بعد 33 يومًا من "درع الفرات".. ماذا حصدت تركيا في سوريا؟

الإثنين 26/سبتمبر/2016 - 12:01 م
طباعة بعد 33 يومًا من درع
 
بعد 33 يومًا من عملية "درع الفرات " التركية جاءت النتائج بين الجيدة والمخيبة للآمال؛ فقد تم استهداف 71 موقعاً لتنظيم داعش وتحرير مدينة جرابلس، وفي الطريق إلى تحرير مدينة الراعي مع حلم تركيا بـ 5000كم كمنطقة أمنة لها على طول الحدود التركية السورية، وهو ما كشف عنه الجيش التركي اليوم الاثنين 26-9-2016م بأن مقاتلاته ومدفعياته استهدفت 71 هدفاً لتنظيم الدولة شمالي سوريا، في إطار عملية "درع الفرات"، واستعادت 4 قرى من يد التنظيم.
بعد 33 يومًا من درع
وذكر بيان لرئاسة هيئة الأركان التركية أن سلاح الجو التركي دمر هدفين لتنظيم الدولة، في قريتي "تل عطية"، و"صندي"، بمحيط بلدة الراعي، وقتل عدداً من عناصر التنظيم، فيما قصفت المدفعية التركية 69 هدفًا للتنظيم بـ210 رشقة أيضاً، وأن قوات الجيش الحر استعادت السيطرة على قرى "صندرة"، و"قدريش"، و"بحورتة"، و"صندي" في محيط بلدة الراعي من يد التنظيم وأن طيران التحالف الدولي دمر موقعين لتنظيم الدولة، في قريتي "بحورتة"، و"قدريش" بمحيط الراعي؛ الأمر الذي أسفر عن مقتل 7 من عناصر التنظيم، وأن 5 مجموعات من المهام الخاصة التابعة للجيش الحر، تواصل عملياتها ضد تنظيم الدولة في المناطق الواقعة بين مدينة إعزاز والراعي (شمال حلب)، من أجل تحرير قرى خرجت من سيطرتها مؤخرا مع استمرار طائرات من دون طيار تركية في أنشطتها بالاستطلاع والمراقبة بالمنطقة دون توقف.
تركيا التي ترعى عملية "درع الفرات" التي يقودها الجيش السوري الحر والتي انطلقت قبل 33 يوما؛ حيث حررت مدينة جرابلس، لتتوغل جنوباً وتحرر عدداً من القرى والبلدات وصولاً إلى الراعي تحلم أيضًا بمنطقة آمنة على حدودها مع سوريا بمساحة 5000 كيلومتر، وهو ما أكده مولود جاويش أوغلو وزير الخارجية التركي أن المنطقة الآمنة الفعلية ستكون بمساحة 5 آلاف كيلومتر مربع تقريباً ولتحقيق ذلك فعملية "درع الفرات" في الشمال السوري مضطرة للتمدد 45 كيلومتراً باتجاه الجنوب للوصول إلى مدينة منبج، وأن بلاده راغبة في إقامة منطقة حظر جوي في سوريا، كما يمكننا مبدئيًا أن نتوسع 45 كيلومتر على الأقل نحو الجنوب، ونحن مضطرون لذلك للوصول إلى منبج، ويمكن بعد ذلك أن تتشكل منطقة آمنة فعلية بنحو 5 آلاف كيلومتر مربع.
بعد 33 يومًا من درع
وردّا على سؤال: "ألا تريدون التوسّع أكثر من ذلك"، أشار جاويش أوغلو إلى أن سلطات بلاده العسكرية تُجري مباحثات من أجل القيام بعملية على محافظة الرقة شمالي سوريا، معقل تنظيم "الدولة / داعش"، مبينًا أن موعد هذه العملية غير مُحدد، ولكن ينبغي الاستعداد لها " وعمّا إذا كانت تركيا ستشن الهجوم على الرقة بنفسها، أوضح الوزير، أن الهجوم ليس على المدينة وإنما ضد "داعش"، مشدّدًا على أن "تركيا ليست لديها أي مشكلة مع الشعب السوري، وهي تدعم قوات المعارضة المحلية المعتدلة في الحرب ضد التنظيم ولقد عادت ثقة القوات المحلية بنفسها، وهناك انضمام كبير لصفوف الجيش السوري الحر والمعارضة المعتدلة مؤخرًا، وبإمكاننا مساعدتهم وتقديم الدعم لهم، كما يمكن للقوات الخاصة التركية والبريطانية والفرنسية والألمانية وغيرها أن تدعمهم".
كما شدّد الوزير التركي، على أهمية أن تُسيطر القوات المحلية بنفسها على المدن السورية، "على غرار ما جرى في جرابلس و(الراعي)، والاستمرار في العمليات من أجل توفير الأمن عند إقامة المنطقة الآمنة على المساحة المحررة وأن هناك ضرورة لهزيمة تنظيم "داعش" في مدينتي الرقة في سوريا، والموصل في العراق، مضيفًا "يجب على الجيوش والتقنيين مناقشة العملية في الوقت الراهن، وهم مضطرون لذلك" وفي معرض ردّه على سؤال حول الدعم الأمريكي المباشر بالأسلحة لتنظيمات "ب ي د/ ي ب ك/ بي كا كا" في سوريا، قال جاويش أوغلو: إن "تلك التنظيمات لا تمثل الأكراد الذين أصبحوا في وضع مشتت في أنحاء سوريا وان حكومته ترغب بالحرب ضد هذه التنظيمات مباشرة، لاختارت مدينة عين العرب أو مدينة أخرى خاضعة لسيطرة التنظيمات المذكورة، كنقطة انطلاق لعملياتها في سوريا، لكن هدفها الأساسي في الوقت الراهن هو هزيمة داعش والتعاون مع التنظيمات الإرهابية أمر مرفوض، أيّا كانت الأسباب التي تستدعي القيام بذلك، ونحن نعلم أن واشنطن تحارب الإرهاب، لكنها تتعاون بطريقة مؤسفة مع تنظيم إرهابي يستهدف تركيا بالأسلحة الأمريكية"، في إشارة إلى تنظيم "ب ي د" الذراع السوري لمنظمة "بي كا كا".
بعد 33 يومًا من درع
 وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد أكد من قبل على رغبة بلاده في توسيع عملياتها في سوريا قائلًا إن بلاده ترغب بالانضمام إلى الولايات المتحدة في عملية عسكري لطرد تنظيم الدولة من مدينة الرقة أحد أبرز معاقله، فيحال تم استبعاد الفصائل الكردية كما يجري وزير خارجيتنا وقيادتنا العسكرية محادثات مع الولايات المتحدة لبحث مسألة الرقة، أطلعناهم على شروطنا واتخاذ خطوة مشتركة يعد أمرًا مهمًّا بالنسبة لنا... إذا لم تقحم الولايات المتحدة حزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب(الكردية) في هذا الأمر يمكننا القتال في هذه المعركة إلى جانب الولايات المتحدة.
مما سبق نستطيع التأكيد على أنه وبعد 33 يومًا من عملية "درع الفرات" التركية جاءت النتائج بين الجيدة والمخيبة للآمال؛ بسبب الرغبة التركية في تقويض نفوذ الوحدات الكردية إلى شرق الفرات، أكثر من رغبتها الحقيقية في تحرير الشعب السوري من تنظيم داعش الدموي. 

شارك