بعد تحذيرات بريطانية.. أوروبا تخشى هجمات جديدةً للقاعدة و"داعش"

الخميس 06/أكتوبر/2016 - 02:21 م
طباعة بعد تحذيرات بريطانية..
 
عادت تحذيرات المؤسسات الأمنية في أوروبا من شن هجماعات إرهابية بالقاهرة العجوز، وفقا لتصريحات وزير الدفاع البريطاني، يأتي ذلك مع تحذيرات أمريكية من شن "داعش" و"القاعدة" على أهداف غربية.

تهديدات القاعدة

تهديدات القاعدة
أفادت صحيفة "تايمز" البريطانية بأن تنظيم "القاعدة" يخطط لتنفيذ سلسلة هجمات إرهابية في بريطانيا وغيرها من دول أوروبا.
ونقلت الصحيفة في تقرير نشرته الخميس 6 أكتوبر، عن وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون قوله: إن تنظيم "القاعدة" يشكل خطرًا مباشرًا على المملكة المتحدة ودول أوروبا القارية.
وحذر الوزير من أن تواجد "القاعدة" في سوريا وأفغانستان واليمن وغيرها من دول المنطقة لا يزال مستمرًّا ومتزايدًا، مضيفًا: "نفهم جيدًا أن استئصال هذا التنظيم لم يتم بعد، وهو يشكل تهديدًا مباشرًا على المملكة المتحدة".
وذكرت "تايمز" نقلًا عن مصدر في الحكومة البريطانية أن لندن مقتنعة بأن تنظيم "القاعدة" وفروعه يتحين الفرص لشن "ضربة فتاكة" على دول أوروبا، في وقت يمنى فيه تنظيم "داعش" بسلسلة خسائر في سوريا والعراق.
وأكد المصدر أن تنظيم "القاعدة" سيظل يشكل خطرًا بالغًا حتى بعد انهيار "داعش".
وأشارت الصحيفة إلى تزايد نفوذ حمزة بن لادن، نجل مؤسس وزعيم "القاعدة" الراحل أسامة بن لادن، داخل التنظيم، ما ينعكس بنشره خلال الأشهر الأخيرة العديد من التسجيلات في الانترنت.

تقرير أمريكي

تقرير أمريكي
وسبق أن أكدت وزارة الخارجية الأمريكية وجود "معلومات موثوق بها" تشير إلى أن "داعش" و"القاعدة" وغيرهما من التنظيمات الإرهابية لا تزال تخطط لشن اعتداءات في أوروبا، مضيفةً أن ذلك يتصل، على وجه الخصوص، بعودة العديد من المقاتلين المتشددين إلى دولهم (الأوروبية) من ميادين القتال في سوريا والعراق.
وكانت أوروبا قد تعرضت خلال السنة الأخيرة لسلسلة هجمات إرهابية دموية، بما في ذلك اعتداءات باريس 13 نوفمبر 2015، التي أودت بأرواح 130 شخصًا، وهجمات بروكسل 22 مارس 2016، التي راح ضحيتها 30 شخصًا، وعملية دهس متعمدة نفذها سائق شاحنة "تونسي الجنسية" استهدفت حشدًا من الناس المحتلفين بـ"يوم الباستيل"، 14 يوليو الماضي في مدينة نيس جنوب فرنسا؛ ما أسفر عن مقتل 86 شخصًا.

نجل "بن لادن" يهدد

نجل بن لادن يهدد
وفي يوليو الماضي، هدد نجل زعيم «القاعدة» الراحل أسامة بن لادن بالانتقام من الولايات المتحدة لقتل أبيه، بحسب ما ورد في تسجيل صوتي بث على الانترنت.
ووفقًا لصحيفة الحياة ذكرت «مجموعة سايت» المتخصصة في رصد مواقع التنظيمات المتشددة، أن حمزة بن لادن وعد في تسجيل صوتي مدته 21 دقيقة بعنوان «كلنا أسامة» بأن يواصل التنظيم العالمي القتال ضد الولايات المتحدة وحلفائها.
وأضاف حمزة: «سنستمر في ضربكم واستهدافكم في بلادكم وخارجها رداً لظلمكم لأهل فلسطين وأفغانستان والشام والعراق واليمن والصومال وسائر بلاد الإسلام التي لم تسلم من ظلمكم».
وتابع: إن «انتقام الأمة الإسلامية للشيخ أسامة رحمه الله ليس انتقاماً لشخص أسامة، ولكنه انتقام لمن دافع عنها وعن إسلامها ومقدساتها».
وقتل أسامة بن لادن في مخبأه في باكستان بأيدي قوات خاصة أمريكية في العام 2011 في ضربة كبرى لتنظيم «القاعدة» الذي شن هجمات الـ 11 من سبتمبر 2001.
وزعمت وثائق صودرت من المجمع الذي كان بن لادن يعيش فيه ونشرتها الولايات المتحدة العام الماضي، أن مساعدي الرجل حاولوا لم شمل زعيم التنظيم مع حمزة الذي كان قيد الإقامة الجبرية في إيران.
ويقول معهد «بروكنغز»: إن حمزة وهو الآن في منتصف العشرينيات من العمر كان يعيش مع أبيه في أفغانستان قبل هجمات الـ 11 من سبتمبر، وأمضى معظم الوقت برفقته في باكستان بعد أن دفع الغزو الذي قادته الولايات المتحدة لأفغانستان الكثير من قادة «القاعدة» البارزين للرحيل إلى هناك.
وقال بروس ريدل من معهد «بروكنغز»: إن «حمزة يقدم وجهاً جديداً للقاعدة… وجه على صلة مباشرة بمؤسس التنظيم. إنه عدو واضح وخطير».

الخلايا النائمة

الخلايا النائمة
شكلت أوروبا ساحة واسعة للخلايا الجهادية والشخصيات المتطرفة، منذ منتصف السبعينيات وبداية الثمانينيات من القرن الماضي، وتوسعت هذه الخلايا واستقطبت المزيد من الأجانب والعرب والأفارقة المهاجرين، باستغلال عدة عناصر، منها العنصرية والبطالة وانخفاض مستوى المعيشة للمهاجرين، وتعد دول «فرنسا وإسبانيا وألمانيا وكندا وإنجلترا وأستراليا»، أبرز الدول التي تشهد وجوداً لهذه الخلايا الإرهابية النائمة. وتنشط هذه الخلايا النائمة في أوروبا، في الأحياء الفقيرة، وبين الأوساط الشبابية، التي تتراوح أعمارها بين 18 و29 عاماً، ويتلقى كثيرون منهم دعماً مباشراً من تنظيمى «القاعدة» و«داعش»، إذ إن ميزانية الأخير وصلت إلى 2 مليار دولار، بفائض 250 مليون دولار، وفقاً لصحيفة «نيوزويك» الأمريكية. 
وقالت مراكز بحثية أوروبية- من بينها «سوفان» «وكويليام»، أشهر المراكز البحثية الأوروبية، في مراقبة الحركات المتطرفة: إن 20% من الجهاديين الأجانب، الذين سافروا لسوريا، عادوا لبلدانهم ويعملون على تشكيل خلايا نائمة، تستقطب المزيد من الأجانب، والقيام بعمليات إرهابية. وتعمل هذه الخلايا على تكوين «الذئاب المنفردة»، وهم العناصر التي تعمل بشكل منفرد ومن دون تنسيق مع قيادات التنظيمات، لتنفيذ عمليات إرهابية واستهداف مواطنين أو منشآت، ويعد أنور العولقى، مؤسس مجلة «إنسباير» التابعة لـ«القاعدة»، مؤسس هذه الفكرة المسماة «خلايا الذئاب المنفردة». 
وكان تنظيم القاعدة، أول التنظيمات الجهادية التي أعلنت عن استراتيجية «محاربة العدو البعيد»، أي الدول الأوروبية، وخططت لنشر عناصرها في تلك الدول، واستغلت الأجانب الذين يقاتلون في صفوفها، ضد الاتحاد السوفيتي ومن بعده أمريكا، في إعادتهم لبلدانهم ومن ثم بدءوا يعملون على تشكيل «الخلايا النائمة»، ونشر الفكر المتطرف في أوساط المجرمين في السجون، التي كان يتصادف وجود جهاديين ومجرمين فيها في الوقت نفسه، كما حدث مع أميدي كوليبالي، الذي بدأ تجنيده في السجن، حينما التقى جمال بغال، الذي كان محكوماً عليه بـ10 سنوات بعد إدانته بالتخطيط للاعتداء على السفارة الأمريكية بباريس. وأعلن تنظيما «القاعدة» و«داعش»، أن لهما خلايا نائمة وكامنة منذ فترة، تعمل في أوروبا وبالتحديد في بريطانيا وفرنسا وألمانيا والنمسا، تعمل على تجنيد العرب والأفارقة وتخطط لعمليات إرهابية جديدة، تستهدف المنشآت والمصالح الخدمية، وخطوط السكك الحديد وغيرها، حتى وصلت التهديدات مؤخراً إلى الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند.
 ومعظم الخلايا النائمة في أوروبا وأمريكا، لها علاقة بالقاعدة، وقليل منها له علاقة بتنظيم الدولة الإسلامية «داعش»، إذ إن استراتيجية «داعش» تسير وخطوات مؤسسها الأول أبومصعب الزرقاوى، وهي محاربة العدو القريب، أى الدول العربية، والعمل على التمدد في المنطقة أولاً، ثم الانتقال إلى العدو البعيد، الدول الأوروبية، ما أكد عليه التنظيم في العدد الثانى من مجلة «دابق» التابعة له، إلاّ أنها عدلت من استراتيجيتها مؤخراً لتشمل العدوان القريب والبعيد، بعد اتخاذ الولايات المتحدة قراراً ببدء الهجمات على «داعش»، وتشكيل تحالف دولى، عقب اجتياح التنظيم للموصل، مايو الماضى. وعلى الرغم من قلق الغرب من صعود «الدولة الإسلامية»، فإنه لا يزال يخشى بصورة أكبر من تنظيم القاعدة، وزعيمه أيمن الظواهرى. 
وبدأت الخلايا النائمة تنشط في أوروبا مع بداية التسعينيات، ففي 26 فبراير 1993 تم تفجير سيارة مفخخة في مركز التجارة العالمي في نيويورك؛ ما أسفر عن مقتل 6 وإصابة أكثر من 1000 شخص بجروح، ونفذ العميلة، وفقاً لوكالة المخابرات الأمريكية، الكويتي رمزى يوسف، الذي كان من أصول باكستانية ودخل الولايات المتحدة بجواز سفر عراقي، وهو قريب النسب بـ«خالد شيخ محمد»، أحد قياديي القاعدة، وأحد المخططين لأحداث 11 سبتمبر الإرهابية.
ختامًا تحذيرات الأجهزة الأمنية الغربية تشير إلى أن القاعدة تسعى إلى شن هجمات جديدة لتواصل حرب الإرهاب، فهل ستنجح الأجهزة الأمنية في أوروبا والغرب في تفادي عمليات "القاعدة" و"داعش"، بعد الضربات القوية لهم في سوريا والعراق وليبيا؟

شارك