الآيديولوجيا السياسية لعلي خامنئي.. كتاب يكشف فكر المرشد الأعلي في إيران
الجمعة 19/أكتوبر/2018 - 09:45 ص
طباعة
الكتاب: الآيديولوجيا السياسية لعلي خامنئي
المؤلف: يافت هوفسبان بيرس
الناشر: مركز تنمية الشرق الأوسط بجامعة كاليفورنيا
يُعتبر كتاب “الآيديولوجيا السياسية لعلي خامنئي” لـ”يافت هوفسبان بيرس″، الباحثة متخصصة في التأثير الإيراني على السياسات العالَمية، الأول من نوعه في تَتَبُّع تطوُّر الآيديولوجيا الثيوقراطية المتمثلة حاليًّا بالمرشد الإيراني علي خامنئي، استنادًا إلى دراسة عميقة لبياناته الخاصة في المكتوبة بالفارسية الأصلية، مع الأخذ بعين الاعتبار أن الكتاب لا يُعتبر ترجمة لهذه البيانات، بل تحليل موضوعي لها. ويبحث مضمون الكتاب في أثر الفكر السياسي لخامنئي في الداخل الإيراني والسياسات الإقليمية والدولية.
ويبحث كتاب “الآيديولوجيا السياسية لعلي خامنئي” أثر الفكر السياسي لخامنئي في الداخل الإيراني والسياسات الإقليمية والدولية.
ومن خلال دراسة عبارات وتصريحات خامنئي في سياقاتها الأصلية، أظهر الكتاب التكوين الفكري لخامنئي وكيف يمكن التكهُّن بردود فعل شخصية كهذه. فالكتاب يحدِّد كيفية رؤيته السياسية الثيوقراطية وكيف يؤثِّر تأثيرًا مباشرًا على المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة وسياسات إيران تجاه المنطقة والعداء تجاه إسرائيل وطموحها لتصبح قوة عالَمية.
يشير الكتاب كدليل تفسيريّ إلى نظرة خامنئي وكيف يمزج بين اعتقاداته الدينية والسياسية في عملية صنع القرار السياسي وتدبير الشأن الداخلي واتخاذ نهج معيَّن في التعامل مع دول الجوار والدول العظمى.
يعتمد الكتاب على التسلسل الزمني وتحليل مكثَّف لفكر ومعتقَدات خامنئي، مستندًا إلى وثائق تخصّ حياته، مرورًا بنشاطه السياسي خلال حركة الثورة الإسلامية في فترة الخميني، إلى فترة ما بعد الخميني وتَوَلِّيه الهيمنة على نظام الدولة.
وبشكل أخص، ذكر الكتاب دور خامنئي في إنشاء إيران في مرحلة ما بعد الخميني، فبدأ بذكر النزاع الذي كان قائمًا بين بني صدر وخامنئي ومحاولة اغتياله في 1981، السنة الذي انتُخب فيها رئيسًا ثالثًا للجمهورية الإيرانية التي استمرَّت إلى حين موت الخميني 1989، عند بداية تولِّيه منصب “المرشد الأعلى الإيراني”.
وبعد تولِّي رفسنجاني الحكومة آنذاك، انتقل الكتاب إلى المرحلة الإصلاحية في عهد خاتمي، والحوار حول السياسة الخارجية، وكيف كانت علاقات خاتمي الخارجية والتوتُّرات بعد أحداث 11 سبتمبر في الولايات المتحدة، وتمييز ذكر الكتاب لهذه المرحلة بإبراز ما يُسَمَّى “ربيع طهران”، والحوار حول حرية الصحافة، مبيِّنًا حجم الصراع بين المعسكرين المحافظ والإصلاحي في الدولة.
وكان للمرحلة النووية في عهد محمود أحمدي نجاد نصيب من صفحات الكتاب، فقد عرض نهج خامنئي في السياسة الداخلية والخارجية في تلك الفترة للخروج ببرنامج نووي مستقلّ لنظام ثيوقراطي حديث النشأة.
أما الفترة الحالية التي يقودها حسن روحاني فوصفها الكتاب بأنها فترة الدبلوماسية الإيرانية، وسط عدم رضا خامنئي عن بعض الأمور في هذه الحكومة، إلا أنه تَمتَّع بتأثيره الخاص على الاتفاقيات والسياسات الخارجية.
يتناول الكتاب مواضيع محدَّدة وعناوين تشمل تصوُّرات خامنئي وآراءه حول الولايات المتحدة، التي يعتبر الكتاب أن إيران أصبحت أكبر مخاوفها، وفلسطين، وإسرائيل، وأيضًا احتوى الكتاب على تفسيراتِ وأهدافِ ما يُسَمَّى “الوحدة الإسلامية”، والحديث عن “الربيع العربي” والوضع الراهن للدول الإسلامية، وكيف تحلم إيران بقيادة العالَم الإسلامي، ويشرح الكتاب في هذا الصدد عدة فوائد لتوحيد العالَم الإسلامي من وجهة نظر بعيدة عن واقع إيران، كما يتحدَّث عن تَوْق النظام الإيراني إلى تصدير الثقافة الإيرانية.
ذكر الكتاب أيضًا تعريف خامنئي للحرية السياسية والاستقلالية، وتَبَنِّيَه فكرة التقدُّم الوطني وأهداف البرنامج النووي الإيراني، وتَضَمَّن رؤيته حول الشباب الإيراني، وآراءه حول الديمقراطية وكيف تُمارَس مع التقيد الصارم بالعقيدة الثورية أو ما يسميه “الديمقراطية الدينية”.