11 نوفمبر وإعلان موت الإخوان سياسيًا
السبت 12/نوفمبر/2016 - 12:59 م
طباعة

كثيرة هي دعوات الجماعة الارهابية لنزول المصريين الى الشارع منذ عزل مكتب الارشاد عن حكم البلاد وتدشين خارطة الطريق في 3 يوليو 2013، فمن اعتصامي رابعة والنهضة وزرع عبوات ناسفة وتفجير لأبراج الكهرباء الى الدعوة للتظاهر والحشد في كل مناسبة كانت مسيرة الاخوان تزداد فشلا بعد فشل، هذا بجانب صراعات قياداتها الداخلية على من يتولى القيادة في هذه الفترة قيادات التنظيم الدولي في لندن بقيادة محمود عزت وابراهيم منير ام قيادة التنظيم بتركيا والمقربين من اردوغان جمال حشمت ومها عزام، اما الشباب بالداخل بقيادة الراحل محمد كمال، و بعد أن روجت الإخوان بشكل كبير لدعوات التظاهر يوم أمس، وصورت الجماعة أن هناك استجابة واسعة من أنصارها لهذه الدعوات، خاصة في ظل اعتماد التنظيم على الأوضاع الاقتصادية لتحريض أعضاءه على التصعيد، إلا أن صدمة الجماعة فاقت كل حد، عندما اكتشفت عدم وجود أي استجابة لتلك الدعوات، ليصبح السؤال الهام الآن "ما هو مصير الإخوان بعد فشل هذه الدعوات؟".

يحيى الكدوانى، وكيل لجنة الدفاع والأمن القومي بالبرلمان
يحيى الكدوانى، وكيل لجنة الدفاع والأمن القومي بالبرلمان، أكد أن تلك الدعوات كانت فاشلة منذ بدايتها، وكان الهدف منها فقط هو التخريب وتدمير الاقتصاد القومي للبلاد، وهو ما جعل الشعب لا يستجيب لدعوات الإخوان للتظاهر خلال هذا اليوم.
وأضاف وكيل لجنة الدفاع والأمن القومي بالبرلمان، أن مصير الإخوان بعد فشل تلك الدعوات يكمن في أن العالم سيكتشف قوتها الحقيقية الضعيفة، وعدم قدرتها على التأثير، كما سيكشف الجماعة أمام الرأي العام العالمي بأنهم لا يحظون بأي تأييد أو تعاون معهم من جانب الشارع المصري، لاسيما أن تلك الدعوات تتنافى مع القيم الإسلامية الحنيفة، مؤكدا أن فشل الدعوات سيكتب للإخوان شهادة وفاة.

الدكتور يسرى العزباوى
وبدوره أكد الدكتور يسرى العزباوى، الباحث بالنظم الانتخابية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن الأزمة الداخلية للإخوان ستشتعل بعد فشل تلك الدعوات، وعدم استجابة أنصارهم لها، وستزيد مطالب التغيير للقيادات داخل الإخوان.
وأضاف الباحث بالنظم الانتخابية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية: "عليه ستظل الجماعة تستقوى بالخارج وتعيش المظلومية وستحاول الاتصال بالإدارة الأمريكية الجديدة لتوضيح الصورة ولكن كل هذه المحاولات دون جدوى.
وتابع العزباوى: "سوف ترتفع الأصوات بالتغيير داخل بنية الجماعة واعتقد أن هذا ما سوف يحدث في المستقبل وسوف يتقدم الصفوف جيل الشباب في المستقبل القريب".

نجيب جبرائيل، رئيس منظمة الاتحاد المصري لحقوق الإنسان
وفى ذات السياق قال نجيب جبرائيل، رئيس منظمة الاتحاد المصري لحقوق الإنسان، إنه كان من المعروف منذ فترة كبيرة بفشل دعوات التظاهر بعد صلاة الجمعة أمس، ولن يكون لها أي صدى كما توقعت جماعة الإخوان خلال الفترة الأخيرة.
وأكد رئيس منظمة الاتحاد المصري لحقوق الإنسان، أنه بعد فشل تلك الدعوات ستصبح الإخوان صفحة تم إغلاقها ليس في مصر فقط بل العالم أجمع.
وتوقع نجيب جبرائيل أن ينتهى التنظيم الدولي للإخوان خلال الفترة المقبلة، تزامنا مع اعتلاء دونالد ترمب رئاسة امريكا، مؤكدا أن العالم سيسعى لتجفيف منابع التمويل لهذا التنظيم، ولن نسمع له صوت على الإطلاق.

هشام النجار، الباحث الإسلامي
ومن جانبه قال هشام النجار، الباحث الإسلامي، إن فشل دعوات الإخوان سيضعف موقفهم على المستوى الإقليمي والدولي فهذه التظاهرات موجهة كرسالة للخارج وللغرب ولداعميهم الإقليميين، وليس نصرة للغلابة كما يقولون.
وأضاف أن الهدف الأساسي من تلك الدعوات كان إثباتا أن الإخوان لا تزال قوة على الأرض قادرة على حشد الجماهير، وتصدر المشهد الميداني وإزعاج النظام القائم وإرباكه، وبذلك تظل ورقة ضغط قوية في يد أردوغان في مواجهة النظام المصري، وكذلك تجاوز صدمة وأزمة وصول الجمهوريين للحكم حتى يراجع ترمب وإدارته مواقفهم المسبقة من الجماعة.
وعلي الصعيد الميداني نفت مصادر أمنية ما بثته قنوات الجزيرة وغيرها من القنوات الخاصة بجماعة الاخوان عن خروج تظاهرات أمس الجمعة، في عدد من المحافظات لعناصر التنظيم الإرهابي، مضيفة أن تلك القنوات الإخوانية تبث صورًا لتظاهرات «قديمة» ومفبركة، وليست لها علاقة بالواقع، ولا أساس لها من الصحة.
كما انتشرت قوات مكافحة الشغب تدعمها المدرعات في شوارع القاهرة والمدن الأخرى يوم أمس الجمعة، تحسبا للمظاهرات التي دعت لها جماعة الإخوان، احتجاجا على ما وصفته بالأوضاع الاقتصادية الصعبة في البلاد. وخلا ميدان التحرير من أي تظاهرات في حين انتشرت على مسافات متباعدة مدرعات الشرطة المزودة بقنابل الغاز المسيل للدموع، كما انتشر ضباط برتب كبيرة، فيما أعلن عن إغلاق محطة مترو أنور السادات.
وقال أحمد عبد الهادى، المتحدث باسم الشركة المصرية لإدارة وتشغيل مترو الأنفاق، إن المحطة سيعاد تشغيلها «بعد التنسيق مع الجهات الأمنية المختصة»، وشددت إجراءات الأمن في ميدان طلعت حرب القريب، وانتشرت مدرعات الشرطة وعربات نقل المجندين في حي شبرا.
ونفت مصادر أمنية ما تردد في بعض القنوات الفضائية عن خروج تظاهرات أمس الجمعة، بعدد من المحافظات المصرية لعناصر التنظيم الإرهابي الإخوان.
وأضافت أن تلك القنوات الإخوانية تبث صورًا لتظاهرات «قديمة»، وليست لها علاقة بالواقع، ولا أساس لها من الصحة، ولفتت المصادر إلى أن الفيديوهات مفبركة ومظاهرات قديمة.

اللواء مجدى عبدالغفار
وأكدت المصادر أن اللواء مجدى عبدالغفار، وزير الداخلية، تابع الوضع الأمني على مستوى محافظات الجمهورية من خلال غرفة العمليات بوزارة الداخلية.
وأكدت المصادر، أنه تمت الاستعانة بالكلاب البوليسية والأجهزة الحديثة لتمشيط جميع مُحيط الوزارات والسفارات والهيئات الحكومية والمصالح المهمة والبنوك الكبيرة والكنائس بالعاصمة بصفة مُستمرة، ونفى العثور على أي أجسام غريبة أو متفجرات.
وقال اللواء علاء عبد الظاهر، وكيل إدارة الحماية المدنية بالقاهرة، إن الغرفة لم تتلق أي بلاغات، مُشيرًا إلى أنه يتم الربط مع إدارة النجدة في عملية تلقى البلاغات للدفع بخبراء المفرقعات فور تلقى الاستغاثات أو الاشتباه في أجسام غريبة.
وذكر تقرير لغرفة عمليات وزارة الداخلية، أن الهدوء ساد الميادين أمس، حيث خلت الميادين من أي تظاهرات كبرى أو أحداث عنف مؤثرة أو تفجيرات، فيما خلت الميادين الرئيسية في القاهرة والمحافظات أمس من أي متظاهرين للتنظيم الإرهابي، وسط تعزيزات أمنية من الشرطة والجيش وأمام المنشآت الحيوية والمقرات الحكومية والأمنية المهمة والميادين، تحسبًا لوقوع حالات شغب أو عنف من قبل عناصر جماعة الإخوان.
وقال اللواء طارق عطية، مساعد وزير الداخلية للعلاقات والإعلام، إن الحالة الأمنية مستقرة بجميع أنحاء الجمهورية، ولم يتم رصد أي مظاهرات بالشوارع، باستثناء عشرات الأشخاص الذين تظاهروا بشكل فردى في بعض المحافظات، لافتا إلى أن الفيديوهات التي بثت عن وجود مظاهرات وخروج العديد من المواطنين، فهي قديمة وأخبار كاذبة، هدفها إثارة الفوضى وزعزعة أمن واستقرار الوطن.

سامح عبد الحميد، الداعية السلفي
وقال سامح عبد الحميد، الداعية السلفي، تعقيبا على فشل تظاهرات 11 نوفمبر، "صدق المصريون وكذب الإخوان"، مؤكدًا أن الشعب المصري نجح في إثبات حرصه على الوطن ورفضه لدعوات إثارة الفتن.
وأضاف عبد الحميد في تصريحات صحفية، "١١-١١، تحول إلى استفتاء شعبي على رفض دعوات الإخوان وانحياز الشعب لخيار الحفاظ على مصر، موضحًا أن المصريين لديهم وعي سياسي وحنكة وحكمة ودراية بأهداف الإخوان التخريبية وأنهم يحرضون ويحركون بعض الشباب ضد مصالح الوطن.

بشير عبدالفتاح
وقال الخبير في «مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» بشير عبدالفتاح إن التحرك الذي حدث أمس يؤكد أن «الإخوان فقدوا قدرتهم على الحشد من فترة طويلة بسبب الأداء السياسي الفاشل للجماعة منذ فترة»، لافتاً إلى أن «رهانهم على عثرات اقتصادية والقرارات الاقتصادية الصعبة التي اتخذت أخيراً باء أيضاً بالفشل».
وقال عبدالفتاح: «مجرد أن تصبغ الدعوة بصبغة الإخوان، تفقد القدرة على الحشد والتأثير. أي تحرك يتم تسييسه من قبل الإخوان يفقد فوراً فاعليته». ورأى أن «فشل الحشد كان متوقعاً في ظل حملات التخويف والإقناع التي استخدمت في وسائل الإعلام بحسب وسيلة كل منبر إعلامي»، معتبراً أن «حاجز الخوف بُني مرة أخرى، فضلاً عن أن الحاجة إلى الشارع تراجعت طالماً أن الرسالة التي يريدها الشارع وصلت إلى الحُكم، وطالما أن الناس أدركت أن التظاهر لن يحل الأزمات… هدف الاحتجاج هو إبلاغ رسالة للرئيس بأن شعبيته في تراجع بسبب القرارات الاقتصادية، وهو نفسه يعرف أن شعبيته تراجعت وقال إنه سيتخذ تلك القرارات حتى لو أثرت على شعبيته، فضلاً عن أن الشارع بات يعلم أن الخروج لن يحل المشكلة».
وأضاف أن «التظاهر بسبب القرارات الاقتصادية ليس هدفه إسقاط النظام، لكن التعبير عن الغضب من القرارات، وتلك الرسالة يُدركها الحُكم جيداً، وبالتالي أسباب التظاهر غير موجودة». واعتبر أن أحداث أمس «تشير إلى أن الإخوان فقدوا تماماً القدرة على الحشد، والشارع رفض تماماً استخدام الإخوان المشاكل الاقتصادية من أجل تحقيق مكاسب في صراعهم مع النظام، كما تدل على أن الشارع على مضض مضطر إلى تقبل الإجراءات الاقتصادية القاسية على أمل أن يحدث تقدم».