تصاعد المعارك.. ومبادرات يمنية للحوار وسط االاقتراب من هدنة
الإثنين 26/سبتمبر/2016 - 10:08 م
طباعة

تصاعدت المعارك في معظم الجبهات اليمنية، بالتزامن مع مبادارت من قبل الحوثيين والرئيس اليمني علي عبد الله صالح، حول الحوار، وسط جهود اممية للهدنة في اليمن.
الوضع الميداني:

استعادت قوات الجيش اليمني والمقاومة الشعبية الموالية للحكومة، اليوم الأحد، إحدى التلال بمحافظة الجوف شمال البلاد، من سيطرة ميليشيات الحوثيين والرئيس المخلوع علي عبد الله صالح.
وأفادت وكالة الأنباء الحكومية (سبأ)، نقلا عن مصدر عسكري (لم تسمه)، بأن قوات الجيش الحكومي مسنودة بمسلحي المقاومة شنت هجوما عنيفا على معسكر (حام) التابع للحوثيين وصالح، في محافظة الجوف المحاذية للحدود مع المملكة العربية السعودية، شمال البلاد.
وذكر المصدر بأن الهجوم أسفر عن تحرير قوات الجيش والمقاومة لإحدى التلال المجاورة لمعسكر “حام”، مشيرا إلى أن سبعة أطقم (مركبات عسكرية) تابعة للحوثيين وصالح شوهدت تفر من المعسكر بعد الهجوم.
كما سيطر الجيش الوطني والمقاومة الشعبية على منطقة الشريجة جنوب تعز، عقب تحرير منطقة كرش كاملة.
ودارت اشتباكات عنيفة مع ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح، كما جرى تبادل قصف مدفعي بين الطرفين.
وتعتبر منطقة الشريجة البوابة الجنوبية لتعز والبوابة الشمالية لعدن ولحج، وقد تمكنت قوات الشرعية من السيطرة عليها كاملة، وفق مصادر عسكرية في الجيش الوطني.
كذلك تحدثت مصادر عسكرية في المنطقة عن سقوط عشرات القتلى والجرحى من الانقلابيين خلال العملية العسكرية في الشريجة وكرش. وغنم الجيش الوطني كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر، إضافة إلى تدمير عدد من الآليات العسكرية للميليشيات.
وقتل عدد من عناصر الميليشيات وأصيب آخرون في مواجهات بمنطقة الزنوج شمال مدينة تعز والضباب غربها. وصدت قوات الشرعية هجوماً على مواقعها في محيط جبل هان والصياحي بالضباب.
كما اعترضت منظومة الصواريخ التابعة للتحالف العربي، ظهر يوم الاثنين، صاروخا باليستياً أطلقته ميليشيا الحوثي وقوات صالح باتجاه مدينة مارب.
وقال مراسل "المصدر أونلاين"، إن صاروخ باليستي أطلقه الحوثيين باتجاه مارب، أسقطته منظومة الباتريوت التابعة للتحالف العربي، فوق سماء مدينة مارب.
وذكر ان صاروخاً آخر سقط في جبل بالقرب من معسكر "صحن الجن" خارج مدينة مارب.
فيما قتل قيادي محلي في تنظيم القاعدة في اشتباك مع الجيش اليمني في محافظة أبين أحد معاقل التنظيم المتطرف في الجنوب اليمني، حسب ما أفادت مصادر أمنية.
وأوضحت المصادر أن عبد الله حبيبات قتل في مداهمة شنها عسكريون على منزله في ضاحية مدينة لودر، مضيفة أن أحد حراسه أصيب بجروح وأنه تم توقيف آخر.
كما حصل تبادل لإطلاق نار بعد المداهمة، أسفر عن مقتل جندي وإصابة آخر بجروح، بحسب المصادر نفسها.
وتشن القوات اليمنية الشرعية منذ عدة أسابيع حملة ضد المجموعات المتطرفة كالقاعدة وتنظيم داعش التي استفادت من الانقلاب على الشرعية لتعزيز نفوذها خصوصا في جنوب اليمن.
افشال مخطط حوثي:

وفي سياق اخر، شف مدير دائرة التوجيه المعنوي بوزارة الدفاع اللواء محسن خصروف عن إفشال مخطط حوثي للسيطرة على الجيش والأمن بدمج أكثر 100 ألف من أنصارهم فيهما بصورة عاجلة.
وأفاد اللواء خصروف في تصريح لصحيفة "المدينة" السعودية يوم الاثنين أن "الانقلابيين يريدون من هذا الإجراء اختلال الميزان الوطني والتوازن السكاني والجغرافي"، مشيرا إلى أن "التوجيهات لا تسمن ولا تغني من جوع".
وكان قرار صادر من قبل رئيس ما يسمى اللجنة الثورية التابعة للحوثيين قد وجه رئيس هيئة الأركان العامة بوزارة الدفاع ووزير الداخلية في صنعاء بدمج اللجان الشعبية ضمن المؤسستين الأمنية، والعسكرية.
ونص القرار الحوثي بسرعة دمج المليشيات البالغ عددها (97845) في قوائم وزارتي الدفاع والداخلية ضمن كشوفات موحدة، وفقًا لموازنة (2014)، إضافة إلى أسماء (73121) من الضباط من مختلف الرتب خلال (72) ساعة.
فيما اكد اللواء الركن ناصر الطاهري، نائب رئيس هيئة الأركان بوزارة الدفاع، حدوث انشقاقات واسعة داخل صفوف قوات المخلوع صالح وجماعة الحوثي وشملت قيادات كبيرة في قوات الحرس الجمهوري.
وقال اللواء الطاهري في تصريح نشرته صحيفة عكاظ السعودية يوم الأحد أن قيادات كبيرة في القوات التابعة للمخلوع صالح والحوثي بما فيها قيادات في الحرس الجمهوري انشقت مؤخرا عن صفوف الانقلابيين والتحقت بالجيش الوطني للشرعية.
وأوضح أن "ضباط من الحرس الجمهوري والجيش في صنعاء التحقوا بقوات الجيش الوطني في مأرب، وأن التواصل مستمر مع آخرين لإيجاد مخرج آمن لخروجهم"، منوها بأن "الضباط المنشقين جزء من جيش اليمن وعدونا الوحيد هو من دمر مؤسسات الدولة وأثار الفوضى وقاتل في صفوف الميليشيات الانقلابية"، مشيرا إلى أن "غالبية ضباط الحرس الجمهوري وأصحاب الخبرات غادروا اليمن وموجودون في بلدان أخرى، والباب مفتوح لاستقبال عناصر الجيش بعد التأكد من أنهم لم يتورطوا في دعم الانقلابيين".
مبادرات الحوثي وصالح:

وعلي صعيد الحل السلمي، عا الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، أمس، الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي لزيارة صنعاء، متعهدا بانه سيكون باستقباله “شخصيا”.
وتزامنت دعوة حليف الحوثيين الذين يحتلون العاصمة اليمنية صنعاء، مع مبادرة طرحها الحوثيون، يتعهدون بها بعدم مهاجمة الحدود السعودية في حال أوقف التحالف العربي عملياته العسكرية في اليمن.
وجدد صالح مطالبته بحوار مباشر مع السعودية، مؤكدا أن لا تحالف يجمعه بإيران، بحسب ما أوردته “العربية”.
وأكدت الدلائل تورط إيران بتهريب أسلحة للحوثيين، وتستعد الحكومة اليمنية لتقديم شكوى بهذا الخصوص للأمم المتحدة.
وعرض”الحوثيون الأحد، وقف عمليات مسلحيهم في الحدود السعودية مقابل وقف التحالف العربي لعملياته العسكرية في اليمن.
جاء ذلك في كلمة لصالح الصماد رئيس “المجلس السياسي” المكون مناصفة بين “الحوثيين” وجناح صالح في حزب المؤتمر الشعبي العام، بمناسبة الذكرى 54 لـ”ثورة 26 سبتمبر 1962″ التي أطاحت بحكم الأئمة.
واشترط القيادي الحوثي، في كلمته التي نقلتها وكالة “سبأ” الخاضعة لسيطرتهم، وقف ما أسماه بـ”العدوان” على اليمن “برا وبحرا وجوا وإيقاف الطلعات الجوية ورفع الحصار، مقابل إيقاف العمليات القتالية في الحدود(مع السعودية) وإيقاف إطلاق الصواريخ على الحدود وعلى العمق السعودي”.
فيما كد التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، أن التوصل إلى حل سياسي نهائي للأزمة في اليمن هو أفضل من الهدن المؤقتة، وذلك وفقاً لما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية على لسان المتحدث باسم التحالف اللواء أحمد عسيري.
وتعقيباً على مقترحات حوثية بوقف العمليات العسكرية على الحدود الجنوبية للسعودية مقابل وقف غارات التحالف على معاقل الميليشيات، أضاف عسيري أن التحالف يرحب بأي جهد يفضي إلى حل سياسي حقيقي للأزمة اليمنية.
واعتبر أن ذلك سيكون أكثر جدوى من أي وقف مرحلي لإطلاق النار، من دون أي آليات للمراقبة.
فيما وصف الرئيس اليمني عبد ربه هادي، مساء الأحد، جماعة أنصار الله “الحوثيين” “بالأئمة الجدد”، في كلمة ألقاها بمناسبة الذكرة الـ 54 لثورة 26 سبتمبر ضد “مشروع الإمامة”.
وقال هادي، في كلمة نقلها التلفزيون الرسمي “إن العداء الواضح الذي يبديه الأئمة الجدد وحليفهم للمشروع الوطني، ورفضهم مخرجات مؤتمر الحوار الوطني التي نصت على الدولة الاتحادية، وانقلابهم على مشروع الدستور، هو ذات الموقف الذي مارسه أسلافهم من دستور 1948، إذ أن بين الإمامة والدولة والعدالة عداء وتنافر مما تجد نفسها غير قادرة على البقاء إلا في ظل الفوضى وغياب الدولة وسلطة الفرد وتحكمه بالسلطات”.
وأضاف بأن “المشروع الإيراني الطائفي لا مكان له بين اليمنيين الأحرار”، لافتاً إلى إن نضال اليمنين قد مثّل في العاميين الماضيين انتكاسة كبيرة لذلك المشروع التآمري التخريبي الذي يستهدف المنطقة كلها”.
كما هاجم هادي، في خاطبه الرئيس السابق، علي عبدالله صالح، وقال “لقد ظل المخلوع صالح في سنوات حكمه يزايد بالحديث عن سبتمبر، والنظام الجمهوري، لكنه حين رأى نفسه خارج المعادلة سارع لتسليم الجمهورية إلى أعداء سبتمبر وتحالف معهم وسلم البلاد لأدوات إيران في اليمن ومرتزقتها”.
وتابع “ها هو اليوم مكشوفا ذليلا خائنا في نظر شعبنا وسيضيفه التاريخ في سجلات الخائنين”.
وأشار هادي إلى أن “الشعب اليمني قد شب عن الطوق ولم يعد بإمكان الكهنوت والعكفة تضليله او إركاعه ، فالكهنوت لن يعود”.
التوصل الي هدنة:

وعلي صعيد اخر، كشفت مصادر سياسية عن جهود تبذلها الأمم المتحدة عبر مبعوثها الأممي وأطراف دولية أخرى لبدء سريان هدنة إنسانية في اليمن مطلع أكتوبر المقبل.
المصادر أشارت إلى أن الحكومة اليمنية وافقت على الهدنة وتنتظر من المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد إبلاغ الانقلابيين الالتزام بها، وقد حددت الهدنة مبدئياً بـ72 ساعة، قد تتحول إلى هدنة دائمة تعقبها مشاورات سياسية.
فرغم سخونة الجبهات العسكرية في اليمن في أكثر من منطقة، فإن الجهود السياسية متواصلة لإيجاد حل للأزمة.
حراك يقوم به المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد على صعيد الحكومة والأطراف اليمنية الأخرى.
مصدر سياسي يمني كشف عن جهود تبذلها الأمم المتحدة عبر مبعوثها الأممي وأطراف دولية أخرى لبدء سريان هدنة إنسانية مطلع أكتوبر المقبل.
الوزير الخارجية اليمني، عبد الملك الخلافي، إن الرئيس عبد ربه منصور هادي، وافق من حيث المبدأ على هدنة تستمر 3 أيام في اليمن.
وأضاف المخلافي في حوار أجرته معه وكالة رويترز أمس، إن الرئيس اليمني وافق على المقترح خلال لقائه الأسبوع الماضي مسؤولين أمريكيين ومن الأمم المتحدة، شريطة الاستفادة من الهدنة في فك الحصار عن تعز وإيصال المساعدات لها في وقت متزامن مع وقف إطلاق النار.
ولم تستبعد المصادر أن تتحول إلى هدنة دائمة، تعقبها مشاورات سياسية منتصف شهر أكتوبر، لكن موعد ومكان المفاوضات لا يزال قيد المشاورات.
المشهد السياسي:

وعلي صعيد المشهد السياسي، اكدت صحيفة سعودية أن دور الإخوان في اليمن تخريبي وخطير لا يقل خطورة عن خطر الحوثي المرتبط بإيران.
وقالت الكاتب السعودي راشد صالح العريمي في مقال له بعنوان " خديعة حزب الإصلاح" في صحيفة الحياة الندنية:" إن دحر الانقلابيين الحوثيين وعلي عبدالله صالح هدف يجب تحقيقه بسرعة، لكن دور «التجمع اليمني للإصلاح» تخريبي لا يقل في خطره عن الخطر الحوثي، فـ «الإصلاح» جزء من تكتل يسعى إلى زعزعة المنطقة ونشر الفوضى فيها".
وتابع ان:"تصنيف «الإخوان المسلمين» جماعة إرهابية في الإمارات والمملكة العربية السعودية ومصر ودول عربية أخرى، لم يأت إلا بعد أن تأكد خطر الجماعة على أمن الدول العربية واستقرارها، وممارساتها التي تهدف إلى نشر الاضطراب والفوضى، ومشاركتها بالتخطيط والتنفيذ والتمويل في جرائم إرهابية في كثير من البلدان".
وأوضح الكاتب " إذا كان خطر الحوثيين وصالح كبيراً، فإن خطر الإرهاب وجماعاته كبير أيضاً، ومحاولات «تغيير الجلد» هذه لن تخدعنا عن حقيقة «الإصلاح» التي يحاول عبثاً إخفاءها".
ووصف قرار التبرك من الاخوان بانه ن هذا تبرؤ تكيكتي، قالا التبرؤ«التكتيكي» ذاته ممارسة «إخوانية» دارجة، لا تفتأ الجماعة وأذرعها الكثيرة تمارسها منذ بدأت تسللها إلى الحياة السياسية بعناوين يختلف باطنها عن ظاهرها. ومارست الجماعة التبرؤ الزائف من أذرع تابعة، بالقدر نفسه الذي تبرأت فيه الفروع من الأصل حينما كانت المصلحة تقتضي ذلك. ففي مرحلة مبكرة من حياتها، تبرأت الجماعة وزعيمها حسن البنا تبرؤاً كاذباً من «التنظيم الخاص»، وقال عن أفراده إنهم «ليسوا إخواناً وليسوا مسلمين». وهذا التبرؤ المبكِّر على لسان البنا جاء في وقت ضاقت فيه الحلقة عليه شخصياً وعلى جماعته، وكانت حياته مهددة بفعل ما تورط فيه أعضاء النظام الخاص من جرائم كانت بذوراً للإرهاب الذي اعتمدته الجماعة أسلوباً منذ بداياتها الأولى، وكان أبرزها اغتيال القاضي المصري أحمد الخازندار، بسبب حكم أصدره ضد أحد أعضاء «الإخوان»، ثم اغتيال رئيس الوزراء محمود فهمي النقراشي بعد أن أصدر أمراً بحل الجماعة بسبب أعمالها الإرهابية.
المشهد اليمني:
الصراع في اليمن وسط جهود أممية من أجل هدنة في اليمن، تشير الأوضاع على الأرض إلى أن السلاح صاحب الكلمة الأولى في رؤيته وقراره على الفرقاء اليمنيين، في وقت وضعت الحكومة اليمنية إيران في مأزق مع تقديمها شكوي إلى الأمم المتحدة لخرقها القرارات الدولية بتهريب السلاح للحوثيين مع إعلان العراق عدم اعترافه بالمجلس السياسي وهو ما يشير إلى تساقط أوراق الحوثيين وبدا انحصارهم عسكريًّا وسياسيًّا وخسائر متوقعه خلال المرحلة المقبلة قد تكن للقبائل كلمتها.