار لن يكون ممكنا تنفيذه إلا بنهج شامل يتضمن خطوات متزامنة من جانب جميع الأطراف الضالعة في الحرب. "وإلا فإن شيئا لن يحدث. ولن يكون هناك أي وقف للقتال من جانب واحد."
ويأتي هذا الاجتماع بعد يومين على إعلان الجيش السوري انتهاء هدنة استمرت أسبوعا بموجب اتفاق أمريكي روسي، وتعرض مناطق سورية عدة أبرزها مدينة حلب وريفها لغارات كثيفة مستمرة.
وتكررت الاعتداءات الجوية على قوافل الإغاثة الإنسانية في عدة مواقع بسوريا، الأمر الذي دفع بجهات كثيرة، خاصة الصليب الأحمر الدولي، إلى التأكيد على وجود خروقات للقوانين الدولية وحقوق الأنسان في الحرب الشرسة في سوريا .
من جانبه أوضح كريستوف يونين من الصليب الأحمر أن الاعتداء الأخير على قافلة للمساعدات الإنسانية في حلب يعكس إلى أي مدى يقوم فيه أطراف النزاع في سوريا بخرق قوانين حقوق الأنسان الدولية منذ بداية الحرب.
ناشد يونين السياسيين بالعمل من أجل حماية المساعدات الإنسانية والسكان المدنيين، وأوضح أن الصليب الأحمر يحاول ممارسة التأثير على أطراف النزاع، "بالمفهوم الإنساني للالتزام بالقانون الإنساني الدولي". وأشار يونين إلى أن عمل الصليب الأحمر يتم بالأساس عبر شركاء في الهلال الأحمر السوري.
تجدر الإشارة إلى أن عشرات الغارات استهدفت مدينة حلب وريفها في شمال سوريا أسفرت إحداها عن مقتل أربعة عاملين طبيين في موقع تابع لمنظمة غير حكومية في بلدة خان طومان بريف حلب الجنوبي.
يأتي هذا بعد يومين من انهيار الهدنة، وفي وقت يعرقل التوتر الروسي الأميركي الجهود المبذولة لإعادة إحياء وقف إطلاق النار.
وبعد يومين على إعلان الجيش السوري انتهاء هدنة استمرت أسبوعا في سوريا بموجب اتفاق أميركي روسي، تعرضت مناطق سورية عدة، أبرزها مدينة حلب وريفها لغارات كثيفة ليل الثلاثاء الأربعاء.
وفى هذا السياق قال بن رودس نائب مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض ن الولايات المتحدة تُحَمِل روسيا مسؤولية ضربة جوية لقافلة مساعدات في سوريا قرب حلب.
أضاف بن رودس "كل معلوماتنا تشير إلى أنها كانت ضربة جوية. وهذا يعني أن المسؤولية تقع على جهتين فحسب، إما النظام السوري أو الحكومة الروسية.

استهداف قافلة غذائية
وعلى أي الأحوال نحن نُحَمِل الحكومة الروسية مسؤولية الضربات الجوية في هذا المجال بالنظر إلى التزامها بموجب وقف الأعمال القتالية ووقف العمليات الجوية في مناطق تدفق المساعدات الإنسانية."
وتابع أن الولايات المتحدة تُفضل استمرار وقف إطلاق النار في سوريا، لكنها تشعر بالقلق إزاء عدم إظهار الروس لحُسن النية. وأضاف: "ينبغي أن نقرر ما إذا كان وقف الأعمال العدائية سيستمر أم لا. الأفضل أن يستمر لأنه يقدم الفرصة الأفضل لإتاحة تقليص أعمال العنف ومعالجة الأوضاع الإنسانية المثيرة للقلق."
ويشير عاملون في الإغاثة إلى أن أكثر من 10 ملايين سوري أصبحوا معتمدين على المساعدات الإنسانية. كما حذروا من استغلال هذه المساعدات وتوظيفها سياسيا.
وفي وقت سابق نفت روسيا أن تكون طائراتها أو طائرات الحكومة السورية هي التي نفذت الهجوم، وقالت إنها تعتقد أن القافلة لم تتعرض نهائيا للهجوم من الجو، لكنها دمرت نتيجة حريق بسبب حادث ما على الأرض. وقال الهلال الأحمر العربي السوري إن رئيس أحد مكاتبها المحلية و "نحو 20 مدنيا" لقوا مصرعهم. وذكرت إحصاءات أخرى بشأن عدد القتلى. وقد علقت الأمم المتحدة كل شحنات المساعدة إلى سوريا.
وقالت لجنة برلمانية بريطانية إن بريطانيا شنت 65 ضربة جوية في سوريا منذ التصويت على القيام بغارات هناك في ديسمبر، مشككة في جدوى الحملة العسكرية التي تقوم بها لندن.
كما ذكرت لجنة الدفاع في تقرير إن بريطانيا حققت تقدما في العراق من خلال تدريب القوات واستعادة أراض من تنظيم "داعش" الإرهابي، لكن الوضع السياسي المعقد في سوريا يمنع من تحقيق تقدم.
وأضافت "بينما تؤتي الجهود العسكرية في العراق ثمارها، يبدو الوضع أقل يقينا في سوريا".
وأشارت اللجنة إلى أن تحقيق المهمة في سوريا تعقدها الرغبة في إنهاء نظام الرئيس بشار الأسد وإقامة حكومة "غير مستبدة وقمعية من جهة وإسلامية أو متطرفة من جهة أخرى". وتابعت أن "هذه الأهداف لا يمكن أن تتحقق بالوسائل العسكرية وحدها".