الراهب منير خزام اليسوعي ...85 عاما نورا للعالم
الثلاثاء 21/فبراير/2017 - 05:40 م
طباعة
هدفه الأسمى هو خدمة الجميع, بدون تفرقة أو تمييز.هذه هي رسالة الاب منير خزام (1932، -2017 ) وهذا ماتقوم عليه فكرة ودور الرهبنة اليسوعية الذى انتمي اليها الاب منير الذى رحل عنا اليوم الثلاثاء عن 85 عاما قضي اغلبها في خدمة العمل الاجتماعي والاهلي بمصركرائدا عظيما من رواد نهضتها
السيرة:
ولدالاب منير فى مصر الجديدة عام 1932، لأسرة ملتزمة روحياً تتكون من 8 أبناء 4أولادو4 بنات. كان والده يعمل مستشارا بالقضاء، ووالدته ربة منزل
حصل على شهادة الثانوية من مدرسة العائلة المقدسة (Jesuit) بالفجالة،و ليسانس الآداب فى الفلسفة وعلم النفس من جامعة بيروت.
وترهبن في الرهبنة اليسوعية الكاثوليكية و هى رهبنة اسسها القديس اغناطيوس دليولا وهو اسبانى ولكنه بدأ فى باريس وكان عدد رهبانها 10 رهبان اصدقاء ، وانتشرت فى الهند على مستوى العالم . واسم يسوعى نسبة ليسوع المسيح.
حيث بدأ حياة الرهبنة فى دير الآباء اليسوعيين بالمنيا عام 1965 و خدم بها لمدة 12عاما، تركز عمله خلالها على تكوين الأطفال والشباب والمعاقين بمختلف انتماءاتهم من خلال العديد من الأنشطة 1965 تكون أول فريق كشافة يجمع بين المسيحيين والمسلمين فى حى جنوب مدينة المنيا لخدمة أحياء الإسعاف وأبو هلال بالمنيا.وفى عام 1966 بدأ أول برنامج لتمكين ودمج المعاقين جسديا بالتعاون مع الدكتور جلال ذكى بأسيوط وتم عمل مركز متكامل للمعاقين جسدياً بالمنيا وأصبحت فيما بعد جمعية الجزويت بالمنيا المسئولة عن قطاع المعاقين فى محافظة المنيا بدلاً من مركز الدكتور جلال ذكى بعد تدريب وتأهيل فريق عمل على مستوى عال من الكفاءة.
وفى عام 1988 طلب منه الانبا إغناطيوس يعقوب مطران إيبرشية طيبة الاقصر ان يذهب هناك لخدمة ثلاث قرى غرب مدينة الأقصر (مركز أرمنت) هي: المريس، أرمنت الحيط وأرمنت الوابورات. ووصل إلى الأقصر بعد هذا الطلب وقام بمساعدة 4 من المتطوعين فى تنفيذ مجموعة من الأنشطة للأطفال والشباب والفتيات تمثلت فى أنشطة ومعسكرات كشفية، دروس تعليمية، أنشطة رياضية وتقديم الإسعافات الأولية. فى ذلك الوقت، ايضا حاولت فتح قنوات للتواصل والتعاون مع المؤسسات والقيادات الدينية والطبيعية والرسمية، قُوبِلَت تلك المبادرات بالترحاب من قيادات ومؤسسات مجتمعية كثيرة.
وبدا خدمته مع الأطفال الفقراء والأيتام ،حيث كنت ومعى شباب القرى نجمع الاطفال ونقدم لهم الوجبات ونساعدهم فى مصاريف دروس المدرسة ثم اخترنا الاطفال الاشد احتياجا واسسنا دارا للايتام وهى » دار النعمة »وذلك عام 1993لخدمة الأطفال الأيتام من محافظات الجنوب ،وكانت الدار بقرية أرمنت الوابورات ووصل عدد الاطفال 7 أطفال وتخرج من هذا الدار اكثر من100 شاب ومنهم من سافر الى روسيا ، ايطاليا ، فرنسا . وبعضهم حصل على شهادات جامعية متخصصة، والبعض الآخر تدربوا على حرفة واستطاعوا أن يبدأوا حياتهم وأن يصبحوا مواطنين فعالين.
بالاضافة لمبادرات للتكوين الحرفي،فى مجالات الحدادة وأعمال الدهانات والنجارة والتفصيل والخياطة على أيدى كفاءات مهنية، لتحفيز الشباب على التعلم والانخراط فى المجتمع واكتساب حرفة بجانب الدراسة الأكاديمية دون الاعتماد على الشهادة حتى يصبح الشاب قادرا على مواجهة الحياة.
و فى عام 1993 قام بإشهار جمعية مفتاح الحياة برقم 416 قنا لتكون المائدة التى يلتقى حولها الجميع ، والشريك الذى يعمل بكل جهد وحب لتنمية القرية المصرية فى صعيد مصر. بدأت الجمعية عملها بتأسيس دار للأيتام فى سبتمبر 1993. وفى 1994 تم إفتتاح 2 دار حضانة فى قريتى المريس وأرمنت الحيط تلتها أخرى بأرمنت الوابورات فى 2001 بإجمالى 350 طفلا، ساهمت بشكل كبير فى تشكيل وعى المجتمع التربوى تجاه الطفل ورفعت من مستوى التعليم بشكل ملحوظ. وأيضاً تم تأسيس 2 مستوصف طبى بهما 7 عيادات مجهزة ويخدمان 10.000 حالة سنوياً من المسلمين والمسيحيين ، ومكتبات ثقافية, وبرامج لرفع المستوى التعليمى للمراحل التعليمية المختلفة، وفصول لترقية المرأة ومحو الأمية، وأيضاً مركز لـتأهيل الشباب والفتيات حرفياً يستفيد منه 20 شابا وفتاة سنوياً. تعمل الجمعية ومازالت فى 40 قرية وبالشراكة مع 50 جمعية محلية والجهات الحكومية المعنية، فى تنفيذ العديد من المشروعات فى مجالات التعليم مثل دروس تقوية للاطفال مسلمين ومسيحيين ، الصحة، البيئة، تمكين النساء ومنحهم قروضا صغيرة ، ومشروع النشء وهو يقدم انشطة مثل مسرح مكشوف فى الشوارع وحماية الأطفال وتكوين القيادات المدنية من الشباب.
وجمعية مفتاح الحياة لها 4 فروع هى قرية أرمنت الحيط التى كانت البداية ، وقرية المريس ،قرية الوابورات ، محافظة قنا.
وقد استطاع خزام اجماع الشباب والنشء حوله مسلمين ومسيحين وذلك بسبب بساطة طريقته فى التعامل واستخدامه لأساليب تربوية جاذبة،كما بدأ أول نشاط اجتماعى ورياضى بين الشباب المسيحى والمسلم المحيط بدير الآباء اليسوعيين بالمنيا. وكوَّن فرق كشافة تجمع بين المسيحيين والمسلمين من أبناء الحى وتلاميذ المدرسة،واستطعت خلال فترة قصيرة تكوين مجموعة كشفية مميزة وقام بتسجيلها فى الاتحاد الإقليمى للكشافة بالمنيا،وأصبحت هذه المجموعة مسئولة عن تكوين فرق كشفية فى قرى محافظة المنيا ومتابعتها لأكثر من 10 سنوات متتالية.
الجوائز:
تقديرا للخدمات الاجتماعية للأكثر احتياجا التي قام بها الأب منير، في يوم الجمعة 28 من فبراير 2014، قامت الهيئة القبطية الإنجيلية بتكريمه ومنحته جائزة القس الدكتور صموئيل حبيب للعمل الخدمي والاجتماعي.