جهود غربية لإذابة الخلاف الأمريكي الروسي في الأزمة السورية

الأربعاء 05/أكتوبر/2016 - 11:09 م
طباعة جهود غربية لإذابة
 
استمرار الصراع السوري
استمرار الصراع السوري
تواصل العواصم الغربية جهدها للبحث عن حلول سياسية للأزمة السورية، فى ضوء الاتهامات المتبادلة بين واشنطن وموسكو، وفى الوقت الذى تسعى فيه باريس وبرلين لرأب الصدع بين الدولتين الأكثر تأثيرا ونفوذا فى الصراع السوري، تلوح فى الافق مزيد من الخلافات تهدر الجهود الدبلوماسية، فى ضوء تمسك كل طرف بتحقيق مصالحه ورفض تقديم مزيد من التنازلات، خاصة فى ضوء اتهام موسكو لواشنطن بدعم الارهابيين، فى حين تري واشنطن أن موسكو تواصل دعمها للنظام السوري.
من جانها تحاول كل من برلين وباريس البحث عن مخرج للأزمة السورية بعد التشنج الذي أصاب التفاهمات الروسية الأمريكية، إزاء التصعيد الأخير في سوريا، لا سيما حلب، وأعلنت موسكو وباريس أن وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، ونظيره الفرنسي جان مارك آيرولت سيلتقيان غدا الخميس لبحث سبل تسوية الملف السوري، كما يلتقى إيرولت لاحقا مسؤولين أمريكيين لبحث الوضع في حلب.
يري مراقبون أن آيرولت الذي يعتبر أن إنهاء التعاون مع موسكو بشأن تسوية الوضع في سوريا، لن يؤدي إلى شيء، سيسعى لإقناع السلطات الروسية بالحاجة إلى اتخاذ قرار في مجلس الأمن الدولي، لوقف إطلاق النار، بما يسمح ببدء هدنة في حلب وإيصال المساعدات الإنسانية، إلا أن موسكو استبقت زيارة آيرولت بالتحذير من أن مشروع القرار الفرنسي لن يعمل طالما كان المقصود منه دفع موسكو للضغط على القوات الحكومية السورية لوقف إطلاق النار بشكل أحادي الجانب، مشددة على أن مشروع القرار سيرى النور فقط في حال اتخاذ إجراءات منسقة أشد ضد الإرهابيين.
وعلى صعيد آخر، أعلنت وزارة الخارجية الألمانية أن إنهاء الأزمة في سوريا غير ممكن دون إيجاد توافق بين روسيا والولايات المتحدة، وقال المتحدث الرسمي باسم الخارجية الألمانية مارتين شيفر "من الواضح أنه لا يوجد أمل في تسوية الأزمة ووقف إراقة الدماء دون التوصل إلى تفاهم بين الولايات المتحدة وروسيا حول سوريا".
اجتماعات غربية لتفعيل
اجتماعات غربية لتفعيل الحلول السياسية
أكد شيفر أن أهداف الاتفاقات التي توصلت إليها واشنطن وموسكو مطلع سبتمبر الماضي المتمثلة في تحقيق الهدنة ومكافحة تنظيم "داعش" الإرهابي، لا تزال مهمة، موضحا أن ممثلي وزارات خارجية ألمانيا والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا سيجتمعون في العاصمة الألمانية لبحث شروط استئناف التعاون مع روسيا حول سوريا وكذلك استئناف العملية السياسية في سوريا وتأمين إيصال مساعدات إنسانية.
شدد شيفر على أنه لا توجد أي خطط محددة بشأن فرض عقوبات ضد روسيا أو إيران وغيرهما من الدول بسبب دعم الحكومة السورية، مؤكدا على أن وزير الخارجية الألماني فرانك-فالتر شتاينماير سيعقد الأربعاء أو الخميس لقاء مع المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا حول سوريا، مشيرا إلى أن الوزير الألماني قد أجرى مباحثات بهذا الشأن في بروكسل مع نظيريه الأمريكي جون كيري والتركي مولود جاويش أوغلو.
يذكر أن واشنطن أعلنت مؤخرا أنها أوقفت الاتصالات مع موسكو حول سوريا، وأشارت إلى أنها ستسحب أفرادها الذين يعملون في مركز التنسيق المشترك مع روسيا، مؤكدة أنها ستواصل استخدام قنوات الاتصال العسكرية مع موسكو رغم القرار المتخذ لتجنب وقوع حوادث في أجواء سوريا. أما موسكو، التي اتهمت واشنطن بعدم الإيفاء بالتزاماتها وفق الاتفاق حول سوريا فأكدت أنها لا تعتزم اتخاذ خطوات أحادية الجانب لتنفيذ وقف إطلاق النار في سوريا، ولا يمكن لها أن تقبل بإجراءات أمريكية أحادية الجانب في سوريا.
من ناحية اخري قال رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي قسطنطين كوساتشيوف إن العسكريين الروس سينسحبون من سوريا بعد بسط القانون والنظام فيها.
أضاف بقوله "لن نتدخل أبدا في الشؤون الداخلية لسوريا.. وفور بسط القانون والنظام في البلاد، ستنسحب روسيا من سوريا".، معربا عن ثقته بأن الشعب السوري في حال أتيحت له الفرصة، سينجح في بناء المنظومة السياسية في بلده بنفسه.
السلاح ينتصر على
السلاح ينتصر على صوت الدبلوماسية
أكد كوساتشيوف أن الوضع الميداني الحالي في سوريا يسمح للرئيس بشار الأسد ببدء مفاوضات السلام مع مسلحي المعارضة انطلاقا "من موقع القوة".، موضحا أن الرئيس السوري قال في آخر مقابلة صحفية له إن الحوار مع المجموعات المسلحة ممكن، إذ أوضح أن "كل من قرر أن يلقي السلاح يعفى عنه".
وسبق أن صرح الرئيس السوري بشار الأسد في حوار صحفي مع صحيفة "طهران لدراسات السياسة الخارجية" "نحن كنا مرنين مع المسلحين لدرجة أننا تجاوزنا حتى القانون، القانون لا يعفي الإرهابيين من أعمالهم ومع ذلك، ولمصلحة الشعب ولحقن الدماء قمنا بتقديم العفو، على مستوى أفراد،  نحن لا نتحاور مع منظمات إرهابية وإنما نتحاور مع أفراد."
أكد كوساتشيوف أن تصريحات الأسد الأخيرة لا تتعارض مع المنطق الذي تتبعه دمشق في خطواتها، والذي يتمثل في ضرب العدو بالتزامن مع عرض مفاوضات السلام على أولئك الذي يتخلون طوعا عن مواصلة القتال، موضحا بقوله " يجب علينا أن نتفهم أن التغيرات الجذرية في التطورات الميدانية في سوريا تسمح للأسد بالعمل انطلاقا من موقع القوة". وشدد على أن الرئيس الروسي لا يطالب بإعلان التهدئة، بل يعطي لمعارضيه فرصة الخروج من دوامة سفك الدماء وإيجاد مخرج من الطريق المسدود الذي أدت إليه المواجهة إذ لم تعد مواقع المسلحين تبدو متفوقة".
نوه  كوساتشيوف أن السبب وراء سعي الأسد لبدء المفاوضات يتعلق بالدوافع الإنسانية، إذ القضايا الإنسانية هذه الذريعة الرئيسة وراء مطالبة الغرب برحيل الأسد، وفي الوقت نفسه ذكر السيناتور الروسي بأن "العديد من المسلحين لا يهتمون بالحوار، حتى لو خسروا"، ولذلك لا يمكن الحديث معهم إلا بلغة القوة.

شارك