بعد مقتل قائد "ولاية طرابلس".. تساؤلات حول مستقبل داعش ليبيا
الأحد 30/أكتوبر/2016 - 10:52 م
طباعة
رغم احتدام المعارك القتالية بين قوات "البنيان المرصوص" التابعة لحكومة الوفاق الليبية المعترف بها دولياً من جهة، وتنظيم "داعش" من جهة آخرى، في مدينة سرت الليبية – معقل تنظيم "داعش" في ليبيا - أكد مصدر عسكري ميداني في مدينة سرت مقتل القيادي في تنظيم داعش المكنى أبوعبد الله الأنصاري أمير ما يسميه التنظيم "ولاية طرابلس"، في المعارك التي دارات أمس الأول الخميس (27 أكتوبر 2016) في حي شعبية الجيزة البحرية، آخر معاقل داعش في المدينة، ليفتح مقتل قائد ما يسمى "ولاية طرابلس" باباً من التساؤلات حول مصير التنظيم هناك وأثر مقتله على نشاط التنظيم على الأرض.
ولا أحد تمكن من نشر معلومات عن المكنى أبو عبدالله الأنصاري، إذ التزمت الكثير من المواقع والصفحات التابعة للتنظيم الصمت تجاه الواقعة، ولم تنشر أي معلومات عن مقتله أو حتى السيرة الذاتية له.
ورجح مراقبون عدم تأثر التنظيم بمقتل زعيمه، إذ أنتلك التنظيمات تعتمد التسلسل الهرمي والتدرج التنظيمي، ودائماً ما تسمي الحركات الراديكالية نواب قادة التنظيم ومستشاريه ومنظريه الفقهيين، لذلك احتمالية انهيار مثل هذه التنظيمات في أعقاب عمليات استهداف قادته ضعيفه، إلا أن اهتزاز الثقة واضطراب التنظيم هي التي تظل قائمة.
وأوضح المصدر، الذي لم يتم تسميته، لـ"بوابة الوسط"، أنه تم التأكد من مقتل الأنصاري على أيدي قوات البنيان المرصوص ، وقد تمكنت قوات البنيان المرصوص، حسبما جاء في بيان المركز الإعلامي لعمليات تحرير سرت، من اقتحام آخر معاقل التنظيم في محور الجيزة البحرية، وبدأت في تطويق بقايا التنظيم داخله، وكانت عناصر داعش حاولت وقف تقدم قوات البينان بتفجير ثلاث سيارات ملغومة، غير أن هذه المحاولة لم تؤثر في سير المعارك.
وكشف العميد محمد الغصري الناطق باسم قوات البنيان المرصوص اكتمال عملية تطهير سرت، وأكد أن إعلان الانتصار خلال الأيام القلية المقبلة، ويدعم الطيران الحربي الاميركي، بطلب من المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، عملية البنيان المرصوص .
سياسياً، بحث وزير الخارجية المصري سامح شكري ونظيره الأميركي جون كيري تطورات الأزمة في ليبيا، والجهود المبذولة لدعم الحلول السياسية، بحسب بيان للخارجية مساء اليوم الأحد، وقال المستشار أحمد أبوزيد المتحدث باسم الخارجية المصرية، إن سامح شكري تلقى اتصالاً هاتفيًا من نظيره الأميركي جون كيري، للتشاور بشأن الأزمة في ليبيا.
أكد أبوزيد أن الوزيرين شددا خلال الاتصال على ضرورة دفع الجهود الدولية والإقليمية المبذولة لدعم تنفيذ اتفاق الصخيرات ومساعدة الأطراف الليبية على التوصل إلى التوافق المطلوب، بما يضمن استعادة الاستقرار وحماية المصالح العليا للشعب الليبي.
والأسبوع الماضي أكد وزير الخارجية المصري وجود تنسيق وثيق بين الجامعة العربية ودول جوار ليبيا للوصول إلى تحقيق الاستقرار والحفاظ على وحدة الأراضي الليبية، لافتًا إلى أن الخروج من الأزمة الحالية في ليبيا يعتمد أساسًا على تنفيذ الاتفاق السياسي الموقع بالصخيرات.
في السياق، اعتمد وزراء خارجية مجموعة دول 5 + 5 التي تتكون من بلدان اتحاد المغرب العربي (تونس، ليبيا، الجزائر، المغرب وموريتانيا) وإيطاليا وفرنسا ومالطا وإسبانيا والبرتغال، مقترحا تقدم به خميس الجهيناوي، وزير الخارجية التونسي، لعقد اجتماع بتونس بداية سنة 2017 يُخصّص للنظر في الأزمة الليبية.
ويندرج هذا المقترح، الذي تقدمت به تونس خلال الدورة 13 لاجتماع وزراء الشؤون الخارجية لبلدان الحوض الغربي للمتوسط (حوار 5 زائد 5) المنعقد بمدينة مرسيليا الفرنسية يوم 28 أكتوبر 2016، في إطار مساعي الدبلوماسية التونسية الرامية إلى البحث عن السبل والوسائل الكفيلة بمساعدة الأطراف الليبية على إيجاد حل للأزمة في بلادهم.
تجدر الإشارة إلى أن خميس الجهيناوي، ترأس الوفد التونسي المشارك في أشغال الاجتماع السنوي الثالث عشر لوزراء خارجية دول حوار الحوض الغربي للمتوسط (حوار 5 زائد 5) الذي انعقد يوم 28 أكتوبر 2016 بمدينة مرسيليا الفرنسية، بمشاركة بلدان اتحاد المغرب العربي (تونس، ليبيا، الجزائر، المغرب وموريتانيا) وكل من إيطاليا وفرنسا ومالطا وإسبانيا والبرتغال.
وقد بحث الاجتماع الذي انعقد تحت رئاسة مشتركة فرنسية مغربية، عددا من المسائل التي تهم منطقة الحوض الغربي للمتوسط، خصوصا السبل الكفيلة بتحقيق الأمن والاستقرار ومكافحة الإرهاب وتعزيز التعاون الاقتصادي والاندماج الإقليمي والمبادلات التجارية والنهوض بالاستثمارات.
كما تقدمت تونس بمبادرة تتعلق ببعث آلية لدعم الاستثمارات الأوروبية في دول منطقة الحوض الغربي للمتوسط، في إطار مبادرة المفوضية الأوروبية لإرساء مخطط أوروبي للاستثمارات الخارجية.
وتم التأكيد خلال الاجتماع على ضرورة دعم التعاون متعدد الأطراف في عدد من المجالات الحيوية على غرار التنمية المستدامة والبيئة والهجرة والتعليم وتشغيل للشباب، بما يمكن من تحقيق مزيد من النمو في كافة دول منطقة الحوض الغربي للمتوسط.