حامد كرزاي.. عدو طالبان
الإثنين 26/سبتمبر/2022 - 10:47 ص
طباعة
حسام الحداد
حامد عبدالله كرزاي المولود في 24 ديسمبر 1957 بقریة کرز فی ولایة قندهار الأفغانية ويبلغ من العمر حاليا 59 عام تولى رئاسة جمهورية أفغانستان الإسلامية من 22 ديسمبر 2001 حتى 29 سبتمبر 2014م منها من 22 ديسمبر 2001 حتى 7 ديسمبر 2004م كرئيس مؤقت وتزوج من زینت قریشي فی 23 مايو 1999 وله ابن واحد هو ميرويس وولد في 25 مايو 2007م وخلفه في رئاسة أفغانستان أشرف غني في 29سبتمبر 2014.
نشأته وحياته
نشأ في قریة کرز في ولایة قندهار بأفغانستان، بين أبناء قبيلة البشتون كبرى العرقيات الموجودة في أفغانستان، وتزعمت قبيلته "بوبلزي" أهم بطون قبيلة دراني البشتون باعتبار انها ينحدر منها أحمد شاه أبدالي مؤسس أفغانستان الحديثة عام 1747 ومعظم ملوك أفغانستان وبذلك يكون قد نشأ فى عائلة لها باع في العمل السياسي، حيث كان جده عبد الأحد كرزاي رئيسا للمجلس الوطني (البرلمان) في عهد الملك الأفغاني السابق محمد ظاهر، وظلت قبيلة بوبلزي على ولائها له حتى بعد خروجه من السلطة إثر الانقلاب الذي قاده صهره محمد داوود عام 1973 ولم تنقطع صلتها به طوال فترة بقائه في المنفى والتي بلغت مايزيد عن 30عام وکان والده من وجهاء طائفة بوبلزي ومساعداً لمجلس الوزراء في ستینیات القرن العشرين، تلقى تعليمه الاولى فى مدرسة محمود هوتكي الابتدائیة في كابول، ثم التحق بکلیة العلوم السیاسیة والعلاقات الدولیة في الهند حیث أنهی دراسته هناك بنجاح وحصل على درجة الماجستير في العلوم السياسية من إحدى جامعات الهند إلى ثم اشتغل كمعلم بمدارس باكستان إبان الغزو السوفیتي لأفغانستان وبعد مجیء حکومة المجاهدین الأفغان عام 1996 أصبح مساعد لوزیر الخارجیة عاما ثم تولى زعامة قبيلته بعد اغتيال أبيه الذى لقی مصرعه بمدینة کویتا الباکستانیة فی عام 1999.
انتماؤه وأفكاره
لم ينتمِ الى تيار أيديولوجي معين، فهو زعيم قبلي قومي يحمل رؤى إصلاحية تعتمد النموذج الغربي في التحديث، وبالرغم من سلوكه العصري الذي يميل في عاداته وتقاليده إلى الغرب فإننا لا نستطيع القول إنه ينتمي فكريا إلى الغرب بتياراته الليبرالية أو العلمانية المعروفة ويتمتع بشخصية جذابة، فهو متحدث لبق، يجيد 7لغات منها البشتونیة، الفارسیة، الأوردیة والإنجلیزیة التي أتقنها خلال إقامته في الولايات المتحدة، ويجمع بين الزعامة القبلية التقليدية والحياة العصرية، فهو أحيانا يرتدي اللباس الأفغاني بعمامته المشهورة وأحيانا أخرى يرتدي الزي الغربي بربطة العنق الأنيقة ومن هواياته الفروسیة وکتب الفلسفة وحصل على جائزة الحرية ووسام الحرية من فيلادلفيا بالولايات المتحدة الأمريكية منها وسام من الملكة اليزابيث الثانية، كما حصل على دكتوراة فخرية من جامعة بوسطن، وجامعة نبراسكا، وجامعة جورج تاون.
تاريخه السياسي
لم يكن حامد كرزاي من الشخصيات السياسية الأفغانية ذائعة الصيت كأحمد شاه مسعود وبرهان الدين رباني وقلب الدين حكمتيار وإن كان له دور ملحوظ في محاربة السوفيات في ثمانينيات القرن العشرين حيث أمد المجاهدين بالمال والرجال ثم أصبح بعد ذلك واحدا من أهم شخصيات جبهة التحرير الوطني الأفغاني فى المنفى حيث تولى منصب نائب مدير المكتب السياسي لجبهة التحرير الوطني بقيادة صبغة الله مجددي وعقب العودة من منفاه في بيشاور شمالي غربي باكستان عام 1992 بعد دخول المجاهدين كابل وسقوط النظام الشيوعي السابق برئاسة نجيب الله، شغل منصب وكيل وزارة الخارجية في حكومة برهان الدين رباني، لكنه لم يستمر في منصبه سوى عامين فقط حيث قدم استقالته اعتراضا على بعض سياسات حكومة المجاهدين وبسبب القتال الضاري الذي نشب بين الفصائل الجهادية صراعا على السلطة.
علاقته بحركة طالبان
رأى كرزاي مساندة حركة طالبان التي بدأ نجمها يظهر مع منتصف عام 1994 في مسقط رأسه قندهار، ولم يكن كرزاي غريبا عن حركة طالبان فقد كان يعرف الكثير من قادتهم أثناء فترة الجهاد ضد الاتحاد السوفياتي. غير أن الاتفاق مع طالبان لم يدم طويلا بسبب عدم رضائه عن علاقاتها مع باكستان، ثم كانت حادثة اغتيال والده أمام أحد مساجد مدينة كويتا الباكستانية نقطة التحول الخطيرة في علاقته بطالبان، فقد اتهمها كرزاي بالضلوع في تلك الحادثة وأصر على اتهامه رغم نفي طالبان أي صلة لها بالحادث وقرر منذ ذلك الوقت العمل على إسقاط هذا النظام وبعد سيطرت حكومة حركة طالبان الإسلامیة على الحكم قاد حملة لإسقاطها وقاد حوالي أربعة آلاف مقاتل من البشتون المعارضين لحركة طالبان في أكتوبر عام 2001 في محاولة منه لإنهاء سيطرتها على ولاية قندهار آخر معاقلها بعد الانسحاب المتوالي والسريع منذ بدء الهجوم الأميركي على أفغانستان في السابع من أكتوبر 2001 م ونجح فى ذلك بمساعدة القوات الأميركية عام 2001 ثم أصبح حاكما مؤقتا على أفغانستان وتم اختياره رئيسا للحكومة الانتقالية بعد أن وافقت الفصائل الأفغانية بالإجماع على اختياره رئيسا للحكومة الانتقالية وذلك أثناء مؤتمر بون بألمانيا في الخامس من ديسمبر 2001م وانعقد بعدها المجلس الأفغاني الأعلى (لويا جيرغا) وانتخب حكومة انتقالية برئاسة كرزاي تستمر لمدة عامين حتى 7 ديسمبر 2004م وكان هو الرئيس المؤقت ثم أنتخب رئیساً لجمهوریة أفغانستان الإسلامیة في عام 2004 بعد حصوله على نسبة 55 % من الأصوات فی الانتخابات التي جرت في أفغانستان وقد نجى من محاولة اغتيال فاشلة في العاصمة الأفغانية كابول في يوم الأحد 27 أبريل 2008 م أثناء زيارة له إلى ولاية قندهار لكنه نجا منها بعد عملية لتبادل إطلاق النار بين حرسه وبعض الذين هاجموه، وقد أصيب في المحاولة حاكم الولاية جل آغا وبعض مرافقيه ورغم جهوده لا زالت أفغانستان تعاني من عدم إستقرار بسبب ما تبقي من حركة طالبان والقاعدة في أفغانستان بالإضافة إلى إعادة إعمارها بعد الحروب التى خاضتها منذ أكثر من عشرين عام رغم الحماية الأميركية ووجود قوات حفظ سلام دولية.
واقر بأن هناك "بعض الاخطاء" وقعت اثناء الفترة التي قضاها في منصبه، لكنه قال إنه يريد المواصلة ليكون "في خدمة الشعب الأفغاني وإنه يتعهد بتوسيع قاعدة الاصلاح الاقتصادي والسياسي في الوقت الذي يعزز جهود مكافحة انتاج المخدرات وتهريبها" وانتقد قوات التحالف التابعة لحلف شمال الاطلسي (الناتو) بسبب الخسائر في صفوف المدنيين اثناء العمليات العسكرية ووصف الهجمات الجوية التي يشنها التحالف بأنها لا يمكن التسامح معها وأنها غير فعالة في الحرب ضد الارهاب.
علاقته بالأفغان العرب
يعتبر حامد كرزاي واحدا من أشد القادة الأفغان كراهية للأفغان العرب، حيث كان يدعو دائما إلى طردهم من أفغانستان ويتهمهم بقتل مدنيين أفغان، ويحملهم جزءا من المسئولية فيما آلت إليه الأوضاع السياسية في أفغانستان.
علاقته بالولايات المتحدة
وجدت الإدارة الأميركية في كرزاي الشخص المناسب الذي يمكنه أن يحقق جزءا مهما من مخططها لإسقاط نظام طالبان، فهو من جهة زعيم قبلي بشتوني وله خبرة بأساليب القتال على الأرض الأفغانية الوعرة, ومن جهة أخرى له مع حركة طالبان عداء شخصي شديد وعنده رغبة جامحة في الانتقام والثأر لوالده حيث يتهمها باغتياله، يضاف إلى ذلك تلبية طموحاته السياسية التي لا تتعارض مع الرؤية الأميركية لشكل الحياة السياسية في أفغانستان بعد طالبان، وقد ازدادت أهمية كرزاي لدى الإدارة الأميركية بعد إعدام القائد البشتوني عبد الحق عقب أسره من قبل حركة طالبان.