أبو الخير المصرى.. الذراع الأيمن لزعيم القاعدة
الإثنين 27/فبراير/2017 - 10:34 ص
طباعة
عبدالله محمد رجب عبدالرحمن وكنيته أحمد حسن أبو الخير المصرى المولود فى محافظة الشرقية فى عام 1957 والمقرب من ايمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة .
انضمامه الى القاعدة
تبنى الافكار الجهادية فى فترة مبكرة من حياته ثم انضم الى جماعة الجهاد المصرية و سافر مع ايمن الظواهري إلى السودان فى اوائل التسعينيات ومنها إلى أفغانستان حيث انضم إلى مجموعة أسامة بن لادن وتولى هناك «مسؤول لجنة العمل الخاص» في «القاعدة» والذراع اليمنى للظواهري .
وكان من ابرز القيادات التي حوكمت غيابيا في القضية رقم 8 لسنة 1998 جنايات عسكرية في مصر، والتي اشتهرت إعلامياً باسم «العائدون من ألبانيا» والتي صدر فيها تسعة اعدامات لهاربين، من بينهم الظواهري وشقيقه محمد الذي تسلمته مصر من الامارات، وثروت صلاح شحاته المسؤول العسكري لـ«الجهاد» واحتل اسم ابو الخير رقم 12 على لائحة القضية التي شملت 107 من قيادات الاصوليين في مصر، ونظرتها المحكمة العسكرية العليا في قاعدة الهايكستب شمال القاهرة عام 1999م وصدر ضد ابو الخير عضو مجلس شوري جماعة «الجهاد» حكم الاعدام غيابيا في نفس القضية، وكان حتى اعتقاله مرافقا لقيادات «القاعدة» التي تردد انها موجودة في ايران مثل سيف العدل الضابط المصري والقائد العسكري لـ«القاعدة» وسعد بن لادن وسليمان ابو غيث المتحدث الرسمي باسم تنظيم بن لادن وضمن الذين صدرت ضدهم احكام بالاعدام غيابيا في نفس القضية نصر فهمي وطارق انور وكلاهما لقي حتفه في الغارات العسكرية على افغانستان.
وجاء الخيط الأول لهذه القضية التي ضبطتها أجهزة الأمن المصرية عام 1998 من خلال القاء القبض على المتهم احمد ابراهيم السيد النجار في ألبانيا التي هرب اليها عقب صدور حكم باعدامه في قضية خان الخليلي عام 1994 ومنذ القبض على النجار تساقطت عناصر التنظيم الواحد تلو الآخر، إذ كشف النجار عن اسماء عدد كبير من شركائه، وأدلى بمعلومات تفصيلية عن الدعم الذي تلقاه من قيادات جماعة «الجهاد الاسلامي» وعلى رأسهم أيمن الظواهري وعادل عبد المجيد في بريطانيا.
وكشف ممدوح اسماعيل محامي جماعة «الجهاد» المصرية في اتصال هاتفي اجرته معه «الشرق الأوسط» ان ابو الخير طبقا لتحقيقات نيابة أمن الدولة المصرية، هو الذراع اليمنى للظواهري، وكان مسؤولا عن محطة السودان عام 1993 قبل ان تنتقل قيادات التنظيم السري برفقة بن لادن الى افغانستان. واعتبر ان اعتقال ابو الخير بمثابة كنز ثمين للاميركيين لاقترابه الشديد لسنوات طويلة من الحليف الاول لابن لادن، ومعرفته بمعظم قيادات «الافغان العرب» منذ ذهابه الى افغانستان في بداية الثمانينات وقبل سفره الى السودان.
واشار الى ان ابو الخير ورد اسمه في اكثر من موضع في تحقيقات قضية «العائدون من البانيا»، وانه ابو الخير رافق الظواهري ومعظم قيادات «الجهاد» المصري في اليمن والسودان وافغانستان و كان يعرف بين زملائه من قيادات «الجهاد» بكنية «ابراهيم سياسة و ان اهمية ابو الخير حسب ملفات اجهزة أمن الدولة في مصر تأتي لأنه يعتبر «كنز معلومات» ثميناً لاشرافه على تنقلات وسفر قيادات «القاعدة»، وكذلك لانه كان مسؤولا عن لجنة العمل المختصة بالاعمال العسكرية في الخارج، ولقربه من ايمن الظواهري زعيم التنظيم الحليف الاول لابن لادن وانه كان مشرفا على لجنة خاصة مهمتها توفير جوازات السفر المزورة لعناصر تنظيم ابن لادن.
وتابع ان ابو الخير اثار اهتماما شديدا لأجهزة الأمن المصرية منذ تردد اسمه على قائمة التشكيل العام لتنظيم الجهاد المصري في بداية التسعينات التي أطلق عليه المجلس التأسيسي للمجاهدين المصريين قبل الانضمام الى حلف بن لادن تحت مظلة «الجبهة العالمية لقتال اليهود والصليبيين» عام 1998» وورد ضمن المجلس التأسيسي لتنظيم الجهاد المتطرف اسماء ايمن الظواهري «الأمير العام»، وأحمد حسن أبو الخير «مسؤول لجنة العمل الخارجي»، ومحمد الظواهري «مسؤول اللجنة العسكرية»، وأحمد سلامة مبروك «مسؤول التنظيم،، ومرجان سالم «مسؤول اللجنة الشرعية»، وعادل عبد القدوس «مسؤول لجنة الأسر»، وعادل عبد المجيد عبد الباري «مسؤول لجنة الإعلام» يحتجز على ذمة الطلب الاميركي في سجن بريكستون بلندن لترحيله الى نيويورك لاتهامه في تفجير سفارتي اميركا في شرق افريقيا اغسطس (آب) 1998، وشوقي سلامة «مسؤول لجنة الوثائق»، وأحمد ابراهيم النجار «مسؤول التنظيم داخل مصر». وكانت ايران سلمت الى الأمم المتحدة اكتوبر (تشرين الاول) الماضي قائمة بأسماء 147 من الاعضاء والمقربين من تنظيم «القاعدة» وحركة طالبان الذين تم اعتقالهم على اراضيها قبل واثناء الحرب في افغانستان.
كما ورد اسم ابو الخير في اعترافات شوقي سلامة مصطفي عطية مسؤول الوثائق في تنظيم «الجهاد» الذي صدر ضده حكم بالمؤبد في نفس القضية، وفيها يقول ان ابو الخير كان ضمن مهامه اعداد جوازات السفر المزورة لتنقلات عناصر التنظيم من السودان الى دول اوروبا وآسيا وانهما التقيا ابو الخير اثناء وجودهما في السودان حيث كان يشغل مسؤول «محطة السودان» هناك ابان اقامة الظواهري وبن لادن في الخرطوم في عام 1993».
تم أعتقاله من قبل السلطات الإيرانية فى عام 2003 قبل أن يطلق سراحه فى عام 2015، ولا تزال ظروف اعتقاله غير معروفة تماما، إلا أنه وبحسب إفادة سليمان أبوالغيث عضو القاعدة السابق للمحققين الأمريكيين، فإن المصري وعدد من قادة القاعدة اعتقلوا في شيراز بإيران العام 2003 واحتجز في مبنى تابع للمخابرات الإيرانية لعامين قبل أن يتم نقله إلى مسكن داخل مجمع عسكري في طهران إلى جانب أفراد من أسرة بن لادن بما فيهم حمزة نجل أسامة بن لادن، قبل أن يطلق سراحه في مارس عام 2015.
الا ان مصادر امنية ايرانية كشفت في حينه ان التقرير لا يذكر اسماء قياديين بـ«القاعدة» مثل سعد بن لادن احد ابناء اسامة بن لادن، وسليمان ابو غيث المتحدث باسم «القاعدة» والضابط المصري سيف العدل الذي يعتقد انه المسؤول الثالث في التنظيم والقائد العسكري لـ«القاعدة».
وعلى مدار عام على الأقل رأت الاستخبارات الأمريكية أن أبوالخير المصري هو خليفة محتمل لزعيم القاعدة، أيمن الظواهري بعد مقتل نائبه السابق وزعيم تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، ناصر الوحيشي في غارة باليمن فى عام 2015م ولكن سرعان ما كشف الخطاب الذي أدلى به زعيم جبهة النصرة، أبو محمد الجولاني، وأعلن فيه تشكيل جبهة "فتح الشام" المنفصلة عن القاعدة، عن اسم الرجل الثاني ونائب أيمن الظواهري، المدرجين على قائمة الإرهاب الصادرة عن وزارة الخزينة الأمريكية العام 2005م ليتأكد وجوده فى سوريا باعتباره مسئول عن التنقل والأمور اللوجستية والمصاريف التي يقدمها عملاء القاعدة ممن يتم إرسالهم بمهام خارجية
مقتله
قتل ومرافقه يوم الأحد 26 فبراير 2017م إثر غارة جوية نفذتها طائرة دون طيار، استهدفت سيارتهما في ريف إدلب وأفادت صفحة “بوابة إدلب” على “فيسبوك” بمقتل الشيخ “أبو الخير المصري”، أحد قادة هيئة تحرير الشام، وشخص آخر كان برفقته، إثر استهداف سيارته قرب معسكر المسطومة في ريف إدلب، من قبل طائرة دون طيار تابعة للتحالف الدولي وأن الشخص الثاني الذي قتل مع “المصري” هو أحد عناصر هيئة تحرير الشام، ويدعى “هاني مصطفى مطر”، من بلدة محمبل بريف إدلب.
وقال الشرعي المصري المستقل في الشمال السوري “شريف هزاع” في تغريدات نشرها على حسابه في “تويتر”: “استهداف الشيخ أبا الخير المصري الرجل الثاني في تنظيم قاعدة الجهاد، ونائب الدكتور أيمن الظواهري”، وأضاف “رحم الله أبا الخير المصري، قال لي من أيام: أنا أنسى حمل مسدسي لأني منتظر الاستهداف من الطائرة”.