محاولات غربية لتخفيف التشابك الروسي الأمريكي فى الأزمة السورية

الخميس 06/أكتوبر/2016 - 09:02 م
طباعة محاولات غربية لتخفيف
 
بدأت المحاولات الغربية لتخفيف الصراع السوري، ومحاولة تقريب وجهات النظر بين القوى المتصارعة، فى ضوء تمسك كل الأطراف بمواقفها، وهو ما دعا عدد من العواصم الأوروبية لعقد اجتماعات منفردة مع مسئولين أمريكان وروس لطرح حلول سياسية الأزمة السورية 

محاولات غربية لتخفيف
من جانبه أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف أن موسكو مستعدة للعمل على مشروع قرار وقف اطلاق النار في حلب، الذي قدمته فرنسا في مجلس الأمن الدولي إلا أن لافروف اشترط مع ذلك ألا يتعارض مشروع القرار مع "المقاربات المبدئية الواردة في الاتفاقات الروسية الأميركية، وأن ياخذ بعين الاعتبار القرارات التي سبق وأن اتخذها مجلس الأمن والمجموعة الدولية لدعم سوريا".
وقال لافروف عقب اجتماعه في موسكو مع نظيره الفرنسي جان مارك أيرولت: "المباحثات مع وزير الخارجية الفرنسي كانت مفيدة"، مؤكدا أنه يعتقد أن التعديلات الروسية على الاقتراح الفرنسي بشأن وقف إطلاق النار، سيكون في الاعتبار أثناء دراسة مجلس الأمن الدولي إصدار قرار بشأنه.
ومن المقرر أن يلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع نظيره الفرنسي فرانسوا هولاند في باريس في 19من الشهر الجاري لمناقشة خطة وقف إطلاق النار، والاشارة إلى أن روسيا تتوقع أن تكون المحادثات " بالغة الأهمية".

محاولات غربية لتخفيف
شدد وزير الخارجية الروسي على أن تنفيذ الاتفاقيات الروسية - الأمريكية حول سوريا غير ممكن حتى الآن ، معتبرا أن الجانب الأمريكي خلال المرحلة الحالية غير قادر مع حلفائه ضمن التحالف بقيادة واشنطن توفير الفصل بين المعارضة المعتدلة والإرهابيين من "جبهة النصرة"."
وأكد وزير الخارجية الروسي، "موسكو تعلم أن الاتحاد الأوروبي صاغ خطة إنسانية حول حلب، قد رأينا هذه الخطة - الوثيقة، ونرى أنها تستحق البحث والاهتمام، والتأكيد على أن السلطات السورية وافقت على فتح مقر إنساني للاتحاد الأوروبي في دمشق ردا على طلب الاتحاد الأوروبي".
من جانبه حذر وزير الخارجية الفرنسي جان مارك أيرولت، من أن القصف العشوائي لمدينة حلب يدفع أعضاء السكان المحليين للانضمام إلى الجماعات الإرهابية ، "أعمال القصف تخلق جهاديين جددا، وهو الأمر الذي يتعين وقفه"، وانه لا شيء يمكن أن يبرر حمم النار والقتلى" في حلب، معتبرا أن روسيا الحليف الرئيسي للنظام السوري يجب ألا تتساهل أيضا مع هذا الوضع.
كانت فرنسا أعلنت عزمها طرح مشروع قرار لها يتعلق بسوريا على التصويت في مجلس الأمن في نهاية هذا الاسبوع، ويتضمن وقفا لاطلاق النار، وفي هذا الإطار زار أيرولت موسكو على أن يزور الجمعة واشنطن. 
يطالب مشروع القرار بوقف القصف على حلب وإقرار آلية مراقبة لوقف اطلاق النار. ويعتبر المسعى الفرنسي داخل مجلس الأمن آخر محاولة لدفع النظام السوري وحليفه الروسي إلى وقف القصف على الأحياء الشرقية من حلب التي تسيطر عليها الفصائل المعارضة.
كانت روسيا أعلنت قبلا أنها لا تدعم مشروع القرار الفرنسي، وتعتبره "مسيسا" من دون أن تكشف ما إذا كانت ستستخدم الفيتو لعرقلته.
محاولات غربية لتخفيف
على الجانب الآخر قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا إنه يعتزم الذهاب إلى شرق حلب ومرافقة ما يصل إلى ألف مقاتل من "الإسلاميين" للخروج من المدينة من أجل وقف حملة القصف التي تنفذها القوات الروسية والسورية، مشيرا إلى أن التاريخ سيحكم على سوريا وروسيا إذا استغلتا وجود نحو 900 مقاتل من جبهة النصرة، التي غيرت اسمها إلى جبهة فتح الشام "كذريعة سهلة" لتدمير المنطقة المحاصرة وقتل آلاف من 275 ألف مواطن بينهم 100 ألف طفل.
ركز على أن خلاصة القول إنه خلال شهرين أو شهرين ونصف الشهر كحد أقصى ربما تدمر مدينة شرق حلب بهذا المعدل تدميرا تاما. نتحدث عن المدينة القديمة على وجه الخصوص."
يذكر أن الأحياء الشرقية في حلب تتعرض منذ أكثر من أسبوعين لقصف عنيف استهدف كذلك المستشفيات. وتقدر الامم المتحدة بنحو 275 الفا عدد المدنيين الخاضعين للحصار من قوات النظام في شرق حلب حيث يتعذر إيصال المساعدات.
ويري مراقبون أن الجيش السوري حقق تقدما ميدانيا هو الأول منذ العام 2013 داخل الأحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة في حلب. وترافق التقدم على الأرض مع إعلان الجيش السوري تقليص ضرباته الجوية والمدفعية على الأحياء الشرقية، في خطوة يرى محللون أنها تشكل "خدعة إعلامية".
يذكر ان هناك تقارير تفيد إلى مقتل 29 مقاتلا على الأقل من الفصائل السورية المعارضة المدعومة من أنقرة، في تفجير انتحاري تبناه تنظيم "الدولة الإسلامية"، عند معبر أطمة على الحدود بين سوريا وتركيا، وفق حصيلة جديدة.
ورصدت تقارير ارتفاع حصيلة التفجير الذي هزّ منطقة معبر أطمة الحدودي في ريف إدلب إلى "29 مقاتلا من الفصائل على الأقل بينهم قادة عسكريون". 
محاولات غربية لتخفيف
كانت حصيلة سابقة للتقارير أشارت إلى مقتل عشرين مقاتلا، وإصابة عشرين آخرين بجروح. وتبنى تنظيم "الدولة الإسلامية" التفجير في بيان تداولته مواقع وحسابات جهادية، وتزامن التفجير وفق المرصد مع "تجمع عند المعبر لتبديل المناوبات بين مقاتلي الفصائل" في ريف حلب الشمالي الشرقي. 
كما تم رصد حالة من الهدوء تسود مدينة حلب منذ الساعات الأولى ، والاشارة إلى أن الطائرات الحربية والمروحية توقفت عن استهداف الأحياء الشرقية من المدينة.
ورصدت تقارير بأن هذه الليلة بأنها الأهدأ منذ انهيار الهدنة الروسية الأمريكية في التاسع عشر منسبتمبر الماضي.
كانت "القيادة العامة للجيش السوري" أعلنت أمس تقليص عدد الضربات الجوية والمدفعية على أحياء حلب الشرقية الخاضعة لسيطرة المعارضة "للمساعدة بخروج من يرغب من المواطنين باتجاه المناطق الآمنة". 
وتوعد الجيش السوري أيّ شخص سيظل في مدينة حلب ولا يغتنم الفرصة المتاحة لإلقاء السلاح أو المغادرة، بالتأكيد على أنه سيلقى "مصيره المحتوم".،  وجاء في بيان عن "القيادة العامة للجيش السوري" بأن الجيش قطع جميع خطوط الإمداد عن المسلحين في شمال المدينة وأن لديه معلومات دقيقة عن أماكن مقراتهم ومستودعاتهم في الأحياء الشرقية لحلب.
وانتزعت قوات النظام السوري نصف حي بستان الباشا الذي كان تحت سيطرة المعارضة، وتقدم للقوات االسورية مدعومة بالجيش الروسي ومليشيات موالية، وأكد الجيش السوري سيطرته على نصف حي البستان القريب من أحد خطوط المواجهة في حلب الشرقية المحاصرة من قبل قوات النظام.

شارك