أحمد سيف الإسلام البنا..
الجمعة 22/نوفمبر/2024 - 06:00 م
طباعة
حسام الحداد
"أحمد سيف الإسلام" حسن أحمد عبد الرحمن محمد البنا (22 نوفمبر 1934 - 5 فبراير 2016)، الأمين العام السابق لنقابة المحامين المصرية كبرى النقابات المصرية، وعضو مجلس شورى جماعة الاخوان المسلمين بمصر ونجل مؤسسها الراحل حسن البنا.
حياته
كان أحمد سيف الإسلام أول طالب مصري يلتحق بكلية دار العلوم من الثانوية العامة وليس من الأزهر كما كان متبعًا من قبل.
درس أحمد سيف الإسلام في كلية الحقوق مع دار العلوم في آن واحد، وحصل على ليسانس الحقوق عام 1956، ودار العلوم 1957، وعمل بالمحاماة منذ ذلك الحين رافضًا جميع الوظائف الحكومية بالداخل والخارج.
الحياة السياسية
انتسب للإخوان، واشترك في جميع أنشطة الجماعة منذ عام 1946 تقريبًا، تم اعتقاله عام 1965، وأفرج عنه بعدها بقليل مع تحديد إقامته في منزله عامًا، ثم اعتقاله ومحاكمته عسكريًا عام 1969، وحكم عليه بالسجن لمدة عشر سنوات قضى منها 4 سنوات لخروجه 1 أكتوبر 1973.
تم انتخابه عضوًا في مجلس الشعب عام 1987 عن الدائرة الرابعة، والتي كان مقرها قسم «السيدة زينب».
خاض انتخابات نقابة المحامين عام 1992، وحصل على أعلى الأصوات، واختير أمينًا عامًا للنقابة. وفي أول انتخابات بعد رفع الحكومة المصرية يدها عن النقابة عام 2001 حصل البنا أيضًا على أعلى الأصوات في تصويت حدث فيه شبه إجماع على البنا، حيث حصل على 25 ألف صوت، وكان أمينا عاما لنقابة المحامين، كبرى النقابات المصرية وعضو مجلس شورى جماعة الاخوان المسلمين بمصر.
أراءه
يقول عن الاصلاح السياسي في مصر في 2 نوفمبر 2010 لمجلة المجتمع في حوار اجرته معه المجلة حينها " الإصلاح السياسي لا يعطي سلطة مطلقة للحكومة في أن تمارس الحكم وأن تستأثر به، فلا شك أن عدم رغبة الحكومة في إجراء الإصلاح السياسي هو سبب التأخير، لماذا تتنازل عن جزء من سلطتها، وهي تحكم بصورة مطلقة إلا بضغوط حقيقية، فالضغوط هي التي تجبر الحكومة على أن تجري إصلاحاً سياسياً حقيقياً. ولابد أن تشعر السلطة بخطورة الوضع من الشعب المصري إذا لم تقم بالإصلاح المطلوب، ولذلك يجب على الشعب أن يتحرك، ولا يوجد إصلاح إلا بكفاح شعبي حر، لا يهدأ إلا حينما يصل ممثلو الشعب الحقيقيين إلى مكان السلطة." ويستطرد " لن يأتي الإصلاح السياسي من الخارج أبداً، فالخارج ما يهمه هو مصلحته، ولا يعنيه مدى تمتع الشعب المصري بحقوقه السياسية أم لا، والدليل على ذلك أن الغرب قاوم الحركة الإسلامية في الجزائر، ولا يزال يقاوم حركة «حماس»، رغم أنها نجحت بالطريق الديمقراطي للإصلاح السياسي، ولكن الدول الخارجية الغربية لا تشجع هذه الخطوة، ويجب ألا ننتظر إصلاحاً سياسياً من أية حكومة أجنبية."
وبصفته كان أمينا عاما لنقابة المحامين اعرب عن رأيه في التعديلات الدستورية التي قام بها مبارك قائلا " أعتقد أن تعديل الدستور الحالي أو إعداد دستور جديد يستويان، ولكن بشرط واحد أهم من التعديل أو التغيير، وهو ألا يغيّر نص الشريعة الإسلامية، باعتبارها المصدر الرئيس للتشريع، سواء تم تعديل الدستور ، أو تم بناء دستور جديد يجب أن ينص على هذه المادة أيضاً. وهذه المادة الدستورية هي أكبر انتصار فكري للحركة الإسلامية في عصر الرئيس الراحل أنور السادات، لأنها أجبرته على وضع الشريعة الإسلامية كمصدر رئيس للتشريع، وكان هذا انتصاراً لرأي التيار الإسلامي، واعترافاً دستورياً بأحقية الشريعة الإسلامية بأن تحكم هذا الوطن، وهذا أغلى ما نعتز به، والمعركة الآن حول تطبيق هذا النص، وأخشى ما أخشاه أن يكون الحديث عن التعديل أو التغيير وراءه إلغاء سيادة الشريعة الإسلامية."
وعن رؤيته لدور ومكانة الاخوان في 2010 قال " الإخوان المسلمون هم العصب الحي في هذا الوطن، وهم العين الساهرة والأمل وروح الإلهام لكل الشعب المصري، ولكل الشباب الذي يعمل ويجاهد، والدليل على ذلك أن أجيالاً من الشباب عرفوا بما جرى للإخوان المسلمين في خمسينيات وستينيات القرن الماضي، من اعتقالات وسجن وتشريد واضطهاد وتعذيب، ولكنهم - رغم كل هذا - انضموا إليهم، وتبنوا منهجهم، وحملوا لواءهم، بسبب تأكدهم من إخلاص هؤلاء الإخوان لوطنهم وأمتهم، ورغبتهم في الإصلاح الشامل، حتى لو كان هذا على حساب مصالحهم الشخصية، بل واعتقالهم ومصادرة حرياتهم وأموالهم.
الإخوان المسلمون ليس أمامهم إلا سلوك الطريق القانونية للتغيير، والأفضل لهم ولدعوتهم أن يتشبثوا بالطريق القانونية وبالمسلك الدستوري، من خلال خوضهم لانتخابات مجلس الشعب وغيره، للحصول على سند من الشعب المصري.. وعلى كل واحد من الإخوان أن يوجِد القاعدة الشعبية التي ترفعه، للالتصاق بالشعب وهمومه، ورفع مستوى الوعي عند الرأي العام، وهذا هو الإصلاح الحقيقي، والأمثلة على ذلك كثيرة، حيث فاز أحد شباب الإخوان المغمورين في مدينة «كفر شكر» بمحافظة القليوبية، على رئيس حزب التجمع «خالد محي الدين» عضو مجلس قيادة الثورة، وأحد الرموز التاريخية في المدينة، ونائبها على مدى طويل، والفائز شخص عادي من التيار الإسلامي، ليس له شهرة، ولكن تواجده في دائرته والتصاقه بأهلها ودوره الفعال جعله يكسب هذه الدائرة."
اما عن خلافات تيار الاسلام السياسي فكان رأيه " أتمنى لكل التيارات الإسلامية في كل البلاد العربية أن يكون عندها باستمرار نماذج في الإخلاص، والزهد في المناصب داخل التنظيمات أو في المناصب الحزبية، ويجب ألا تكون هناك انشقاقات في التنظيم الإسلامي بصفة خاصة، لأنه تنظيم له سياج من الأخوة والقرآن الكريم، فيجب أن يكون التنظيم متوائماً مع قضية هذا السياج وسقفه. وأرى أن سبب الخلافات هو نقص في فيتامين «الإخلاص»، وسر قوة الإسلاميين في الإخلاص لله سبحانه، فإذا كنا مخلصين فعلاً تتلاشى الفروق والمناصب بين الأفراد، سواء داخل التنظيم أو خارجه، ولأجل هذا يجب أن نعتني بالناحية الروحية في التيار الإسلامي، ولا نهملها بأي حال من الأحوال، ولا يطغى عليها الاهتمام بالنواحي السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية داخل المجتمع، فالناحية الروحية هي الأصل والأساس أولاً."
وفاته
توفي في مصر فجر الجمعة 5 فبراير 2016 عن عمر يناهز 81 عاما.
أعلنت عائلة مؤسس جماعة الإخوان المسلمين حسن البنا عصر يوم الأحد إلغاء عزاء نجله أحمد سيف الإسلام البنا الذي توفي الجمعة "بسبب رفض حكومي وأمني".
وأصدرت العائلة بيانا بعنوان "إلغاء عزاء الأستاذ الفقيد أحمد سيف الإسلام حسن البنا". وجاء فيه أن العائلة تعلن إلغاء العزاء في فقيدها والذي كان من المقرر أن يقام اليوم عقب صلاة المغرب في مسجد الإيمان بمكرم عبيد شرقي القاهرة.
وحول تفاصيل إلغاء العزاء، أضاف البيان "قامت وزارتا الداخلية والأوقاف بإلغاء إقامة العزاء بمسجد عمر مكرم، وأعلنت وزارة الأوقاف أنها لن تستضيف العزاء في أي من المساجد التابعة للدولة".
وحسب البيان، فإن وزارة الداخلية والحكومة المصرية تدفعان العائلة لإقامة عزاء فقيدها في الشارع بعد إغلاقهما أبواب مساجد الدولة كافة في وجهها، "ولكنها لن تستطيع تحمل مسؤولية أمان جموع المعزيين، ولا كلفة تعرضهم لأي خطر".
وتابع البيان "وعليه، تؤكد العائلة إلغاء عزاء فقيدها اليوم".