التونسي "معز الفزاني".. أخطر قيادات داعش في ليبيا
الأحد 25/ديسمبر/2016 - 01:56 م
طباعة
تسلمت تونس، الجمعة 23 ديسمبر 2016، القيادي في تنظيم "داعش" معز بن عبد القادر الفزاني المتورط في قضايا إرهابية، وصاحب التاريخ التطويل في الجماعات الإرهابية؛ حيث انضم إلى تنظيم القاعدة في أفغانستان عام 1997، وشارك في عمليات للقاعدة وعاد إلى تونس في 2011، ثم التحق بجبهة النصرة في 2013 قبل أن يبايع "داعش" في 2014.
حياته:
ولد معز بن عبد القادر بن أحمد الفزاني في 23 مارس 1969 في حي باردو بتونس العاصمة من والدة تدعى "فاطمة شيحاوي" ثم انتقل مع أسرته إلى حي أم درمان بمنطقة الزهروني على أطراف العاصمة الغربية القريبة من ولاية منوبة حتى 1997م.
وفي أفغانستان تزوج من أفغانية لها أربعة أطفال، وفي تونس تزوج من تونسية، وأنجب منها طفلين.
في تنظيم القاعدة:
غادر الفزاني ولاية منوبة التونسية، في سنة 1997 إلى باكستان؛ حيث انضم إلى تنظيم القاعدة، وبعد الاحتلال الأمريكي لأفغانستان وسقوط تنظيم القاعدة، اعتقل القوات الأمريكية الفزاني، في سجن باغرام الأفغاني ثم نقل إلى إيطاليا في 2009، وبعد وصوله إلى إيطاليا بعدأت محاكته بعد اتهامه من قبل المدعي العام بميلانو إلى جانب تونسي ثان وهو رياض الناصري في 2007 بتوفير الدعم اللوجيستي لخلية إيطالية على صلة بالجماعة السلفية للدعوة والجهاد المعروفة بتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، رحل إلى تونس مطلع 2012، بعد تبرئتهما أمام الاسئتناف في إيطاليا.
في تنظيم أنصار الشريعة:
وعاد إلى تونس بعد ثورة 14 يناير2011؛ حيث عاد إلى تونسن وفقًا لإطار العفو التشريعي العام التي صدرت في نهاية 2011، بعد سقوط نظام الرئيس التونسي زين العابدين بن علي عقب الثورة التونسية، مع ارتفاع موجة الإسلام السياسي، وسيطرة حركة النهضة الإسلامية المحسوبة على تيار الإخوان المسلمين، كانت فرصة الفزاني قوية في العودة إلى الجماعات الإسلامية المتطرفة؛ حيث انضم إلى صفوف تنظيم أنصار الشريعة بتونس إلى جانب زعيم التنظيم "سيف الله بن حسين".
وشهدت "أنصار الشريعة" بتونس نشاطًا واسعًا في 2012 وكان العقل المدبر لأغلب نشاط "انتصار الشريعة" المقرب من تنزيم القاعدة، حيث دخل التنظيم في موادجهات عديدة مع الأمن التونسي، وأصبح الفزاني مطلوب لدى أجهزة الأمن التونسية من جديد في ما عرف بأحداث جبل الشعانبي غربي تونس.
الالتحاق بـ"داعش":
وبعد أن أصبح مطاردًا من قبل الأمن التونسي، في نهاية 2013، توجه إلى سوريا؛ حيث التحق بصفوف "جبهة النصرة" أو ما يعرف حاليًّا بتنظيم "فتح الشام"، ثم التحق بتظيم "داعش"؛ حيث أعلن في أواخر سنة 2014 بيعته لخليفة "داعش" أبوبكر البغدادي، والذي أمره بالتوجه إلى مدينة سرت الليبية معقل التنظيم في ليبيا والمغرب الإسلامي، ليكون ضمن قيادة "داعش" في ليبيا وشمال إفريقيا، ويلقب بـ"أبو نسيم".
وفي تنظيم "داعش" بسرت تَدَرَّج الفزاني في عدة مواقع قيادية من التنظيم كان آخرها مسئولاً عن كتيبة جلها من التونسيين كانت تتمركز في عدة مناطق حيوية بالمدينة، كما أنه كان مسئولاً شرعياً في ديواني الزكاة والحسبة .
وقد تزعم الفزاني"أبو نسيم" في سرت كتيبة مسلحة تضم في صفوفها عددًا من التونسيين، وساعد بعض المقاتلين على العودة إلى تونس، وكان يستعين بمجموعات مختصّة في التهريب مقابل مبالغ ماليّة يتسلّمها من تنظيم داعش الإرهابي.
ولعب الفزاني دوراً مع قيادة التنظيم بسرت في تنصيب الإرهابي التونسي المكنى بـ "أبو موسى" أميراً على بلدة هراوة القريبة ويعتقد الخبراء أن إسمه الحقيقي هو "بشير مرساني".
وأصبح الفزاني في سرت الليبية، حلقة الوصل في شبكات استقطاب وتجنيد وتسفير الشباب والعناصر الإرهابية التي يتم توجيها إما إلى سوريا أو لتلقي تدريبات عسكرية في ليبيا في مدينة صبراطة الليبية، ثم العودة إلى تونس للقيام بعمليات اغتيال وهجمات تستهدف أمن البلاد، مما وضعه تحت أعين المخابرت الإيطالية والأمريكية والبريطانية والتونسية؛ حيث أصبح مطلوبًا لدى هذه الأجهزة الأمنية المختلفة.
وقد فر الفزاني من مدينة صبراطة الليبية، إلى مدينة سرت إثر الغارة الأمريكية عليها كانت تستهدفه هو ومجموعة من قيادات تنظيم "داعش".
وفي آخر شهر مارس 2016 أعلن موقع تابع لتنظيم «داعش» عن مقتل الإرهابي معز الفزاني إثر غارة جوية في ليبيا ليتبين أن الخبر عارٍ تمامًا عن الصحة، وأن فيدو عملية قتله مفبركة حتى يتسنى له الهروب من التراب الليبي لتعلن في شهر ديسمبر الحالي السلطات السودانية عن القبض عليه متنكرًا داخل ترابها.
وقد اعترف الفزّاني بأنه كان همزة الوصل في عمليّات تسفيير الانتحاريين من اللذين نفذوا عمليّات إرهابيّة في تونس وفي ليبيا على غرار منفذ هجوم باردو الإرهابي العبيدي ومنفذ هجوم محمد الخامس حسام العبدلي. كما كان يتكفل بترحيل الشباب التونـسي عبر الحدود إلى بؤر التوتر للتدرب هناك.
هجمات تونس:
والفزاني متورط في التخطيط لعملية متحف باردو الإرهابية التي شهدتها العاصمة التونسية في مارس 2015؛ حيث تبين أنه من بين المخططين للهجوم وقام بتمويل العنصرين الإرهابيَّيْن اللَّذَين نفذا العملية.
وبعد اختفائه لمدة حوالي الشهرين عاد اسم الإرهابي معز الفزاني للظهور مجددًا بعد تورطه في الهجومين الإرهابيين اللذين شهدتهما كل من مدينة سوسة القنطاوي وشارع محمد الخامس ليتم نشر صوره في موقع وزارة الداخلية لمطالبة المواطنين بمساعدتهم على العثور عليه، كما أكدت اعترافات إرهابيي "بن قردان" الذين تم القبض عليهم يوم 7 مارس الماضي أن الفزاني كان من قيادات العملية.
ويعد الفزاني متورطًا في محاولة تفجير قبر الرئيس التونسي الراحل الحبيب بورقيبة في مدينة المنستير في 2013.
كما أفادت التقارير الصحافية بأن معز الفزاني كشف خلال التحقيق معه عن أسماء خطيرة شاركت معه في المخططات الإرهابية سواء في تونس أو في ليبيا أو في مناطق أخرى.
وهو يتهم من قبل الأمن التونسي بأنه متورط في هجوم باردو وسوسة وشارع محمد الخامس وبن قردان.
اعتقال الفزاني:
وفي 20 أغسطس 2016، اعتقلت قوات الزنتان 20 تونسيا فروا من سرت، على رأسهم القيادي البارز في داعش معز الفزاني، المتهم بالمشاركة في أحداث بن قردان في شهر مارس الماضي، بحسب صحيفة ''LIBYA HERALD'' الممولة من الخارجية البريطانية والتي تنشط في ليبيا.
وأضافت الصحيفة أنّ قوات الزنتان نقلت الموقوفين للمرج للتحقيق معهم، موضحة أنّهم فروا من سرت محاولين الوصول إلى تونس.
ويبدو أن الاعتقال تم بين مدينتي الرقدالين والجميل في غرب ليبيا، بينما كان المعتقلون يفرون ولم تعرف قوات الزنتان هوية الفزاني إلا بعد توقيفه خلال دورية لها.
فيما ذكرت تقارير صحفية، أنه تم القبض على معز الفزاني مؤخرًا في السودان؛ حيث لعبت المخابرات الإيطالية دورًا في إلقاء القبض على الفزاني، وقال السيناتور الإيطالي جياكومو ستوتشي الذي يرأس لجنة برلمانية تشرف على المخابرات الإيطالية: إن عناصر المخابرات لعبوا دورًا رئيسيًّا في العثور على هذا التونسي المعروف باسم أبو نسيم والذي كان يقود مؤخرًا عناصر داعش بالقرب من ميناء صبراتة شمال غرب ليبيا.
وذكر السناتور الإيطالي أن هذا الإرهابي يمثل "تهديدًا محددا لأمن جميع المواطنين الغربيين مرحبا بالقبض عليه. وأصبح معز بن عبد القادر الفزاني على رأس المطلوبين في تونس بعد توجيه عدة تهم إرهابية له منها أساسًا تدبير عمليتي متحف باردو وسوسة".
وقد أدنت إيطاليا الإرهابي معز الفزاني، بتهمة القيام بأنشطة إرهابية فوق أراضيها، مبينةً أن زعيم تنظيم "داعش" الإرهابي أبا بكر البغدادي كلفه بضرورة مغادرة ليبيا نحو إيطاليا للإشراف على خلية إرهابية هناك، استعدادًا لتنفيذ بعض المخططات، ولكن تم إلقاء القبض عليه بمساعدة عناصر قامت بعد ذلك بنقل معلومات عنه للمخابرات الإيطالية والليبية والسودانية، ما سهل عملية الإطاحة به.
تونس تتسلم "الفزاني":
والجمعة، 23 دسيمبر 2016، أكد المساعد الأول لوكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بتونس، سفيان السليطي، أن تونس تسلمت من السلطات السودانية، معز الفزاني المورط في عدة قضايا إرهابية.