عزام التميمي ومغازلة الليبرالية المصرية
الأحد 08/أكتوبر/2017 - 03:46 م
طباعة
قال هشام النجار الباحث في شئون التيارات الإسلامية. إن ادعاء عزام التميمي القيادي الإخوانى بأن هناك مشتركات بينهم وبين المصريين الليبراليين وتعزيز أيمن نور لكلامه محاولة لخداع المصريين ولن تنجح.
وأضاف النجار في تصريح لـ فيتو، أن الشعب المصري أصبح يدرك أن قلة قليلة من أصحاب المصالح والمنتفعين والممولين من الخارج ومن تلوثوا بما تلوثت به جماعات الإسلام السياسي، وخاصة جماعة الإخوان الإرهابية، يرتبطون بالإخوان ويروجون لهم في الخارج ويندمجون معهم ويسهمون في مخططاتهم.
وأكد الباحث في شئون التيارات الإسلامية أن هذه القلة لا يمكنها خداع الليبراليين ولا غيرهم لأن الشعب المصري بمختلف انتماءاته أصبح يدرك حقيقتهم والكتلة الكبرى من التيارات الفكرية والسياسية المصرية وطنية حرة لا تقبل تلك العلاقات المشبوهة وترفض التعامل والتواصل مع الإخوان.
من هو عزام التميمي
عزام سلطان التميمي ناشط سياسي وأكاديمي فلسطيني بريطاني. ولد في 15 مارس لعام 1955 بمدينة الخليل بفلسطين، يشغل حالياً منصب مدير معهد الفكر السياسي الإسلامي بلندن أحد المؤسسات الفكرية التابعة للتنظيم الدولي لجماعة الاخوان الارهابية. يعتبر عزام التميمي أحد رموز التنظيم الدولي البارزين في بريطانيا؛ فهو عضو بارز بالرابطة الإسلامية في بريطانيا وعضو مجلس إدارة قناة الحوار الفضائية. له بعض التجارب الإعلامية، فهو يظهر كثيراً على شاشات الجزيرة الفضائية بمحطتيها العربية والإنجليزية، وكذلك يقدم بعض البرامج على قناة الحوار الفضائية وغيرها من القنوات العربية والإنجليزية. كما تنشر له بعض المقالات والآراء في صحيفة الغارديان البريطانية. وله عدة مؤلفات باللغة الإنجليزية حول الفكر السياسي الإسلامي والحركات الإسلامية.
ولد عزام التميمي بمدينة الخليل بالضفة الغربية، جنوب القدس، وعاش بها حتى السابعة من عمره، ثم انتقل للعيش بالكويت عندما هاجرت عائلته من فلسطين. سافر عزام إلى لندن واستقر فيها، حيث إنه يعيش حاليا بحي ويليزدين، بإحدى ضواحي لندن مع زوجته وأبناءه الثلاثة الحاصلين جميعا على الجنسية البريطانية.
كتب عزام التميمي عدة كتب باللغة الإنجليزية حول الحركات الإسلامية وتاريخها. وقد صدر له عدة كتب عن دور نشر مختلفة، مثل كتابه "الإسلام والعلمانية في الشرق الأوسط" الصادر عن دار هيرست ببريطانيا وجامعة نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية عام 2000، وكتابه "راشد الغنوشي: ديمقراطي بين الإسلاميين" الصادر عن جامعة أكسفورد في عام 2001, وكتابه "حماس: فصول لم تكتب" الصادر عن دار هيرست البريطانية في خريف 2006، ثم كتابه "حماس تاريخ من الداخل" الصادر عن دار إنترلينك الأمريكية في خريف 2007.
له تجارب إعلامية حيث شارك عام 2006 في تأسيس قناة الحوار الفضائية التي انطلق بثها من لندن في يوليو عام 2007. ومن الجدير بالذكر أن لعزام التميمي مشاركات دورية على قناة الحوار أهمها برنامج مراجعات الذي عرض فيه مذكرات مصورة لكثير من الشخصيات المعروفة مثل: إبراهيم منير والشيخ رائد صلاح. وله أيضا مشاركات إعلامية عديدة في قناة الجزيرة بلغتيها، وكذلك في البي بي سي وغيرها من القنوات الإنجليزية، بوصفه خبيرًا في الحركات الإسلامية والقضية الفلسطينية.
يرى عزام التميمي أن ما يسمى بالحرب على الإرهاب التي تشنها كلا من الولايات المتحدة وحلفائها منذ الحادي عشر من سبتمبر، ما هي إلا حرب على الإسلام- في رأي العالم الإسلامي. ويتهم عزام بدوره جورج دبليو بوش، لأنه حاول محاربة الإرهاب بالحروب، والظلم السياسي، وانتهاكات حقوق الإنسان، بيد أن جميع تلك الوسائل لن تؤثر في الوضع الراهن، بل إن مثل تلك الوسائل من شأنها أن تحدث مفعولا معاكسا.
تأسيس جديد
في النصف الأول من سبتمبر الماضي 2017، طالب "التميمي"، في مقال نشرته بعض المواقع الموالية للجماعة، جبهة الشباب بتأسيس تنظيم جديد يحققون من خلاله رؤيتهم، أو الاستمرار في جماعة الإخوان والرضوخ لآراء القيادات التاريخية، حتى لو كانت ظالمة من وجهة نظرهم، مؤكدا أن أزمة الإخوان الداخلية ليست نزاعا على رؤية ولا على فكرة بقدر ما هو على قيادة.
ومن سياق مقال عزام التميمي، يتبين أنه يهدد شباب التنظيم بعلة أن القيادات التاريخية هم الذين يمتلكون القرار داخل الجماعة، وأن مقدرات التنظيم تحت تصرفهم، موجها رسالة لشباب الجماعة مفادها أن كل المنشقين عن الإخوان ممن أسسوا كيانات أخرى فشلوا فشلا ذريعًا، ضاربًا المثل بحزب الوسط، قائلا: "رغم أن حال الجماعة لا يسر، إلا أن أحدا لم ينجح حتى الآن، رغم كل النقد الذى وُجّه إليها من داخلها وخارجها، في إيجاد بديل لها ذي مصداقية، وهذا هو التحدي الأكبر الذى يواجه جناح شباب الإخوان، ولهم في تجربة حزب الوسط وغيرها من تجارب من انشق عن الجماعة أو استقل عنها سواء في مصر أو الأردن أو الجزائر أو غيرها كثير من العبر، فشباب الوسط الذين خرجوا من الجماعة، أو أُخرجوا، قبل ما يزيد على عشرين عاما، وكانوا حينها أصحاب حق ومظلمة، لم ينجحوا في تقديم بديل عن الإخوان، وما لبث الإخوان أن تجاوزوا تلك الأزمة العابرة، وشقوا طريقهم لتوصلهم الثورة المصرية إلى الحكم، بينما ظل حزب الوسط مقتصرا على نفر قليل من المؤسسين وبعض المتعاطفين معهم".
وأوضح "التميمي" في مقاله، أن الأزمة الداخلية لجماعة الإخوان منذ ثورة 30 يونيو انعكست عليها بضعف الأداء وغياب القيادة في الداخل وترهلها وتهافتها وتخبطها في الخارج، وحالة الإحباط واليأس التي نالت من الإخوان، متابعا: "لا أرى سبيلا أمام جناح شباب الإخوان لحل خلافهم مع القيادات سوى واحد من خيارين لا ثالث لهما، إما أن يعودوا إلى الجماعة طائعين لقيادتها في المكره والمنشط ويسعوا لإصلاح ما يحسبونه خللا من داخلها ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا، وإما أن يعلنوا تشكيل إطار آخر باسم مختلف يسعون من خلاله لتحقيق ما يرون أنه بات مستحيلا ضمن الجماعة فى وضعها الحالي وبقيادتها الحالية التي باتوا يرفضون، وهم على قناعة من أنها لا تصلح لإدارة مدرسة صغيرة ناهيك عن أن تقود جماعة يعد أعضاؤها حول العالم بالملايين".