اليمن يقدم شكوى أممية ضد إيران لنقلها أسلحة للحوثيين.. وسط بارقة أمل في هدنة جديدة

الأحد 25/سبتمبر/2016 - 03:35 م
طباعة اليمن يقدم شكوى أممية
 
تواصل الحرب في عدة جبهات باليمن وسط، بارقة امل تلوح عن هدنة جددية في البلد المنهمك في حرب طويلة، بعد إعلان وزير الخارجية عبد الملك المخلافي عن موافقة مبدئه للحكومة اليمنية بهجنة لمدة 72 ساعة، مع إعلان اليمن تقديم شكوى إلى الأمم المتحدة ضد إيران لدعمها الحوثيين بالسلاح.

الوضع الميداني:

الوضع الميداني:
وعلى صعيد الوضع المدياني، قال سكان محليون في العاصمة اليمنية صنعاء، اليوم الأحد، إن مقاتلات التحالف العربي الذي تقوده السعودية، جددت قصفها على مواقع لمسلحي جماعة الحوثيين وقوات صالح، في شمال المدينة.
وذكر السكان لـ"المصدر أونلاين"، بأن الضربات الجوية استهدفت معسكر الهندسة العسكرية في جولة آيه، والذي يسيطر عليه الحوثيون شمال شرق العاصمة، وإن أعمدة الدخان تصاعدت من الموقع المستهدف.
وأشاروا إلى أن المقاتلات قصفت بـ4 غارات مواقع مختلفة في المدينة، خلال هذه اللحظات (9:45 صباحاً)، دون أن يوردوا مزيد من التفاصيل.
وكانت المقاتلات الحربية قد شنت ليل أمس قصفاً جوياً مكثفاً على مواقع الحوثيين في عدد من محافظات البلاد، من بينها قاعدة الديلمي الجوية شمال العاصمة صنعاء، فيما استهدفت أخرى بناءً سكنياً في مدينة إب (وسط اليمن)، وأدى ذلك إلى مقتل 8 مدنيين.
فيما زعمت ميليشيات الحوثي اليوم ان قواتها تمكنت من إسقاط طائرة استطلاعية تابعة للتحالف العربي مساء امس بمديرية الطيال بمحافظة صنعاء.
ونقلت وكالت سبا الخاضعة تحت سلطة الميليشيات عن مصدر امني "ان طائرة استطلاعية تم إسقاطها في قرية المربك بمنطقة بني سحام مساء امس.
وكانت مصادر إعلامية تابعة لجماعة الحوثي قد أعلنت مساء أمس أن قواتها أسقطت طائرة F16 في خولان بصنعاء.
 ودائمًا ما تبحث الميليشيات عن انتصارات وهمية عبر الإعلام بأنها تمكنت من إسقاط طائرات للتحالف بهدف رفع المعنويات لدى ميليشياتها الذين باتوا يفرون بسبب انتكاساتهم المتواصل.

إيران أمام الأمم المتحدة:

إيران أمام الأمم
وفي سياق آخر، كشفت مصادر مطلعة، عن قيام عدد من التجار اليمنيين الموالين للحوثيين واللبنانيين باستغلال تصاريح رسمية لبعض تجار الأبقار والمعدات الزراعية لتهريب الأسلحة الإيرانية لميليشيا الحوثي عن طريق البحر.
وأضافت المصادر بحسب صحيفة "الوطن" أن عمليات التهريب تشمل أسلحة وقطعا للصواريخ ومبالغ مالية ضخمة، وتصل عبر قوارب صيد تابعة للحوثيين أنفسهم، ويتم إدخالها عبر دولتين في القرن الإفريقي ودولة شقيقة.
وأشارت إلى أن أبرز عمليات التهريب للأسلحة تتم عبر شخصيات تجارية معروفة، تمتلك تراخيص رسمية بممارسة مهن مختلفة.
 وأضاف أن التهريب يتم عن طريق ميناء بدولة بالقرن الإفريقي، وجرت عملية تهريب كبيرة قبل عيد الأضحى، وأشار إلى أن هناك عمليات تهريب كبرى تتم عن طريق دولة ثانية بالقرن الإفريقي، عبر رجل أعمال يمني وتاجر كبير في صنعاء القديمة .
وقالت: إن الحوثيين لديهم بدائل كثيرة وخبراء إيرانيين ولبنانيين يمارسون كل الطرق والمراوغة، وتهريب السلاح في الفترة الأخيرة عبر الساحل الغربي من البحر الأحمر وتحديدا من الحديدة إلى باب المندب، لافتًا إلى أن تهريب الأسلحة يتم من خلال التجار أنفسهم، كما أن مشرفي التهريب الموجودين في القرن الإفريقي إيرانيين والبعض منهم يحمل جنسيات عربية ويساعدهم تجار من دولة شقيقة، ولديهم وسائل متعددة، ولكن يبقى الإشراف الرئيسي إيراني.
وأضاف أن الأسلحة يتم نقلها عبر تاجر يملك مصنعا للمعدات الزراعية، حيث تم إرسال الشحنات على دفعات باسمه وبوثائق تحمل بياناته التجارية، ودخلت هذه الشحنات من ميناء الحديدة غربي اليمن، وعبر الساحل الممتد من ذو باب إلى الخوخة الذي يعد الشريان الرئيسي لتهريب الأسلحة للحوثيين، إضافة إلى الشريان الآخر في الساحل الجنوبي شبوة وحضرموت والمهرة.
فيما قال وزير الخارجية اليمني، عبد الملك المخلافي: إن اليمن يعتزم تقديم شكوى لمجلس الأمن الدولي بشأن ما يعتبره نقل إيران أسلحة لحلفائها الحوثيين، الذين يقاتلون الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًّا.
وتعتبر طهران الحوثيين السلطة الشرعية في اليمن، ولكنها تنفي اتهامات بتزويدهم بالسلاح.
ولم تعلق البعثة الإيرانية في الأمم المتحدة بشكل فوري على طلب للتعليق على أحدث اتهام.
وقال المخلافي في نيويورك حيث يحضر التجمع السنوي لزعماء العالم في الأمم المتحدة: "هناك أسلحة جديدة من إيران".
وأكد أنه "لا يمكن إخفاء أن هناك تهريبًا للسلاح لا يزال قائمًا من إيران. بعض هذه الأسلحة وجدت على الحدود اليمنية السعودية، وهي أسلحة إيرانية معروفة في العادة".
وقال المخلافي "نحن باتجاه تقديم شكوى مصحوبة بالأدلة إلى مجلس الأمن الدولي للأمم المتحدة.. هذا الأمر يخالف القرار الأممي 2216 الذي يحظر على الدول ليس فقط أن لا تقوم هي بتزويد الانقلابين بالسلاح ولكن يلزم هذه الدول ألا يقوم أحد من رعاياها أو على أرضها بنقل السلاح للانقلابيين ."

الوضع الإنساني:

الوضع الإنساني:
وعلى صعيد الإنساني، وثق تقرير حقوقي صادر عن التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان، وفاة 57 مدنياً في سجون جماعة الحوثيين وقوات صالح، جراء التعذيب، خلال الفترة من يوليو 2014 حتى سبتمبر 2016.
وقال التقرير: إن 274 مدنياً ما يزالون يتعرضون للتعذيب، داخل السجون في 14 محافظة، مُشيراً إلى أن محافظة ذمار احتلت المرتبة الأولى من حيث عدد حالات التعذيب الموثقة بواقع 26 حالة تليها محافظات لحج ثم إب ثم أمانة العاصمة وبعدها جاءت محافظة الحديدة، البيضاء وعدن وعمران وصنعاء وحجة والجوف والمحويت ثم محافظة الضالع.
وتحدث التقرير عن إحصائيات حديثة لمنظمات أخرى، تفيد أن حالات التعذيب في اليمن بلغت 4698 داخل 484 سجناً عامًّا وخاصًّا، تُديرهما جماعة الحوثيين وقوات الرئيس السابق.
ولفت إلى أن الأرقام المعلنة لا تمثل كل حالات التعذيب في اليمن، وإنما تمثل فقط الحالات التي تم التحقيق فيها من قبل فريق الرصد التابع للتحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان.
من جهة، أشهرت المنظمة الوطنية للتنمية الإنسانية وشركائها المحليين والدوليين بمدينة تعز، الحملة الوطنية لمناهضة التعذيب في اليمن.
وتهدف الحملة لتشكيل رأي عام محلي وإقليمي ودولي مناهض للتعذيب، وإصدار تقارير ورفع دعوات ضد منتهكي حقوق الإنسان أمام المحاكم الدولية، بالإضافة إلى تشكيل تحالف من مختلف الأطياف للوقوف أمام جرائم التعذيب التي ترتكب بحق المختطفين في السجون، والعمل بكل الجهود الممكنة على سرعة إيقافها.
كما ستعمل أيضًا على تشكيل "لجنة المائة" لمناهضة التعذيب والتي سيكون في عضويتها قيادات سياسية ودبلوماسية وقيادات منظمات حقوقية وإعلاميين ونشطاء.

هدنة 72 ساعة:

هدنة 72 ساعة:
وعلى صعيد الحل السلمي، يسعى المبعوث الأممي إلى اليمن "إسماعيل ولد الشيخ أحمد" مجدداً لعقد جولة مشاورات جديدة بين الأطراف اليمنية لاستئناف عملية السلام المتعثرة بعد أشهر في الكويت وفشل هدنة هشة بين طرفي الحكومة الشرعية وميليشيات الحوثي وصالح.
والتقى المبعوث الأممي إلى اليمن أمس السبت نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية اليمني، رئيس وفد التفاوض ف مشاورات الكويت عبدالملك المخلافي، في نيويورك لمناقشة الترتيبات الخاصة باستئناف مشاورات السلام بعد يوم واحد من لقاء رئيس الجمهورية "عبدربه منصور هادي" وقبلها بالأمين العام لمجلس التعاون الخليجي ووزير الخارجية الكويتي خلال الأيام القليلة الماضية .
وكان "ولد الشيخ" قد التقى الأسبوع قبل الماضي وفد الحوثيين وصالح في "مسقط" إلى جانب اللقاء مع مسئولين في الخارجية الأمريكية والعمانية .
وقالت وكالة "سبأ" الرسمية: "إن وزير الخارجية رئيس وفد التفاوض أكد في لقائه مع "ولد الشيخ" حرص الحكومة الدائم والمستمر على السلام واستئناف المشاورات انطلاقا من إحساس الحكومة بالمسئولية تجاه كافة ابناء الشعب اليمني بالكامل".
فيما قال وزير الخارجية اليمني، عبد الملك المخلافي، في مقابلة مع رويترز إنه يأمل بسريان هدنة إنسانية لمدة 72 ساعة "بداية الأسبوع المقبل".
وانهارت الشهر الماضي محادثات كانت ترعاها الأمم المتحدة في محاولة لإنهاء القتال الدائر منذ 18 شهرا وأدى إلى قتل ما لا يقل عن عشرة آلاف شخص.
وقال المخلافي إن الرئيس عبد ربه منصور هادي التقى مسئولين من الولايات المتحدة والأمم المتحدة الأسبوع الماضي، ووافق من حيث المبدأ على وقف لإطلاق النار لمدة 72 ساعة.
وأضاف "طلب (هادي)فقط أن يكون هناك استفادة من وقف إطلاق النار من أجل فك الحصار الظالم على تعز وإدخال المواد الغذائية في وقت متزامن، وقال إن الحكومة تنتظر أن يتحدث مبعوث الأمم المتحدة مع الحوثيين لتأمين هذه الضمانات.
ياتي ذلك في وقت كد وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري أن بلاده لا تعترف بـ"المجلس السياسي" الذي شكله الحوثيون وحليفهم صالح، في أغسطس الماضي.
وقال الجعفري خلال لقاء جمعه بوزير الخارجية اليمني عبدالملك المخلافي في نيويورك يوم السبت ان العراق يرفض التدخل في الشئون الداخلية للدول.
ودعا الجعفري الوزير المخلافي لزيارة العراق في القريب العاجل لتعزيز وتطوير علاقات البلدين، مرحبا بنية اليمن تعيين سفيرا لها في بغداد.
ويأتي اللقاء بعد زيارة قامت بها قيادات حوثية قبل أسابيع إلى بغداد ولقاءها برئيس الوزراء العراقي ووزير الخارجية إبراهيم الجعفري.

المشهد اليمني:

الصراع في اليمن وسط جهود أممية من أجل هدنة في اليمن، تشير الأوضاع على الأرض إلى أن السلاح صاحب الكلمة الأولى في رؤيته وقراره على الفرقاء اليمنيين، في وقت وضعت الحكومة اليمنية إيران في مأزق مع تقديمها شكوي إلى الأمم المتحدة لخرقها القرارات الدولية بتهريب السلاح للحوثيين مع إعلان العراق عدم اعترافه بالمجلس السياسي وهو ما يشير إلى تساقط أوراق الحوثيين وبدا انحصارهم عسكريًّا وسياسيًّا وخسائر متوقعه خلال المرحلة المقبلة قد تكن للقبائل كلمتها.

شارك