فاروق القحطاني.. أمير القاعدة في شرق أفغانستان
الأحد 06/نوفمبر/2016 - 04:11 م
طباعة
أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية، الجمعة 4 نوفمبر 2016، مقتل القيادي في تنظيم القاعدة في أفغانستان، فاروق القحطاني، في غارة جوية أمريكية استهدفته في 23 أكتوبر في إقليم كونار، الواقع في شمال شرقي أفغانستان على الحدود مع باكستان.
حياته
باسم نايف سلام محمد عجيم الحبابي ، المعروف بفاروق القحطاني، مواطن قطري ولد في السعودية بين 1979 و1981.
في القاعدة
فاروق القحطاني ينشط في أفغانستان قبل 2001، ويعد من المقربين لمؤسس تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، وسعي دائما للثأر من مقتله عبر التخطيط وإدارة العمليات ضد القوات الأمريكية في أفغانستان واستهداف أهداف في الولايات المتحدة وأوروبا والشرق الأوسط.
وفي أكتوبر 2001، بدأ الأمريكيون في عهد الرئيس الأمريكي حينذاك جورج بوش الابن بمطاردة "طالبان" وناشطي "القاعدة"، ردًّا على هجمات 11 سبتمبر.
وانخرط فاروق القحطاني في إدارة النفقات وجمع التمويل لصالح تنظيم القاعدة منذ عام 2010، فقد أدار عمليات شراء الأسلحة، بما فيها القنابل الصاروخية، لتوزيعها على المقاتلين في أفغانستان، كما يعد القحطاني مسئولًا عن معسكرات التدريب والتجنيد لصالح تنظيم القاعدة؛ حيث درّب المقاتلين على تنفيذ العمليات وأمدّهم بالتمويل.
وشارك القحطاني أيضًا في هجومين في عام 2010 على قوافل قوات دولية أسفرا عن تدمير مركبة واحدة على الأقل، وفي عام 2009 قاد عمليات في شمال شرق أفغانستان شملت شن هجمات على قواعد عسكرية تابعة للولايات المتحدة.
وبحسب مسئول أمريكي فإن وثائق عثر عليها خلال الهجوم الأمريكي على المجمع الذي كان يختبئ فيه أسامة بن لادن في 2011، هي التي كشفت أهمية دور القحطاني.
وطلب القحطاني أموالًا من مؤيدي تنظيم القاعدة لدعم عمليات التنظيم الخارجية وتوقّع استلام أموال من متبرعين مقيمين في منطقة الخليج لتمويل أنشطة التنظيم في أفغانستان كذلك، وحتى 2015 بصفته أمير تنظيم القاعدة في المنطقة الشرقية من أفغانستان، تولى القحطاني إدارة إيصال الأموال والأسلحة إلى المرتبطين بالتنظيم من عناصر حركة طالبان في أفغانستان لاستخدامها في هجمات مقبلة.
أمير القاعدة في شرق أفغانستان
ويعتقد البنتاجون أن القحطاني أطلق منذ 2012 عدداً من الانتحاريين ضدَّ قواعد للقوات الأفغانية وقوافل التحالف الغربي، بعد أن تقلّد منصب أمير تنظيم القاعدة في المنطقة الشرقية من أفغانستان.
واتخذ القحطاني من قرية في ويلاة مقرًّا له؛ حيث تعتبر ولاية "كنر" وهي تقع في أقصی شرقي أفغانستان مع الحدود الباکستانية وعاصمتها أسد أباد ويسكنها قبائل شتى من البشتون وأهل نورستان والباشيي وبعض الطاجيك.
وتعد الولاية ذات أهمية استراتيجية لتنظيم القاعدة؛ حيث تعد إحدى الولايات الحدودية مع باكستان، بالإضافة إلى طبيعتها الجغرافية؛ حيث تجتاح معظم أراضيها غابات وجبال وعرة والتي تصل إلی سلسلة جبال الهندوکش؛ مما يسهل على عناصر القاعدة حماية من هجمات القوات الأفغانية والأمريكية، ويسهل عملية تهريب السلاح والتدريب؛ لذلك جاء اختيار "القحطاني" لولاية "كنر" لتكون مقرًّا له في شرق أفغانستان لطبيعتها الجبيعة الوعرة؛ مما يسهل عملية وحماية عناصره. وتعد ولاية "كنر" من مناطق القيادي الإخواني "قلب الدين حكمتيار"، زعيم الحزب الإسلامي الأفغاني.
كما كانت ولاية "كنر" إحدى الجهات التي لجأ إليها زعيم تنظيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن.. في صيف 2006 قاد الجيش الأمريکي بالتنسيق مع القوات الأفغانية عملية عسكرية في ولاية "منر" للبحث عن بن لادن، سُميت بعملية الجناح الأحمر.
وفي الفترة ما بين عامي 2012 و2015 على الأقل، خطط القحطاني، لهجمات تنظيم القاعدة على القوات الدولية في أفغانستان وقدم الدعم لتلك الهجمات، وساعد في وضع خطط العمليات الخارجية للتنظيم وتنفيذ هجمات في الولايات المتحدة وأوروبا ودول الشرق الأوسط انتقاماً لوفاة كبار زعماء تنظيم القاعدة وعلى رأسهم أسامة بن لادن.
ويعد القحطاني مسئول الأول عن أنشطة التدريب التي يرعاها تنظيم القاعدة في شمال شرق أفغانستان؛ حيث درّب المقاتلين على تنفيذ العمليات وأمدّهم بالتمويل.
وكان القحطاني يعتزم وكتيبته، في أوائل عام 2013، بسط السيطرة على ولاية كُنر، أفغانستان، وإقامة قاعدة لتنفيذ عملياته الخارجية باسم تنظيم القاعدة انطلاقًا منها.
وحتى عام 2015، عمل الحبابي، بصفته أمير تنظيم القاعدة في المنطقة الشرقية، على وضع الخطط الهجومية للقتال في شمال شرق أفغانستان.
قوائم الإرهاب
وفي فبراير 2016 وزارة الخزانة الأمريكية وضعت القحطاني، على قائمة أخطر الإرهابيين المطلوبين.
وذكرت لوزارة الخزانة الأمريكية، أن القحطاني، المسئول عن التخطيط لهجمات ضد الولايات المتحدة وقوات التحالف في أفغانستان، والمساهمة في تخطيط العمليات الخارجية من مؤامرات إرهابية في الغرب أو ضد المصالح الغربية لصالح تنظيم القاعدة ، وجمع التبرعات لصالح التنظيم أيضًا.
ووفقًا لوزارة الخزانة الأمريكية، فإن القحطاني خطط لتنفيذ هجمات في الغرب، بما في ذلك الولايات المتحدة ودول غربية أخرى انتقامًا لمقتل كبار قادة تنظيم القاعدة، وكان يتم التشاور معه حول عمليات القاعدة في جميع أنحاء العالم منذ عام 2011.
مقتله
وفي 27 أكتوبر أكد جهاز الاستخبارات الأفغاني مقتل فاروق القحطاني أمير تنظيم "القاعدة" في شرق أفغانستان في غارات نفذتها طائرات بلا طيار، وذلك في ضربة قوية للتنظيم الذي يسعى إلى إقامة ملاجئ امنة جديدة في إرجاء البلاد.
وفي 4 نوفمبر 2016، أكدت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" مقتل قائد بارز في تنظيم القاعدة في غارة شنتها طائرة أمريكية بدون طيار الشهر الماضي شمال شرقي أفغانستان.
وكان مسئولون أمريكيون قد أعلنوا مقتل فاروق القحطاني، زعيم القاعدة في شرق أفغانستان، في ضربة جوية محكمة.
وقال متحدث باسم الحكومة الأفغانية: إن 15 مسلحا قتلوا في الغارة التي وقعت في 23 أكتوبر الماضي في إقليم كونر. ومن بين القتلى، مسلحان عربيان وباكستانيون ينتمون لطالبان الباكستانية.