عودة الدب الروسي لكوبا وفيتنام يُشعل الحرب الباردة مع أميركا
السبت 08/أكتوبر/2016 - 08:51 م
طباعة

في الوقت الذي تدق فيه أجراس حرب عالمية ثالثة على وقع الخلاف الدائر بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا الاتحادية، على خلفية تأزم الاوضاع الميدانية في سورية، بدا أن جميع خيارات الابتزاز العسكري دائرة بين الطرفين، إذ أعلنت وزارة الدفاع الروسية دراستها إمكانية استعادة الوجود العسكري الروسي في كوبا وفيتنام.
ولاتزال أجواء التوتر بين كوبا والولايات المتحدة الأمركية دائرة، رغم الزيارة التاريخية التي قام بها الرئيس الامريكي براك اوباما إلى كوبا وصافح في الرئيس الكوبي، وتعهد بعلاقات جديدة بين البلدين وطي صفحة الماضي.
وتحدثت تقارير أكثر من مرة عن إمكانية عودة الجيش الروسي إلى قاعدة لوردس للرادات بكوبا، التي تخلت عنها موسكو في عام 2002، لكن الرئيس الروسي نفى هذه الأنباء في صيف عام 2014، وفيما يخص فيتنام، فقد كان سلاح الجو السوفيتي، ثم الروسي، يستخدم في الفترة 1979-2002 القاعدة العسكرية في مدينة كامران بفيتنام . ويعتبر تصريح دينيكين أول تلويح إلى احتمال عودة الطيران الروسي إلى هذه القاعدة، كما سبق لوزارة الدفاع الروسية أن تحدثت عن بناء مركز مرابطة جديد لأسطول المحيط الهادي في جزيرة ماتوا (إحدى جزر الكوريل) في المحيط الهادئ، بالإضافة إلى إعادة إعمار المطار السوفيتي القديم في هذه الجزيرة.

وعلى الرُغم من احتدام التلاسن بين موسكو وواشنطن بشأن الأزمة السورية إلا أن كثير من المراقيبن استبعدوا نشوب حرب بين البلدين إلا أنهم رجّحوا ان تستمر أجواء الحرب الباردة بين البلدين، والتي يدخل القرار الروسي الخاص بعودة التواجد العسكري في كوبا وفيتنام احد أبرز مشاهده.
الكرملين من جانبه، قال إنه يتخذ جميع الإجراءات الضرورية لتحقيق المصالح القومية لروسيا، وقال دميتري بيسكوف، الناطق الصحافي باسم الرئيس الروسي، إن "الأوضاع الدولية ليست جامدة، بل تتغير بسرعة وجاء العامان الأخيران بتغيرات كبيرة في الشؤون الدولية وفي نظام الأمن الدولي. ولذلك من الطبيعي أن تقيم جميع الدول هذه التغيرات انطلاقا من مصالحها القومية، وأن تتخذ إجراءات معينة في المجرى الذي تراه مناسبا".
وجاءت تصريحات بيسكوف تعليقا على كلمة نيكولاي بانكوف نائب وزير الدفاع الروسي في مجلس النواب (الدوما) الروسي، التي كشف فيها أن الوزارة تدرس إمكانية إعادة قواعدها العسكرية إلى الدول التي كان فيها تواجد عسكري سوفياتي سابقا، وقال ردا على سؤال حول عودة الجيش الروسي إلى قاعدتيه القديمتين في فيتنام وكوبا: "إننا ننخرط في هذا العمل".

إلى ذلك ووسط أوضاع كارثية في حلب وتصريحات روسية وآخرى أمريكية تعكس عودة أجواء الحرب الباردة بين القطبين الأكبر في العالم، ظل الخيار العسكري في سورية من قبل الولايات المتحدة مستمر، رغم التهديد الروسي شديد اللهجة من مغبة توجيهها أي ضربة للنظام السوري، في وقت أوقفت الحكومة المؤقتة جميع أشكال التواصل والتعاون مع مبعوث الأمم المتحدة وطالبت بإقالته.
وأشارت تقارير إلى أن أميركا بدت غير آبهة بتهديدات روسيا من عواقب توجيه ضربات إلى مواقع قوات النظام السوري، حيث واصلت إدارة الرئيس الأميركي مناقشاتها الداخلية للخيارات غير الدبلوماسية للتعامل مع الحرب في سورية، وقبل تأكيد المتحدث باسم البيت الأبيض، جوش إرنست، على أن واشنطن لا تستبعد احتمال شن ضربات جوية للنظام، قال المتحدث باسم الخارجية جون كيربي: "نحن مستمرون في حوار نشط في الحكومة الأميركية حول الخيارات المتاحة أمامنا بخصوص سورية"، مضيفاً: "كما قلت سابقا، ليس كل هذه الخيارات يدور حول الدبلوماسية، وكذلك هي الحال، وقد تابعت التصريحات الصادرة عن موسكو، لكن رغم ذلك ستستمر الحكومة في نقاشاتها".

وأكد إرنست أن "العمليات العسكرية ضد النظام السوري الهادفة إلى تسوية الأوضاع في حلب لا يحتمل أن تحقق أهدافها المحددة، ومن المرجح أكثر أنها ستسبب عواقب غير متوقعة لا تتوافق تماما مع مصالحنا القومية، غير أنني لن أستبعد دراسة أي خيارات".
وفي موسكو، وافق مجلس النواب (الدوما) أمس الجمعة على اتفاقية وقعتها روسيا وسورية في 26 أغسطس 2015 لنشر قوات جوية لأجل غير مسمى تمهيداً لإقرارها من مجلس الاتحاد (الغرفة العليا للبرلمان) للمصادقة عليها يوم الأربعاء المقبل، وبعد نشر منظومة "إس-300" في طرطوس، نقلت صحيفة "إزفيستيا" الروسية عن مصدر روسي أن "الجيش الإسرائيلي طلب من وزارة الدفاع الروسية عقد بروتوكولات ثنائية جديدة وتحديد قواعد للتعامل في سماء سورية".

على الأرض، تمكنت فصائل المعارضة من قتل العشرات من عناصر الميليشيات الشيعية وأسر 10 عناصر من حركة "النجباء" العراقية وميليشيا "فاطميون" الأفغانية، في شن هجوم معاكس على عدة محاور في مدينة حلب استعادت خلاله معظم النقاط التي خسرتها في حيي الشيخ سعيد وصلاح الدين المجاور ليل الخميس- الجمعة.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن معارك عنيفة مستمرة بين الطرفين على محاور عدة في جنوب المدينة وفي شمالها، وفي أحياء بستان الباشا وسليمان الحلبي ومحور محطة المياه فيه.