دبلوماسية الإمارات "المتزنة" تواجه مساعي طهران لتقويض أمن المنطقة

الأحد 25/سبتمبر/2016 - 02:48 م
طباعة دبلوماسية الإمارات
 
على الرغم من أن الإمارات العربية المتحدة  تواجه  إيران بـ"دبلوماسية" متزنة ترد عليها طهران  بالمزيد من المساعى  لتقوض أمن المنطقة وهو الامر الذى أعلنت عنه  الإمارات العربية المتحدة مساء السبت  24-9-2016م من على منبر الأمم المتحدة بأن إيران لم تضيع الوقت لتقويض أمن المنطقة، منذ أن أبرمت اتفاقاً نووياً مع القوى العالمية العام الماضي.
دبلوماسية الإمارات
وقال وزير خارجية الإمارات الشيخ عبدالله بن زايد في كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة "إيران ما زالت تدفع المنطقة من خلال سياستها إلى شفا المصيبة وانتهاكها الفاضح لمبادئ السيادة والتدخل الدائم في شؤون جيرانها الداخلية، وكان لكل ذلك الدور الأكبر في استمرار الاحتقان وعدم الاستقرار في المنطقة وان طهران تقوض أمن المنطقة عبر الخطاب الملتهب والتدخل الفج وتسليح الميليشيات وناهيك عن تطويرها لبرنامجها الصاروخي".
يذكر أن العديد من التصريحات الإيرانية التي وصفت بالـ"فجة" التي صدرت أخيراً أكدت عدم تخلي طهران عن تدخلها في العديد من الدول العربية، ومنها اليمن ولبنان وسوريا ولعل آخر تلك التصاريح ما قاله أمين مجلس تشخيص مصلحة النظام الإيراني، وقائد الحرس الثوري الأسبق محسن رضائي، الجمعة عن أن بلاده "لن تتخلى عن حلفائها في سوريا والبحرين واليمن، وإنها ستواصل دعمهم سياسيا ومعنويا".
دبلوماسية الإمارات
وسبق للامارات العربية المتحدة ان ردت على تجاوزات ايران ضدها بالمزيد من الاجراءات القضائية  والقانونية حيث قضت دائرة أمن الدولة بالمحكمة الاتحادية العليا في الإمارات يوم الاثنين - 5 أبريل 2016م بالحبس 6 أشهر والإبعاد عن الدولة بعد انقضاء العقوبة على ثلاثة متهمين من الجنسية العربية والكندية في قضية مرتبطة بحزب الله اللبناني بتهمة إنشاء وإدارة مجموعة ذات صفة دولية داخل الدولة وإدارة مجموعة تابعة لحزب الله اللبناني بداخل الدولة دون ترخيص من الحكومة قبل تاريخ 12 أكتوبر 2014م  وأفادت صحيفة "الاتحاد" وقتها بأن المحكمة الاتحادية العليا قضت حضورياً على جاسم رمضان البلوشي بالسجن 3 سنوات على ما أسند إليه من اتهامات تتعلق بالتخابر لمصلحة إيران، وتزويد ضابط مخابرات يعمل في القنصلية الإيرانية بمعلومات سرية ومحظورة عن شخصيات مقيمة في الإمارات وكشف تقرير المختبر الجنائي في أبوظبي الذي تم الكشف عن تفاصيله في جلسة سابقة للمحكمة عن محتويات الأجهزة التي ضبطت في حوزة المتهم، والتي أظهرت تبادل المعلومات بينه وضابط الاستخبارات الإيراني.
دبلوماسية الإمارات
وفي قضية منفصلة، حكمت المحكمة على كل من سهيل نايف غريب (كندي الجنسية) وأسعد أمين قانصو وأحمد إبراهيم قانصو ( لبنانيان) بالحبس 6 أشهر والإبعاد عن البلاد بعد إدانتهم بالتجسس على المنشآت الحيوية في الدولة، وتزويد عناصر تنتمي لحزب الله الإرهابي بمعلومات سياسية واقتصادية واجتماعية، وتضمنت المعلومات سياسة الدولة في التعامل مع اللبنانيين المقيمين.
 كما قررت فى 5 يناير 2016م تخفيض مستوى التمثيل الدبلوماسي مع إيران إلى مستوى قائم بالأعمال، وتخفيض عدد الدبلوماسيين الإيرانيين في الدولة،  وأعلنت وزارة الخارجية في بيانلها  أنه تم استدعاء سيف الزعابي، سفير الدولة في طهران تطبيقا لهذا القرار وإن هذه الخطوة الاستثنائية تم اتخاذها في ضوء التدخل الإيراني المستمر في الشأن الداخلي الخليجي والعربي، والذي وصل إلى مستويات غير مسبوقة في الآونة الأخيرة وأن المبادئ الحاكمة للعلاقات الإيجابية والطبيعية بين الدول أساسها الاحترام المتبادل للسيادة، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.
دبلوماسية الإمارات
وعلى الرغم من سياسية الامارات العربية المتزنة الا ان ايران ترفض تسليمها الجزر الثلاث التى تحتلها ورفضت مؤخرا  إيران على لسان مندوبها في الجمعية العامة للامم المتحدة، تصريحات الشيخ عبدالله بن زايد وزير الخارجية الإماراتي حول إحتجاجه على رفع العلم الإيراني على جزيرة أبي موسى خلال كلمته التي ألقاها في الأمم المتحدة  ووصف مندوب إيران كذبا  تصريحات وزير الخارجية الإماراتي بالتدخل في شؤون إيران، ودعا إلى إزالة ما سماها بالخلافات وسوء التفاهم عبر الحوار الثنائي
وكان وزير الخارجية الاماراتي الشيخ عبدالله بن زايد أبدى إحتجاج بلاده على رفع العلم الإيراني في جزيرة أبوموسى خلال كلمته أمام اجتماع الجمعية العامة للامم المتحدة "ودعا الى "حل الخلاف عبر الحوار الثنائي أو في محكمة العدل الدولية وان بلاده ترفض  الإجراءات الإيرانية في الجزر المحتلة طنب الصغرى وطنب الكبرى وأبوموسى، وقال في كلمته: "قامت الجمهورية الإسلامية الإيرانية مؤخرا برفع العلم الإيراني على جزء من جزيرة أبوموسى الخاصة بدولة الإمارات، وبمذكرة التفاهم المتفق عليها سنة 1971 تشكل خرق لهذه المذكرة، وعليه فإننا نحتج بشدة على هذه الإجراءات، ونعتبره انتهاكا صارخا للمذكرة، وليس له أي أثر على الوضع القانوني للجزيرة". ودعا وزير الخارجية الامارتي طهران إلى التجاوب مع دعوات المجتمع الدولي لتحقيق تسوية سلمية وعادلة للجزر الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبوموسى، مطالبا باستعادة سيادة بلاده الكاملة على هذه الجزر الثلاث.
دبلوماسية الإمارات
وتشهد العلاقات الإماراتية - الإيرانية تجاذبات سياسية، بسبب الجزر الثلاث الواقعة في مضيق هرمز، عند مدخل الخليج العربي، والتي سيطرت عليها إيران عام 1971 مع انسحاب القوات البريطانية من المنطقة وكان مجلس التعاون الخليجي قد جدد تأكيده في بيانه الختامي لاجتماع الرياض في 30 أغسطس  على ''المواقف الثابتة والمعروفة لدول مجلس التعاون والمتمثلة في دعم حق السيادة الكاملة لدولة الإمارات العربية المتحدة على جزرها الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى''. كما دعا إيران''للاستجابة للمساعي والدعوات الصادقة والمتكررة لدولة الامارات العربية المتحدة لحل القضية عن طريق المفاوضات المباشرة او اللجوء الى محكمة العدل الدولية لتسوية هذه المسألة''.
 مما سبق نستطيع التأكيد على ان  الإمارات العربية المتحدة  تواجه  إيران بـ"دبلوماسية" متزنة  وعاقلة وان قيام  طهران  بالمزيد من المساعى  لتقوض أمن المنطقة العربية لن يجهض جهود الدولة الامارتية التى تسعى دائما الى استقرار وامن وسلامة المنطقة . 

شارك