معركة قندوز... طالبان تتقدم وتدهور الوضع الانساني

الإثنين 10/أكتوبر/2016 - 04:42 م
طباعة معركة قندوز... طالبان
 
تدور حرب الشوارع بين مسلحي حركة طالبان والقوات الافغانية في مدينة قندوز، إثر هجوم كبير شنته طالبان من أربع جهات على المدينة الواقعة شمال أفغانستان، فيما فر الالاف من المدينة مع استمرار احتدام المعارك.

معركة قندوز:

معركة قندوز:
تدور حرب الشوارع بين مسلحي حركة طالبان والقوات الافغانية في مدينة قندوز الإستراتيجية في شمال أفغانستان ورغم ان هذا الهجوم لم يؤدي حتى الآن الى سقوط المدينة لكنه يدل بوضوح علي مخطط الحركة للسيطرة علي المدنية الاستراتجية.
المتحدث باسم محافظ قندوز ان القوات الحكومية استطاعت صد الهجوم الذي شنته طالبان صباح الاثنين الماض.
واشار الي ان طالبان تشن هجومها من 4 محاور مختلفة لكن القوات الحكومة صدت هذه الجمات ونجحت في اجبار طالبان على التراجع، و قال مصدر في قيادة الشرطة الأفغانية ان المعارك تدور في اطراف المدينة .
وكان مقاتلو طالبان قد سيطروا على قندوز بعد أن شنوا هجوما جريئا على المدينة يوم الاثنين منزلين أكبر انتكاسة بالرئيس الافغاني أشرف عبد الغني منذ ان تولى منصبه قبل عام وهو أسوأ هجوم منذ ان غادرت معظم القوات الاجنبية افغانستان العام الماضي.
وقال ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم طالبان على حسابه الرسمي على تويتر "بدأت عملية ضخمة في عاصمة قندوز من أربعة اتجاهات في ساعة مبكرة من هذا الصباح".
وأضاف أنه تم الاستيلاء على منطقة نوا أباد مع أربع نقاط تفتيش وتم قتل عدد من الجنود. ولم يتسن التحقق من صحة هذا الادعاء بشكل فوري.
وذكرت وزارة الداخلية الافغانية الاحد انه "تم تطهير اجزاء رئيسية في المدينة وقتل 52 مسلحا في الساعات ال24 الاخيرة".
وأفاد الناطق باسم وزارة الداخلية صديق صديقي بأن «القوات الأفغانية استعادت أحياء في وسط المدينة، بينها حي خواجة مشهد الذي تقع فيه دائرة مكافحة المخدرات». لكن عضو المجلس الإقليمي غلام رباني رباني أشار إلى «استمرار المعارك العنيفة في الشوارع»، نافياً أي تقدم للقوات الحكومية. وأفادت الأمم المتحدة بأن حوالى 10 آلاف مدني فروا من المدينة التي تفتقد المياه والكهرباء والمواد الغذائية، مبدية خشيتها من أزمة إنسانية.
وليل الجمعة، أعلن الجنرال تشارلز كليفلاند أن القوات الأميركية التابعة للحلف الأطلسي (ناتو) التي تدعم نظيراتها الأفغانية «نفذت ست طلعات جوية دفاعاً عن الحلفاء منذ بعد ظهر الخميس»، ونفى «أي تهديد وشيك لبغلان المجاورة على رغم حصول حوادث بينها مهاجمة طالبان موكباً أفغانياً».
وتدعم القوات الاميركية القوات الحكومية في عمليات تطهير قندوز حيث شنت ست ضربات عسكرية على الاقل ضد مواقع طالبان منذ الخميس.
وكانت طالبان قد سيطرت على قندوز في شهر سبتمبر من العام الماضي لكن القوات الحكومية استعادت المدينة بعد أيام.

أهمية قندوز:

أهمية  قندوز:
وتاتي مساعي مقاتلو طالبان للسيطر على قندوز بعد أن شنوا هجوما جريئا على المدينة منزلين أكبر انتكاسة بالرئيس الأفغاني ، وهو أسوأ هجوم منذ أن غادرت معظم القوات الأجنبية أفغانستان في 2014.
ويسمح سقوط قندوز بيد طالبان للكثيرين بمقارنتها بمدينة الموصل العراقية، حيث يعتقدون أن إطالة الحركة للسيطرة عليها لأشهر أو لسنة، يعني تكرار تجربة مدينة الموصل التي سقطت بيد تنظيم الدولة الإسلامية وما خلفته من تداعيات، على الرغم من الفروق في حالة سقوط المدينتين.

ويقول خبراء في الشأن الأفغاني إن سيطرة الحركة على إحدى أغنى المدن الأفغانية، لن يدعم فقط زعيمها الجديد الملا "حبيب الله اخوندزاده" ، بل سيشكل حافزا لها من أجل استعادة زخمها في كافة أرجاء البلاد.
ولفتوا أيضا إلى أن ما قامت به الحركة يعد رسالة “قوية” إلى كابول وحلفائها الغربيين والإقليميين بأن عملية السلام “المنشودة” انتهت.
والتحدي الأبرز الذي ينتظر طالبان هو الحفاظ على المدينة وطريقة حكمها، إذ أن ذلك من شأنه أن يظهر ما إذا كانت عقيدة الحركة قد تغيرت منذ طردها من حكم البلاد في 2001.

الاوضاع الانسانية:

الاوضاع الانسانية:
وفي سياق اخر يواجه سكان مدينة قندوز  ازمة انسانية متزايدة اثناء فرارهم من التفجيرات والمعارك المسلحة الى ولايات بلخ وطخار وبغلان المجاورة والى العاصمة كابول.
وقال مكتب الامم المتحدة لتنسيق المساعدات الانسانية في بيان ان "التقارير الاولية تشير الى ان نحو 24 الف نازح" فروا من قندوز.
واضاف انه "يجري العمل حاليا على وضع تقييمات، ولا تزال العائلات تتنقل، وهذا العدد سيتغير بالتاكيد".
في هذا الصدد، قال غيليم موليني، الممثل القطري لمنظمة أطباء بلا حدود أن لدى المنظمة "خطة جاهزة في حالة وقوع عدد ضخم من الضحايا" وأنها "مستعدة لتنفيذها بشكل فوري في حالة زيادة تدهور الوضع الأمني". وتواصل المنظمة الطبية الخيرية الاتصال مع المسلحين وكذلك الحكومة والقوات المتحالفة معها.
وقال موليني لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): "يجب علينا إعادة تقييم الموقف باستمرار لنرى إذا كانت جميع الأطراف تقبل قيامنا بتوفير الرعاية الطبية دون تحيز، سواء كان القتال على بعد ستة كيلومترات من لاشكرغاه، أو داخل المدينة نفسها، أو في حال تبادلت الأطراف المختلفة السيطرة على المدينة". 
ويواجه سكان قندوز نقصا حاداً في الاغذية والادوية بعد ان شنت حركة طالبان هجوما شاملا الاثنين الماضي وسيطرت على اجزاء من المدينة.
وتواجه القوات الافغانية صعوبة في اخراجهم من الاحياء السكنية وتقول الحكومة ان عملية التطهير تجري بدقة للحيلولة دون سقوط ضحايا من المدنيين.

حضور طالبان:

حضور طالبان:
وفي سياق معركة قندوزن فان التقارير الواردة خلال اليومين الأخيرين تشير ان طالبان قد حققت نجاحات أخرى لها في قندوز بالإضافة الى هجماتها العسكرية ولعل أهمية ذلك تفوق أهمية الهجمات العسكرية حيث أعلن مجلس شورى ولاية قندوز ان طالبان هي التي تختار نصف المناهج الدرسية في مدارس قندوز!    
 ويقول بعض أعضاء مجلس شورى ولاية قندوز ان بعض تلاميذ مدارس قندوز قد إنضموا الى صفوف طالبان التي تعيّن حتى بعض المعلمين الذين يتلقون رواتبهم من الحكومة الأفغانية وسط عجز المسؤولين الأفغان عن فعل شيء، لكن رئيس ادارة التربية والتعليم في ولاية قندوز محمد رستم أحمدي يفند هذه المعلومات ويقول ان هناك 300 ألف تلميذ في ولاية قندوز بينهم 120 ألف تلميذة.

المشهد الافغاني:

المشهد الافغاني:
يرى محللون أن هجوم قندوز الأخير فضلا عن سيطرة طالبان على مناطق في هلمند وارزكان، تزيد في قوة الحركة وتضعف الحكومة التي فقدت السيطرة على أكثر من ثلثي البلاد ما يدل على تدهور الوضع الأمني في أفغانستان.
كما أن الهجوم هدفه رساله للجميع ن ان الحركة ما زالت قوية وحاضرة في المشهد الافغاني وقادرة علي تقيدر المعادلات الميدانية في افغانستان، وهو ما يعطي جرس انظار قوي الي امريكا وحلفائها والداعمي لحكومة كابل باهمية التوصل الي اتفاق مع الحركة لانهاء الحرب المشتعلة منذ 2001.

شارك