تقدم الجيش اليمني في صنعاء.. وإيران تدفع بميليشيات عراقية لإنقاذ الحوثيين

السبت 24/سبتمبر/2016 - 04:44 م
طباعة تقدم الجيش اليمني
 
تصاعدت حدة القتال على جبهات اليمن، واقترب الجيش اليمني من صنعاء، وسط تقارير إيرانية بإرسال ميليشيات عراقية للقتال إلى جانب الحوثيين ضد الجيش اليمني، مع تواصل مشاورات المبعوث الأممي لتوصل لحل لإنهاء الأزمة.

الوضع الميداني:

الوضع الميداني:
على صعيد الوضع الميداني، مهّدت الغارات الجوية للتحالف العربي لسيطرة قوات الجيش اليمني والمقاومة الشعبية على جبال المداوير في مديرية نهم شرق صنعاء، تمكن الجيش اليمني من السيطرة على الوادي القريب من منطقة محلي وقطعت طريق الإمداد الرئيسي للميليشيات المتركزة في منطقة بني بار.
فإلى جانب الخسائر التي تتلقاها في جبهات القتال على أيدي قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية بدعم من التحالف العربي كشف مصدر عسكري عن تلقي اتصالات من قيادات انقلابية تسعى لتسليم نفسها للجيش، على أن يتم ضمان سلامتهم وخروجهم الآمن من صنعاء.
كما أكد مصدر عسكري يمني ، الخميس 22 أغسطس 2016، لـ صحيفة«الاتحاد» الإماراتية، أن قيادة الجيش الوطني تناقش مع التحالف العربي، مقترحاً بإنزال لواء قتالي مظليّاً في بلدة بني مطر غرب صنعاء لفتح جبهة قتال ثالثة في محيط العاصمة التي يسيطر عليها المتمردون الحوثيون.
وقال المصدر العسكري: «تدرس قيادة الجيش الوطني مع التحالف العربي مقترحاً بإنزال لواء قتالي مظليّاً على منطقة بني مطر» كبرى بلدات محافظة صنعاء وتبعد 30 كيلومتراً إلى الغرب من عاصمة البلاد.
 وأضاف: «المقترح يتضمن إنزال الجنود على جبال بني مطر ومعسكر القوات الخاصة في منطقة الصباحة» المطلة على العاصمة وتبعد أقل من 5 كيلومترات عن المدينة، مشيراً إلى أن الجنود الذين سيتم إنزالهم «مدربون جيداً على عمليات اقتحام المدن». وذكر أنه في حال إقرار المقترح، فإن تنفيذه سيكون بإشراف قيادة التحالف العربي في الرياض.
وسيفتح إنزال قوات حكومية في بلدة بني مطر جبهة قتال ثالثة ضد ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية في محيط صنعاء، ويقطع طريق إمدادات الميليشيات إلى ميناء الحديدة الاستراتيجي المطل على البحر الأحمر في غرب البلاد.
كما قتل 4 من مسلحي جماعة الحوثيين وقوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح، وأصيب ما لا يقل عن 10 آخرين في سلسلة غارات شنتها مقاتلات التحالف العربي مساء الخميس، على تجمعاتهم في شبوة، شرقي اليمن، حسب ماجد عمير الحارثي مسئول الرصد والإعلام في المقاومة الشعبية بمديرية عسيلان بشبوة.
كما أفادت مصادر المقاومة الشعبية بمحافظة البيضاء وسط اليمن أن عشرات من ميليشيات الحوثي قتلوا وجرحوا في غاراتٍ جوية لطائرات التحالف.
وأكد مصدرٌ محلي أن إحدى عشرة غارة استهدفت مواقع الانقلابيين في الرايشية وآل مسعود، ومواقع وتجمعات للميليشيات في معسكر "اللواء 139" في رداع شمال محافظة البيضاء.
كما قصف المعسكر بتسع غارات؛ ما أسفر عن تدميره بالكامل مع عتاده الثقيل ومقتل العشرات من عناصر الميليشيات.
وفي منطقة المضاربة شمال غربي محافظة لحج أحرز الجيش الوطني تقدما في جبهة كهبوب باستعادة السيطرة على عدد من المواقع التي كانت تتمركز فيها الميليشيات وسط أنباء عن مقتل وجرح العشرات.
وفي الحديدة شنّ التحالف عدة غارات على معسكر الأمن المركزي الخاضع لسيطرة الميليشيات في الحديدة غرب اليمن.
وفي سياق متصل، أحبطت مقاتلات التحالف محاولة جديدة لميليشيات الحوثي والمخلوع صالح لاستهداف مناطق حدودية سعودية عبر إطلاق صواريخ من داخل الأراضي اليمنية.
وأوضحت صور حصلت عليها العربية استهداف ما يبدو أنه منصة إطلاق الصاروخ جنوب محافظة صعدة الحدودية والانفجار الكبير، الذي أعقب استهداف الصاروخ.

ميليشيات عراقية:

ميليشيات عراقية:
وفي محاولة إيرانية لانقاذ ميليشيات الحوثيين من الهزيمة، كشفت مصادر صحفية في إيران اليوم الجمعة، أن قوات من ميليشيات كتائب الإمام علي التابعة للحشد الشعبي بالعراق التي يعد أيوب الربيعي "أبو عزرائيل" أحد قادتها يعتزمون إرسال قوات مقاتلة لدعم جماعة الحوثي في اليمن.
وبحسب صحيفة "جام نيوز" المقرّبة من دائرة المتشددين في إيران فإن "مقاتلي ميليشيات كتائب الإمام علي سيغيرون أماكن قتالهم من سوريا إلى اليمن لدعم حركة الحوثيين"، مضيفة أن "المقاتلين الذين يرغبون بالتوجه إلى اليمن سيتقاضون 8 آلاف دولار كدفعة أولى".
وأوضحت الصحيفة أن عملية إرسال المقاتلين الشيعة من العراق إلى اليمن جاءت بعد مباحثات أجراها الوفد الحوثي برئاسة محمد عبد السلام خلال زيارته إلى العاصمة بغداد نهاية شهر أغسطس الماضي، والتقى حينها وزير الخارجية إبراهيم الجعفري.

المسار التفاوضي:

المسار التفاوضي:
وعلى صعيد مسار الحل السياسي، أثار اللقاء الذي عقده الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، مع المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، بمقر إقامته بنيويورك، تساؤلات كثيرة وسط الشارع اليمني، عما إذا كان المبعوث الأممي لديه حلول جديدة أراد أن يعرضها على هادي، خاصةً بعد تعثر جميع جولات التفاوض التي رعتها الأمم المتحدة، وفشلها في التوصل إلى نتائج من شأنها أن تنهي الصراع في اليمن .
وقدم هادي خلال لقائه بالمبعوث الأممي، شرحًا مفصلاً حول مجمل الأوضاع والتطورات المتعلقة بالشأن اليمني، مؤكدًا حرص حكومته ومساعيها الجادة نحو بحث فرص السلام الممكنة في اليمن.
وأضاف هادي: "نحن مسئولون عن كافة أبناء شعبنا ومن أجل ذلك ذهبنا إلى مشاورات السلام المختلفة، وقدمنا الكثير من التنازلات رغم أن أغلب القرارات الدولية صدرت تحت الفصل السابع، ويفترض أن تطبق حرفيًا تجاه الانقلابيين وجرائمهم التي ارتكبوها بحق الشعب اليمني".
من جانبه، أكد ولد الشيخ مواصلة جهوده الحثيثة لبحث إمكانات فرص السلام الحقيقية التي تكفل استقرار اليمن.
فيما قال الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، الجمعة: إن "إيران تقود مخططا لتدمير اليمن، وتعرقل كل الإجراءات الهادفة للوصول إلى تسوية سياسية" في البلاد.
وأضاف هادي، في كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، أن "إيران ترعى التطرف والإرهاب الطائفي في المنطقة"، مشيرًا إلى أن "الإرهاب والتطرف الذي ترعاه إيران سيفرز إرهابًا يتغذى عليه إرهاب آخر".
وشدد على أن ما يشهده اليمن من "عبث وفوضى سببه ممارسات إيران في التدخل بالشئون الداخلية لليمن، من خلال ميليشيات الحوثي وصالح التي انقلبت على كل شيء في البلاد".
وقال الرئيس اليمني: إن "الانقلاب الحوثي أدخل اليمن في حرب عبثية دمرت نسيج البلاد الاجتماعي"، مضيفًا أن "الحرب لم تكن خيارنا، بل فرضتها ميليشيات الحوثي وصالح التي رفضت الإجماع الوطني".
وتابع هادي قائلًا: "إن الحرب التي تعصف باليمن، لم نكن نحن من أطلقنا رصاصتها الأولى. فقد كنا في صنعاء قبل الانقلاب.. وكنا على أعتاب الولوج في بناء اليمن الجديد إلى أن انقلبت الجماعات المسلحة على الدولة".
ودعا هادي كافة الأطراف السياسية في اليمن إلى "بناء دولة اتحادية تحترم فيها حقوق الإنسان وتصان فيها كرامة المرأة وحقوق الطفل وحقوق كافة الشرائح المهمشة في المجتمع".
وقال: "لسنا دعاة انتقام ولا نبحث عن استئصال أحد ونمد يدنا للجميع. وبالرغم من الانقلاب وآثاره على الصعيد السياسي والاجتماعي والثقافي، فلا نزال ننظر إليهم (الحوثيون) كفئة يمنية لا بد من عودتها إلى الصواب ولا نصادر حقها في المستقبل".
إلا أنه استدرك قائلًا: إن "السلام الذي ننشده لا يمكن أن يقبل سيطرة الميليشيات على مقدرات الدولة، ومساعينا للسلام لا يمكن أن تتجاوز تضحيات شعبنا الغالي وأهدافه النبيلة".

المشهد السياسي:

المشهد السياسي:
وعلى صعيد المشهد السياسي، أكد وزير الإعلام اليمني معمر الأرياني أن الرئيس عبد ربه منصور هادي سيعود إلى عدن بعد انتهاء زيارته الحالية للولايات المتحدة.
وأضاف الوزير أن عودة هادي إلى عدن تأتي بعد أن عادت الحكومة إليها.. كما صرح الأرياني أن البنك المركزي يعد لصرف رواتب الموظفين في جميع المناطق التي استعيدت من ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح.
وأشار الأرياني إلى أن الحكومة اليمنية التي عاد أغلب وزرائها إلى عدن شرعت أيضا في إعداد خطة أمنية احترازية لمواجهة التنظيمات الإرهابية وحماية عدن.
إلى ذلك كشفت مصادر يمنية لـ"الشرق الأوسط" عن توجه الحكومة لرفع خمسة ملفات رئيسية تشمل الملف السياسي٬ الاقتصادي٬ العسكري٬ تمويل الإرهاب٬ والملف الحقوقي لمجلس الأمن حول انتهاكات إيران وتدخلها المباشر وغير المباشر في الشأن الداخلي لليمن٬ مدعومةً بكافة المتطلبات القانونية اللازمة.

المشهد اليمني:

عامان على الانقلاب الحوثي ضد الحكومة الشرعية، تصدر الصراع المشهد الرئيسي فيما تراجع الأوضاع الاقتصادية والخدمية في اليمن، مع تصاعد حدة القتال، وهو ما يشير إلى أن الأوضاع في البلاد في طريقها إلى التصعيد، وأن الحل العسكري هو الخيار الذي يذهب إليه الجميع.

شارك