مجلس الأمن يواصل فشله فى حل الأزمة السورية..وروسيا تدافع

الأحد 25/سبتمبر/2016 - 09:39 م
طباعة مجلس الأمن يواصل
 
مجلس الامن يفشل فى
مجلس الامن يفشل فى حل الأزمة السورية
تصاعد رد فعل المجتمع الدولى جراء مأساة سوريا واستمرار القتال وفشل الهدنة، فى الوقت الذى تجري فيه الاجتماعات بين القوى الدولية لحل الأزمة، وسط تصارع الدول الكبري على وضع الحلول التى تتماشي مع مصالحها والفصائل التابعة لها دون مراعاة معاناة السوريين.
من جانبه أعلن السفير الفرنسي فرنسوا دولاتر لدى الأمم المتحدة ن "جرائم حرب" ترتكب في حلب، ويجب "ألا تبقى من دون عقاب"، وذلك مع بدء اجتماع طارىء لمجلس اللأمن الدولي في نيويورك حول سوريا، متهما النظام السوري وحليفه الروسي بالمضي في الحل العسكري في سوريا واستخدام المفاوضات "للتمويه".
وبدأ اجتماع مجلس الأمن في نيويورك بدعوة من الولايات  المتحدة وفرنسا وبريطانيا. وتسعى هذه الدول للضغط على روسيا وبشكل غير مباشر على النظام السوري عبر موسكو، لتفعيل وقف إطلاق النار الوارد في اتفاق أميركي روسي. وقال دولاتر إن "فرنسا تطالب بالتطبيق الفوري" لهذا الاتفاق "ابتداء من حلب".
وشبه حلب بساراييفو خلال الحرب في البوسنة قبل نحو عشرين عاما، وبغيرنيكا في إسبانيا خلال الحرب الأهلية في هذا البلد في ثلاثينات القرن الماضي. وشدد السفير الفرنسي على أن "جرائم حرب ترتكب في حلب"، مشيرا إلى "استخدام قنابل حارقة وذخائر متطورة".
بينما قالت سفيرة أمريكا في الأمم المتحدة سامنثا باور، خلال جلسة مجلس الأمن المخصصة لسوريا، إن "أفعال روسيا في هذه الدولة وحشية ولا تتعلق بمحاربة الإرهاب". 
ستيفان دي ميستورا
ستيفان دي ميستورا
من جانبه قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص بشأن سوريا ستيفان دي ميستورا خلال نفس الاجتماع إنه مقتنع بأن الوضع في سوريا يمكن تغييره وأنه لن يستقيل. وتحاول روسيا والولايات المتحدة إنقاذ الهدنة.
فى حين ندد السفير البريطاني ماتيو رايكروفت بما وصفها بـ "الخروق الفاضحة للقوانين الدولية" في حلب وتطرق إلى احتمال اللجوء الى المحكمة الجنائية الدولية. وكانت المحاولة الاخيرة لمجلس الأمن للجوء إلى هذه المحكمة تعرقلت بسبب فيتو روسي. واعتبر السفير البريطاني أن المفاوضات الأميركية الروسية "تكاد تتوقف"، داعيا مجلس الأمن إلى الإمساك بزمام الأمور "والتوحد على موقف حاسم".
على الجانب الأخر أكد مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة، فيتالي تشوركين، أن موسكو لن توافق بعد الآن على أي خطوات أحادية الجانب في سوريا، بعد أن لجأت واشنطن إلى حيل مكنت الإرهابيين من تعزيز قدراتهم.
نوه أن روسيا استجابت مرارا لطلبات الولايات المتحدة بإعلان هدن تتراوح مدتها من 48 إلى 72 ساعة، لكن ذلك كان يؤدي دائما إلى إعادة تموضع المسلحين وحصولهم على تعزيزات. ثم تم طرح طلب آخر هو تخلي الحكومة السورية عن طلعات طائراتها الحربية لمدة 3 ثم 7 أيام، مضيفا بقوله "لا يمكن أن تستمر كهذه حيل تكتيكية بلا نهاية، فإننا لن نوافق بعد الآن على أي خطوات أحادية الجانب".
شدد على أن الحديث عن إحياء الهدنة في سوريا يجب أن يدور على أساس متعدد الأطراف حصرا، "عندما لا نضطر إلى إثبات شيء لأحد ما من جانب واحد، إنما عليهم إقناعنا بأن لديهم رغبة صريحة في فصل المعارضين المتعاونين مع التحالف الأمريكي عن جبهة النصرة، ثم القضاء على "النصرة" وجعل المعارضين جزءا من العملية السياسية".
أضاف أنه إذا لم يحدث ذلك فسيثير الأمر شبهات لدى موسكو بأن كل هذه التحركات هي من أجل إنقاذ جبهة النصرة من الضربة. وتابع "بالتالي، فالحل يكمن في عمل مشترك نزيه يلتزم فيه الجميع باتفاقات الهدنة، بدلا من طرح مطالب من جانب واحد".
كانت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ووزراء خارجية دول أوروبية عدة حليفة لواشنطن أعلنوا أن الأمر بيد روسيا لإعادة إحياء الهدنة في سوريا من خلال اتخاذ "خطوات استثنائية".
 وحضّ هؤلاء موسكو على السماح بوصول المساعدات الإنسانية من دون قيود، ووقف القصف "العشوائي" للنظام السوري على المدنيين وتهيئة الظروف اللازمة لاستئناف المحادثات التي تقودها الأمم المتحدة في شأن عملية الانتقال السياسي.
مندوب روسيا الدائم
مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين
وقالت المجموعة التي تضم وزراء خارجية فرنسا وإيطاليا وألمانيا وبريطانيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إن "المسؤولية تقع على عاتق روسيا كي تثبت أنها مستعدة وقادرة على اتخاذ خطوات استثنائية لإنقاذ الجهود الدبلوماسية". وأضاف الدبلوماسيون أن "الصبر على عجز روسيا المتواصل أو عدم رغبتها الإيفاء بالتزاماتها له حدود".
وقال الوزراء في بيان صدر عقب اجتماعهم في بوسطن إن تفجير قافلة مساعدات تابعة للأمم المتحدة، وتردد تقارير عن استخدام الأسلحة الكيميائية وهجوم النظام السوري المتواصل على حلب "يتناقض بشكل صارخ مع ادعاء روسيا بتأييد الحل الديبلوماسي". وطالب وزراء الخارجية بتسهيل وصول المساعدات الإنسانية واستمرار الجهود الدبلوماسية من أجل إعادة وقف إطلاق النار، كما قالوا إن الصبر على موسكو "ليس غير محدود".
 وأكد الحلفاء التزامهم بالقضاء على تنظيم "الدولة الإسلامية"، وحضّوا روسيا كذلك على التركيز على الجهاديين، داعين إلى "إعادة المصداقية لجهودنا بما في ذلك عبر وقف القصف العشوائي من قبل النظام السوري لشعبه، الذي يقوض بشكل متواصل وفاضح جهودنا لإنهاء هذه الحرب".  وطالبوا أيضا "فورا بتوسيع نطاق" وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع أنحاء سوريا، مستنكرين "تأخير وعرقلة النظام السوري في المقام الأول لوصول المساعدات الإنسانية إلى السوريين الذين هم في حاجة ماسة إليها".
 جدير بالذكر أن الطائرات الروسية والسورية تواصل لليوم الخامس على التوالي قصفها بشكل عنيف للأحياء الشرقية لحلب ما أدى إلى مقتل 45 مدنيا على الأقل غداة فشل المفاوضات الأمريكية الروسية.
من ناحية اخري أعلنت المعارضة السورية رفضها موسكو كطرف راع للعملية التفاوضية، أي خصما وحكما في وقت واحد.
كانت روسيا مع أمريكا أعلنتا هدنة في سوريا الأسبوع الماضي لكن تلك الهدنة انهارت سريعا، وجعلت موسكو نفسها في موقع المراقب للهدنة عبر مركز حميميم في قاعدتها العسكرية بريف اللاذقية التي تنطلق منها طائراتها لقصف مناطق المعارضة السورية، واتهمت المعارضة موسكو بأنها "شريك للنظام السوري في جرائمه"، وفقا لبيان مشترك أصدره الائتلاف السوري لقوى المعارضة والفصائل المسلحة التابعة له.
أكدت أن "العملية التفاوضية وفق الأسس الراهنة، لم تعد مجدية ولا معنى لها في ظل القصف والقتل والتدمير." وطالبت بضرورة أن يشمل أي اتفاق دولي للهدنة، الوقف الفوري للقصف والقتل والتهجير القسري.

شارك